أَعْظَمُ نِعْمَةٍ أَنْعَمَ اللهُ بِهَا على الثَّقَليْن النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
محمد البدر
1441/02/11 - 2019/10/10 02:27AM
خطبة عن (أَعْظَمُ نِعْمَةٍ أَنْعَمَ اللهُ بِهَا على الثَّقَليْن النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)
الْخُطْبَةِ الأُولَى:
عِبَادَ اللَّهِ: قَالَ تَعَالَى : ﴿لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾ [آل عمران: 164].
إنَّ أَعْظَمُ نِعْمَةٍ أَنْعَمَ اللهُ بِهَا على الثَّقَليْن الإنْسِ والجِنِّ: أنْ بَعَثَ فِيهم عَبْدَهُ وَرَسُولَهُ وَخَلِيلَهُ وَحَبِيبَهُ وَخِيرَتَهُ مِن خَلْقِهِ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ لِيُخْرِجَهُم مِن الظُّلُمَاتِ إلى النُّورِ، وَيَنْقُلَهُم به مِن ذُلِّ العبوديةِ للمَخْلُوقِ إلى عِزِّ العبوديةِ للخالِقِ الكريم، ويُرْشِدَهُم إلى سبيلِ النَّجَاةِ والسعادةِ، وَيُحَذِّرَهُم مِن سُبُلِ الهَلَاكِ وَالشَّقَاوَةِ، قَالَ تَعَالَى : ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا﴾ [الفتح: 28].
وَقَد قَامَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإبلَاغِ الرِّسَالَةِ وَأَدَاءِ الأمَانَةِ والنُّصْحِ للأُمَّةِ ، فَبَشَّرَ وَأَنْذَرَ، وَدَلَّ عَلَى كُلِّ خَيْرٍ وَحَذَّرَ مِنْ كُلِّ شَرٍّ، قَالَ تَعَالَى : ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا﴾ [المائدة: 3].
فالواجب الإيمان بالنبيِّ صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّم إيماناً صادقاً، وطاعته باتّباع ما أمر به، واجتناب ما نهى عنه قَالَ تَعَالَى : ﴿وَأَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ﴾ وَقَالَ تَعَالَى : ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور:63].ومحبّته قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكونَ أحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِه وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعينَ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ،والدّفاع عن سنّته، والتّمسك بها، وبذل الغالي والرّخيص من أجل الدين الذي جاء يدعو به،و إجلاله، وتعظيمه،وتوقيره ، واحترامه ، والإكثار من الصّلاة والسلام عليه وليجمع المسلم بين الصلاةِ والتسليم ولا يقتصر على أحدِهِما قَالَ تَعَالَى : ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب:56].وَمِن أَعظمِ حقوقِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّم علينا:
الدعاءُ له صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّم، بالصلاةُ والسلامُ عليه، والدعاءُ له بالوسيلةِ والفضيلةِ والدعاءُ له بأنْ يبعثَهُ اللهُ مَقَامًا مَحْمُودًا.
ومَعْنَى الصَّلَاةِ عَلَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّم قالَ الإِمَامُ ابنُ القَيِّمِ -رَحِمَهُ اللهُ-:أصلُ هذه اللفظةِ في لغةِ العربِ يرجعُ إلى معنييْن ،أحدِهِما: الدعاءُ والتبرك والثاني: العبادة.
عِبَادَ اللَّهِ: إن للصلاةِ عَلَى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فضائلُ ذكرة في الكثير من الآحاديث منها:
قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا» رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرَ صَلَوَاتٍ، وَحَطَّ عَنْهُ عَشْرَ خَطِيئَاتٍ، وَرُفِعَتْ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ» رَوَاهُ النَّسَائِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ .
وَعن أُبيِّ بن كعبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: كان رسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا ذهب ثُلُثَا الليل؛ قامَ فقال: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا اللَّهَ، جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ، جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ». قَالَ أُبَيٌّ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ، فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي أي: مِن دُعَائي، أي كَم أَجْعَلُ لَكَ مِنْ دُعَائِي صَلَاةً عَلَيْكَ فَقَالَ : «مَا شِئْتَ» قَالَ: قُلْتُ: الرُّبُعَ قَالَ: «مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ» قُلْتُ: النِّصْفَ قَالَ: «مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ» قَالَ: قُلْتُ: فَالثُّلُثَيْنِ قَالَ: «مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ» قَالَ: قُلْتُ: أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا -أي دُعَائي كُلَّهُ لِنَفْسِي وأَهْلِي وَوُلْدِي وَمَالِي قَالَ: «إِذن تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ» رَوَاهُ التِّرْمِذِيِّ وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا...
الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
عِبَادَ اللَّهِ: وَرَدَت صِيَغٌ كَثِيرَةٌ فِي الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهَا: عن كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : خَرَجَ عَلَيْنَا النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ قَدْ عَلِمْنَا كَيْفَ نُسَلِّمُ عَلَيْكَ ، فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ قَالَ قُولُوا : اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ، وعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجيدٌ . اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ ، وعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجْيدٌ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَعَنْ أبي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُمْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .الا وصلوا ..
المرفقات
نِعْمَةٍ-أَنْعَمَ-اللهُ-بِهَا-على-الث
نِعْمَةٍ-أَنْعَمَ-اللهُ-بِهَا-على-الث