أعراسنا بين المفاخر والمعايب
د مراد باخريصة
1435/10/25 - 2014/08/21 16:38PM
[font="]أعراسنا بين المفاخر والمعايب[/font]
[font="]هذه الأيام هي أيام الأفراح وهذا الموسم هو موسم الأعراس ..[/font]
[font="]أعراسنا نعمة من ربنا وآية من آيات الله لنا ذكرها ربنا سبحانه وتعالى في كتابه العظيم ممتناً بها علينا فقال سبحانه وتعالى في محكم التنزيل:[/font][font="] {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.[/font]
[font="]فما أعظمها من نعمة وما أجلها من منّة وما أكبرها من سعادة ما بعدها في الدنيا سعادة [/font]
[font="]بلغ أحبتي وأهل مودتي وكل قريب يريد مسرتي[/font]
[font="]أفراحنا قد أقبلت أوقاتها ولذيذ أفراحي اجتماع أحبتي[/font]
[font="]يقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" تَنَاكَحُوا، تَكْثُرُوا، فَإِنِّي أُبَاهِي بِكُمُ الْأُمَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " ويقول عليه الصلاة والسلام "النِّكَاحُ مِنْ سُنَّتِي، فَمَنْ لَمْ يَعْمَلْ بِسُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي".[/font]
[font="]عباد الله: إننا نتميز في مجتمعنا الحضرمي في الأعراس والأفراح بمميزات كثيرة وخصال نبيلة بفضل الله ومنته ومن ذلك:[/font]
[font="]عدم الإسراف في تكاليف الزواج بشكل عام مقارنة بغيرنا حيث نلاحظ أغلب الناس اليوم يحاولون أن يقللوا ما استطاعوا ويختصروا قدر الإمكان ويفعلون ماهو أهم فأهم.[/font]
[font="]فبدلاً من وجبتين أو ثلاث صارت وجبة واحدة وبدلاً من أن يطول الزواج أياماً صار في الغالب يوماً واحداً[/font]
[font="]وهذا هو البركة وهذا هو المطلوب وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أعظم الزواج بركة أقله مؤونة وأخفه تكلفة[/font]
[font="]فعلينا أن نحافظ على هذه العادة الطيبة ونستمر عليها ونحاول التخفيف أكثر فأكثر وندع التقليد والعادات المستورة في المفاخرة والمباهاة حتى يبارك الله لنا في أعراسنا وييسر لنا أمورنا.[/font]
[font="]كما لا ينبغي لنا أبداً أن نخفف في جانب ثم نسرف في جانب آخر كأن نخفف في جانب الأكل ثم نسرف في جانب التحسينيات وشراء الحاجات التي لاداعي لها كالتفنن المبالغ فيه في شراء حاجات غرفة النوم أو غير ذلك وبعضهم ربما يخفف في جانب المهر ثم يسرف في جانب الذهب وهلم جرا والمطلوب هو التخفيف العام في كل الأشياء وليس التخفيف في جانب دون جانب ...[/font]
[font="]ومن العادات الطيبة والسوالف المباركة في هذه البلاد إقامة الزواجات الجماعية التي أصبحت بفضل الله ومنته منتشرة انتشاراً مفرحاً في جميع ربوع المحافظة [/font]
[font="]فهناك زواجات جماعية على مستوى المدن والمناطق وعلى مستوى القبائل والعشائر وعلى مستوى الجمعيات والمؤسسات الخيرية وعلى مستوى التجار والأفراد وهذا كله يبشر بالخير ويدل على أن روح الألفة والتعاون لايزال بفضل الله مغروساً في أهل البلد ولايزال التكاتف والإحساس بمشاعر الآخرين وحاجتهم محفوظ في القلوب والنفوس.[/font]
[font="]ومع ذلك نقول أن مدينة المكلا مقارنة بغيرها من المديريات والمدن الأخرى لاتزال متأخرة في هذا الجانب وهناك تقصير فيه وتحتاج إلى تفعيل موضوع الزواجات الجماعية بشكل أكثر وأكبر[/font]
[font="]إذ أن الزواجات الجماعية فيها مقارنة بالشحر أو حضرموت الداخل مثلاً تعتبر قليلة مع أن المكلا هي الواجهة والعاصمة ومشكلة العنوسة فيها منتشرة بشكل أكبر من كل المناطق الأخرى.[/font]
[font="]إننا نتمنى من أهل الخير والإحسان في هذه البلاد أن يهتموا بشكل خاص بالعانسين والعانسات من الشباب والفتيات الذين تجاوزت أعمارهم فوق الثلاثين ولازالوا دون زواج[/font]
[font="]فهؤلاء فعلاً بحاجة إلى إعانة خاصة ورعاية فائقة حتى تحل مشكلتهم وتنتهي عنوستهم فكم من شاب يشعر بالحسرة وكم من فتاة تشعر أن القطار قد فاتها وأن سن الزواج قد تجاوزها وأصبحت في عداد العانسات[/font]
[font="]فلو أقيم لهؤلاء زواجاً جماعياً خاصاً لا يشرك فيه إلا عانس أو عانسة وله دعم خاص واغراءات أكبر ولايتزوج فيه العانس إلا من عانسة لاحتلت مشكلة العنوسة ولتم القضاء عليها بشكل تدريج إن شاء الله.[/font]
[font="]ومن العادات الطيبة في مجتمعنا عند الزواجات التعاون بين الناس والتكاتف الموجود بينهم وخدمة بعضهم لبعض عند الولائم والمناسبات وهذا شيء طيب[/font]
[font="]فبدلاً من استئجار عمال للخدمة أو استقدام أناس ليقوموا بمهام الزواج يقوم الناس فيما بينهم ويخدم بعضهم بعضاً [/font]
[font="]فجزى الله كل من خدم جاره أو قريبه أو صديقه خير الجزاء فإن الله سبحانه وتعالى يقول:[/font][font="] { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}.[/font]
[font="]ومن العادات الحميدة في الأفراح والزواجات عندنا هنا توزيع مافاض من الأطعمة ومازاد من الأكل على الفقراء والمساكين والمعوزين والمساجين وهذا أجمل شيء فإن أكثر الناس يحبون أن يزيدوا من الأكل حتى لا ينقص ولكنهم في المقابل يوزعون الفائض على المحتاجين والفقراء بخلاف غيرنا والبعض النادر منا حيث يلقون بالفائض في القمائم والزبالات وكأنه لايوجد في البلد محتاجون أو فقراء.[/font]
[font="]يقول النبي صلى الله عليه وسلم:" شر الطعام طعام الوليمة يدعى لها الأغنياء ويترك الفقراء ومن ترك الدعوة فقد عصى الله ورسوله ". رواه البخاري ومسلم .[/font]
[font="]ومما يفرح القلب ويسعد الفؤاد الابتعاد عن الأغاني الماجنة عند إقامة أفراح الزواج وعدم رغبة الكثيرين في افتتاح زواجاتهم بالأغاني والمعاصي تنفيذاً لأمر الله القائل{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ}.[/font]
[font="]مع أننا نلاحظ في هذه الآونة الأخيرة أنه وللأسف بدأ البعض بالعودة إلى إحياء المخادر والأغاني من جديد بعد أن تركها الكثير منهم وتخلوا عنها في السنوات السابقة.[/font]
[font="]فيجب على كل عريس أن لا يرضى بذلك ولايقبل به وأن يسعى إلى أن يكون زواجه زواجاً شرعياً خالياً من الآثام والموبقات [/font]
[font="]خاصة وأن هذه المخادر يأتي إليها كثير من التائهين والضائعين والمحششين والمخدرين ويقوموا بفعل أشياء مضرة على الحاضرين وعلى الجيران.[/font]
[font="]كذلك من المحامد التي يحمد الناس عليها ونفاخر الآخرين بها في أعراسنا ومناسباتنا منع التصوير للنساء منعاً مطلقاً وإعلان ذلك والتصريح به عند كتابة الدعوات وعدم السماح لدخول آية امرأة تحمل جوالاً فيه كاميرا [/font]
[font="]وهذا شيء نبيل وفعل طيب يدل على الغيرة المغروسة في نفوس الناس والحرص الشديد على المحافظة على أعراضهم وشرفهم من أن يخدشه الخادشون أو يمتهنه المتلصصون.[/font]
[font="]فكم من نساء افتجعن عندما ظهرت صورهن ونشرت عندما تقوم من لا دين لها ولا خلاق عندها ولا حياء بتصوير النساء ونشر الصور على الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.[/font]
[font="]فيجب أن نشدد في هذا الأمر ونحرص على وضع مفتشات يفتشن النساء عند الأبواب ويراقبنهن حتى لا تسول أحد لنفسها القيام بذلك فيتعرض المجتمع لطعنات قاضية في عرضه وشرفه وصون نسائه.[/font]
[font="]كما أنبه في هذه النقطة المهمة على الحذر أيضاً من التصوير الخاص كتصوير العروس أو تصوير النساء فيما بينهن في العرس من قبل أهل الزواج أنفسهم بحجة الذكرى أو بحاجة إرسال الصور إلى أحد الأقرباء المسافرين في الخارج [/font]
[font="]فكل هذه فخاخ يجب تركها والابتعاد عنها والحذر منها تحت أي مبرر كان، إذ أن الشخص مهما كان لا يضمن لمثل هذه الصور أن تبقى في حدود ما يريد، ويحدث لها في الغالب التسرب والتناول من يد إلى يد أو تتعرض عند إرسالها عبر الانترنت لشيء من التهكر أو الاختراق أو النسخ عبر ذاكرة الجوال وهنا يتفاجئون كيف انتشرت وكيف وقعت في أيدي الآخرين وكيف حصلوا عليها وتبدأ المشاكل والاتهامات والله المستعان.[/font]
[font="]فاتقوا الله عباد الله وكونوا على حذر ولا تحولوا الزواج إلى نقمة ومذمة وهدم للفضيلة وترويج للمنكر والرذيلة {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النور : 19].[/font]
[font="]بارك الله لي ولكم في القرآن..[/font]
[font="] الخطبة الثانية:[/font]
[font="]ذكرنا في الخطبة الأولى ما يحمد في أعراسنا وما نتميز به في مجتمعنا الحضرمي من الصفات الحميدة والخصال الحسنة التي يجب علينا تفعيلها والمحافظة عليها ونذكر في هذه العجالة بعض الصفات الذميمة والعادات المستوردة التي يمارسها البعض منا في الأفراح والأعراس وهي كثيرة ولكننا نريد أن نركز على ذكر الجديد والخطير منها ومن ذلك:[/font]
[font="]دخول العريس على النساء من غير المحارم في المسرح وبعضهن بكامل زينتها ويقوم العريس بالرقص مع زوجته أمامهن وتقبيلها عندهن وهذا والله عيب كبير وشؤم خطير وخدش للحياء والرجولة والأولى من ذلك أن يفعل هذا مع زوجته في غرفته بشكل خاص لا الاستعراض بذلك عند النساء وفيهن عانسات ومطلقات وبنات غير متزوجات [/font]
[font="]وهذه العادة القبيحة أنستهم سنة عظيمة وهي وضع اليد على ناصية العروس ثم يدعوا الله أن يرزقه خيرها وخير ماجبلت عليه.[/font]
[font="]يقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَفَادَ أَحَدُكُمُ الْمَرْأَةَ .. فَلْيَضَعْ يَدَهُ عَلَى نَاصِيَتِهَا ثُمَّ يَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ ".[/font]
[font="]كذلك من المذمة السماح للنساء بلبس الشفاف من الثياب والقصير من اللباس وارتداء البنطلونات التي تشبه بنطلونات الرجال وهذا مما لعن النبي صلى الله عليه وسلم فاعله يقول ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ.[/font]
[font="]وكيف يرضى رجل عاقل أو امرأة عاقلة أن تلبس لباساً إلى فخذها أو يُظهر ظهرها أو بطنها.[/font]
[font="]فلنتق الله في ذلك ولنعلم أنه لايجوز لهن فعل ذلك ولو كان عند النساء ولا يكون الواحد منا إمعة لا يستطيع أن يوقف هذا العبث في أهله ولا يقدر أن ينهاهم عن هذا المنكر أو يتعذر بأن هذه الثياب هي اشترتها من مالها الخاص ويظن بذلك أن ذمته قد برئت ومسئوليته قد انتهت.[/font]
[font="]كذلك خروج بعضهن بهيئة ملفتة يعرفها كل من رآها أنها ذاهبة لزواج لما يرى عليها من آثار التزين وريح الطيب وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن المرأة إذا استعطرت ..[/font]
[font="]كذلك أيضاً قيام بعضهن بوضع الحناء في أماكن مخزية لم يكن أحد من قبل يضع الحناء فيها [/font]
[font="]فالحناء المعروفة هي التي توضع في اليدين والرجلين أما أن تصل الحناء إلى أماكن أخرى كالصدر أو الفخذ أو الثدي فهذا كله من المعايب التي يجب الترفع عنها ولا ينبغي أبداً للمرأة فعلها لقصد لفت أنظار الأخريات نحوها.[/font]
[font="]كذلك إطلاق النار في الأفراح وخاصة منتصف الليل فإن هذا فيه ازعاج كبير وتشويش عظيم على الجيران وأهل الحافة بأجمعهم خاصة للمرضى وكبار السن فيهم ولا يجتمع أبداً نار وفرح.[/font]
[font="]{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.[/font]
[font="]صلوا وسلموا ..[/font]
[font="] [/font]
[font="] [/font]
[font="]هذه الأيام هي أيام الأفراح وهذا الموسم هو موسم الأعراس ..[/font]
[font="]أعراسنا نعمة من ربنا وآية من آيات الله لنا ذكرها ربنا سبحانه وتعالى في كتابه العظيم ممتناً بها علينا فقال سبحانه وتعالى في محكم التنزيل:[/font][font="] {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.[/font]
[font="]فما أعظمها من نعمة وما أجلها من منّة وما أكبرها من سعادة ما بعدها في الدنيا سعادة [/font]
[font="]بلغ أحبتي وأهل مودتي وكل قريب يريد مسرتي[/font]
[font="]أفراحنا قد أقبلت أوقاتها ولذيذ أفراحي اجتماع أحبتي[/font]
[font="]يقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" تَنَاكَحُوا، تَكْثُرُوا، فَإِنِّي أُبَاهِي بِكُمُ الْأُمَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " ويقول عليه الصلاة والسلام "النِّكَاحُ مِنْ سُنَّتِي، فَمَنْ لَمْ يَعْمَلْ بِسُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي".[/font]
[font="]عباد الله: إننا نتميز في مجتمعنا الحضرمي في الأعراس والأفراح بمميزات كثيرة وخصال نبيلة بفضل الله ومنته ومن ذلك:[/font]
[font="]عدم الإسراف في تكاليف الزواج بشكل عام مقارنة بغيرنا حيث نلاحظ أغلب الناس اليوم يحاولون أن يقللوا ما استطاعوا ويختصروا قدر الإمكان ويفعلون ماهو أهم فأهم.[/font]
[font="]فبدلاً من وجبتين أو ثلاث صارت وجبة واحدة وبدلاً من أن يطول الزواج أياماً صار في الغالب يوماً واحداً[/font]
[font="]وهذا هو البركة وهذا هو المطلوب وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أعظم الزواج بركة أقله مؤونة وأخفه تكلفة[/font]
[font="]فعلينا أن نحافظ على هذه العادة الطيبة ونستمر عليها ونحاول التخفيف أكثر فأكثر وندع التقليد والعادات المستورة في المفاخرة والمباهاة حتى يبارك الله لنا في أعراسنا وييسر لنا أمورنا.[/font]
[font="]كما لا ينبغي لنا أبداً أن نخفف في جانب ثم نسرف في جانب آخر كأن نخفف في جانب الأكل ثم نسرف في جانب التحسينيات وشراء الحاجات التي لاداعي لها كالتفنن المبالغ فيه في شراء حاجات غرفة النوم أو غير ذلك وبعضهم ربما يخفف في جانب المهر ثم يسرف في جانب الذهب وهلم جرا والمطلوب هو التخفيف العام في كل الأشياء وليس التخفيف في جانب دون جانب ...[/font]
[font="]ومن العادات الطيبة والسوالف المباركة في هذه البلاد إقامة الزواجات الجماعية التي أصبحت بفضل الله ومنته منتشرة انتشاراً مفرحاً في جميع ربوع المحافظة [/font]
[font="]فهناك زواجات جماعية على مستوى المدن والمناطق وعلى مستوى القبائل والعشائر وعلى مستوى الجمعيات والمؤسسات الخيرية وعلى مستوى التجار والأفراد وهذا كله يبشر بالخير ويدل على أن روح الألفة والتعاون لايزال بفضل الله مغروساً في أهل البلد ولايزال التكاتف والإحساس بمشاعر الآخرين وحاجتهم محفوظ في القلوب والنفوس.[/font]
[font="]ومع ذلك نقول أن مدينة المكلا مقارنة بغيرها من المديريات والمدن الأخرى لاتزال متأخرة في هذا الجانب وهناك تقصير فيه وتحتاج إلى تفعيل موضوع الزواجات الجماعية بشكل أكثر وأكبر[/font]
[font="]إذ أن الزواجات الجماعية فيها مقارنة بالشحر أو حضرموت الداخل مثلاً تعتبر قليلة مع أن المكلا هي الواجهة والعاصمة ومشكلة العنوسة فيها منتشرة بشكل أكبر من كل المناطق الأخرى.[/font]
[font="]إننا نتمنى من أهل الخير والإحسان في هذه البلاد أن يهتموا بشكل خاص بالعانسين والعانسات من الشباب والفتيات الذين تجاوزت أعمارهم فوق الثلاثين ولازالوا دون زواج[/font]
[font="]فهؤلاء فعلاً بحاجة إلى إعانة خاصة ورعاية فائقة حتى تحل مشكلتهم وتنتهي عنوستهم فكم من شاب يشعر بالحسرة وكم من فتاة تشعر أن القطار قد فاتها وأن سن الزواج قد تجاوزها وأصبحت في عداد العانسات[/font]
[font="]فلو أقيم لهؤلاء زواجاً جماعياً خاصاً لا يشرك فيه إلا عانس أو عانسة وله دعم خاص واغراءات أكبر ولايتزوج فيه العانس إلا من عانسة لاحتلت مشكلة العنوسة ولتم القضاء عليها بشكل تدريج إن شاء الله.[/font]
[font="]ومن العادات الطيبة في مجتمعنا عند الزواجات التعاون بين الناس والتكاتف الموجود بينهم وخدمة بعضهم لبعض عند الولائم والمناسبات وهذا شيء طيب[/font]
[font="]فبدلاً من استئجار عمال للخدمة أو استقدام أناس ليقوموا بمهام الزواج يقوم الناس فيما بينهم ويخدم بعضهم بعضاً [/font]
[font="]فجزى الله كل من خدم جاره أو قريبه أو صديقه خير الجزاء فإن الله سبحانه وتعالى يقول:[/font][font="] { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}.[/font]
[font="]ومن العادات الحميدة في الأفراح والزواجات عندنا هنا توزيع مافاض من الأطعمة ومازاد من الأكل على الفقراء والمساكين والمعوزين والمساجين وهذا أجمل شيء فإن أكثر الناس يحبون أن يزيدوا من الأكل حتى لا ينقص ولكنهم في المقابل يوزعون الفائض على المحتاجين والفقراء بخلاف غيرنا والبعض النادر منا حيث يلقون بالفائض في القمائم والزبالات وكأنه لايوجد في البلد محتاجون أو فقراء.[/font]
[font="]يقول النبي صلى الله عليه وسلم:" شر الطعام طعام الوليمة يدعى لها الأغنياء ويترك الفقراء ومن ترك الدعوة فقد عصى الله ورسوله ". رواه البخاري ومسلم .[/font]
[font="]ومما يفرح القلب ويسعد الفؤاد الابتعاد عن الأغاني الماجنة عند إقامة أفراح الزواج وعدم رغبة الكثيرين في افتتاح زواجاتهم بالأغاني والمعاصي تنفيذاً لأمر الله القائل{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ}.[/font]
[font="]مع أننا نلاحظ في هذه الآونة الأخيرة أنه وللأسف بدأ البعض بالعودة إلى إحياء المخادر والأغاني من جديد بعد أن تركها الكثير منهم وتخلوا عنها في السنوات السابقة.[/font]
[font="]فيجب على كل عريس أن لا يرضى بذلك ولايقبل به وأن يسعى إلى أن يكون زواجه زواجاً شرعياً خالياً من الآثام والموبقات [/font]
[font="]خاصة وأن هذه المخادر يأتي إليها كثير من التائهين والضائعين والمحششين والمخدرين ويقوموا بفعل أشياء مضرة على الحاضرين وعلى الجيران.[/font]
[font="]كذلك من المحامد التي يحمد الناس عليها ونفاخر الآخرين بها في أعراسنا ومناسباتنا منع التصوير للنساء منعاً مطلقاً وإعلان ذلك والتصريح به عند كتابة الدعوات وعدم السماح لدخول آية امرأة تحمل جوالاً فيه كاميرا [/font]
[font="]وهذا شيء نبيل وفعل طيب يدل على الغيرة المغروسة في نفوس الناس والحرص الشديد على المحافظة على أعراضهم وشرفهم من أن يخدشه الخادشون أو يمتهنه المتلصصون.[/font]
[font="]فكم من نساء افتجعن عندما ظهرت صورهن ونشرت عندما تقوم من لا دين لها ولا خلاق عندها ولا حياء بتصوير النساء ونشر الصور على الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.[/font]
[font="]فيجب أن نشدد في هذا الأمر ونحرص على وضع مفتشات يفتشن النساء عند الأبواب ويراقبنهن حتى لا تسول أحد لنفسها القيام بذلك فيتعرض المجتمع لطعنات قاضية في عرضه وشرفه وصون نسائه.[/font]
[font="]كما أنبه في هذه النقطة المهمة على الحذر أيضاً من التصوير الخاص كتصوير العروس أو تصوير النساء فيما بينهن في العرس من قبل أهل الزواج أنفسهم بحجة الذكرى أو بحاجة إرسال الصور إلى أحد الأقرباء المسافرين في الخارج [/font]
[font="]فكل هذه فخاخ يجب تركها والابتعاد عنها والحذر منها تحت أي مبرر كان، إذ أن الشخص مهما كان لا يضمن لمثل هذه الصور أن تبقى في حدود ما يريد، ويحدث لها في الغالب التسرب والتناول من يد إلى يد أو تتعرض عند إرسالها عبر الانترنت لشيء من التهكر أو الاختراق أو النسخ عبر ذاكرة الجوال وهنا يتفاجئون كيف انتشرت وكيف وقعت في أيدي الآخرين وكيف حصلوا عليها وتبدأ المشاكل والاتهامات والله المستعان.[/font]
[font="]فاتقوا الله عباد الله وكونوا على حذر ولا تحولوا الزواج إلى نقمة ومذمة وهدم للفضيلة وترويج للمنكر والرذيلة {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النور : 19].[/font]
[font="]بارك الله لي ولكم في القرآن..[/font]
[font="] الخطبة الثانية:[/font]
[font="]ذكرنا في الخطبة الأولى ما يحمد في أعراسنا وما نتميز به في مجتمعنا الحضرمي من الصفات الحميدة والخصال الحسنة التي يجب علينا تفعيلها والمحافظة عليها ونذكر في هذه العجالة بعض الصفات الذميمة والعادات المستوردة التي يمارسها البعض منا في الأفراح والأعراس وهي كثيرة ولكننا نريد أن نركز على ذكر الجديد والخطير منها ومن ذلك:[/font]
[font="]دخول العريس على النساء من غير المحارم في المسرح وبعضهن بكامل زينتها ويقوم العريس بالرقص مع زوجته أمامهن وتقبيلها عندهن وهذا والله عيب كبير وشؤم خطير وخدش للحياء والرجولة والأولى من ذلك أن يفعل هذا مع زوجته في غرفته بشكل خاص لا الاستعراض بذلك عند النساء وفيهن عانسات ومطلقات وبنات غير متزوجات [/font]
[font="]وهذه العادة القبيحة أنستهم سنة عظيمة وهي وضع اليد على ناصية العروس ثم يدعوا الله أن يرزقه خيرها وخير ماجبلت عليه.[/font]
[font="]يقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَفَادَ أَحَدُكُمُ الْمَرْأَةَ .. فَلْيَضَعْ يَدَهُ عَلَى نَاصِيَتِهَا ثُمَّ يَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ ".[/font]
[font="]كذلك من المذمة السماح للنساء بلبس الشفاف من الثياب والقصير من اللباس وارتداء البنطلونات التي تشبه بنطلونات الرجال وهذا مما لعن النبي صلى الله عليه وسلم فاعله يقول ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ.[/font]
[font="]وكيف يرضى رجل عاقل أو امرأة عاقلة أن تلبس لباساً إلى فخذها أو يُظهر ظهرها أو بطنها.[/font]
[font="]فلنتق الله في ذلك ولنعلم أنه لايجوز لهن فعل ذلك ولو كان عند النساء ولا يكون الواحد منا إمعة لا يستطيع أن يوقف هذا العبث في أهله ولا يقدر أن ينهاهم عن هذا المنكر أو يتعذر بأن هذه الثياب هي اشترتها من مالها الخاص ويظن بذلك أن ذمته قد برئت ومسئوليته قد انتهت.[/font]
[font="]كذلك خروج بعضهن بهيئة ملفتة يعرفها كل من رآها أنها ذاهبة لزواج لما يرى عليها من آثار التزين وريح الطيب وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن المرأة إذا استعطرت ..[/font]
[font="]كذلك أيضاً قيام بعضهن بوضع الحناء في أماكن مخزية لم يكن أحد من قبل يضع الحناء فيها [/font]
[font="]فالحناء المعروفة هي التي توضع في اليدين والرجلين أما أن تصل الحناء إلى أماكن أخرى كالصدر أو الفخذ أو الثدي فهذا كله من المعايب التي يجب الترفع عنها ولا ينبغي أبداً للمرأة فعلها لقصد لفت أنظار الأخريات نحوها.[/font]
[font="]كذلك إطلاق النار في الأفراح وخاصة منتصف الليل فإن هذا فيه ازعاج كبير وتشويش عظيم على الجيران وأهل الحافة بأجمعهم خاصة للمرضى وكبار السن فيهم ولا يجتمع أبداً نار وفرح.[/font]
[font="]{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.[/font]
[font="]صلوا وسلموا ..[/font]
[font="] [/font]
[font="] [/font]