أصول الأمن الثلاثة
عبدالله بن رجا الروقي
1437/01/23 - 2015/11/05 13:26PM
أصول الأمن الثلاثة
...أما بعد فإن الأمن نعمة من نعم الله على عباده بل هي أجل النعم الدنيوية إذ لايتم الانتفاع بنعمة من نعم الدنيا إلا بوجودها فلايطيب العيش إلا بالأمن
فإن الناس لاتستقيم أرزاقهم وأحوالهم إلا بالأمن
فإن الخوف إذا حل شحت الأرزاق وتقطعت السبل
ولم يهنأ أحد بطعام ولا بنوم بل لايهنأ أحد بنعمة من نعم الدنيا إلا بالأمن ، ولهذا فقد امتن الله على عباده بهذه النعمة بقوله ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ ۚ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ ﴾
ولكن للأمن أصولا ثلاثة جاء الشرع بذكرها:
فالأصل الأول: عبادة الله واجتناب الشرك وسائر المعاصي فإن ذلك هو الأصل الأعظم الذي يتحقق به الأمن قال تعالى : ﴿ وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا ۚ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴾
فكل من آمن بالله ، ولم يقع في شيء من الظلم كترك واجب أو فعل محرم فإنه آمنٌ ومهتد في الدنيا والآخرة ، وإن وقع في شيء من المعاصي نقص نصيبه من الأمن والاهتداء بحسب ذلك وربما زال الأمن والاهتداء بالكلية وذلك إذا وقع في الشرك الأكبر.
ومما يدل على هذا الأصل أيضًا قوله تعالى : ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾
هذا وعد من الله لكل من آمن وعمل صالحًا بأن الله يبدله من بعد الخوف أمنًا ، فإذا حقق المؤمنون إيمانهم بالأعمال الصالحة من فعل الطاعات وترك المعاصي : حقق الله لهم ماوعدهم به ، والله لايخلف الميعاد.
ودل على هذا الأصل أيضًا قوله تعالى: ﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ ﴾
يخبر تعالى في هذه الآيه أن من اتبع هداه سبحانه، فإنه لا يضل في الدنيا ولا في الآخرة، ولا يشقى فيهما، بل قد هدي إلى صراط مستقيم، في الدنيا والآخرة، وله السعادة والأمن في الآخرة.
وقد نفى الله عنه الخوف والحزن في آية أخرى، بقوله:
﴿ فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾
الأصل الثاني : لزوم جماعة المسلمين وإمامهم
فإن التفرق وترك السمع والطاعة سببان عظيمان لاختلاف كلمة المسلمين وتنازعهم واقتتالهم ممايترتب عليه زوال الأمن
قال تعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا ﴾
ومن الاعتصام بحبل الله لزوم جماعة المسلمين
قال ابن مسعود رضي الله عنه في الآية السابقة:
عليكم بالجماعة فإنها حبل الله الذي أمر الله به ، وإن ما تكرهون في الجماعة والطاعة خير مما تحبون في الفرقة . ا.هـ
ولهذا لما أخبر النبي ﷺ عن شيء من الفتن والشر الذي سيقع بعده ﷺ قال له حذيفة رضي الله عنه : فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ فقال ﷺ : تلزم جماعة المسلمين وإمامهم .رواه البخاري ومسلم.
فدل على أن لزوم جماعة المسلمين ، وإمامهم سبب عظيم للأمن من الفتن والشرور ، وأن من خالف ذلك فقد وقع في الفتنة شاء أم أبى.
وقد بوّب النووي رحمه الله في شرحه على صحيح مسلم لحديث حذيفة بقوله : (باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن ، وفي كل حال وتحريم الخروج من الطاعة ومفارقة الجماعة)
ولشدة العناية بهذا الأصل فقد جاء الأمر بقتل من سعى في تفريق جماعة المسلمين قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "من أتاكم، وأمرك جميع على رجل واحد ، يريد أن يشقّ عصاكم، أو يفرّق جماعتكم، فاقتلوه" أخرجه مسلم.
وقال صلّى الله عليه وسلّم : "إنّه ستكون هنات وهنات. فمن أراد أن يفرّق أمر هذه الأمّة، وهي جميع، فاضربوه بالسّيف، كائنا من كان" أخرجه مسلم.
أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم...
الخطبة الثانية:
أما بعد فعلى المسلم أن يحذر من الطعن في أولي الأمر لأن الطعن فيهم غيبة وسبب لتفريق جماعة المسلمين ، قال الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله :
لا يجوز لنا أن نتكلم بين العامة فيما يثير الضغائن على ولاة الأمور وفيما يسبب البغضاء لهم لأن في ذلك مفسدة كبيرة قد يتراءى للإنسان أن هذه غَيرة وأن هذا صدعٌ بالحق!!
والصدع بالحق لا يكون من وراء حجاب .
الصدع بالحق أن يكون ولي الأمر أمامك وتقول له أنت فعلت كذا وهذا لا يجوز تركت هذا وهذا واجب.
أما أن تتحدث من وراء حجاب في سب ولي الأمر والتشهير به فهذا ليس من الصدع بالحق بل هذا من الفساد هذا مما يوجب إيغار الصدور وكراهة ولاة الأمور والتمرد عليهم وربما يفضي إلى ما هو أكبر إلى الخروج عليهم ونبذ بيعتهم والعياذ بالله وكل هذه أمور يجب أن نتفطن لها ويجب أن نسير فيها على ما سار عليه أهل السنة والجماعة " ا.هـ [ شرح رياض الصالحين ]
عباد الله الأصل الثالث من أصول الأمن هو شكر النعم فإن الشكر يحفظ النعم الموجودة ويجلب النعم المفقودة قال تعالى : ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾
فاحذروا - رحمكم الله - من كفران النعم فإنه سبب لسلبها وللعقوبة من الله قال تعالى : ﴿ وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍۭ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا ۖ فَتِلْكَ مَسَٰكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّنۢ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا ۖ وَكُنَّا نَحْنُ ٱلْوَٰرِثِينَ ﴾
وقال تعالى : ﴿ وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةًۭ كَانَتْ ءَامِنَةًۭ مُّطْمَئِنَّةًۭ يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًۭا مِّن كُلِّ مَكَانٍۢ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَٰقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلْجُوعِ وَٱلْخَوْفِ بِمَا كَانُوا۟ يَصْنَعُونَ ﴾
فهذه القرية ذكر الله أنها كانت تعيش في نعمتين عظيمتين الأمن والرزق الطيب ، فكفر أهلها بنعمة الله فسلبهم الله هاتين النعمتين ، فأصبحوا يعيشون في الخوف والجوع.
وقد ذكر الله عزوجل قصة قوم سبأ في كتابه فقد كانوا في نعمة عظيمة فالبساتين كثيرة فيها من أنواع الزروع والثمار مايكفيهم فكفروا بهذه النعمة فسلط عليهم سيلًا عظيمًا أهلك زروعهم وثمارهم قال تعالى ذاكرًا قصتهم ليتعظ الناس بها ﴿ لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍۢ فِى مَسْكَنِهِمْ ءَايَةٌۭ ۖ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍۢ وَشِمَالٍۢ ۖ كُلُوا۟ مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَٱشْكُرُوا۟ لَهُۥ ۚ بَلْدَةٌۭ طَيِّبَةٌۭ وَرَبٌّ غَفُورٌۭ * فَأَعْرَضُوا۟ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ ٱلْعَرِمِ وَبَدَّلْنَٰهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَىْ أُكُلٍ خَمْطٍۢ وَأَثْلٍۢ وَشَىْءٍۢ مِّن سِدْرٍۢ قَلِيلٍۢ * ذَٰلِكَ جَزَيْنَٰهُم بِمَا كَفَرُوا۟
ۖ وَهَلْ نُجَٰزِىٓ إِلَّا ٱلْكَفُورَ ﴾
اللهم إنا نعوذ بك من تحول عافيتك وفُجاءة نقمتك وجميع سخطك ، اللهم إنا نسألك الأمن والإيمان ، والسلامة في الأبدان ...
...أما بعد فإن الأمن نعمة من نعم الله على عباده بل هي أجل النعم الدنيوية إذ لايتم الانتفاع بنعمة من نعم الدنيا إلا بوجودها فلايطيب العيش إلا بالأمن
فإن الناس لاتستقيم أرزاقهم وأحوالهم إلا بالأمن
فإن الخوف إذا حل شحت الأرزاق وتقطعت السبل
ولم يهنأ أحد بطعام ولا بنوم بل لايهنأ أحد بنعمة من نعم الدنيا إلا بالأمن ، ولهذا فقد امتن الله على عباده بهذه النعمة بقوله ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ ۚ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ ﴾
ولكن للأمن أصولا ثلاثة جاء الشرع بذكرها:
فالأصل الأول: عبادة الله واجتناب الشرك وسائر المعاصي فإن ذلك هو الأصل الأعظم الذي يتحقق به الأمن قال تعالى : ﴿ وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا ۚ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴾
فكل من آمن بالله ، ولم يقع في شيء من الظلم كترك واجب أو فعل محرم فإنه آمنٌ ومهتد في الدنيا والآخرة ، وإن وقع في شيء من المعاصي نقص نصيبه من الأمن والاهتداء بحسب ذلك وربما زال الأمن والاهتداء بالكلية وذلك إذا وقع في الشرك الأكبر.
ومما يدل على هذا الأصل أيضًا قوله تعالى : ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾
هذا وعد من الله لكل من آمن وعمل صالحًا بأن الله يبدله من بعد الخوف أمنًا ، فإذا حقق المؤمنون إيمانهم بالأعمال الصالحة من فعل الطاعات وترك المعاصي : حقق الله لهم ماوعدهم به ، والله لايخلف الميعاد.
ودل على هذا الأصل أيضًا قوله تعالى: ﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ ﴾
يخبر تعالى في هذه الآيه أن من اتبع هداه سبحانه، فإنه لا يضل في الدنيا ولا في الآخرة، ولا يشقى فيهما، بل قد هدي إلى صراط مستقيم، في الدنيا والآخرة، وله السعادة والأمن في الآخرة.
وقد نفى الله عنه الخوف والحزن في آية أخرى، بقوله:
﴿ فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾
الأصل الثاني : لزوم جماعة المسلمين وإمامهم
فإن التفرق وترك السمع والطاعة سببان عظيمان لاختلاف كلمة المسلمين وتنازعهم واقتتالهم ممايترتب عليه زوال الأمن
قال تعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا ﴾
ومن الاعتصام بحبل الله لزوم جماعة المسلمين
قال ابن مسعود رضي الله عنه في الآية السابقة:
عليكم بالجماعة فإنها حبل الله الذي أمر الله به ، وإن ما تكرهون في الجماعة والطاعة خير مما تحبون في الفرقة . ا.هـ
ولهذا لما أخبر النبي ﷺ عن شيء من الفتن والشر الذي سيقع بعده ﷺ قال له حذيفة رضي الله عنه : فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ فقال ﷺ : تلزم جماعة المسلمين وإمامهم .رواه البخاري ومسلم.
فدل على أن لزوم جماعة المسلمين ، وإمامهم سبب عظيم للأمن من الفتن والشرور ، وأن من خالف ذلك فقد وقع في الفتنة شاء أم أبى.
وقد بوّب النووي رحمه الله في شرحه على صحيح مسلم لحديث حذيفة بقوله : (باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن ، وفي كل حال وتحريم الخروج من الطاعة ومفارقة الجماعة)
ولشدة العناية بهذا الأصل فقد جاء الأمر بقتل من سعى في تفريق جماعة المسلمين قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "من أتاكم، وأمرك جميع على رجل واحد ، يريد أن يشقّ عصاكم، أو يفرّق جماعتكم، فاقتلوه" أخرجه مسلم.
وقال صلّى الله عليه وسلّم : "إنّه ستكون هنات وهنات. فمن أراد أن يفرّق أمر هذه الأمّة، وهي جميع، فاضربوه بالسّيف، كائنا من كان" أخرجه مسلم.
أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم...
الخطبة الثانية:
أما بعد فعلى المسلم أن يحذر من الطعن في أولي الأمر لأن الطعن فيهم غيبة وسبب لتفريق جماعة المسلمين ، قال الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله :
لا يجوز لنا أن نتكلم بين العامة فيما يثير الضغائن على ولاة الأمور وفيما يسبب البغضاء لهم لأن في ذلك مفسدة كبيرة قد يتراءى للإنسان أن هذه غَيرة وأن هذا صدعٌ بالحق!!
والصدع بالحق لا يكون من وراء حجاب .
الصدع بالحق أن يكون ولي الأمر أمامك وتقول له أنت فعلت كذا وهذا لا يجوز تركت هذا وهذا واجب.
أما أن تتحدث من وراء حجاب في سب ولي الأمر والتشهير به فهذا ليس من الصدع بالحق بل هذا من الفساد هذا مما يوجب إيغار الصدور وكراهة ولاة الأمور والتمرد عليهم وربما يفضي إلى ما هو أكبر إلى الخروج عليهم ونبذ بيعتهم والعياذ بالله وكل هذه أمور يجب أن نتفطن لها ويجب أن نسير فيها على ما سار عليه أهل السنة والجماعة " ا.هـ [ شرح رياض الصالحين ]
عباد الله الأصل الثالث من أصول الأمن هو شكر النعم فإن الشكر يحفظ النعم الموجودة ويجلب النعم المفقودة قال تعالى : ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾
فاحذروا - رحمكم الله - من كفران النعم فإنه سبب لسلبها وللعقوبة من الله قال تعالى : ﴿ وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍۭ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا ۖ فَتِلْكَ مَسَٰكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّنۢ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا ۖ وَكُنَّا نَحْنُ ٱلْوَٰرِثِينَ ﴾
وقال تعالى : ﴿ وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةًۭ كَانَتْ ءَامِنَةًۭ مُّطْمَئِنَّةًۭ يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًۭا مِّن كُلِّ مَكَانٍۢ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَٰقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلْجُوعِ وَٱلْخَوْفِ بِمَا كَانُوا۟ يَصْنَعُونَ ﴾
فهذه القرية ذكر الله أنها كانت تعيش في نعمتين عظيمتين الأمن والرزق الطيب ، فكفر أهلها بنعمة الله فسلبهم الله هاتين النعمتين ، فأصبحوا يعيشون في الخوف والجوع.
وقد ذكر الله عزوجل قصة قوم سبأ في كتابه فقد كانوا في نعمة عظيمة فالبساتين كثيرة فيها من أنواع الزروع والثمار مايكفيهم فكفروا بهذه النعمة فسلط عليهم سيلًا عظيمًا أهلك زروعهم وثمارهم قال تعالى ذاكرًا قصتهم ليتعظ الناس بها ﴿ لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍۢ فِى مَسْكَنِهِمْ ءَايَةٌۭ ۖ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍۢ وَشِمَالٍۢ ۖ كُلُوا۟ مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَٱشْكُرُوا۟ لَهُۥ ۚ بَلْدَةٌۭ طَيِّبَةٌۭ وَرَبٌّ غَفُورٌۭ * فَأَعْرَضُوا۟ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ ٱلْعَرِمِ وَبَدَّلْنَٰهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَىْ أُكُلٍ خَمْطٍۢ وَأَثْلٍۢ وَشَىْءٍۢ مِّن سِدْرٍۢ قَلِيلٍۢ * ذَٰلِكَ جَزَيْنَٰهُم بِمَا كَفَرُوا۟
ۖ وَهَلْ نُجَٰزِىٓ إِلَّا ٱلْكَفُورَ ﴾
اللهم إنا نعوذ بك من تحول عافيتك وفُجاءة نقمتك وجميع سخطك ، اللهم إنا نسألك الأمن والإيمان ، والسلامة في الأبدان ...
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق