أصحاب الأخدود .... تاريخ يتجدد
إبراهيم بن صالح العجلان
يا من تحملون بين جوانحكم قلوباً قد امتلأت كمداً وألماً على حال إخوانكم في الشام .
يا من تحجرت دموعكم في مآقيها ، وذرفت مدراراً على قوافل الشهداء ، ومناظر الأشلاء ، وشلالات الدماء .
يا من تنغصت حياتكم ، وتكدر عيشكم ، وتفطَّرت قلوبكم على شعب يحكم عليه بالإعدام والحصار والتجويع .
يا أيتها النفوس المؤمنة الطيبة تعالوا نورد القلوب شيئاً من عِبر القرآن ، وهدايات الذكر الحكيم ، نستلهم شيئاً من معانيها ، ونتدارس بعضاً من فقهها حتى نكون في إبًّانِ الأزمات كما يريد ربُّ الأرض والسموات .
نقف مع نبأٍ من أنباء الغيب , وقِصة من القصص الحق ، مليئة بالدروس ، مشحونة بالعبر ، ( فاقصص القصص لعلهم يتفكرون ) .
فأحداث الله في أرضه ليست وقائع ماضية ، بل سنن باقية حاضرة .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم : (( والسماء ذات البروج * واليوم الموعود * وشاهد ومشهود * قُتل أصحاب الأخدود )) .
من هم أصحاب الأخدود ؟ ما دينهم ؟ ما خبرهم ؟
من قَتلوا ؟ ولماذا قَتلوا ؟ وكيف قَتلوا ؟ وما حال من قُتِلوا ؟
المشاهدات 8267 | التعليقات 12
أسأل الله أن يتقبل منكم هذه الخطبة
وأن ينفع بها كما نفع بسابقتها
(يا أهل سوريا)
خدمة لكم وللخطباء
بداية من هذا الأسبوع إن شاء الله تعالى
ستكلف إدارة ملتقى الخطباء من يقوم بتشكيل خطبكم وإعادة نشرها.
خطبة رائعة كروعتك..
ستكون خطبة اليوم بإذن الله..
خطبة مميزة جدا
بارك الله فيك
قلبت المواجع، وهيجت المدامع
عياذا بالله من ذنوب سلطت أعدائنا علينا
عياذا بالله من ذنوب ثبطتنا عن نصرة اخواننا
حسبنا الله وكفى
المشايخ الكرام : الفريان ، الشمراني ، الهاجري ، الطائفي
أسعدني عبوركم ، ولا نستغني عن توجيهاتكم
شكر خاص للشيخ ماجد على الإهتمام بالخطب والخطباء ، وفعلا تشكيل الخطب مهم ، وعمل ميسور ، لكن ياخذ وقت ليس بالقصير ، وليتك تتفضلون علينا أيضاً بكتابة الخطب ، عندي ما يزيد على مائة خطبة مكتوبة باليد ،
ترا ما نعطى وجه :)
أكرر لك شكري وأحيي فيك جهدك المبارك الذي جمعت فيه شمل خطباء تفرقت أمصارهم ، وتفاوتت أعمارهم وجمعتهم قبة ( ملتقى الخطباء )
فكم استفاد خطيب ، وكم طور نفسه من متحدث ، وكم جدد متكلم من طرحه ، وجذب الحضور والناس إليه ، والفضل لله ثم لملتقانا المبارك ، فلكم منا الدعاء ، فالله يسددكم على الخير والهدى والرشاد
[align=justify]وفقك الله يا شيخ إبراهيم .. وجزاك خيراً كثيراً .
وحقيقة كانت قصة ( أصحاب الأخدود ) حاضرة في ذهني منذ أسبوع خصوصا مع أخبار المجازر الأليمة لإخواننا المستضعفين هناك .. فالمناسبة تشبه المناسبة وربطها بهذا الحدث مؤثر .
ولكن اسمح لي أن أبدي رأيي - القاصر - في الخطبة الثانية من قولك : ( يا أهلنا في الشام : لا عذر والله فنعتذر، وما لنا عن سهام العار مستتر ... إلخ ) . حتى تأتي إلى هذا المقطع ( عذرًا أيتها الأرض المباركة ؛ فقد طفئت غيرتنا، وبردت نخوتنا، فتخلينا عن قضيتك لتستفرد بك أيادي الإجرام والإرهاب ) ! وما بعده أيضاً ..
أسلوب مشحون بالعاطفة المجردة .. والناس عواطفهم مشحونة بالمناظرة الأليمة التي تنقلها وسائل التقنية بصورة أبلغ من أي خطبة ! وأغفلت الفوائد المهمة التي تجنة من هذه السورة العظيمة المباركة .
ولو قيل لي إن الشيخ إبراهيم العجلان سيتحدث في هذا الوقت عن هذه القصة لتخيلت مساراً آخر .. يتلخص في بيان عبر القرآن وقصصه والفوائد من ذلك ، ثم استعراض مشوق ومختصر للقصة بما جاء في التفاسير مكملاً بما جاء في صحيح السنة بما يخرج الفوائد والدرر التي تهم المتلقي في مثل هذه المصائب والمحن مع ربطها بالواقع الحالي .. وبما يؤدي إليه حديث ( إن من كان قبلكم .. ) إلخ . ، وكذلك الثمرات والمنح من مثل هذه المصائب والأزمات ثم ما يمكن للمسلم البسيط - المتلقي لهذه الخطبة في مسجد من مساجد المملكة - أن ينصر إخوانه به بما تفضلت به في آخر الخطبة .
على أني أعود وأكرر أن الموضوع في هذا الأسبوع والذي بعده في قمة المناسبة والحضور .
نسأل الله أن يلطف بحال إخواننا وأن يكشف الغمة عنهم قريبا إنه سميع مجيب . [/align]
جزاكم الله خيرا أخانا الشيخ إبراهيم العجلان و وفقكم لكل خير و بر و أسأل الله العلي القدير أن يفتح لنا باب الجهاد في سبيل الله في بلاد الشام و أن يرزقنا الشهادة في سبيله . و أسأل الله أن يعجل خلاص إخواننا في سوريا و أن يرينا في بشار و زمرته عجاب قدرته إنه ولي ذلك وهو القادر عليه .
نفع الله بكم ياشيخ إبراهيم ... واصل فوالله من المتابعين لك بشغف
المرفقات
https://khutabaa.com/wp-content/uploads/attachment/1/0/1/2/أصحاب%20الأخدود%20..%20تاريخ%20يتجدد1.doc
https://khutabaa.com/wp-content/uploads/attachment/1/0/1/2/أصحاب%20الأخدود%20..%20تاريخ%20يتجدد1.doc
إبراهيم بن صالح العجلان
هذه هي الشام الأبية، وهذا خبر أهلها ، فما خبرنا نحن ؟
ما خبرنا نحن أهل السنة الأغلبية ، ونحن نرى تنادي وتعاضد الطوائف الباطنية الأقلية على دماء جزء من جسدنا .
يا أهلنا في الشام : لا عذر والله فنعتذر، وما لنا عن سهام العار مستتر .
عذرًا شامَ العزِّ والكرامة ؛ فقد أقعدنا الهوان، وأعجزتنا الحيلة عن نصرتكم وإغاثتكم.
عذرًا أيتها الأرض المباركة ؛ فقد طفئت غيرتنا، وبردت نخوتنا، فتخلينا عن قضيتك لتستفرد بك أيادي الإجرام والإرهاب.
عذرًا شامنا ؛ فما في الأمة معتصم، ولا نور الدين، أو صلاح .
عذرًا، عذرًا؛ فغاية شجاعتنا ونجدتنا أن ندرس تقديم المساعدات ، لنكون لكم هلالاً أحمرا .
عذرًا، عذرًا؛ فقد لجمت أفواه رجالاتنا أن تطلقها صيحة،ليس للجهاد معكم، وإنما لدعم المجاهدين في أرضكم .
عذرًا موطن خالد بن الوليد ، ففينا من الحزن والغم لجرحكم ما لا نبثه ونشكوه إلا إلى الله ، فليس لنا من حيلة ، والله يشهد ، إلا أن نرفع أيدينا إلى الله متضرعين مبتهلين ، قائلين كما قال كليم الله : عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض .
فصبرًا يا أهل الرباط، صبرًا يا من قطعتم بثباتكم أطماع الصفويين وتمددهم، صبراً فإن موعدكم النصر أو الجنة ، وبشراكم قول النبي صلى الله عليه وسلم:(لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ حتى يَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ) ، وابن مريم سينزل كما أخبر الصادق المصدوق عند المنارة البيضاء شرقي دمشق .
وأخيرا يا أهل الإيمان من حق إخواننا علينا أن نؤازرهم بالدعاء وبالقلم وباللسان ، وأن تبقى قضيتهم حية في إعلامنا ومساجدنا ومنابرنا ومجالسنا ، مع إصلاح ذواتنا ، واستحياءنا من ربنا أن ننشغل بحفلات يُجاهر فيها بالطرب والرقص ، وإخواننا على هذه الحال التى لا تخفى ، فاللهم خفف عنا الحساب ، وارفع عن إخواننا العذاب .
تعديل التعليق