أشواكٌ على الطريق
د عبدالعزيز التويجري
1444/02/05 - 2022/09/01 12:25PM
الخطبة الأولى / أشواكٌ على الطريق 6/2/1444ه
الحمدلله الولي الحميد، يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، وأشهد ان لا إله إلا الله ذو العرش المجيد، وأشهد أن نبينا محمد عبدالله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابِه وأزواجِه ومن تبعهم إلى يوم المزيد .. أما بعد..
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }.
أخرج البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ، قَال النَّبِيُّ r: «الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ».
خصالُ الإيمانِ وشمائلُ الإسلامِ كثيرةٌ جليلةٌ، لاتقف عند بناء مسجدٍ أو إغاثة ملهوفٍ، وأبوابُ الجنةِ مشرعةٌ لكلِ طالبٍ، ينالُها الكبيرُ والصغيرُ والذكرُ والانثى من المسلمين إذا احتسبه ووقر تعظيمُ اللهِ في قلبهِ، في صحيح البخاري: أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَى النَّبِيَّ r، فَقَالَ: دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا عَمِلْتُهُ دَخَلْتُ الجَنَّةَ، قَالَ: «تَعْبُدُ اللَّهَ لاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ المَكْتُوبَةَ، وَتُؤَدِّي الزَّكَاةَ المَفْرُوضَةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ» قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ أَزِيدُ عَلَى هَذَا، فَلَمَّا وَلَّى، قَالَ النَّبِيُّ r: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا»
وعند الترمذي: أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ شَرَائِعَ الإِسْلاَمِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ، فَأَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ، قَالَ: لاَ يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ.
تَناوَلْ مِن الأَغصَانِ مَا تَستَطِيعهُ ** وَجاهِد عَلى الغُصنِ الذي لا تُطَاوِلُهْ
وكلٌ معروفٍ صدقة، وكل ما كان العملُ متعدياً في نفع الآخرين كان الأجرُ أعظم، في صحيح مسلمٍ قال عليه الصلاة والسلام «لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّةِ، فِي شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ الطَّرِيقِ، كَانَتْ تُؤْذِي النَّاسَ» وفي البخاري" مَرَّ رَجُلٌ بِغُصْنِ شَجَرَةٍ عَلَى ظَهْرِ طَرِيقٍ، فَقَالَ: وَاللهِ لَأُنَحِّيَنَّ هَذَا عَنِ الْمُسْلِمِينَ لَا يُؤْذِيهِمْ فَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ ".
ويشمله من يزيل نفاياته وبقاياه عن أماكن الناس العامة والخاصة التي تؤذي المسلمين ..
وكذا من يزيلُ الأشواكَ التي تجرحُ أخلاقَ المسلمين أو أعراضَهم أو دينَهم ، ولذا قرن رسول الله r إزالة الشوك الحسي بغصن شجرة، بإزالة الشوك المعنوي بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ففي صحيح مسلم من حديث عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت قال رسول اللهِ r: « خُلِقَ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْ بَنِي آدَمَ عَلَى سِتِّينَ وَثَلَاثِمِائَةِ مَفْصِلٍ، فَمَنْ كَبَّرَ اللهَ، وَحَمِدَ اللهَ، وَهَلَّلَ اللهَ، وَسَبَّحَ اللهَ، وَاسْتَغْفَرَ اللهَ، وَعَزَلَ حَجَرًا عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ، أَوْ شَوْكَةً أَوْ عَظْمًا عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ، وَأَمَرَ بِمَعْرُوفٍ أَوْ نَهَى عَنْ مُنْكَرٍ، عَدَدَ تِلْكَ السِّتِّينَ وَالثَّلَاثِمِائَةِ السُّلَامَى، فَإِنَّهُ يُمْسِي يَوْمَئِذٍ وَقَدْ زَحْزَحَ نَفْسَهُ عَنِ النَّارِ»
وفي صحيح مسلم قَالَ أَبُو بَرْزَةَ رضي الله عنه: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ عَلِّمْنِي شَيْئًا أَنْتَفِعُ بِهِ، قَالَ: «اعْزِلِ الْأَذَى، عَنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ».
كم في أجهزتنا من نفاياتٍ وأشواك تدمي العين وتخل بالأخلاق ينبغي الحذر منها..
كم في طريق الأبناء من أشواك في العاب أجهزتهم، وعلاقات أصحابهم يجب إزالتها..
تكثرُ أغصانُ أشواكِ الأخلاقِ والأعراضِ التي تؤذي المسلمين في المتنزهات والكافيهات تتأكد ازالتُها ..
حريُ بالمرأة التي تريد أن تتقلب في الجنة أن تزيل الأشواك التي تجرح القلب وتوقظ الفتنة من عبايتها ولباسها ..
كل من ولي أمراً من أمورِ المسلمين صغرُ ذلك الأمرُ أو كبُر فإن عليه إزالة عوائق الأشواك في طريق معاملات الناس ما استطاع إلى ذلك سبيلاً ، لعله أن تصيبه دعوة رسول الله r «اللهُمَّ، مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ، فَارْفُقْ بِهِ» أخرجه مسلم.
و«الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ، وَلَا يَحْقِرُهُ، وَلَا يُسْلِمُهُ، مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
و«لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ»."واشفَعُوا تُؤْجَرُوا"، والبخيل من بخل بجاهه.
وفي المقابل فإن في ايذاء المسلمين في طرقهم وأماكن جلوسهم يعرض صاحبه للمقت واللعن وتحمل الإثم المبين، وفي الحديث الصحيح الذي اخرجه مسلم: «اتَّقُوا اللَّعَّانَيْنِ» قَالُوا: وَمَا اللَّعَّانَانِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «الَّذِي يَتَخَلَّى فِي طَرِيقِ النَّاسِ، أَوْ فِي ظِلِّهِمْ»
وكذا إيذائهم بإسماعهم ما يكرهون من معازفٍ وغناءٍ {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا}: قال قتادة: فإياكم وأذى المؤمن، فإن الله يحوطه، ويغضب له.
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم وهدي سيد المرسلين، وأستغفر الله لي ولكم وللمسلمين والمسلمات فاستغفروه إن ربي غفور رحيم..
الخطبة الثانية ..
الحمدلله على إحسانه والشكر له على فضله وامتنانه وصلى الله وسلم على عبده ورسوله وآله وأصحابه أما بعد
ينبغي لكل من يريد وجه الله والدار الآخره أن يكون له وردُ يومي من الخير، يرفع به من درجاته ويحط به من خطاياه.. قال عليه الصلاة والسلام: «يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وإماطتُه الأذى عن الطريق صدقة، وبُضعةُ أهلِه صدقة، وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضُّحَى»
والنصيحةَ النصيحة، فإنها صلاح للعباد والبلاد، وسبب للنماء والرخاء، وقد جعل النبي r الدين كله في النصيحة لأنها جماع الدين وملاكه فقال: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ» لأن من لا نصح عنده وباطنه ملتبس بالغش؛ فليس عنده من الدين إلا الاسم .والنصيحة تكون «لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ».. {فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُوبَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ (*) وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ }
اللهم اهدنا بهداك واجعل أعمالنا في رضاك، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك .....
اللهم آمنا في دورنا وأصلح ولاة أمورنا ...
الحمدلله الولي الحميد، يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، وأشهد ان لا إله إلا الله ذو العرش المجيد، وأشهد أن نبينا محمد عبدالله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابِه وأزواجِه ومن تبعهم إلى يوم المزيد .. أما بعد..
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }.
أخرج البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ، قَال النَّبِيُّ r: «الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ».
خصالُ الإيمانِ وشمائلُ الإسلامِ كثيرةٌ جليلةٌ، لاتقف عند بناء مسجدٍ أو إغاثة ملهوفٍ، وأبوابُ الجنةِ مشرعةٌ لكلِ طالبٍ، ينالُها الكبيرُ والصغيرُ والذكرُ والانثى من المسلمين إذا احتسبه ووقر تعظيمُ اللهِ في قلبهِ، في صحيح البخاري: أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَى النَّبِيَّ r، فَقَالَ: دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا عَمِلْتُهُ دَخَلْتُ الجَنَّةَ، قَالَ: «تَعْبُدُ اللَّهَ لاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ المَكْتُوبَةَ، وَتُؤَدِّي الزَّكَاةَ المَفْرُوضَةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ» قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ أَزِيدُ عَلَى هَذَا، فَلَمَّا وَلَّى، قَالَ النَّبِيُّ r: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا»
وعند الترمذي: أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ شَرَائِعَ الإِسْلاَمِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ، فَأَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ، قَالَ: لاَ يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ.
تَناوَلْ مِن الأَغصَانِ مَا تَستَطِيعهُ ** وَجاهِد عَلى الغُصنِ الذي لا تُطَاوِلُهْ
وكلٌ معروفٍ صدقة، وكل ما كان العملُ متعدياً في نفع الآخرين كان الأجرُ أعظم، في صحيح مسلمٍ قال عليه الصلاة والسلام «لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّةِ، فِي شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ الطَّرِيقِ، كَانَتْ تُؤْذِي النَّاسَ» وفي البخاري" مَرَّ رَجُلٌ بِغُصْنِ شَجَرَةٍ عَلَى ظَهْرِ طَرِيقٍ، فَقَالَ: وَاللهِ لَأُنَحِّيَنَّ هَذَا عَنِ الْمُسْلِمِينَ لَا يُؤْذِيهِمْ فَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ ".
ويشمله من يزيل نفاياته وبقاياه عن أماكن الناس العامة والخاصة التي تؤذي المسلمين ..
وكذا من يزيلُ الأشواكَ التي تجرحُ أخلاقَ المسلمين أو أعراضَهم أو دينَهم ، ولذا قرن رسول الله r إزالة الشوك الحسي بغصن شجرة، بإزالة الشوك المعنوي بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ففي صحيح مسلم من حديث عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت قال رسول اللهِ r: « خُلِقَ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْ بَنِي آدَمَ عَلَى سِتِّينَ وَثَلَاثِمِائَةِ مَفْصِلٍ، فَمَنْ كَبَّرَ اللهَ، وَحَمِدَ اللهَ، وَهَلَّلَ اللهَ، وَسَبَّحَ اللهَ، وَاسْتَغْفَرَ اللهَ، وَعَزَلَ حَجَرًا عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ، أَوْ شَوْكَةً أَوْ عَظْمًا عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ، وَأَمَرَ بِمَعْرُوفٍ أَوْ نَهَى عَنْ مُنْكَرٍ، عَدَدَ تِلْكَ السِّتِّينَ وَالثَّلَاثِمِائَةِ السُّلَامَى، فَإِنَّهُ يُمْسِي يَوْمَئِذٍ وَقَدْ زَحْزَحَ نَفْسَهُ عَنِ النَّارِ»
وفي صحيح مسلم قَالَ أَبُو بَرْزَةَ رضي الله عنه: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ عَلِّمْنِي شَيْئًا أَنْتَفِعُ بِهِ، قَالَ: «اعْزِلِ الْأَذَى، عَنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ».
كم في أجهزتنا من نفاياتٍ وأشواك تدمي العين وتخل بالأخلاق ينبغي الحذر منها..
كم في طريق الأبناء من أشواك في العاب أجهزتهم، وعلاقات أصحابهم يجب إزالتها..
تكثرُ أغصانُ أشواكِ الأخلاقِ والأعراضِ التي تؤذي المسلمين في المتنزهات والكافيهات تتأكد ازالتُها ..
حريُ بالمرأة التي تريد أن تتقلب في الجنة أن تزيل الأشواك التي تجرح القلب وتوقظ الفتنة من عبايتها ولباسها ..
كل من ولي أمراً من أمورِ المسلمين صغرُ ذلك الأمرُ أو كبُر فإن عليه إزالة عوائق الأشواك في طريق معاملات الناس ما استطاع إلى ذلك سبيلاً ، لعله أن تصيبه دعوة رسول الله r «اللهُمَّ، مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ، فَارْفُقْ بِهِ» أخرجه مسلم.
و«الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ، وَلَا يَحْقِرُهُ، وَلَا يُسْلِمُهُ، مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
و«لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ»."واشفَعُوا تُؤْجَرُوا"، والبخيل من بخل بجاهه.
وفي المقابل فإن في ايذاء المسلمين في طرقهم وأماكن جلوسهم يعرض صاحبه للمقت واللعن وتحمل الإثم المبين، وفي الحديث الصحيح الذي اخرجه مسلم: «اتَّقُوا اللَّعَّانَيْنِ» قَالُوا: وَمَا اللَّعَّانَانِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «الَّذِي يَتَخَلَّى فِي طَرِيقِ النَّاسِ، أَوْ فِي ظِلِّهِمْ»
وكذا إيذائهم بإسماعهم ما يكرهون من معازفٍ وغناءٍ {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا}: قال قتادة: فإياكم وأذى المؤمن، فإن الله يحوطه، ويغضب له.
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم وهدي سيد المرسلين، وأستغفر الله لي ولكم وللمسلمين والمسلمات فاستغفروه إن ربي غفور رحيم..
الخطبة الثانية ..
الحمدلله على إحسانه والشكر له على فضله وامتنانه وصلى الله وسلم على عبده ورسوله وآله وأصحابه أما بعد
ينبغي لكل من يريد وجه الله والدار الآخره أن يكون له وردُ يومي من الخير، يرفع به من درجاته ويحط به من خطاياه.. قال عليه الصلاة والسلام: «يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وإماطتُه الأذى عن الطريق صدقة، وبُضعةُ أهلِه صدقة، وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضُّحَى»
والنصيحةَ النصيحة، فإنها صلاح للعباد والبلاد، وسبب للنماء والرخاء، وقد جعل النبي r الدين كله في النصيحة لأنها جماع الدين وملاكه فقال: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ» لأن من لا نصح عنده وباطنه ملتبس بالغش؛ فليس عنده من الدين إلا الاسم .والنصيحة تكون «لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ».. {فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُوبَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ (*) وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ }
اللهم اهدنا بهداك واجعل أعمالنا في رضاك، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك .....
اللهم آمنا في دورنا وأصلح ولاة أمورنا ...
المرفقات
1662024328_أشواكٌ على الطريق.pdf
1662026384_أشواكٌ على الطريق.docx