أسرار الجنائز

الشيخ السيد مراد سلامة
1440/01/28 - 2018/10/08 22:31PM
أسرار الجنائز
للشيخ السيد مراد سلامة

الخطبة الأولى

الحمد لله الذي لا يسأل عما يفعل، فلا تيأس من رحمته ولا تعجل، فسبحانه من أقبل بجوده وبره على من رجع إليه وأقبل، ورأى زلة المسيء وجنح الظلام مسبل، فعامله برأفته وتجاوز عنه برحمته وأمهل، وجعل للقبول والفضل أوقاتا ليتدارك المقصر ما ضيّع وأهمل.

واشهد أن لا اله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو علي كل شيء قدير شهادة عبد خضع لهيبه وتذلل

يا من عليه مدى الأيـام معتمـدي

 

  إليك وجهت وجهي لا إلي أحد

أنت المجيب لمن يدعوك يا لأمـلي 

 

يا عدتي يا شفائي ويا سندي

يا ملك الملك يا معطي الجزيل 

 

لمن يرجو نداه بلا حصر ولا عدد

ما لي سواك وما لي غير بابـك

 

  يا مولاي فامح بعفوك ما جنته يدي

وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيب

وعلى اله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته واقتدى بهديه واتبعهم بإحسان إلي يوم الدين ونحن معهم يا أرحم الراحمين

إخوة الإسلام: في مثل هذا اللقاء حيث نفارق الأحباب ونواريهم التراب نسأل أنفسنا ما هو فضل اتباع الجنائز وما هي أسرارها؟

ما الذي أخرجك من بيتك لتاتي إلى هنا لتشيع الجنازة؟

ما الذي جاء بك من قريتك أو مدينتك إلى هنا؟

هيا لنتعرف على فضائل اتباع الجنازة وعلى أسرارها فأعيروني القلوب والأسماع

فضائل اتباع الجنازة

اعلموا – بارك الله فيكم – أن لاتباع الجنازة فضائل جمة وفوائد عظيمة نذكر منها:

عظم الأجر والثواب من الكريم الوهاب:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ شَهِدَ الْجِنَازَةَ حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنْ شَهِدَهَا حَتَّى تُدْفَنَ - وَقَالَ عَتَّابٌ : حَتَّى تُفْرَغَ - فَلَهُ قِيرَاطَانِ ، قِيلَ : وَمَا الْقِيرَاطَانِ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ: مِثْلُ الْجَبَلَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ. ([1])

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ تَبِعَ جِنَازَةَ مُسْلِمٍ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا فَصَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ انْتَظَرَهَا حَتَّى يُوضَعَ فِي قَبْرِهِ كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ قِيرَاطَانِ أَحَدُهُمَا مِثْلُ أُحُدٍ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ رَجَعَ كَانَ لَهُ قِيرَاطٌ» ([2])

قوله: " إيمانا واحتسابا " قيد به؛ لأنه لا بد منه؛ لأن ترتب الثواب على العمل يستدعي سبق النية فيخرج من فعل ذلك على سبيل المكافأة المجردة أو على سبيل المحاباة

وهي من حقوق المسلم على المسلم-

وعلم أن من حق أخيك المسلم عليك أنك إذا مات وجب عليك أن تشيعه إلى الدار البرزخية – لا كما نسمع من بعض الخطباء الذين يقولون: إلى مثواه الأخير، وهذا خطأ عقائدي لأن القبر أول منازل الأخرة

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-يَقُولُ: « حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ خَمْسٌ رَدُّ السَّلاَمِ ، وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ ، وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ ، وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ ، وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ »([3])

 واتباعها من موجبات دخول الجنة

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: « مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ صَائِمًا ».

 قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا

قَالَ: «فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ جَنَازَةً».

 قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا قَالَ: «فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ مِسْكِينًا».

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا

قَالَ: «فَمَنْ عَادَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ مَرِيضًا».

 قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا

 فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «مَا اجْتَمَعْنَ في امْرِئٍ إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ». ([4])

أحباب رسول الله – صلى الله عليه وسلم-كان هذا فضل اتباع الجنائز، فما أسرار صلاة الجنازة؟

أسرار صلاة الجنازة

اعلم علمني الله تعالى وإياك-أن العلماء ذكروا أسرارا وحكما من صلاة الصلاة نذكر منها:

ومن الأسرار في صلاة الجنائز أمور:

* السر الأول: أن الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى يشفع هؤلاء المسلمين في هذا الميت، في عن كريب مولى ابن عباس عن عبد الله بن عباس أنه مات ابنٌ له بقديد أو بعسفان فقال يا كريب انظر ما اجتمع له من الناس قال فخرجت فإذا ناسٌ قد اجتمعوا له فأخبرته فقال تقول هم أربعون قال قلت نعم قال أخرجوه فإني سمعت رسول الله {صلى الله عليه وسلم} يقول ما من رجلٍ مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون لا يشركون بالله شيئاً إلا شفعهم الله فيه ([5])

عن مالك بن هُبَيرَة قال: قال رسول الله [صلى الله عليه وسلم]: ' ما صَلَّى ثلاثة صفوف من المسلمين على رجل مسلم يستغفرون له إلا أوجب '. وكان مالك إذا صَلَّى على جنازة فتقالَّ أهلَها صفَّهم صفوفاً ثلاثة ثم يصلي عليها ([6])

قال المباركفوري أبو العلا – رحمه الله -وفي هذه الأحاديث استحباب تكثير جماعة الجنازة ويطلب بلوغهم إلى هذا العدد الذي يكون من موجبات الفوز

 وقد قيد ذلك بأمرين الأول أن يكونوا شافعين فيه أي مخلصين له الدعاء سائلين له المغفرة الثاني أن يكونوا مسلمين ليس فيهم من يشرك بالله شيئا كما في حديث بن عباس

 قال النووي في شرح مسلم قال القاضي قيل هذه الأحاديث خرجت أجوبة لسائلين سألوا عن ذلك فأجاب كل واحد عن سؤاله قال ويحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بقبول شفاعة مائة فأخبر به ثم بقبول شفاعة أربعين ثم ثلاثة صفوف وإن قل عددهم فأخبر به ويحتمل أيضا أن يقال هذا مفهوم عدد ولا يحتج به جماهير الأصوليين فلا يلزم من الإخبار عن قبول شفاعة مائة منع قبول ما دون ذلك وكذا في الأربعين مع ثلاثة صفوف وحينئذ كل الأحاديث معمول بها ويحصل الشفاعة بأقل الأمرين من ثلاثة صفوف وأربعين انتهى كلام النووي

 وقال التوربشتي لا تضاد بين هذه الأحاديث لأن السبيل في أمثال هذا المقام أن يكون الأقل من العددين متأخرا عن الأكثر لأن الله تعالى إذا وعد المغفرة لمعنى لم يكن من سنته النقصان من الفضل الموعود بعد ذلك بل يزيد تفضلا فيدل على زيادة

فضل الله وكرمه على عباده انتهى ([7])

 قال الإمام الدهلوي-رحمه الله-وإنما شرعت الصلاة على الميت لأن اجتماع أمة من المؤمنين شافعين للميت له تأثير بليغ في نزول الرحمة عليه. ([8])

* السر الثاني: أننا نظهر التضامن والإخاء: حتى في الموت مع المسلم والإخاء بتلك الرابطة التي ربط بها محمد صلى الله عليه وسلم بيننا، فماذا كنا قبل الإسلام؟! وكيف كان تآخينا وتعاوننا قبل هذا الدين؟! قال تعالى: {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} ([9]).

عن أبى هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-قال: «حق المسلم على المسلم ست». قيل: ما هي يا رسول الله؟ قال: «إذا لقيته فسلم عليه وإذا دعاك فأجبه وإذا استنصحك فانصح له وإذا عطس فحمد الله فشمته وإذا مرض فعده وإذا مات فاتبعه». ([10])

قال الشوكاني –رحمه الله -والحديث دليل على أن هذه حقوق المسلم على المسلم والمراد بالحق ما لا ينبغي تركه ويكون فعله إما واجبا أو مندوبا ندبا مؤكدا شبيها بالواجب الذي لا ينبغي تركه ويكون استعماله في المعنيين من باب استعمال المشترك في معنييه فإن الحق يستعمل في معنى الواجب كذا ذكره ابن الأعرابي ([11])

السر الثالث: المسامحة والمعافاة: اعلم باك الله تعالى فيك أن من أسرار صلاة الجنازة التسامح و التغافر: فكم من مسلم يكون بينه و بين أخيه المسلم فذالت مات فانك تجد هذا المتشاحن يذهب إلى بيت أخيه المسلم ليقف بجوار أهله ثم اذا صلى عليه صلاة الجنازة دعا له بالرحمة و المغفرة 

 ولذلك ذكر أهل السير أن علياً رضي الله عنه لما جرى بينه وبين الصحابة ما يجري بين البشر في معركة الجمل، وقتل طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام، وهما من العشرة المبشرين بالجنة، فقال علي: " بشر قاتل الزبير بالنار، وبشر قاتل طلحة بالنار " ثم نزل علي إلى طلحة فمسح التراب عن وجهه، وقال: يعز علي يا أبا محمد! أن أراك مجندلاً على التراب، ولكن أسأل الله أن يجعلني وإياك ممن قال الله فيهم: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر:47].

* السر الرابع العظة والعبرة والصحوة من سكرة الغفلة: أن نتذكر بالصلاة عليه قدومنا عليه سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، ورجوعنا إليه سُبحَانَهُ وَتَعَالَى.

هو الموت ما منه ملاذ ومهرب *** متى حط ذا عن نعشه ذاك يركب

نؤمل آمالاً ونرجو نتاجها ***وعلَّ الردى مما نرجيه أقرب

نشاهد ذا عين اليقين حقيقة *** عليه مضى طفل وكهل وأشيب

فهذا من أعظم الواعظ، عن هاني، مولى عثمان قال: كان عثمان إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته، فيقال له: قد تذكر عندك الجنة، والنار فلا تبكي وتبكي من هذا؟ فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إن «القبر أول منازل الآخرة، فإن نجى منه، فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه» ([12])

للموت فاعمل بجد أيها الرجل *** واعلم بأنك من دنياك مرتــحلُ

إلى متى أنت فـي لهو ولعـب *** تمسي وتصبح في اللذّات مشتغـلُ

كأني بك يا ذا الشيب في كرب *** بين الأحبة قد أودى بك الأجـلُ

لماّ رأوك صريعاً بينهم جـزعوا *** وودعوك وقالوا قد مضى الرجـلُ

فاعمل لنفسك يا مسكين في مهل *** مادام ينفعك التذكـار والعمــلُ

إنّ التقيّ جنّات الخلـد مسكنـه *** ينال حوراً عليها التاج والحلــلُ

والمجرمين بنارٍ لا خمـود لـهــا *** في كل وقت من الأوقات تشتعـلُ

عن عبد الله بن العيزار قال: لابن آدم بيتان: بيت على ظهر الأرض وبيت في بطن الأرض فعمد للذي على ظهر الأرض فزخرفه وزينه وجعل فيه أبوابا للشمال: وأبوابا للجنوب وصنع فيه ما يصلحه لشتائه وصيفه ثم عمد إلى الذي في بطن الأرض فأخربه فأتى عليه آت فقال: أرأيت هذا الذي أراك قد أصلحته كم تقيم فيه؟ قال: لا أدري قال: فالذي قد أخربته كم تقيم فيه؟ قال: فيه مقامي قال: تقر بهذا على نفسك وأنت رجل يعقل؟!

 وعن الحسن قال: يومان وليلتان لم تسمع الخلائق بمثلهن قط:

 ليلة تبيت مع أهل القبور ولم تبت ليلة قبله وليلة صبيحتها يوم القيامة ويوم يأتيك البشير من الله تعالى إما بالجنة أو النار ويوم تعطى كتابك إما بيمنك وإما بشمالك

 وعن عمر بن ذر أنه كان يقول في مواعظه: لو علم أهل العافية ما تضمنته القبور من الأجساد البالية لجدوا واجتهدوا في أيامهم الخالية خوفا من يوم تتقلب في القلوب والأبصار

 وعن مطرف بن عبد الله بن الشخير قال: القبر منزل بين الدنيا والآخرة فمن نزله بزاد وارتحل به إلى الآخرة إن خيرا فخير وإن شرا فشر

 وعن الحسن قال: أوذنوا بالرحيل وجلس أولهم على آخرهم وهم يلعبون

 وقال رجل لبعض السلف: أوصني قال: عسكر الموتى ينتظرونك

 وكان أبو عمران الجوني يقول: لا يغرنكم من ربكم طول النسية وحسن الطلب فإن أخذه أليم شديد حتى تبقى وجوه أولياء الله بين أطباق التراب إنما هم محبوسون لبقية آجالكم حتى يبعثهم الله إلى جنته وثوابه

 وعن محمد بن واسع قال: كل يوم ينتقل منا إلى المقابر ثلاثة وكأنك بهذا الأمر قد عم أحزانا حتى يلحق منا ولنا

 شهد الحسن جنازة فاجتمع عليه الناس فقال: اعملوا لمثل هذا اليوم -رحمكم الله -فإنما هم إخوانكم يقدمونكم وأنتم بالأثر أيها المخلف بعد أخيه إنك الميت غدا والباقي بعد والميت في أثرك أولا بأول حتى توافوا جميعا قد عمكم الموت واستويتم جميعا في كربة وغصصه ثم تخليتم إلى القبور ثم تنشرون جميعا ثم تعرضون على ربكم -عز وجل

 وقال صفوان بن عمرو: ذكروا النعيم فسموا أناسا فقال رجل: أنعم الناس أجسادا في التراب قد أميت وبقي ينتظر الثواب

 وقال مسروق: ما من بيت خير للمؤمن من لحده قد استراح من أمر الدنيا أو من عذاب الله

 وقال بشر بن الحارث: نعم المنزل القبر لمن أطاع الله

 وقال الفضل بن غسان: مر رجل بقبر محفور فقال: المقيل للمؤمن هذا

 أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم الكريم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما.

أما بعد:

وقال: ونظر رجل إلى القبر فقال: أصبح هؤلاء زاهدين فيما نحن فيه راغبون

 وعن عقبة البزار قال: رأى أعرابي جنازة فأقبل يقول: هنيئا يا صاحبها

 فقلت: علام تهنئه؟

قال: كيف لا أهنئ من يذهب له إلى حبس جواد كريم نزله عظيم عفوه جسيم قال: كأني لم أسمع القول إلا تلك الساعة

 قال ابن أبي الدنيا: ثنا أبو مالك البجلي عن أبي معاوية قال: ما لقيني مالك بن مغول إلا قال لي: لا تغرنك الحياة واحذر القبر إن للقبر شأنا ([13])

عن خالد بن أحمد بن أسد قال: أخذت بيدي علي بن جبلة يوما فأتينا أبا العتاهية فوجدناه في الحرم فانتظرناه فلم يلبث أن جاء فدخل عليه إبراهيم بن مقاتل بن سهل: - وكان جميلا فتأمله أبو العتاهية وقال متمثلا

يا حسان الوجوه سوف تموتون ... وتبلى الوجوه تحت التراب

 فأقبل علي بن جبله فقال:

اكتب يا مربي شبابه للتراب ... سوف يأكل البلى بعض الثياب

يا ذوي الوجوه الحسان المصونات ... وأجسامها الغضاض الرطاب

أكثروا من نعيمها أو أقلوا ... سوف تهدونها لعفر التراب

قد نعتك الأيام نعيل صحيحا ... تفارق الإخوان والأصحاب

 فقال أبو العتاهية: قل يا خالد قلت: معك ومع أبي الحسن قال : نعم فقلت :

يا مقيمين رحلوا للذهاب ... أشفير القبور وحطوا الركاب

نعموا الأوجه الحسان ... فما صونكموها إلا بعفر التراب

والبسوا ناعم الثياب ... ففي الحفر تعرون من جميع الثياب

قد ترون الشباب كيف يموتون ... إذا استضروا بماء الشباب ([14])

 

 

 

[1] - أخرجه: البخاري 2/110 (1325)، ومسلم 3/51 (945) (52) .

[2] - أخرجه البخاري (1/26، رقم 47)، والنسائي (8/120، رقم 5032).

[3] - أخرجه: البخاري 2/90 (1240)، ومسلم 7/3 (2162) (4 ) و( 5 ) .

[4] -أخرجه مالك «الموطأ» (290). وأحمد (2/268) والبخاري (3/32)

[5] - أخرجه أحمد (4/79، رقم 16770)، وأبو داود (3/202، رقم 3166)، والطبراني (19/299، رقم 665) .

[6] - أخرجه البيهقي (4/30، رقم 6696).

[7] - تحفة الأحوذي (4/ 98)

[8] - حجة الله ا[الأنفال:63] لبالغة (ص: 491)

[9] - [الأنفال: 63]

[10] - أخرجه أحمد (2/372، رقم 8832)، والبخاري في الأدب المفرد (1/319، رقم 925)، ومسلم (4/1705، رقم 2162). وأخرجه أيضًا: ابن حبان (1/477، رقم 242).

[11] - سبل السلام (2/ 611)

[12] - مسند أحمد ط الرسالة (1/ 503) أخرجه ابن ماجه (4267)، والترمذي (2308)، والحاكم 4 / 330 – 331)و قال الألباني] : حسن

[13] - أهوال القبور (ص: 244)

[14] - أهوال القبور (ص: 244)

المرفقات

الجنائز-4

الجنائز-4

المشاهدات 1956 | التعليقات 0