أسرار الأمراض
هلال الهاجري
الْحَمْدُ لله الْخَبِيرِ الْبَصِيرِ الْوَلِيِّ الْحَمِيدِ، خَلَقَ كُلَّ شَيءٍ بِقَدَرٍ، وَرَزَقَ عِبَادَهُ بِقَدَرٍ، (وَلَو بَسَطَ اللهُ الْرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ)، نَحْمَدُهُ حَمْدَ الْشَّاكِرِينَ، وَنَسْتَغْفِرُهُ اسْتِغْفَارَ المُذْنِبِينَ، وَنَسْأَلُهُ مِنْ فَضْلِهِ الْعَظِيمِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَعْلَمُ الْنَّاسِ بِالله تَعَالَى، وَأَكْثَرُهُمْ شُكْرًا لَهْ سُبْحَانَهُ، وَإِقْرَارًا بِفَضْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ، كَانَ يَفْتَتِحُ صَبَاحَهُ وَمَسَاءَهُ بِحَمْدِ الله تَعَالَى عَلَى نِعَمِهِ، وَيَمْلَأُ مَا بَينَ الْصَّبَاحِ وَالمَسَاءِ شُكْرًا بِالْأَقْوَالِ وَالْأَفْعَالِ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيهِ وَعَلَى آَلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ إِلَى يَومِ الْدِّينِ، )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، أما بعدُ:
أَيُّها الأحِبَّةُ .. من يتأملْ يا عبادَ اللهِ في المرضِ، فإنه سيحتارُ في هذا المَخلوقِ الَّذي يُصيبُ الكبيرَ والصَّغيرَ، ويشتكي منه الغنيُّ والفَقيرُ، لا يدعُ مُسلماً ولا كافراً، ولا يتركُ مُحسِناً ولا فاجِراً، ولم يسلمْ منه أحدٌ حتى سيَّدُ ولدِ آدمَ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ، فَعَن عبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُودٍ رَضيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: دَخَلْتُ علَى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا، فَمَسِسْتُهُ بيَدِي، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا، -والوَعْكُ: الحُمَّى وحَرَارَتُها- فقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أجَلْ، إنِّي أُوعَكُ كما يُوعَكُ رَجُلانِ مِنكُم، فَقُلتُ: ذلكَ أنَّ لكَ أجْرَيْنِ؟ فقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أجَلْ.
وحيثُ إن اللهَ تعالى لم يخلقْ شيئاً عبثاً، بل هو القائلُ: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً)، فيا تُرى ما هي بعضُ فوائدِ المرضِ وأسرارِه؟
أوَّلاً: لا بُدَّ أن نعرفَ أن المرضَ من الضَّرَّاءِ الَّذي هو جندٌ من جنودِ اللهِ تَعَالى الَّذي يُحذِّرُ بها عبادَه ليرجعوا إليه ويتوبوا، قالَ سبحانَه: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُون)، فكم تابَ بسببِ المرضِ مُذنِبٌ، وكم أقبلَ بسببِه مُدبرٌ، وكم أسلمَ بسببِه كافرٌ، كَانَ غُلَامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَرِضَ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُهُ، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَقَالَ لَهُ: (أَسْلِمْ)، فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ، فَقَالَ لَهُ: أَطِعْ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَسْلَمَ فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنْ النَّار)، ويصدقُ على هذا المريضِ وأمثالِه قولُ اللهِ عزَّ وجلَّ: (لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ).
والنَّاسُ مع المرضِ أحوالٌ شتى مُتَفَاوِتونَ، منهم المأجورُ ومنهم المأزورُ، قال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (عِظَمُ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ)، ولذلك كانَ لأهلِ الإيمانِ مع المرضِ شأنٌ آخرُ، سُئلَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ أَشَدُّ الناسِ بَلاءً؟، قال: (الأنْبياءُ)، قِيلَ: ثُمَّ مَنْ؟، قال: (العلماءُ)، قِيلَ: ثُمَّ مَنْ؟، قال: (الصَّالِحُون،َ وكان أحدُهُمْ يُبْتَلَى بِالقَمْلِ حتى يَقْتُلَهُ، ويُبْتَلَى أحدُهُمْ بِالفَقْرِ حتى ما يَجِدُ إلَّا العَباءَةَ يَلْبَسُها، ولأحدُهُمْ كان أَشَدَّ فَرَحًا بِالبلاءِ من أَحَدِكُمْ بِالعَطَاءِ)، وذلك لأنهم يعلمونَ بمحبةِ اللهِ تعالى لأهلِ البلاءِ، وعزاؤهم في ذلك قولُه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: (وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ).
ما هو إحساسُك عندما تسمعُ هذا الحديثَ؟، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى مَرَضٌ فَمَا سِوَاهُ، إِلَّا حَطَّ اللَّهُ لَهُ سَيِّئَاتِهِ كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا)، سبحانَ اللهِ،كلُّنا واللهِ يحتاجُ إلى تكفيرِ سيئاتِه في الدُّنيا قبلَ الآخرةِ، عَنْ سَعِيدِ بنِ وَهْبٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ سَلْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَعَادَ مَرِيضًا فِي كِنْدَةَ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ، قَالَ: أَبْشِرْ، فَإِنَّ مَرَضَ الْمُؤْمِنِ يَجْعَلُهُ اللَّهُ لَهُ كَفَّارَةً وَمُسْتَعْتَبًا، وَإِنَّ مَرَضَ الْفَاجِرِ كَالْبَعِيرِ عَقَلَهُ أَهْلُهُ، ثُمَّ أَرْسَلُوهُ، فَلا يَدْرِي لِمَ عُقِلَ وَلِمَ أُرْسِلَ، بل هناك من لا يزالُ به البلاءُ حتى تُكفِّرَ جميعُ ذُنوبِه، كما جاءَ في الحديثِ: (ما يزالُ البلاءُ بالمؤمنِ والمؤمنةِ في نفسِهِ وولدِهِ ومالِهِ حتَّى يَلقى اللَّهَ وما عليْهِ خطيئةٌ).
ومما يُذهبُ الخطايا بخاصةٍ، تلك الحمَّى التي تُصيبُ الإنسانَ عندَ كلِّ مرضٍ، فعن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى أُمِّ السَّائِبِ، فَقَالَ: (مَا لَكِ يَا أُمَّ السَّائِبِ، تُزَفْزِفِينَ؟) أي: تَرْتَعِدِينَ، قَالَتْ: الْحُمَّى لَا بَارَكَ اللَّهُ فِيهَا، فَقَالَ: (لَا تَسُبِّي الْحُمَّى، فَإِنَّهَا تُذْهِبُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ كَمَا يُذْهِبُ الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيد).
وهناك من النَّاسِ من كتبَ اللهُ تعالى له منزلةً عظيمةً في الجنَّةِ، ولكنَّه لم يَصلْها بعملِه، فعندَها يأتي المرضُ رحمةً من ربِّ العالمينَ، ليَصلَ بسببِه إلى منازلِ الشُّهداءِ والصَّالحينَ، قالَ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: (إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَبَقَتْ لَهُ مِنْ اللَّهِ مَنْزِلَةٌ لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِهِ ابْتَلَاهُ اللَّهُ فِي جَسَدِهِ أَوْ فِي مَالِهِ أَوْ فِي وَلَدِهِ ثُمَّ صَبَّرَهُ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى يُبْلِغَهُ الْمَنْزِلَةَ الَّتِي سَبَقَتْ لَهُ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى)، وفي الحَديثِ: (إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الْخَيْرَ عَجَّلَ لَهُ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا)، فَالسيِّئاتِ تُكَّفرُ، والخطايا تُحطُّ، والدرجةُ تُرفعُ، حتى يقبضَه اللهُ تَعَالى وهو خفيفُ الحِملِ من الذُّنوبِ والآثامِ، مُستحِّقٌ لدخولِ جنَّةِ الخُلدِ ودارِ السَّلامِ.
ومن فوائدِ المرضِ أنَّ اللهَ تعالى يكونُ قريباً من المريضِ يرحمُه ويجيبُ دعاءَه ويُثيبُ زوَّارَه، بل ويعتبُ سبحانَه على من تركَ عيادتَه في مرضِه كما جاءَ في الحديثِ: (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي، قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟!، قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلَانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ).
ومن عجائبِ المرضِ .. أنَّ صاحبَه تُكتبْ له جميعُ أعمالِه التي كانَ يَعملُها وهو صحيحٌ، فتستمرُ حسناتُه على ما كانَ يعملُ وهو مُعافى لا ينقصُ منها شيءٌ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إذَا مَرِضَ الْعَبْدُ أَوْ سَافَرَ كُتِبَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ صَحِيحًا مُقِيمًا).
وكثيرةٌ هي فوائدُ المرضِ في الدُّنيا والآخرةِ، يقولُ ابنُ القيِّمِ رحمَه اللهُ تعالى في كتابِه شفاءِ العليلِ: (وقدْ أحصيتْ فوائدَ الأمراضِ فزادتْ على مائةِ فائدةٍ).
باركَ اللهُ لي ولكم في القرآنِ العظيمِ، ونفعني وإياكم بما فيه من الآياتِ والذِّكرِ الحكيمِ، أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيمَ الجليلَ لي ولكم ولسائرِ المسلمينَ من كلِّ ذنبٍ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيمُ.
الخطبة الثانية:
الحمدُ للهِ اللَّطيفِ الخبيرِ، العليِ القديرِ، يبتلي عبادهَ بالمصائبِ والأمراضِ، ليُخفِّفَ عنهم الذُّنوبَ والسيِّئاتِ، فيكونُ حسابُه لهم بإذنِه خفيفًا يومَ بَعثِ الأمواتِ، وأشهدُ أن لا الهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه أرسلَه إلينا شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا، فصلى اللهُ وسلمَ عليه وعلى آلِه وأصحابِه ومن تبعَهم إلى يومِ الدِّينِ، أما بعد:
يا عبادَ اللهِ، كلُّ هذه الفوائدِ في المرضِ لا يعني أن الإنسانَ يسألَ ربَّه البلاءَ، فعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَادَ رَجُلًا مِنْ الْمُسْلِمِينَ قَدْ خَفَتَ -أيْ: ضَعُفَ- فَصَارَ مِثْلَ الْفَرْخِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (هَلْ كُنْتَ تَدْعُو بِشَيْءٍ أَوْ تَسْأَلُهُ إِيَّاهُ؟)، قَالَ: نَعَمْ، كُنْتُ أَقُولُ: اللَّهُمَّ مَا كُنْتَ مُعَاقِبِي بِهِ فِي الْآخِرَةِ فَعَجِّلْهُ لِي فِي الدُّنْيَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (سُبْحَانَ اللَّهِ لَا تُطِيقُهُ أَوْ لَا تَسْتَطِيعُهُ، أَفَلَا قُلْتَ: اللَّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)، فَدَعَا اللَّهَ لَهُ فَشَفَاهُ.
بل عليكَ بسؤالِ اللهِ تعالى العافيةِ، فعَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي شَيْئًا أَسْأَلُهُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: (سَلِ اللَّهَ الْعَافِيَةَ)، فَمَكَثْتُ أَيَّامًا، ثُمَّ جِئْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي شَيْئًا أَسْأَلُهُ اللَّهَ، فَقَالَ لِي: (يَا عَبَّاسُ يَا عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ، سَلِ اللَّهَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ).
وكانَ من أذكارِه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ في الصَّباحِ والمساءِ أن يقولَ ثلاثاً: (اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَدَنِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي سَمْعِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَصَرِي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ).
ولذلك كانت العافيةُ من النعمِ التي لا يَعدِلُها شيءٌ، قالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا).
فالمرضُ نعمةٌ، والعافيةُ نعمةٌ، ولا نقولُ إلا (عَجَبًا لأمرِ المؤمنِ، إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ، وليسَ ذلكَ لأحَدٍ إلا للمُؤْمنِ، إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانتْ خَيرًا لهُ، وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكانتْ خَيرًا لهُ).
وَمِن الأسبَابِ في الحِفَاظِ عَلى الصِّحةِ هو أَخذُ اللِّقَاحاتِ الوِقَائيةِ ومِنها الأنفلونزا المَوسميةُ لِلوِقَايةِ مِن الإصَابةِ أو التَخفيفِ مِن حِدَّتِها، وَذَلِكَ مِن أَسباب الحِفاظِ على النَّفسِ بَعدَ التَّوكلِ عَلى اللهِ تَعَالى، فَالدَولَةُ وَفَّرَتهَا لِلجَميعِ مَجَاناً، وَحَثُّوا الناسَ عَليهَا حِفَاظاً عَلى صِحتِهم، فجَزَاهم اللهُ خَيراً.
اللَّهُمَّ إنِّا نسْأَلُكَ العَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إنِّا نسْأَلُكَ العَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إنِّا نسْأَلُكَ العَفْوَ وَالعَافِيَةَ فِي دِينِنا وَدُنْيَانا وَأَهْلِنا وَأمَوالِنا، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِنا، وَآمِنْ رَوْعَاتِنا، اللَّهُمَّ احْفَظْنِا مِنْ بَيْنَ أيَدَيَّنا، وَمِنْ خَلْفِنا، وَعَنْ أيَمِاننا، وَعَنْ شِمَائلِنا، وَمِنْ فَوْقِنا، وَنعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ نُغْتَالَ مِنْ تَحْتنا، اللَّهُمَّ إنَّا نَسْألُكَ مُوجِباتِ رَحْمَتِكَ، وَعَزائِمَ مَغْفِرَتِكَ، والسَّلامَةَ مِنْ كُلِّ إثمٍ، والغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ، والفَوْزَ بالجَنَّةِ، والنَّجاةَ مِنَ النَّارِ .. رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى القَومِ الكَافِرِينَ.
المرفقات
1729171008_أسرار الأمراض.docx
1729171016_أسرار الأمراض.pdf
المشاهدات 2057 | التعليقات 6
السلام عليكم
تكتب ألف في آخر الاسم المنون المنصوب، إلا إذا ختم بأحد ثلاثة أحرف:
1-تاء مربوطة، مثل: قرأت سورةً.
2-ألف عليها همزة، مثل: وجدنا ملجأً.
3-ألف بعدها همزة، مثل: اشتريتُ دواءً.
وعليه فالصواب: مَنْ أَشَدُّ الناسِ بَلاءً؟
السلام عليكم
الهمزة المتوسطة تكتب على الواو في حالتين:
-أن تكون هي مضمومة وما قبلها مضموم أو مفتوح أو ساكن: شُؤُون-رَؤُوف-أرْؤُس
-أن يكون ما قبلها مضموم وهي مفتوحة أو ساكنة: مُؤَذن-لُـؤْلؤ
وعليه فالصواب: وعزاؤُهم
السلام عليكم
الصواب: ولذلك كانت العافيةُ من النعمِ التي لا يَعدِلـُها شيْءٌ، الهمزة على السطر؛ لأن ما قبلها ساكن، ومرفوعة والعلامة الضمة؛ لأنها فاعل.
الهمزة المتطرفة (آخرية): في طرف (آخر) الكلمة، تتبع حركة ما قبلها، وهي أربعة أقسام: فتكتب على:
نبرة مثل: متوضِئ، واو مثل: يـجرُؤُ، ألف مثل: توضَأَ، على السطر مثل: شيْء، دِفْء
السلام عليكم
الصواب: عبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُودٍ؛ لأن كلمة (ابن) صفة تتبع حركة ما قبلها:
جاء محمدُ بنُ أحمد، رأيت محمدَ بنَ أحمد، سلمت على محمدِ بنِ أحمد.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أحسنت .. بارك الله في علمك، وجزاك الله خيراً.
تم التعديل.
محمد محمد
السلام عليكم شيخنا هلال، ونفعك الله ونفع بك
تأتي (حتى) على ثلاثةِ أوجه:
الأول: أن تكون جارّة إذا دخلتْ على الاسم الصريح, فتكون بمعنى (إلى) نحو: قوله تعالى: (حتّى مَطْلِعِ الفَجْرِ). فيكون (مطلعِ) اسم مجرور بحرف الجر(حتى).
وأن تكون جارّةً للاسم المؤول نحو: قوله تعالى: (حَتّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللهِ) فيكون الفعل ( يأتيَ) منصوب بأن مضمرة والمصدر المؤول من (أن والفعل) في محل جر بحرف الجر (حتى).
الثاني: أن تكون حرف عطف لمُطلق الجمع والغاية , نحو: (مات الناسُ حتّى الأنبياءُ), فإنَّ الأنبياءَ عليهم السلام هم المعطوف بحتى وهم غاية الناس في شرف المقدار.
الثالث: أن تكون حرف ابتداء, فتدخل على ثلاثة أشياء:
-على الجملة الفعلية المبدوءة بالفعل الماضي نحو قوله تعالى: (ثم بدّلنَا مَكَانَ السّيِّئَةِ الحَسَنَةَ حَتّى عَفَوْا وقالوا).
- على الجملة الفعلية المبدوءة بالفعل المضارع, نحو قوله تعالى: (وزُلْزِلُوا حتّى يقولُ الرسولُ) في قراءة من رفع وهو نافع.
-على الجملة الاسمية, نحو قوله صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصَابُ بِمُصِيبَةٍ * وَجَعٍ أَوْ مَرَضٍ * إِلاّ كَانَ كَفّارَةَ ذُنُوبِهِ * حَتّى الشّوْكَةُ يُشَاكُهَا * أَوِ النّكْبَةُ) رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني.
فتكون (حتى) حرف ابتداء في الأمثلة الثلاثة, والشوكة في المثال الثالث: مبتدأ. هذا الجواب مُستفادٌ من كتاب: [موصل الطلاب إلى قواعد الإعراب للشيخ خالد الأزهري رحمه الله]
https://www.almaany.com/answers/379604/%D9%85%D8%AA%D9%89-%D9%8A%D9%8F%D9%86%D8%B5%D8%A8-%D9%85%D8%A7-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%AD%D8%AA%D9%91%D9%89-%D9%88%D9%85%D8%AA%D9%89-%D9%8A%D9%8F%D8%B1%D9%81%D9%8E%D8%B9%D8%9F
وعليه فالصواب: ولم يسلمْ منه أحدٌ حتى سيَّدُ ولدِ آدمَ
تعديل التعليق