أسباب تطهير العبد من سيئاته ومَحْوِ خطاياه

سعود المغيص
1435/06/08 - 2014/04/08 09:15AM
الخطبة الاولى :
أمّا بعد عباد الله :
اتقوا الله تعالى واعلموا أن من أعظم أسباب تطهير العبد من سيئاته ومَحْوِ خطاياه: المحافظةَ على صلاة الجماعة, فإن مَنْ تَأَمَّلَها وَتَأَمَّلَ أَحكامَها وتفاصيلَ أفعالِ العبدِ فيها, عَرَفَ السِّرَّ الذي به يمحو الله به خطاياه :
أولُها : مغفرة الذنوب من خلال استعداده لهذه الصلاة بالوضوء, عن عثمان بنِ عفان رضي الله عنه, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ جَسَدِهِ، حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِهِ ).
الثاني : مغفرة الذنوب من خلال مشيه إلى الصلاة, عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ، وَأَتَى المَسْجِدَ، لاَ يُرِيدُ إِلَّا الصَّلاَةَ، لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْهُ خَطِيئَةً، حَتَّى يَدْخُلَ المَسْجِدَ، وَإِذَا دَخَلَ المَسْجِدَ، كَانَ فِي صَلاَةٍ مَا كَانَتْ تَحْبِسُهُ، وَتُصَلِّي - يَعْنِي - عَلَيْهِ المَلاَئِكَةُ، مَا دَامَ فِي مَجْلِسِهِ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، مَا لَمْ يُحْدِثْ فِيهِ ).
الثالث : مغفرة الذنوب بسبب انتظاره الصلاة وهو في المسجد, كما سمعتم في الحديث, فإن طيلة مدة جلوسه وانتظاره, والملائكة تدعو له: ( اللهم اغفر له اللهم ارحمه ). وهذا من أكبر ما يعينُ العبد على الصبر وطول الإنتظار, هذا الدعاء من الملائكة مستمر حتى بعد فراغك من الصلاة, ما دمت في مجلسك الذي صليت فيه, ما لم تنقض وضوءك أو تؤذِ أحدا.
الرابع : مغفرة الذنوب بسبب التأمين خلف الإمام في الصلاة الجهرية, عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إِذَا قَالَ الْإِمَامُ: " غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ "، فَقُولُوا: آمِينَ، فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ تَأَمِينُهُ تَأَمِينَ الْمَلَائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ).
الخامس: مغفرة الذنوب بسبب متابعة الإمام في الذكر الذي يُقال بعد الرفع من الركوع, عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إِذَا قَالَ الإِمَامُ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ ، فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ الْمَلائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ).
باركَ اللهُ لِي وَلَكُم فِي القُرآنِ الْعَظِيم، وَنَفَعنِي وَإِيّاكُمْ بِمَا فِيِه مِنْ الآيَاتِ وَالذّكرِ الْحَكِيم، أَقُولُ مَا تَسْمَعُون وَاسْتَغْفُرُ اللهَ لِي وَلَكُم وَلِسَائرِ الْمُسْلِمِين مِنْ كُلِّ ذَنبٍ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم.
الخطبة الثانية :
الحمدُ للهِ عَلى إِحسانِهِ، وَالشكرُ لَهُ عَلى تَوفِيقِهِ وَامتِنَانِهِ، وَأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَأشهدُ أنَّ مُحمّداً عَبدُهُ وَرسولُهُ، صلى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسلمَ تسليماً كثيراً .
أَمّا بَعدُ عباد الله:
ليتأمل المسلم الذي يصلي وحده في بيته, كم فاته من الفضل العظيم في تركه صلاة الجماعة, وما يحصل للمصلين من مغفرة الذنوب بسببها. وليتأمل أيضاً تكرار هذه العبادة خمس مرات في اليوم والليلة. في كل صلاة تتكرر معه هذه الفضائل, فإنه يتردد على المسجد خمس مرات, ويصلي سبعَ عشرة ركعة, فكم ركعة في الأسبوع؟ وكم ركعة في الشهر؟ وكم ركعة في السنة؟ وفي كل ركعة يتابع فيها الإمام بعد الفاتحة, وبعد الرفع من الركوع تلوح له فرصة قد يوافق قوله فيها قول الملائكة, فيغفر له ما تقدم من ذنبه, وهو على هذه الحال طيلة عمره, فإنه قد يلقى الله طاهراً من الذنوب.
فاتقوا الله أيها المسلمون, وحافظوا على الصلاة مع الجماعة في المسجد, ولا تُلْهِيَنَّكم الدنيا عن المواظبة عليها, ومُرُوا بها أبناءكم وجلساءكم وإخوانكم .
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم أصلحْ لنا ديننا الذي هو عصمت أمرنا وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا واجعل الدنيا زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر ،
الا وصلوا ..
المشاهدات 1913 | التعليقات 0