أساليب النبي صلى الله عليه وسلم في التعليم - مشكولة - doc + pdf
عبدالله اليابس
أساليب النبي صلى الله عليه وسلم في التعليم الجمعة 18/6/1443هـ
الْحَمْدُ للهِ الذِي عَلَّمَ بِالْقَلَم، عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ، مَنَّ عَلَى عِبَادِهِ بِإِنْزَالِ الْكُتُبِ وَإِرْسَالِ الرُّسُلِ تُعَلِّم، فَلَمْ يَبْقَ عَلَى اللهِ لِلْخَلْقِ حُجَّةٌ وَفَتَّحَ الْعُقُولَ وَفَهَّم ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ الرَّبُّ الْكَرِيمُ الأَكْرَم، عَلَّمَ الْقُرْآنَ، وَخَلَقَ الإِنْسَانَ، وَعَلَّمَهُ الْبَيَانَ، وَأَعْطَى وَتَكَرَّم، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الْمُرْشِدُ إِلَى السَّبِيلِ الأَقْوَم، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ وَبَارَكَ وَسَلَّمْ.
أَمَّا بَعْدُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}.
يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ.. إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدِ اصْطَفَى رَسُولَهُ مُحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَيْنِ الْبَشَرِ، وَكَمَّلَهُ بِأَحْسَنِ الصِّفَاتِ وَأَجْمَلِ الأَخْلاقِ، وَعَلَّمَهُ مَا لَمْ يَكُنْ يَعْلَمْ، وَدَلَّهُ لِأَحْسَنِ الأَعْمَالِ وَأَرْفَعِ الْخِلالِ، ثُمَّ أَمَرَنَا بِالاقْتِدَاءِ بِهِ، وَجَعَلَهُ أُسْوَةً حَسَنَةً لَنَا، فَمَنِ اتَّبَعَهُ أَحَبَّهُ اللهُ وَهَدَاهُ، وَمَنْ خَالَفَهُ أَبْغَضَهُ اللهُ وَشَنَاه.
وَإِنَّ مِمَّا اخْتَصَّ اللهُ بِهِ رَسَولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طُرُقَ التَّعْلِيمِ وَأَسَالِيبَ التَّوْجِيهِ وَالتَّدْرِيسِ، فَقَدْ بَلَغَ الْغَايَةَ، وَوَصَلَ إِلَى النِّهَايَةِ.
وَبينَ يَدَينَا اليَوْمَ إِشَارَاتٌ يَسِيرَةٌ فِي أَسَالِيبِ النَّبِيِّ الكَرِيمِ عَلَيهِ أَتَمُّ صَلَاةٍ وَتَسْلِيمٍ فِي التَّرْبِيَةِ وَالتَعْلِيمِ، لَعَلَّهَا تَكُونُ مَنَارَاتٍ لَنَا عُمُومَاً، وَلِلإِخْوَةِ الْمُدَرِّسِينَ وَالـمُرَبِّينَ خُصُوصَاً.
أيُّهَا الإِخْوَةُ.. كَانَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْدَأُ فِي تَعْلِيمِ النَّاسِ بِالأُصُولِ قَبْلَ الْفُرُوعِ، يبدأ بِالأَهَمِّ أَوَّلاً، فَكَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو النَّاسَ أَوَّل مَا يَدْعُوهُمْ إِلَى التَّوْحِيدِ، وَإِفْرَادِ اللهِ بِالْعِبَادَةِ، لِأَنَّ ذَلِكَ هُوَ الأَسَاس، لَقَدْ مَكَثَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَكَّةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ سَنَةً، مِنْهَا عَشْرُ سِنِينَ يُعِلِّمُ النَّاسَ التَّوْحِيدَ، وَبَعْدَ الْعَشْرِ فُرِضَتِ الصَّلاةُ!
فَهَكَذَا نَحْنُ فِي تَعْلِيمِنَا وَفِي دَعْوَتِنَا، ينبغي أن نُرَسِّخَ الْعَقِيدَةَ فِي قُلُوبِ النَّاشِئَةِ وَنُعَلِّقَ صِغَارَنَا بِاللهِ سُبْحَانَهُ.
وَمِنْ طُرُقِ تَعْلِيمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الاهْتِمَامُ بِالصِّغَارِ، وَاسْتِغْلالُ الْمَوَاقِفِ لِإِرْشَادِهِمْ، رَوَى البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: كُنْتُ غُلَامًا فِي حِجْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ فِي الصَّحْفَةِ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يَا غُلَامُ سَمِّ اللَّهَ وَكُلْ بِيَمِينِكَ وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ)، قال: فَمَا زَالَتْ تِلْكَ طِعْمَتِي بَعْدُ.
فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ اِسْتِغْلَالُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ لِهَذَا الـمَوْقِفِ مِنْ هَذَا الفَتَى الصَّغِيرِ، فَحَفِظَهَا وَرَسَخَتْ فِي عَقْلِهِ، وَلَمْ يُخَالِفْهَا بَعْدَ ذَلِكَ.
وَمِنْ طُرُقِ تَعْلِيمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: شَدُّ انْتِبَاهِ الْمُتَعَلِّمِ قَبْلَ إِلْقَاءِ الْعِلْمِ، وَيَكُونُ ذَلِكَ بِطُرُقٍ: كَالنِّدَاءِ وَتَكْرَارِهِ، رَوَى البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَنْ مُعَاذٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا رَدِيفُ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، لَيْسَ بَيْنِي وَبيْنَهُ إلَّا آخِرَةُ الرَّحْلِ، فقالَ: (يا مُعاذَ)، قُلتُ: لَبَّيْكَ يا رَسولَ اللَّهِ وسَعْدَيْكَ، ثُمَّ سارَ ساعَةً، ثُمَّ قالَ: (يا مُعاذَ)، قُلتُ: لَبَّيْكَ رَسولَ اللَّهِ وسَعْدَيْكَ، ثُمَّ سارَ ساعَةً، ثُمَّ قالَ: (يا مُعاذَ بنَ جَبَلٍ) قُلتُ: لَبَّيْكَ رَسولَ اللَّهِ وسَعْدَيْكَ، قَالَ: (هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ اللَّهِ علَى عِبادِهِ؟) قُلتُ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: (حَقُّ اللَّهِ علَى عِبَادِهِ أنْ يَعْبُدُوهُ ولا يُشْرِكُوا به شيئًا)، ثُمَّ سَارَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: (يا مُعاذَ بنَ جَبَلٍ)، قُلتُ: لَبَّيْكَ رَسولَ اللَّهِ وسَعْدَيْكَ، قالَ: (هلْ تَدْرِي ما حَقُّ العِبادِ علَى اللَّهِ إذا فَعَلُوهُ؟) قُلتُ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: (حَقُّ العِبادِ علَى اللَّهِ أنْ لا يُعَذِّبَهُمْ).
وَمِنْ أَسَالِيبِ تَعْلِيمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِشْعَارُ الْمُتَعَلِّمِ بِحُبِّ الْمُعَلِّمِ لَهُ وَاهْتِمَامِهُ بِهِ، رَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ وَغَيرُهُ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيدِي يَوْمًا ثُمَّ قَالَ: (يَا مُعَاذ، وَاللهِ إِنِّي أُحِبُّكَ) فَقَالَ مُعَاذٌ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ، وَأَنَا وَاللهِ أُحِبُّكَ، فَقَالَ: (أُوصِيكَ يَا مُعَاذ، لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ أَنْ تَقُولَ : اللهُمَّ أَعِنِّي عَلَى شُكْرِكَ وَذِكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ).
وَمِنْ سِمَاتِ التَّعْلِيمِ النَّبَوِيِّ: أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُشَجِّعُ الْمُتَفَوِّقِينَ وَيُحَفِّزُهُمْ، وَهَذَا لَهُ دَوْرٌ فِي شَحْذِ الْهِمَّةِ، وَالتَّطَلُّعِ لِلْمَزِيدِ مِنْ تَحْصِيلِ الْعِلْمِ، رَوَى البُخَارِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْ لَا يَسْأَلَنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلُ مِنْكَ، لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ، أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ خَالِصًا مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ).
وَمِنْ أَسَالِيبِ التَّرْبِيَةِ النَّبَوِيَّةِ: عَدَمُ الْمُجَابَهَةِ بِالتَّوْبِيخِ وَالْعِتَابِ، فَكَانَ يُلَمِّحُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلا يُصَرِّحُ إِلَّا إِذَا اقْتَضَتِ الْحَاجَةُ، رَوَى الْبُخَارِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ فِي صَلَاتِهِمْ) فَاشْتَدَّ قَوْلُهُ فِي ذَلِكَ حَتَّى قَالَ (لَيَنْتَهُنَّ عَنْ ذَلِكَ أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ).
فَبِأَبِي هُوَ وَأُمِّي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَا أَحْسَنَهُ مُعَلِّمَا، وَمَا أَجَلَّهُ نَاصِحَاً، وَمَا أَجْمَلَ تَعْلِيمَهُ، وَمَا أَيْسَرَ تَفْهِيمَهُ.
فَحَرِيٌّ بِنَا أَيُّهَا الآبَاءُ وَالْمُعَلِّمُونَ والمربون أَنْ نَقْتِدِيَ بِهِ فِي تَعَامُلِنَا مَعَ مَنْ تَحْتَ أَيْدِينَا.
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِ مِنَ الآيات وَالذِّكْرَ الْحَكِيمَ، قَدْ قُلْتُ مَا سَمِعْتُم وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إحْسَانِهِ وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَاِمْتِنَانِهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شريكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الداعي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ وَسُلَّمُ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آله وَإِخْوَانِهِ، وَمَنْ سَارَ عَلَى نَهْجِهِ وَاِقْتَفَى أثَرَهُ وَاِسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}.
يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. فَلَا زَالَ الْحَدِيثُ مَوْصُولاً عَنْ هَدْيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي التَّعْلِيمِ، فَمِنْ هَدْيِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي تَرْسِيخِ الْعِلْمِ مَا يُسَمَّى فِي الْمُصْطَلَحَاتِ الْحَدِيثَةِ: بِالتَّطْبِيقِ الْعَمَلِيِّ، وَهَذَا يَتَجَلَّى بِكَثْرَةٍ فِي الْعِبَادَاتِ الْعَمَلِيَّةِ، فَمِنْ ذَلِكَ أَنَّهُ ثَبَتَ عَنْهُ مِنْ حَدِيثِ عَلِيٍّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَعَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ أَنَّهُ تَوَضَّأَ أَمَامَ النَّاسِ.
وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: وَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ عَلَيْهِ ــ يعني المنبر ــ فَكَبَّرَ وَكَبَّرَ النَّاسُ وَرَاءَهُ، وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ ثُمَّ رَفَعَ فَنَزَلَ الْقَهْقَرَى حَتَّى سَجَدَ فِي أَصْلِ الْمِنْبَرِ، ثُمَّ عَادَ حَتَّى فَرَغَ مِنْ آخِرِ صَلاتِهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي صَنَعْتُ هَذَا لِتَأْتَمُّوا بِي وَلِتَعْلَمُوا صَلاتِي) فَمَا أَجْمَلَهُ مِنْ تَعْلِيمٍ.
وَإِنَّ بَعْضَ الْمُدَرِّسِينَ الْمُوَفَّقِينَ يَفْعَلُ ذَلِكَ، حَتَّى لَوْ لَمْ يَكُنْ مُعَلِّمَ عُلُومٍ شَرْعِيَّةٍ، لَكِنَّهُ مُؤْمِنٌ حَرِيصٌ عَلَى نَفْعِ أَبْنَاءِ الْمُسْلِمِينَ، فَيُحْضِرُ الْمَاءَ ثُمَّ يَخْرُجُ بِطُلَّابِهِ إِلَى سَاحَةِ الْمَدْرَسَةِ ثُمَّ يَتَوَضَّأُ أَمَامَهُمْ، وَيَأْمُرُ الطُّلابَ أَنْ يَتَوَضَّؤُوا، ثُمَّ يُقَوِّمُهُمْ وَيُعَدِّلُهُمْ وَيُوَجِّهُهُمْ، فَأَنْعِمْ بِهَذَا النَّوْعِ مِنَ الْمُعَلِّمِيْنَ وَجَزَاهُمُ اللهُ خَيْرَاً وَأَجْزَلَ مَثُوبَتَهُمْ،
أيُّهَا الإِخْوَةُ.. هَذَا غَيْضٌ مِنْ فَيْضٍ وَقَلِيلٌ مِنْ كَثِيرٍ مِمَّا زَخَرَتْ بِهِ السُّنَّةُ النَّبَوِيَّةُ وَتَكَاثَرَتْ بِهِ دَوَاوِينُهَا مِنْ هَدْيِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَطَرِيقَتِهُ فِي التَّعْلِيمِ، وَقَدْ أَنْتَجَتْ هَذِهِ الطُّرُقُ ثَمَارَهَا، وَآتَتْ أُكُلَهَا بِإِذْنِ رَبِّهَا، وَانْتَفَعَ النَّاسُ بِهَا، حَتَّى اسْتَحَقُّوا أَنْ يُنَزِّلَ اللهُ فِيهِمْ قَوْلَهُ عَزَّ وَجَلَّ {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ عِلْمَاً نَافِعَاً وَعَمَلاً صَالِحَاً، اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا مَحَبَّةَ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاتِّبَاعَهُ ظَاهِرَاً وَبَاطِنَاً، اللَّهُمَّ احْشُرْنَا فِي زُمْرَتِهِ وَأَدْخِلْنَا فِي شَفَاعَتِهِ وَأَسْقِنَا مِنْ حَوْضِهِ وَاجْمَعْنَا بِهِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ وَوَالِدِينَا وَجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ.
يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. اِعْلَمُوا أَنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ أَمَرَنَا بِالصَّلَاَةِ عَلَى نَبِيهِ مُحَمٍّدِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعَلَ لِلصَّلَاَةِ عَلَيْهِ فِي هَذَا الْيَوْمِ وَالْإكْثَارَ مِنْهَا مَزِيَّةً عَلَى غَيْرِهِ مِنَ الْأيَّامِ، فَاللهَمَّ صَلِّ وَسَلِّم وَبَارِك عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلهِ وَصَحبِهِ أَجَمْعَيْن.
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَامَ وَالـمُسْلِمِيْنَ، وَأَذِلَّ الشِرْكَ والـمُشْرِكِيْنَ، وَاِحْمِ حَوْزَةَ الدِّيْنِ، وَاِجْعَلْ هَذَا البَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنَّاً وَسَائِرَ بِلَادِ الـمُسْلِمِيِنَ، اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي دُورِنَا، وَأَصْلِحَ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وَاِجْعَلْ وَلَايَتَناَ فِي مَنْ خَافَكَ وَاِتَّبَعَ رِضَاكَ يَا رَبَّ العَالَمِيْنَ.
اللَّهُمَّ اِغْفِرْ لِلْمُسْلِميْنَ وَالـمُسْلِمَاتِ، وَالـمُؤْمِنيْنَ والـمُؤْمِنَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيْعٌ قَرِيْبٌ مُجِيْبُ الدَعَواتِ.
عِبَادَ اللهِ.. إِنَّ اللهَ يَأْمَرُ بِالْعَدْلِ وَالْإحْسَانِ وإيتاءِ ذِي الْقُرْبَى، وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكِرِ وَالْبَغِيِّ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، فَاِذكُرُوا اللهَ الْعَظِيمَ الْجَلِيلَ يَذكُركُمْ، وَاُشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، وَلَذِكرُ اللهُ أكْبَرُ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.
المرفقات
1642598238_أساليب الرسول صلى الله عليه وسلم في التعليم 18-6-1443.docx
1642598239_أساليب الرسول صلى الله عليه وسلم في التعليم 18-6-1443.pdf
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق