أزمة منتصف العُمر من مصايد الشيطان للمتزوجين !
رشيد بن ابراهيم بوعافية
1434/06/14 - 2013/04/24 14:24PM
خطبة الجمعة : أزمة منتصف العُمر من مصايد الشيطان للمتزوجين !
الاستفتاح بما تيسّر، ثم أما بعد :
أحبّتي في الله : للشيطان مع الإنسان مصايد ومكايد ، وصدق النبي صلى الله عليه و سلم حين قال وهو الصادق المصدوق : " إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم " متفق عليه ، وهو في كيدِهِ و مكرِه و إفسادِهِ إنّما ينطلقُ من خبرةٍ بالإنسانِ شمَّ بها قلبَهُ و امتحنَهُ و ابتلاه . .
حديثنا اليوم أحبّتي حول مصيَدةٍ من مصايِدِ الشيطان للمتزوّجين ، ابتُليَ بها كثيرٌ منهم رجالاً ونساءً ، مثقّفين وعوام ، وقلَّما يسلمُ منها إلاّ من عصمَهُ الله عز وجل ، ترجعُ في أصلها إلى خبرةِ الشيطان بدخائلِ النفسِ الإنسانيّة ، إنّها ما يُسمّى بأزمة المراهقة الثانية ، أو أزمةِ منتصف العُمر ، أعني الأزمةَ العاطفيّةَ الشعوريّةَ التي تُصابُ بها روحُ المتزوّجِ حينما يعيشُ أربعين سنةً فما فوق . .
كثيرٌ من الأزواج والزوجات يزورُهُم الشيطان في تلكَ السنّ وما بعدها ، فينفثُ فيهم كيدًا خبيثًا من أخبثِ كيدِهِ ، ويصيبُهم بهزَّةٍ عاطفيَّةٍ حمقاء يريدُ أن يقضيَ بها على ميثاقِ الزّوجيّةِ الغليظ . . !
باستدراجٍ ماكرٍ من الشيطان ؛ بعد سنواتٍ من الزواج يكتشفُ الزوجُ أنّهُ أخطأَ في زواجه ، ولم يعثُر على الزوجةِ التي يريدُها قلبُهُ بعد ! ، أو أنَّهُ حينما التقى امرأةً أخرى أو صبيّةً في عمرِ إحدى بناتِه الآنَ وجدَ المرأةَ التي تصلُحُ معها الحياة ، و يُحبُّها الفؤادُ ويهواها ! .
باستدراجٍ ماكرٍ من الشيطان ؛ بعد سنواتٍ من الزواج تكتشفُ الزوجةُ أنّها أخطأَت في زواجها ، ولم تعثُر على الزوجِ الذي يريدُه قلبُها بعد ! ، أو أنَّها حينما التقت رجلاً آخرَ أو شابًّا، الآنَ وجدَت الشّخص الذي تصلُحُ معه الحياة ، و يُحبُّه الفؤادُ ويهواه !
بعد ثلاثة وأربعةِ أبناء ؛ يوحي الشيطانُ إلى القلب أنَّهُ الآن فقط أحَب ، وعرفَ الحُب ، والتقى في الطريق نصفَهُ الآخر الذي كان يبحثُ عنه منذ سنين ! .
أيها الإخوة في الله : كم قضى الشيطان بهذه الأزمة على مواهب وطاقات ، كم حطم بها من قدرات ، وخرّب بها من بيوت وعلاقات ؟! . فكيف تحدثُ هذه الأزمة ، وكيف يبعثُها الشيطان ؟ :
الشيطان - معشر المؤمنين - يجري من ابن آدم مجرى الدّم من العروق ، ويتحرّك بالدّراسةِ والمكرِ والتخطيط ، فهو حينما رأى مرحلةَ ما بعد الأربعينَ في حياة الإنسان هي مرحلةَ الاكتمال في القُدُرات والنضج الإبداعي والوجداني من جهة ، وهي فرصةٌ حقيقيّة لنهضةٍ محتملَة في حياةِ الإنسان ، و من جهةٍ أخرى هي في الغالب مرحلةُ الانشغال والروتين القاتل ؛ حرَّكَ بمَكرِهِ نفوسَ الأزواجِ للتطلّع نحو البِدايات الجديدةِ في حياتِهم ، أوحى إلى نفوسِهم بمكرٍ ودهاء أن يولدُوا من جديد ،و أن يستغلُّوا قُُدُراتِهِم و نُضجَهم الإبداعيَّ والوجداني ، ليسَ في إطار تجديدِ حياتِهم الزوجيّةِ القديمة التي تحتاج إلى ترميمٍ وتجديدٍ دائم ؛ وإنّما في إطار بداياتٍ عاطفيّةٍ جديدةٍ تنبني عليها السّعادةُ الواهمةُ المزعومة !
الشيطان - معشر المؤمنين - يتحرّك بالدّراسة و المكر والتخطيط ، يعلمُ أنَّ مرحلةَ ما بعد الأربعين هيَ مرحلةُ التقييم والمراجعة في حياة الأزواج ، وهذا صحيح ، فالزواجُ لا تظهر ثمارُهُ ولا تتبيّنُ سلبيّاتُهُ إلا في هذه المرحلة، ولكن بدلَ أن يستغلَّ الزوجُ والزوجةُ هذه الخاصّيّةَ في تقييم النفس والأداء ، ومراجعةِ الأخطاء والسلبيّات ، يتوجّهُ الشيطان بمكرِهِ وتلبيسِهِ بتلكَ الخاصيّةِ وِجهةً خاطِئَةً في التقدير والتقييم : لا بُدَّ من البحث عن بديل ، فليسَ هذا هو الشخصُ الذي تنجحُ معه الحياة ! ، و إذا بالشيطان يُرشّحُ للنفسِ بديلاً من هناك ، يُجمّلُهُ بمختلفِ المساحيقِ الشيطانيّةِ الآثِمة ، فتعلَقُ القلوبُ ، وتتعثّرُ الحياة، ويحدثُ ما يريدُهُ الشيطان ويتمنّاه !.
أرأيتم - معشر المؤمنين- ! كيف يتلاعب الشيطان بالعقول والقلوب ؟!
كل هذه المعطيات- معشر المؤمنين- حين يستسلمُ لها الزوجُ أو الزوجةُ يحكمُ على نفسِهِ بنهايةٍ بائسةٍ تُضحِكُ عليه الشيطان والإنسان ! .
معشر المؤمنين : منتصفُ عُمر الإنسان محطَّةٌ رائعةٌ وجميلة ، ولكن حين يستكملُ فيها الإنسانُ مسيرة الهُويّةِ التي بدأَها في المراهقة ! ، حينَ يتمكّنُ فيها من فهم حقيقة من يكون و إلى أين يتّجه ! ، حين يتمكّن الإنسانُ من قراءة الكتب الجميلةِ التي كان يتمنّى قراءتها ! ، حين يستكمل فيها زيارةَ الأماكنِ الرائعةِ التي كان يوَدُّ رؤيتها وزيارتها ! ، و أكبرُ من ذلك كلّه حين ينجحُ في إدراكِ من يستحقُّ الحبَّ لذاته حقًّا في هذا الوجود ويعيشُ في سبيل ذلك الحب ، وهو الله جلّ جلاله . . !
نسألُ اللهَ السَّلامةَ والعافية،أقول قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيم لي ولكم من كل ذنب إنهُ هو الغفور الرَّحيم.
معشر المؤمنين : كأنّي بكَ يا من جاوزت الأربعين أو قارَبت تتساءل : فهمتُ حقيقةَ هذه الأزمة ، فهل من سبيلٍ لتجاوُزِها واستغلالِ خصائِصِها أفضل استغلال ؟ :
أقول : هذه نصيحةٌ غاليةٌ عزيزة : ينبغي أن نقتنع تمام الاقتناع أنَّ جميعَ مراحلِ الإنسانِ جميلةٌ بما فيها ، و أن أجمل شيءٍ في حياتنا أن نسايِرَ الفطرةَ ونعيشَ المرحلة التي نحن فيها ، فلا فائدة من حرقِ المراحلِ والقفز فوقها ، أو محاولةِ الرجوعِ عكسَ اتّجاهِ الزّمان والحال :
أجملُ شيءٍ في مرحلة الخطوبة التكلف و الأحلام من الطرفين ثم تنتهي ، ثم أجملُ شيءٍ في بداية الزواجِ الحُبُّ الرومانسي المُرهَف ثم ينتهي ، ثم أجملُ شيءٍ في وسَطِ الزواج النّضجُ وحُبُّ الصّحبةِ الواقعيُّ الرّصينُ ، ثم أجملُ شيءٍ في نهايةِ الحياة الزوجيّة الحِكمةُ و الرحمةُ والاستمتاع بثمارِ الأبُوّة والأمومة . . !
هذه – معشر المؤمنين - مراحل لا بُدَّ منها مقسّمةٌ على طبيعةِ السنّ والنّمو ، من حاول تجاوُزَها أو الخلطَ بينها فقَدَ لذَّةَ الحياة ولا بُد !
أفبَعْدَ أن فات ما فات يطلبُ الإنسانُ مالا يُستدركُ ، هيهات ؟!
واللهِ ما هي إلاَّ مصايدُ الشيطانِ يصرفُ بها الإنسانَ عن الجمال الحقيقي !
هل يصلُحُ لعجوزٍ في الستّين أن تقولَ يا حبيبي !
أم هل يصلُحُ لرجُلٍ غزاهُ الشّيْبُ و ترهّلَ منهُ الجِلدُ بدل أن يستمتع بالأبُوّةِ يقولُ لصبيّةٍ في عمرِ ابنتِهِ : حبيبتي ، ويطمعُ في الحُبّ الرومانسيّ من جديد ؟ !
هل يصلحُ لامرأةٍ أولادُها في مِثلِ طُولها أو يزيد أن تلتفتَ إلى شابٍّ يعيشُ حياته والمرحلةَ الجميلةَ التي هو فيها ؟
أم هل يصلحُ لرجُلٍ أولادُه في مِثلِ طُوله أو يزيد أن يلتفتَ إلى صبيَّةٍ تعيشُ حياتها والمرحلةَ الجميلةَ التي هي فيها ؟ هيهات هيهَات !!
افهما الحياة ! ، حينما تنتقلان من مرحلة إلى مرحلة ليكُن شعارُكُما بصِدق :" اليوم هو أول أيام عُمرنا القادم ! " تجِدان السعادة والجمال كما يُحبُّه اللهُ عز وجل لا كما يوهِمُ به الشيطانُ الإنسان !! .
نسأل الله التوفيق إلى ما يحب ويرضى ،الهم حبّب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا،وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان،واجعلنا من الراشدين . .
الاستفتاح بما تيسّر، ثم أما بعد :
أحبّتي في الله : للشيطان مع الإنسان مصايد ومكايد ، وصدق النبي صلى الله عليه و سلم حين قال وهو الصادق المصدوق : " إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم " متفق عليه ، وهو في كيدِهِ و مكرِه و إفسادِهِ إنّما ينطلقُ من خبرةٍ بالإنسانِ شمَّ بها قلبَهُ و امتحنَهُ و ابتلاه . .
حديثنا اليوم أحبّتي حول مصيَدةٍ من مصايِدِ الشيطان للمتزوّجين ، ابتُليَ بها كثيرٌ منهم رجالاً ونساءً ، مثقّفين وعوام ، وقلَّما يسلمُ منها إلاّ من عصمَهُ الله عز وجل ، ترجعُ في أصلها إلى خبرةِ الشيطان بدخائلِ النفسِ الإنسانيّة ، إنّها ما يُسمّى بأزمة المراهقة الثانية ، أو أزمةِ منتصف العُمر ، أعني الأزمةَ العاطفيّةَ الشعوريّةَ التي تُصابُ بها روحُ المتزوّجِ حينما يعيشُ أربعين سنةً فما فوق . .
كثيرٌ من الأزواج والزوجات يزورُهُم الشيطان في تلكَ السنّ وما بعدها ، فينفثُ فيهم كيدًا خبيثًا من أخبثِ كيدِهِ ، ويصيبُهم بهزَّةٍ عاطفيَّةٍ حمقاء يريدُ أن يقضيَ بها على ميثاقِ الزّوجيّةِ الغليظ . . !
باستدراجٍ ماكرٍ من الشيطان ؛ بعد سنواتٍ من الزواج يكتشفُ الزوجُ أنّهُ أخطأَ في زواجه ، ولم يعثُر على الزوجةِ التي يريدُها قلبُهُ بعد ! ، أو أنَّهُ حينما التقى امرأةً أخرى أو صبيّةً في عمرِ إحدى بناتِه الآنَ وجدَ المرأةَ التي تصلُحُ معها الحياة ، و يُحبُّها الفؤادُ ويهواها ! .
باستدراجٍ ماكرٍ من الشيطان ؛ بعد سنواتٍ من الزواج تكتشفُ الزوجةُ أنّها أخطأَت في زواجها ، ولم تعثُر على الزوجِ الذي يريدُه قلبُها بعد ! ، أو أنَّها حينما التقت رجلاً آخرَ أو شابًّا، الآنَ وجدَت الشّخص الذي تصلُحُ معه الحياة ، و يُحبُّه الفؤادُ ويهواه !
بعد ثلاثة وأربعةِ أبناء ؛ يوحي الشيطانُ إلى القلب أنَّهُ الآن فقط أحَب ، وعرفَ الحُب ، والتقى في الطريق نصفَهُ الآخر الذي كان يبحثُ عنه منذ سنين ! .
أيها الإخوة في الله : كم قضى الشيطان بهذه الأزمة على مواهب وطاقات ، كم حطم بها من قدرات ، وخرّب بها من بيوت وعلاقات ؟! . فكيف تحدثُ هذه الأزمة ، وكيف يبعثُها الشيطان ؟ :
الشيطان - معشر المؤمنين - يجري من ابن آدم مجرى الدّم من العروق ، ويتحرّك بالدّراسةِ والمكرِ والتخطيط ، فهو حينما رأى مرحلةَ ما بعد الأربعينَ في حياة الإنسان هي مرحلةَ الاكتمال في القُدُرات والنضج الإبداعي والوجداني من جهة ، وهي فرصةٌ حقيقيّة لنهضةٍ محتملَة في حياةِ الإنسان ، و من جهةٍ أخرى هي في الغالب مرحلةُ الانشغال والروتين القاتل ؛ حرَّكَ بمَكرِهِ نفوسَ الأزواجِ للتطلّع نحو البِدايات الجديدةِ في حياتِهم ، أوحى إلى نفوسِهم بمكرٍ ودهاء أن يولدُوا من جديد ،و أن يستغلُّوا قُُدُراتِهِم و نُضجَهم الإبداعيَّ والوجداني ، ليسَ في إطار تجديدِ حياتِهم الزوجيّةِ القديمة التي تحتاج إلى ترميمٍ وتجديدٍ دائم ؛ وإنّما في إطار بداياتٍ عاطفيّةٍ جديدةٍ تنبني عليها السّعادةُ الواهمةُ المزعومة !
الشيطان - معشر المؤمنين - يتحرّك بالدّراسة و المكر والتخطيط ، يعلمُ أنَّ مرحلةَ ما بعد الأربعين هيَ مرحلةُ التقييم والمراجعة في حياة الأزواج ، وهذا صحيح ، فالزواجُ لا تظهر ثمارُهُ ولا تتبيّنُ سلبيّاتُهُ إلا في هذه المرحلة، ولكن بدلَ أن يستغلَّ الزوجُ والزوجةُ هذه الخاصّيّةَ في تقييم النفس والأداء ، ومراجعةِ الأخطاء والسلبيّات ، يتوجّهُ الشيطان بمكرِهِ وتلبيسِهِ بتلكَ الخاصيّةِ وِجهةً خاطِئَةً في التقدير والتقييم : لا بُدَّ من البحث عن بديل ، فليسَ هذا هو الشخصُ الذي تنجحُ معه الحياة ! ، و إذا بالشيطان يُرشّحُ للنفسِ بديلاً من هناك ، يُجمّلُهُ بمختلفِ المساحيقِ الشيطانيّةِ الآثِمة ، فتعلَقُ القلوبُ ، وتتعثّرُ الحياة، ويحدثُ ما يريدُهُ الشيطان ويتمنّاه !.
أرأيتم - معشر المؤمنين- ! كيف يتلاعب الشيطان بالعقول والقلوب ؟!
كل هذه المعطيات- معشر المؤمنين- حين يستسلمُ لها الزوجُ أو الزوجةُ يحكمُ على نفسِهِ بنهايةٍ بائسةٍ تُضحِكُ عليه الشيطان والإنسان ! .
معشر المؤمنين : منتصفُ عُمر الإنسان محطَّةٌ رائعةٌ وجميلة ، ولكن حين يستكملُ فيها الإنسانُ مسيرة الهُويّةِ التي بدأَها في المراهقة ! ، حينَ يتمكّنُ فيها من فهم حقيقة من يكون و إلى أين يتّجه ! ، حين يتمكّن الإنسانُ من قراءة الكتب الجميلةِ التي كان يتمنّى قراءتها ! ، حين يستكمل فيها زيارةَ الأماكنِ الرائعةِ التي كان يوَدُّ رؤيتها وزيارتها ! ، و أكبرُ من ذلك كلّه حين ينجحُ في إدراكِ من يستحقُّ الحبَّ لذاته حقًّا في هذا الوجود ويعيشُ في سبيل ذلك الحب ، وهو الله جلّ جلاله . . !
نسألُ اللهَ السَّلامةَ والعافية،أقول قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيم لي ولكم من كل ذنب إنهُ هو الغفور الرَّحيم.
الخطبة الثانية:
أقول : هذه نصيحةٌ غاليةٌ عزيزة : ينبغي أن نقتنع تمام الاقتناع أنَّ جميعَ مراحلِ الإنسانِ جميلةٌ بما فيها ، و أن أجمل شيءٍ في حياتنا أن نسايِرَ الفطرةَ ونعيشَ المرحلة التي نحن فيها ، فلا فائدة من حرقِ المراحلِ والقفز فوقها ، أو محاولةِ الرجوعِ عكسَ اتّجاهِ الزّمان والحال :
أجملُ شيءٍ في مرحلة الخطوبة التكلف و الأحلام من الطرفين ثم تنتهي ، ثم أجملُ شيءٍ في بداية الزواجِ الحُبُّ الرومانسي المُرهَف ثم ينتهي ، ثم أجملُ شيءٍ في وسَطِ الزواج النّضجُ وحُبُّ الصّحبةِ الواقعيُّ الرّصينُ ، ثم أجملُ شيءٍ في نهايةِ الحياة الزوجيّة الحِكمةُ و الرحمةُ والاستمتاع بثمارِ الأبُوّة والأمومة . . !
هذه – معشر المؤمنين - مراحل لا بُدَّ منها مقسّمةٌ على طبيعةِ السنّ والنّمو ، من حاول تجاوُزَها أو الخلطَ بينها فقَدَ لذَّةَ الحياة ولا بُد !
أفبَعْدَ أن فات ما فات يطلبُ الإنسانُ مالا يُستدركُ ، هيهات ؟!
واللهِ ما هي إلاَّ مصايدُ الشيطانِ يصرفُ بها الإنسانَ عن الجمال الحقيقي !
هل يصلُحُ لعجوزٍ في الستّين أن تقولَ يا حبيبي !
أم هل يصلُحُ لرجُلٍ غزاهُ الشّيْبُ و ترهّلَ منهُ الجِلدُ بدل أن يستمتع بالأبُوّةِ يقولُ لصبيّةٍ في عمرِ ابنتِهِ : حبيبتي ، ويطمعُ في الحُبّ الرومانسيّ من جديد ؟ !
هل يصلحُ لامرأةٍ أولادُها في مِثلِ طُولها أو يزيد أن تلتفتَ إلى شابٍّ يعيشُ حياته والمرحلةَ الجميلةَ التي هو فيها ؟
أم هل يصلحُ لرجُلٍ أولادُه في مِثلِ طُوله أو يزيد أن يلتفتَ إلى صبيَّةٍ تعيشُ حياتها والمرحلةَ الجميلةَ التي هي فيها ؟ هيهات هيهَات !!
أيها الزوجان في أي مرحلةٍ من مراحل الحياة :
نسأل الله التوفيق إلى ما يحب ويرضى ،الهم حبّب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا،وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان،واجعلنا من الراشدين . .
المشاهدات 3065 | التعليقات 2
هذا من تواضعكم .
احمد ابوبكر
خطبة فريدة شيخ رشيد ، أسأل الله أن يبارك فيكم وأن ينفع بعلمكم
تعديل التعليق