أريد خطبة مناسبة عن وضع مصر وما فيها من ظلم وعلمانية

محمد عقل
1435/03/29 - 2014/01/30 17:23PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشايخنا الأفاضل
أريد خطبة مناسبة للوضع في دولة مصر وما فيها من ظلم للاسلام والمسلمين ونشر للعلمانية،
وعن دور وسائل الاعلام التي تضلل الناس وتقلب لهم الحقائق
بوركتم يا أحباب
محبكم: محمد عقل من الاردن:)
المشاهدات 3618 | التعليقات 6

خمسُ وَصَايا, تِجَاهَ ما يَحلُّ بالْمُسلِمِينَ مِنْ مِحَنٍ وَرَزَايَا, وخاصةً في مِصر والشام 23-10-1434

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه, ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وسلم تسليما كثيراً. أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أنَّ الأمة تمرُّ بأزماتٍ عصيبة, وصراعاتٍ وخلافاتٍ شديدة, جعلت الكثيرَ من الناس يخوض فيها, بتحليلاتٍ وتصنيفاتٍ مَقيتة, بلا علمٍ ولا دليل, سوى ما يسمعه من التخمينات والأباطيل.
فأُوصيكم ونفسي - يا أمةَ الإسلام - بِخَمْسِ وَصَايا, تِجَاهَ ما يَحلُّ بالْمُسلِمِينَ مِنْ المِحَنِ وَالرَّزَايَا, مبنيَّةً على الدليل والبرهان, بعيدةً عن العواطف والْمُحاباة.

الوصيةُ الأولى: أنْ نحذر أشدَّ الحذر: أنْ نكون شركاءَ الظالمين والمجرمين, وذلك بتبريرِ أفعالهم, واعتبارِهم أنَّهُم على حقٍّ فيما يقومون به, والنبيلِ مِمَّن خالفهم ووقف في وجههم, ولَمْزِهِمْ بأنهم حزبيُّون ومُتشدِّدون.
فلْنتق الله يا أمةَ الإسلام, فالكثير من القنوات تنقل الصورةَ على غير حقيقتها, بل تنقل الأخبار على حسب أهوائها وأهواء مُلاَّكها.
فما علينا إلا أنْ ندعو للمظلومين, وندعو على الظالمين, فكلُّ ظالمٍ ومظلومٍ على وجه الأرضِ ستصيبه دعوتنا, فنكونُ قد أبرأنا ذمتنا, وناصرنا إخواننا, ووقفنا في وجه أعدائنا, هذا بالنسبة لعامة الناس, أما بالنسبة للعلماء وأولي الأمر, فيزيدون على ذلك بما لا مَجَال في هذا المنبر لطرحه.

الوصيةُ الثانية: أنْ نَبْتَعِدَ عن ذكر الأسماء والجماعات, في منابرنا ومَجالسنا العامة, فإنَّ ذلك لا يُقدِّم ولا يُؤخر, وما يُحدثه من الشر أكُّثرُ ممَّا يُحدثه من الخير.
واعلموا - يا أمة الإسلام- أنَّ الصدعَ بالحق لا يعني التصريح دائماً, بل إنَّ الحكيم العاقل: هو الذي يقول كلمةَ الحق بلا تبعاتٍ سيِّئةٍ لها, والمتهورَ الْمُندفع: هو الذي يُطلق التصريح في أمرٍ يُغني عنه التلميح, وخاصةً إذا ترتب على تصريحه ما يُسبب فرقةً, ويُحمل كلامُه على أسوأ محمل.
وإنَّ لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أُسوةً حسنة, فقد كان كثيراً ما يُلمِّحُ ولا يُصرح, وذلك لأنه يُريد أنْ يُؤلفَ بين القلوب, لا أنْ يفضحَ ويتشفَّى بذكرِ العيوب.
تقول عائشةُ رضي الله عنها: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم, إذا بلغه عن الرجل شيئاً لم يقل: ما بال فلانٍ يقول كذا؟ ولكن يقول: ما بال أقوامٍ يقولون كذا وكذا؟.
هكذا كان صلى الله عليه وسلم يقول, عندما يرى خطأً صريحاً.

فمن الخطأ أنْ نعتقد أنَّ الشجاعة الْمحمودة: هي في التصريح دائماً, والكلامِ عن كلِّ شيء, ولو ترتب على ذلك مضرَّةٌ للقائل أو لغيره.
فهذا أَبو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يقول: حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وِعَاءَيْنِ -أي نَوْعَيْنِ مِنْ الْعِلْم-, فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَبَثَثْتُهُ, وَأَمَّا الْآخَرُ فَلَوْ بَثَثْتُهُ قُطِعَ هَذَا الْبُلْعُومُ. رواه البخاري
قال ابن حجرٍ رحمه الله: وَحَمَلَ الْعُلَمَاءُ الْوِعَاء الَّذِي لَمْ يَبُثّهُ: عَلَى الْأَحَادِيث الَّتِي فِيهَا تَبْيِين أَسَامِي أُمَرَاء السُّوء, وَأَحْوَالهمْ وَزَمَنهمْ، وَقَدْ كَانَ أَبُو هُرَيْرَة يَكُنِّي عَنْ بَعْضه وَلَا يُصَرِّح بِهِ, خَوْفًا عَلَى نَفْسه مِنْهُمْ، كَقَوْلِهِ : أَعُوذ بِاَللَّهِ مِنْ رَأْس السِّتِّينَ, وَإِمَارَة الصِّبْيَان, يُشِير إِلَى خِلَافَة يَزِيد بْن مُعَاوِيَة؛ لِأَنَّهَا كَانَتْ سَنَة سِتِّينَ مِنْ الْهِجْرَة. ا.ه كلامه
فليس من الحكمة ولا من الشجاعة في شيء: أنْ نُصرح بأسماء الأمراء والرؤساء, إذا ترتب عليه فتنةٌ وبلاء.
وخاصةً في منابرنا ومجالسنا, التي ينبغي أنْ نَطرح فيها ما يجمع القلوب, ويُوحِّد الصف.

الوصية الثالثة: أن لا يُفتيَ ويخوضَ بقضايا الجهاد وقضايا الأمة المصيرية, مَنْ لم يُحط بالواقع والحال, فلا يحقُّ له ذلك ولو كان عالماً ومُفتياً.
كما لا يحقّ لمن لم يكن عالماً مُتضلِّعاً في العلم, أنه يُفتي ويخوضَ فيها ولو كان عارفاً بالواقع والحال, ومن باب أولى: من لم يكن عالماً ولا عارفاً بالواقع, كحال الكثير من العلمانيِّين والجاهلين, وحال الكثير من عامةِ الناس في مجالسهم.
قال شيخ الإسلام رحمه الله: والواجب أن يعتبرَ في أمور الجهاد, برأي أهل الدين الصحيح, الذين لهم خبرةٌ بما عليه أهل الدنيا، دون أهلِ الدنيا, الذين يغلب عليهم النظر في ظاهر الدين, فلا يؤخذ برأيهم، ولا برأي أهل الدين, الذين لا خبرة لهم في الدنيا. ا.ه كلامه

الوصيةُ الرابعة: ألا تكون سبباً في تفرقتنا واختلافنا.
وإن الملاحظ علينا -معاشر المسلمين- أنَّ أدنى أزمةٍ تمر بنا أو بالمسلمين: من شأنها أنها تُفرقنا لا أنْ تجمعنا, والعقل والدين يقتضيان: أنْ تكون الأزماتُ عواملَ جمعٍ لا تفرقة, ومُحاورة لا مُناحرة.
لماذا لا نفعل في هذه الأزمات الشديدة, وعند اختلاف وجهات النظر الكثيرة- ولو كانت سيئةً وخاطئة- كما كان يفعل قدوتنا وإمامنا صلى الله عليه وسلم, عندما تمرُّ به أمثالُ هذه الأزمات العصيبة؟
ولنأخذ مثالاً لذلك: حينما فعل حاطب فعلته التي هي بظاهرها خيانةٌ, لا يختلف اثنان بخطئه واستحقاقه للتعزير والتأنيب, فهل أصدر صلى الله عليه وسلم أوامره بقتله, أو على الأقل بسبِّه وشتمه؟ مع أنه تحقق من قبح صنيعه بالوحي من السماء؟, لا, بل استدعاه وحاوره وناقشه, فلمَّا أبدى عذره لم يره كافياً في تبرير فعلته, لكنه عفى عنه لكونه ممَّن شهد بدراً.
وحينما مرَّت أزمةٌ خطيرةٌ جداً, وهي حادثة الإفك, وما حصل من كلام المنافق عبد الله بن أبي, وما تلاه من تصريح بعض الصحابة الكرام, فيقف صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على المنبر ويقول: "مَنْ يَعْذُرُنِي مِنْ رَجُلٍ بَلَغَنِي أَذَاهُ فِي أَهْلِي", فدبَّ الخلافُ بينهم, واختلفتْ وُجهاتُ نظرهم, حتى وصل الأمر إلى السبابِ والاتِّهَامات, فما كان منه إلا أنْ نَزَلَ فَخَفَّضَهُمْ حَتَّى سَكَتُوا.
أزماتٌ مرَّتْ به وبأصحابه, وأحداثٌ شديدةٌ تعرَّضوا لها, فكان لا يدع فرصةً للخلاف أنْ يحلْ, ولا لِرأس الفتنة أنْ يُطلْ.
ولو كانت هذه وأمثالها في وقتنا, ماذا كانت ستُحدث من التفرقة والتناحر؟ ليس بين عوام الناس, بل بين بعضِ العلماء وطلاب العلم, كم ستختلف وجهات النظر في تفاصيلها, التي من شأنها أن تُحدثَ شرخاً كبيراً فينا, لا أنْ تبني صرحاً يجمعنا.
فكان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في كلِّ هذه الأزمات, يجمع بين القلوب الْمُتنافرة, فيعفو عن هذا؛ لئلا يتحدث الناس أنه يقتل أصحابه, ويُسامح هذا؛ لأنه وجد له عذراً يدرأ به عن عرضه ودمه.
فيا ليت أهلَ العقلِ والحكمةِ والعلم, يتواصلون فيما بينهم عند اشتداد الأزمات, لا أنْ يُجرح بعضهم بعضاً, فإنَّ التجريح والسب سهلٌ لا يُكلف شيئاً, ولكنَّ الشأن كلَّ الشأن: في من يلتمس الأعذار لهم, ويتصلُ بهم, أو يذهب بنفسه إليهم - إن استطاع -.

عندما جاءت أحداث مصر الحبية, وأرض الكنانة الجريحة, من الطبيعي أنه ستختلف وجهات النظر, وهذه طبيعة البشر, فحينما أدلى بعض أهل العلم بدلوه, وقال برأيه, وما يدين به ربَّه, رأينا طرفاً آخر يُهاجمهم ويُجرحهم, أليس الأولى بهم: أنْ يتصلوا بهم ويستفسروا منهم؟ أو يُناصحوهم ويتواصلوا بينهم؟.
وأقلُّ الواجب على مَن أراد أنْ يردَّ على مَنْ أخطأ: أنْ يردَّ على قوله لا على شخصه, خاصةً إذا كان من أهل الفضل والدين.
فما أشدَّ أنْ يكون خصومُنا يوم القيامة العلماء, أو الدعاةِ والمصلحين الفضلاء, الذين قد يكونون أخطؤوا في نظرنا, ولكنْ لا يُبرِّرُ لنا ذلك أن نُجَرِّحَهُم, أو نشكك في أمانتهم ودينهم, كيف ننسى ما قدموه وبذلوه قبل ذلك.
فيا من وقعت في أعراضهم, اتق الله وحاسب نفسك, فإنَّ لحوم العلماء مسمومة.

نسأل الله تعالى أن لا يجعل بأسنا بيننا, وأنْ يحفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا, وعن أيماننا وعن شمائلنا, إنه سميعٌ قريبٌ مُجيب.

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين, وسلَّم تسليما كثيرا إلى يوم الدين..
أما بعد: والوصيَّةُ الخامسة أيها المسلمون: أنْ نعمل بالقاعدة الهامَّةِ التي تقول: إذا حاربَ العدوُّ من العلمانيِّين والرافضةِ وغيرِهم أهلَ الإسلام: فيجب علينا أنْ نتَّحدَ ضدَّه, ولا نشتغلَ بالتصنيفات, وذكرِ معايبِ بعض الجماعات الإسلامية.
وقد ذكر العلاَّمةُ الألبانيُّ رحمه الله, الذي كان يُنافح عن السنة الْمُطهَّرة, ويُنكر على كثيرٍ من الجماعات بشتَّى أنواعِها, أنه يجب أنْ يتوقف الإنكار عليها في حالةٍ واحدة: إذا حصل حربٌ وصراعٌ بين الإسلام وبين العلمانيَّة، يقول رحمه الله: ففي هذا الوضع, ما ينبغي الدخول في هذه التفاصيل, ما دامت الجماعةُ الإسلامية كلُّها, ضدَّ هذه الهجمةِ الشرسةِ العلمانية، فهنا ما فيه مجالٌ أن يقول : هؤلاء من الإسلاميين، هؤلاء على الحق ، وهؤلاء منحرفون قليلاً عن الحق ، وهؤلاء منحرفون كثيراً عن الحق، فهنا لا ينبغي لأحدٍ, أن يُريَنا موقفه المحددَّ الدقيقَّ, عن كلِّ هذه الجماعات الإسلامية، لأنه لكلِّ مقامٍ مقال. ا.ه كلامه رحمه الله
فاتقوا الله -معاشر المسلمين- واشْتغلوا بالعدوِّ الْمُتَّفَقِ على عداوته, وتُسفَكُ دماءُ الْمُسلمين على يده, واتركوا من لم تتحققوا فساد منهجه, وانحرافَ مُعتقده, مِن أفرادٍ وجماعات, فإنكم مسؤولون عن ذلك يوم القيامة, {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}.


نسأل الله تعالى أنْ يجمع شمل المسلمين, ويخذُلَ الكفار والمنافقين, إنه وليُّ ذلك والقادرُ عليه.




هذه خطبةٌ ألقيتها مسبقا,, أخوك أحمد بن ناصر الطيار


نسال الله ان يحق الحق ويزهق الباطل انه كان زهوقا


الشيخ أحمد بن ناصر الطيار
جزاك الله خيرا وبارك فيك:)


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

تفضل أخانا الكريم هذه بعض من الخطب عن مصر وعن العلمانية وعن وسائل الإعلام من الموقع لعلك تقتبس منها ما يفيدك


يا شعب مصر .. احقنوا الدماء للشيخ عصام حسنين
نقاط على حروف العنف والخلاف في مصر للشيخ سليمان العودة
في الأخطار التي تحيط بأمة الإسلام كالعلمانية للشيخ عبد الرحمن بن علي النهابي
خارطة الطريق العلمانية لتغريب المجتمع- التعليم والإعلام للشيخ سعد بن عبدالله البريك
العلمانية دعاة على أبواب جهنم للشيخ ناصر الأحمد
التحذير من انتشار الفتن في الإعلام وغيره للشيخ صالح بن حميد
الكذب والتضليل الإعلامي للشيخ عقيل بن محمد المقطري
الإعلام والحرب على الوعي للشيخ رشيد بوعافية
الحرب الإعلامية على الإسلام وأهله للشيخ هلال الهاجري


جزاكم الله خيرا جميعا ايها الاحبة
كنت اود الخطبة عن هذا الموضوع في الاسبوع الماضي..
وقد تعطل جهازي الكمبيوتر وحضرت خطبة من دون ان ارى مقترحاتكم الرائعة
وهذه هي الخطبة وعنوانها القوة لا تصنع حقا.. ولكن الحق يصنع القوة


القوة لا تصنع حقاً... ولكن الحق يصنع قوة 31/1/2014م
أما بعد:
إِنَّ الْحَيَاةَ تَتَقَلَّبُ صَفَحَاتُهَا؛ بَيْنَ خَيْرٍ وَشَرٍّ، وَسُرُورٍ وَحُزْنٍ، وَرَغَدٍ وَشِدَّةٍ وَتَمُوجُ بِأَهْلِهَا مِنْ حَالٍ إِلَى حَالٍ؛ بَسْطٌ وَقَبْضٌ، سَرَّاءُ وَضَرَّاءُ، وَفِي الْحَيَاةِ مَصَائِبُ وَمِحَنٌ وَابْتِلاَءَاتٌ؛ كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى: )وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ( [البقرة:155]، فَمُذْ خَلَقَ اللهُ الدُّنْيَا؛ وَهِيَ لاَ تَثْبُتُ عَلَى حَالٍ وَاحِدٍ، وَإِنَّمَا تَتَقَلَّبُ بِالنَّاسِ فِي طُرُقٍ شَتَّى؛ كَمَا قَالَ الْقَائِلُ:
ثَمَانِيَةٌ تَجْرِي عَلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ وَلاَ بُدَّ لِلإِنْسَانِ يَلْقَى الثَّمَانِيَهْ
سُرُورٌ وَحُزْنٌ وَاجْتِمَاعٌ وَفُرْقَةٌ وَيُسْرٌ وَعُسْرٌ ثُمَّ سُقْمٌ وَعَافِيَهْ
وَفِي الأُمَّةِ الْيَوْمَ حَالَةٌ مُرْعِبَةٌ مِنَ الْمَآسِي، تُصَدِّعُ وَحْدَتَهَا، وَتُفَرِّقُ كَلِمَتَهَا؛ فَيُصِيبُهَا مِنَ التَّشْرِيدِ وَالْقَتْلِ، وَيَعْتَرِيهَا مِنَ الْفَسَادِ وَالْجَهْلِ؛ مَا يَجْعَلُهَا تَذِلُّ لأَعْدَائِهَا.
والمصيبة العظمى أنَّ من يساعد العدو هو من بني جلدتنا ويتحدث بلغتنا.
أرادوا أن يكون الدين فـي المسجد فقط، أبعدوا الدين عن الحياة العملية فـي واقع الناس، وأعلنوها علمانية، (ما لقيصر لقيصر وما لله لله)، فكانت العلمانية خير وسيلة للغرب والصهاينة فـي استعمار المسلمين وبلادهم وخيراتهم، ومايحدث فـي مصر والشام أصدق دليل، واحدث واقع نعيشه اليوم.
فهيأ المستعمرُ قيادة أمر المسلمين وحكمهم الى من يفكر بالعلمانية ويحكم بها، من أجل أن يوصلوا المسلمين إلى اسفل سافلين بين الأمم.
والمسلم الفطن، ولاءه وانتمائه يكون لله ورسوله وللاسلام ، فأينما وجد الاسلام ضد كفرٍ فأنا معه، بغض النظر عن من يمثل الاسلام، (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)، فالاختلاف والتفرق من أجل أن الجماعة الفلانية هي التي تتكلم وهي المتصدرة، هو سبب الهزيمة.
قال رسول الله : (يوشك أن تداعى الأمم عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها) .. قالوا: أو من قلة نحن يومئذ يا رسول الله ؟ قال: (لا ، بل أنتم كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من صدور أعدائكم المهابة منكم ، وليقذفن فـي قلوبكم الوهن) . قيل : وما الوهن يا رسول الله ؟ قال: (حب الدنيا وكراهية الموت)؟.
فعندما حكم المسلمين أناسٌ هدفهم مصالحهم الشخصية وإرضاء اليهود والصهاينة، وما أرادواإلاَّ الفساد والافساد فـي الارض، تاهَ الناسُ فـي الحق، وانجرت الشعوب وراء التخلف والرذيلة والشهوات، فهُدمت القيم والأخلاق، ويا ويل اؤلئك الذين سعوا وراء ذلك، (ألم تر الى الذين بدلوا نعمت الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار).
حقيقة فـي كتاب الله تصف قوماً انجروا وراء حكامهم رغم ما فيهم من كفر والحاد وتبعية للعدو. (فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين)، فهذه حقيقة قرآنية وواقع مجسد فـي بلد الفراعنة سابقاً الذين نزلت فيهم هذه الاية، إلا من أنقذه الله بالعلم والايمان.
بالاسلام لا يوجد تفرقة .... (إن اكرمكم عند الله أتقاكم)
أعظم شيء بالإسلام أنه لا يوجد طبقية، المسلمون سواسية كأسنان المشط، سيدنا الصديق  اشترى بلالاً  من سيده وأعتقه، سيدنا الصديق رأس قريش، وبلال عبد بمقياس المجتمع الجاهلي، وضع يده تحت إبطه وقال: هذا أخي حقاً، لذلك أصحاب رسول الله  إذا ذكروا الصديق قالوا: "هو سيدنا وأعتق سيدنا"، أي: بلالاً، لا يوجد بالدين تفرقة، ولا طبقية، ولا إقليمية، لا يوجد إلا مقياس واحد: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)
الأمة التي يُميَّز أفرادها بأعمالهم، أو بمقياس موضوعي، ترقى إلى أعلى عليين، وأية أمة يقيّم أفرادها بانتماءاتهم تهوي إلى أسفل سافلين، كيف يقيّم أفراد الأمة؟؟ بانتماءاتهم أم بأعمالهم؟ من أجل أن نرقى ينبغي أن نقيِّم ونقَيَّم بأعمالنا فقط: (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ).
الإنسان أحياناً يغتر بإنسان غني، معه الملايين، أو بإنسان قوي بجرة قلم يفعل كل شيء، قال: (لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ*مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ*لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ)
لكن المؤمن إذا صار قوياً يستخدم قوته لخير الناس، النبي  قال: "المؤمن القويُّ خيْر وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف" رواه مسلم. الإيمان قيد، الإيمان قيد رائع: "المؤمن القويُّ خيْر وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف".
رجل حكيم واحد قد يغير مجرى التاريخ، صلاح الدين الأيوبي واجه سبعاً وعشرين دولة أوربية، وغيّر مجرى التاريخ، بعدما كانت سوريا محتلة تسعين عاماً حررها، ودخل بيت المقدس وحرره، لذلك الإنسان حينما يتصل بالله يصبح عنده قدرات مذهلة، المسلمون الأوائل قلة قليلة لكن خلال ربع قرن فتحوا العالم.
لذلك؛ الحقيقة الدقيقة: القوة لا تصنع حقاً، لكن الحق يصنع قوة.
القوة وحدها لا تصنع الحق، والقوة من دون حكمة تدمر صاحبها.
فها هي الشام وتلك مصر دمرت بقوة انقلاب الباطل على الحق بدون استعمال الحكمة.
نسأل الله  أن يعيد الأمن والأمان الى بلاد المسلمين، وأن ييسر لنا حكماً اسلامياً يُحقن فيه الدماء وتصان الاعراض ويحكم فيه بالكتاب والسنة.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العلي العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:
أما بعد:
وقفتنا مع قول الله : (فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوماً فاسقين)...
فإن استخفاف الطغاة بالرعية أمر لا غرابة فيه، فالحاكم أو الحكومة تحجب عن الجمهور وسائل المعرفة التي تجد فيها الحق، ثم توجد لهم وسائل اعلام مُضللة تطبع الباطل وتزينه فـي قلوبهم.
ولا يملك الطاغية أو الحاكم الظالم فعل هذا الا مع الفاسقين، الذين يزنزن بميزان الايمان، وليسوا متمسكين بحبل الله، أما المؤمنون بالله فيصعب استخفاف عقولهم، واللعبُ فـي مشاعرهم وجعلها فـي مهب الريح.
لذلك أنها المؤمنون... وسائل الاعلام فـي الغالب لا تعطي حقاً، وعلى المؤمن أن يكون كيساً فطناً، أن يبحث عن الحق، وإن لم يجد الحق فـي بحثه، عليه أن يكف لسانه عن الناس، وأن لا يخوض فـي اعراضهم، فكم من مظلوم عُدَّ ظالماً زورا وبهتانا... وكم مُصلح حوكم فـي القضاء على أنه فاسد مفسد، وكم من فاسد مفسد استخف قومه فأطاعوه عندما نصب نفسه للصلاح.
القوة لا تصنع الحق ... ولكن الحق يصنع القوة
نسأل الله  أن ينتقم من الظالمين، وأن ييسر للمسلمين قائداً صالحاً مصلحاً. يحكمُ بكتاب الله وسنة نبيه، ويجمعُ المسلمين على كلمة واحدة.
عباد الله: ان الله قد أمركم بالصلاة على رسول الله، فصلوا عليه وسلموا تسليما....


جزى الله خيرا كل المشاركين والمعلقين والمتفاعلين كما نشكر الأخ محمد عقل على إحسانه الظن بإخوانه وأنهم أهل لأن يحققوا طلب، وفعلا كان الأخوة والمشايخ عند حسن ظنك.

ونود أن تنشر الخطبة في صفحة مستقلة ليسهل عرضها والاطلاع عليها.