أروع قصص الحب
د.صالح بن سليمان الضلعان
1437/02/27 - 2015/12/09 17:17PM
الخطبة الأولى
الحمد الله القائل: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا) [الأحزاب: 45] أرسله الله إلينا وأطلعنا على بعض حقه علينا، فقال: (لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً)
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وصفيه وخليله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسن سنته إلى يوم الدين صلاة وسلامًا دائمين الليل والنهار.
أما بعد: فيا عباد الله: أوصيكم ونفسي الخاطئة بتقوى الله تعالى وطاعته يقول جل وعلا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُسْلِمُونَ)
اللهم إننا آمنا بك ، ربنا إننا نحب رسولك ونؤمن أنه القائد الذي اخترته وأنه الحبيب الذي اصطفيته وأنه الرسول الذي جعلته معلما ورائدا لهذه الأمة وزعيما لها، اللهم لا تحرمنا شفاعته، ولا تحرمنا يوم القيامة اتباعه والسير وراءه، ولا تحرمنا الشرب من حوضه، ولا تحرمنا رؤية وجهه يوم القيامة، ولا تحرمنا الوقوف تحت رايته وعلَمه، ولا تحرمنا دخول الجنة وراءه مع السابقين من المؤمنين، اللهم إنا نسألك أن تجعل قلوبنا صافية صادقة، تحبك وتحب من تحبه يا ربنا، وأن تجعلنا من أتباع الحبيب محمد في الدنيا والآخرة...
أيها المسلمون، إن الحديث يحلو عن الرجال العظماء من الناس، ولكن الحديث عن النبي لا يجاريه أي حديث في روعته وحلاوته والطرب به والشوق إليه، رجل ملأ حبه القلوب، واصطفاه الله على الناس، فجعله أكرمهم وأحبهم إليه، إنه رسول الله الذي تشتاق إليه النفوس، وبذكره ترق وتلين القلوب، وعند الحديث عنه تطمع النفوس المؤمنة إلى رؤيته والالتقاء به في الجنان، والموعد حوضه الشريف حيث ينتظر المؤمنون، يأتون إليه غرًا محجلين عن باقي الأمم، كي يشربوا من حوضه الشريف شربه هنيئة لا يظمؤون بعدها أبدا.
قال تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً *وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً )
و قال تعالى : (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ ) قال الإمام الطبري رحمه الله : [{ من الله نور } يعني بالنور محمدا صلى الله عليه وسلم الذي أنار الله به الحق وأظهر به الإسلام ومحق به الشرك فهو نور لمن استنار به...]
عن عرباض بن سارية قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : اني عبد الله وخاتم النبيين فذكر فيه إن أم رسول الله صلى الله عليه وسلم رأت حين وضعته نورا أضاءت منه قصور الشام ) قال: شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح لغيره .وقال جابر رضي الله عنه : ( رأيت رسول الله في ليلة أضحيان ـ أي ليلة مضيئة لا غيم فيها ـ فجعلت أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم و إلى القمر و عليه حلة حمراء فإذا هو أحسن عندي من القمر ) رواه الترمذي .وعن أنس بن مالك قال : لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أضاء منها كل شيء فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شيء ولما نفضنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الأيدي وإنا لفي دفنه حتى أنكرنا قلوبنا) رواه الترمذي و قال الألباني: صحيح
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة فقالت امرأة من الأنصار أو رجل يا رسول الله ألا نجعل لك منبرا قال إن شئتم فجعلوا له منبرا فلما كان يوم الجمعة دفع إلى المنبر فصاحت النخلة صياح الصبي ثم نزل النبي صلى الله عليه وسلم فضمها إليه تئن أنين الصبي الذي يسكن قال كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها ) رواه البخاري
و زاد في سنن الدارمي بسند صحيح قال : ( أما و الذي نفس محمد بيده لو لم التزمه لما زال هكذا إلى يوم القيامة حزناً على رسول الله صلى الله عليه و سلم ) فأمر به فدفن .
كان الحسن رحمه الله يقول : يا معشر المسلمين الخشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم شوقاً إلى لقائه فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه .
عن عمرو بن سواد عن الشافعي رحمه الله : ما أعطى الله نبياً ما أعطى محمداً فقلت : أعطى عيسى إحياء الموتى . قال: أعطي محمداً حنين الجذع حتى سمع صوته فهذا أكبر من ذلك .
وعن أنس رضي الله عنه قال صعد النبي صلى الله عليه و سلم جبل أحد و معه أبو بكر و عمر و عثمان رضي الله عنهم فرجف بهم الجبل ، فقال : ( اثبت أحد فإنما عليك نبي و صديق و شهيدان ) رواه البخاري
قال بعض الدعاة و إنما اهتز فرحاً و طرباً و شوقاً للقاء رسول صلى الله عليه و سلم و صحبه. ولقد خلَّد التاريخ مواقف نيرة لأصحاب النبي في عظيم حبهم له،فهذا خُبيب بن عبد الله الأنصاري لما بعثه النبي ومعه اثنان من أصحابه عيونًا بمكة، واعترضتهم بنو لحيان من هذيل، كان من أمر خبيب أنه قال بعد أن أخرجوه لقتله: (اللهم إني لا أجد رسولاً إلى رسولك فبلغه مني السلام). ما هذا يا خُبَيْبٌ ؟! أهذا كلّ همك؟! هلا دعوت للخلاص من كربك! في هذا الموقف يدعو الله أن يبلغ رسوله سلامه! لا عجب ولا غرابة، إنهم من اصطفاهم الله لنصرة رسوله كما قال ابن مسعود . فنزل جبريل يحمل سلامه إلى الرسول ، ثم صلبوه، فقال: (اللهم أحصهم عددًا، واقتلهم بددًا، ولا تُبق منهم أحدًا). فقالوا له وهو مصلوب، نادوه وناشدوه: أتحبُ أنَّ محمدًا مكانَك؟ فقال لا والله ما يسرني إني في أهلي وأن محمدا في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه ) رواه الطبراني في الكبير (5/260-261). فأي حب هذا الذي حوته قلوبهم لرسول الله ؟!
موقف آخر: عن ابن عباس أن رجلا أتى النبي فقال: يا رسول الله، إني لأحبك حتى إني لأذكرك، فلولا أني أجيء فأنظر إليك ظننت أن نفسي تخرج، فأذكر أني إن دخلت الجنة صرت دونك في المنزلة، فشق ذلك عليَّ، وأحب أن أكون معك في الدرجة، فلم يردَّ رسول الله شيئًا، فأنزل الله عز وجل: وَمَن يُّطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ [النساء: 69] الآية. رواه الطبراني في معاجمه الثلاثة وابن أبي شيبة في مصنفه.
موقف ثالث: امرأة من بني دينار أصيب زوجها وأخوها وأبوها مع رسول الله بأُحد، فلما نعوهم لها قالت: فما فعل رسول الله ؟ قالوا: خيرًا يا أمَّ فلان، هو بحمد الله كما تحبين، قالت: أرنيه حتى أنظر إليه، فأشير لها إليه حتى إذا رأته قالت: كلّ مصيبة بعدك جلل. تريد: هيِّنةً.
لقد نال صلى الله عليه و سلم كل هذا الحب و هو قليل في حقه لأنه جمع خصال و صفات لم ولن تجتمع في غيره من بني البشر .
قال تعالى: ( لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ) قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى :[ هذه المنة التي امتن الله بها على عباده هي اكبر النعم بل اجلها وهي الإمتنان عليهم بهذا الرسول الكريم الذي أنقذهم الله به من الضلالة وعصمهم به من التهلكة ] ا.هـ
بارَك الله لي ولكم في القرآن والسنة، ونفَعَنا بما فيهما من الآيات والحكمة، أقولُ قولي هذا، وأستغفِرُ الله تعالى لي ولكم.
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه أَمَّا بَعْدُ،
عباد الله ،وكأني بالنفوس المؤمنة تطير شوقًا وهي تستمع إلى تلك الآيات والأحاديث، تتمنى أن تمثل بين يديه الكريمتين، وأن تقدم روحها رخيصة للذود عنه، وليس عجيبًا أن يحب المسلمون نبيهم كل هذا الحب، وهو الذي كان السبب في شرفهم وعزهم وإنقاذهم من النار إلى الجنة.
وإن محبته صلى الله عليه وسلم من شروط الإيمان، فقد روى البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين"، كما أن محبته صلى الله عليه وسلم سبب لحصول حلاوة الإيمان، يقول صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان"، وذكر أولها: "أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما" والحديث رواه مسلم.
وهي سبب في مرافقته في دار النعيم، فقد ورد في الحديث الشريف أن رجلاً سأل الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المرء مع من أحب" متفق عليه
عباد الله: يزعم كل واحد منا أنه يحب النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه عليه الصلاة والسلام أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين، لكن هل نحن صادقون في هذا الادعاء؟ وهل مجرد ادعائنا هذا له قيمة عند الله؟ذكر العلماء علامات ومقاييس لمعرفة محبة النبي صلى الله عليه وسلم في قلب الشخص وعدمها، إذا توافرت في قلبه فليحمد الله تعالى على وجود حب صادق للنبي صلى الله عليه وسلم في قلبه، وإذا فقدها كلها أو بعضها فليحاسب نفسه قبل أن يُحاسَب، في يوم يجعل الولدان شيبًا.
ومن مقاييس محبة الرسول صلى الله عليه وسلم: أن يكون فقد رؤيته صلى الله عليه وسلم أشد علينا من فقد أي شيء في الدنيا؛ ذلك لأن غاية ما يتمنى المحب أن يسعد برؤية حبيبه، فمحب النبي صلى الله عليه وسلم دائم الشوق لرؤيته، ولو أُعطي فرصة اختيار أحب شيء وأغلاه لاختار رؤية صلى الله عليه وسلم، لقد كان أكثر ما يجلب الهمَّ لقلوب الصحابة هو خشيتهم من فراقه صلى الله عليه وسلم.
روى الطبراني في الأوسط وصححه الألباني عن عائشة رضي الله عنها؛ قالت: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله! إنك أحب إليَّ من نفسي، وأحب إليَّ من أهلي، وأحب إليَّ من ولدي، وإني لأكون في البيت، فأذكرك؛ فما أصبر حتى آتيك فأنظر إليك، وإذا ذكرت موتي وموتك؛ عرفت أنك إذا دخلت الجنة؛ رُفعت مع النبيين، وإن دخلتُ الجنة؛ خشيتُ ألا أراك. فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم حتى نزلت: (وَمَن يُّطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أولَئِكَ رَفِيقاً) فذكرها، أي: فبعث إليه النبي صلى الله عليه وسلم فبشَّره.
هكذا كان الصادقون في محبتهم، فما حقيقة محبتنا؟!هل قدمنا طاعة نبينا صلى الله عليه وسلم على طاعة النفس والهوى؟!هل نحزن على ما فاتنا من طاعته أشد من حزننا على شيء من الدنيا فقدناه؟! أيها المحب، إن كنت تحبه فأكثر من ذكره و الصلاة عليه.
أخرج مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله قال: ((من صلى عليَّ واحدة، صلى الله عليه عشرًا))، وفي المسند عن أُبيٍّ قال: قلتُ: يا رسول الله، إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ قال: ((ما شئت)) حتى قال: أجعلُ لكَ صلاتي كلها، قال: (((إذا تُكفى همَّك، ويُغفر لك ذنبُك)). قال القاضي عياض: "فذِكره شُرع لإظهار محبته واحترامه وتوقيره وتعظيمه وهذا من علامات محبته".
إن كنت تحبه فأطعه، فالطاعة علامة صدق المحبة وشرطها وثمرتها، قال القاضي عياض: "اعلم أن من أحب شيئا آثره وآثر موافقته، وإلا لم يكن صادقا في حبه وكان مدعيا، فالصادق في حب النبي من تظهر علامة ذلك عليه، وأولها الاقتداء به واستعمال سنته واتباع أقواله وأفعاله وامتثال أوامره واجتناب نواهيه".
أسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يعظم محبة رسوله في قلوبنا، وأن يجعل محبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعظم عندنا من محبة أنفسنا وأهلنا، وآبائنا وأمهاتنا، وأزواجنا وبناتنا، وأن يجعل محبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طمأنينة قلوبنا، وانشراح صدورنا، وأن يجعل محبته عونًا لنا على طاعة الله - عز وجل - وحُسن الصلة به؛ إنه - سبحانه وتعالى - ولِيُّ ذلك والقادر عليه.
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما صلَّيتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد،
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين
اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا الْلَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الْشَّرِيِفَيْنِ واجعل عمله في رضاك، وهيِّئ له البِطانة الصالحة.
اللهم من أرادنا وأراد بلادنا بسوءٍ أو فُرقة فرُدَّ كيدَه في نحره، واجعل تدبيرَه دمارًا عليه، اللهم انصُر جنودَنا المُرابِطين على حُدود بلادِنا، اللهم كُن لهم مُؤيِّدًا ونصيرًا، ومُعينًا وظهيرًا، ووفِّق رجال أمنِنا في كل مكان
اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك الصالحين ،
اللهم اغفِر ذنوبَنا، واستُر عيوبَنا، ويسِّر أمورَنا، وبلِّغنا فيما يُرضِيك آمالَنا، ربَّنا اغفِر لنا ولوالدِينا ،وارحَمهم كما ربَّونا صِغارًا، اللهم من كان منهم حيًّا فمتِّعه بالصحة والعافية على طاعتِك، ومن كان منهم ميتًا فتغمَّده برحمتِك، ونوِّر له في قبرِه ووسِّع له فيه، واجعَله روضةً من رياضِ الجنة، واجمَعنا به في دار كرامتِك.
اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغنيُّ ونحن الفُقراء، أنزِل علينا الغيثَ ولا تجعَلنا من القانِطين، اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا غيثًا هنيئًا مريئًا، سحًّا طبَقًا مُجلِّلاً، عامًّا نافعًا غيرَ ضارٍّ، تُحيِي به البلاد، وتسقِي به العباد، وتجعلُه بلاغًا للحاضِر والباد.
اللهم سُقيا رحمةٍ، لا سُقيا عذابٍ ولا بلاءٍ ولا هدمٍ ولا غرَق. اللهم إنا نستغفرُك إنك كنتَ غفَّارًا، فأرسِل السماءَ علينا مِدرارًا.
ربَّنا تقبَّل منَّا إنك أنت السميعُ العليم، وتُب علينا إنك أنت التوابُ الرحيم
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين
الحمد الله القائل: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا) [الأحزاب: 45] أرسله الله إلينا وأطلعنا على بعض حقه علينا، فقال: (لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً)
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وصفيه وخليله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسن سنته إلى يوم الدين صلاة وسلامًا دائمين الليل والنهار.
أما بعد: فيا عباد الله: أوصيكم ونفسي الخاطئة بتقوى الله تعالى وطاعته يقول جل وعلا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُسْلِمُونَ)
اللهم إننا آمنا بك ، ربنا إننا نحب رسولك ونؤمن أنه القائد الذي اخترته وأنه الحبيب الذي اصطفيته وأنه الرسول الذي جعلته معلما ورائدا لهذه الأمة وزعيما لها، اللهم لا تحرمنا شفاعته، ولا تحرمنا يوم القيامة اتباعه والسير وراءه، ولا تحرمنا الشرب من حوضه، ولا تحرمنا رؤية وجهه يوم القيامة، ولا تحرمنا الوقوف تحت رايته وعلَمه، ولا تحرمنا دخول الجنة وراءه مع السابقين من المؤمنين، اللهم إنا نسألك أن تجعل قلوبنا صافية صادقة، تحبك وتحب من تحبه يا ربنا، وأن تجعلنا من أتباع الحبيب محمد في الدنيا والآخرة...
أيها المسلمون، إن الحديث يحلو عن الرجال العظماء من الناس، ولكن الحديث عن النبي لا يجاريه أي حديث في روعته وحلاوته والطرب به والشوق إليه، رجل ملأ حبه القلوب، واصطفاه الله على الناس، فجعله أكرمهم وأحبهم إليه، إنه رسول الله الذي تشتاق إليه النفوس، وبذكره ترق وتلين القلوب، وعند الحديث عنه تطمع النفوس المؤمنة إلى رؤيته والالتقاء به في الجنان، والموعد حوضه الشريف حيث ينتظر المؤمنون، يأتون إليه غرًا محجلين عن باقي الأمم، كي يشربوا من حوضه الشريف شربه هنيئة لا يظمؤون بعدها أبدا.
قال تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً *وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً )
و قال تعالى : (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ ) قال الإمام الطبري رحمه الله : [{ من الله نور } يعني بالنور محمدا صلى الله عليه وسلم الذي أنار الله به الحق وأظهر به الإسلام ومحق به الشرك فهو نور لمن استنار به...]
عن عرباض بن سارية قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : اني عبد الله وخاتم النبيين فذكر فيه إن أم رسول الله صلى الله عليه وسلم رأت حين وضعته نورا أضاءت منه قصور الشام ) قال: شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح لغيره .وقال جابر رضي الله عنه : ( رأيت رسول الله في ليلة أضحيان ـ أي ليلة مضيئة لا غيم فيها ـ فجعلت أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم و إلى القمر و عليه حلة حمراء فإذا هو أحسن عندي من القمر ) رواه الترمذي .وعن أنس بن مالك قال : لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أضاء منها كل شيء فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شيء ولما نفضنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الأيدي وإنا لفي دفنه حتى أنكرنا قلوبنا) رواه الترمذي و قال الألباني: صحيح
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة فقالت امرأة من الأنصار أو رجل يا رسول الله ألا نجعل لك منبرا قال إن شئتم فجعلوا له منبرا فلما كان يوم الجمعة دفع إلى المنبر فصاحت النخلة صياح الصبي ثم نزل النبي صلى الله عليه وسلم فضمها إليه تئن أنين الصبي الذي يسكن قال كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها ) رواه البخاري
و زاد في سنن الدارمي بسند صحيح قال : ( أما و الذي نفس محمد بيده لو لم التزمه لما زال هكذا إلى يوم القيامة حزناً على رسول الله صلى الله عليه و سلم ) فأمر به فدفن .
كان الحسن رحمه الله يقول : يا معشر المسلمين الخشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم شوقاً إلى لقائه فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه .
عن عمرو بن سواد عن الشافعي رحمه الله : ما أعطى الله نبياً ما أعطى محمداً فقلت : أعطى عيسى إحياء الموتى . قال: أعطي محمداً حنين الجذع حتى سمع صوته فهذا أكبر من ذلك .
وعن أنس رضي الله عنه قال صعد النبي صلى الله عليه و سلم جبل أحد و معه أبو بكر و عمر و عثمان رضي الله عنهم فرجف بهم الجبل ، فقال : ( اثبت أحد فإنما عليك نبي و صديق و شهيدان ) رواه البخاري
قال بعض الدعاة و إنما اهتز فرحاً و طرباً و شوقاً للقاء رسول صلى الله عليه و سلم و صحبه. ولقد خلَّد التاريخ مواقف نيرة لأصحاب النبي في عظيم حبهم له،فهذا خُبيب بن عبد الله الأنصاري لما بعثه النبي ومعه اثنان من أصحابه عيونًا بمكة، واعترضتهم بنو لحيان من هذيل، كان من أمر خبيب أنه قال بعد أن أخرجوه لقتله: (اللهم إني لا أجد رسولاً إلى رسولك فبلغه مني السلام). ما هذا يا خُبَيْبٌ ؟! أهذا كلّ همك؟! هلا دعوت للخلاص من كربك! في هذا الموقف يدعو الله أن يبلغ رسوله سلامه! لا عجب ولا غرابة، إنهم من اصطفاهم الله لنصرة رسوله كما قال ابن مسعود . فنزل جبريل يحمل سلامه إلى الرسول ، ثم صلبوه، فقال: (اللهم أحصهم عددًا، واقتلهم بددًا، ولا تُبق منهم أحدًا). فقالوا له وهو مصلوب، نادوه وناشدوه: أتحبُ أنَّ محمدًا مكانَك؟ فقال لا والله ما يسرني إني في أهلي وأن محمدا في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه ) رواه الطبراني في الكبير (5/260-261). فأي حب هذا الذي حوته قلوبهم لرسول الله ؟!
موقف آخر: عن ابن عباس أن رجلا أتى النبي فقال: يا رسول الله، إني لأحبك حتى إني لأذكرك، فلولا أني أجيء فأنظر إليك ظننت أن نفسي تخرج، فأذكر أني إن دخلت الجنة صرت دونك في المنزلة، فشق ذلك عليَّ، وأحب أن أكون معك في الدرجة، فلم يردَّ رسول الله شيئًا، فأنزل الله عز وجل: وَمَن يُّطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ [النساء: 69] الآية. رواه الطبراني في معاجمه الثلاثة وابن أبي شيبة في مصنفه.
موقف ثالث: امرأة من بني دينار أصيب زوجها وأخوها وأبوها مع رسول الله بأُحد، فلما نعوهم لها قالت: فما فعل رسول الله ؟ قالوا: خيرًا يا أمَّ فلان، هو بحمد الله كما تحبين، قالت: أرنيه حتى أنظر إليه، فأشير لها إليه حتى إذا رأته قالت: كلّ مصيبة بعدك جلل. تريد: هيِّنةً.
لقد نال صلى الله عليه و سلم كل هذا الحب و هو قليل في حقه لأنه جمع خصال و صفات لم ولن تجتمع في غيره من بني البشر .
قال تعالى: ( لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ) قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى :[ هذه المنة التي امتن الله بها على عباده هي اكبر النعم بل اجلها وهي الإمتنان عليهم بهذا الرسول الكريم الذي أنقذهم الله به من الضلالة وعصمهم به من التهلكة ] ا.هـ
بارَك الله لي ولكم في القرآن والسنة، ونفَعَنا بما فيهما من الآيات والحكمة، أقولُ قولي هذا، وأستغفِرُ الله تعالى لي ولكم.
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه أَمَّا بَعْدُ،
عباد الله ،وكأني بالنفوس المؤمنة تطير شوقًا وهي تستمع إلى تلك الآيات والأحاديث، تتمنى أن تمثل بين يديه الكريمتين، وأن تقدم روحها رخيصة للذود عنه، وليس عجيبًا أن يحب المسلمون نبيهم كل هذا الحب، وهو الذي كان السبب في شرفهم وعزهم وإنقاذهم من النار إلى الجنة.
وإن محبته صلى الله عليه وسلم من شروط الإيمان، فقد روى البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين"، كما أن محبته صلى الله عليه وسلم سبب لحصول حلاوة الإيمان، يقول صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان"، وذكر أولها: "أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما" والحديث رواه مسلم.
وهي سبب في مرافقته في دار النعيم، فقد ورد في الحديث الشريف أن رجلاً سأل الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المرء مع من أحب" متفق عليه
عباد الله: يزعم كل واحد منا أنه يحب النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه عليه الصلاة والسلام أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين، لكن هل نحن صادقون في هذا الادعاء؟ وهل مجرد ادعائنا هذا له قيمة عند الله؟ذكر العلماء علامات ومقاييس لمعرفة محبة النبي صلى الله عليه وسلم في قلب الشخص وعدمها، إذا توافرت في قلبه فليحمد الله تعالى على وجود حب صادق للنبي صلى الله عليه وسلم في قلبه، وإذا فقدها كلها أو بعضها فليحاسب نفسه قبل أن يُحاسَب، في يوم يجعل الولدان شيبًا.
ومن مقاييس محبة الرسول صلى الله عليه وسلم: أن يكون فقد رؤيته صلى الله عليه وسلم أشد علينا من فقد أي شيء في الدنيا؛ ذلك لأن غاية ما يتمنى المحب أن يسعد برؤية حبيبه، فمحب النبي صلى الله عليه وسلم دائم الشوق لرؤيته، ولو أُعطي فرصة اختيار أحب شيء وأغلاه لاختار رؤية صلى الله عليه وسلم، لقد كان أكثر ما يجلب الهمَّ لقلوب الصحابة هو خشيتهم من فراقه صلى الله عليه وسلم.
روى الطبراني في الأوسط وصححه الألباني عن عائشة رضي الله عنها؛ قالت: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله! إنك أحب إليَّ من نفسي، وأحب إليَّ من أهلي، وأحب إليَّ من ولدي، وإني لأكون في البيت، فأذكرك؛ فما أصبر حتى آتيك فأنظر إليك، وإذا ذكرت موتي وموتك؛ عرفت أنك إذا دخلت الجنة؛ رُفعت مع النبيين، وإن دخلتُ الجنة؛ خشيتُ ألا أراك. فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم حتى نزلت: (وَمَن يُّطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أولَئِكَ رَفِيقاً) فذكرها، أي: فبعث إليه النبي صلى الله عليه وسلم فبشَّره.
هكذا كان الصادقون في محبتهم، فما حقيقة محبتنا؟!هل قدمنا طاعة نبينا صلى الله عليه وسلم على طاعة النفس والهوى؟!هل نحزن على ما فاتنا من طاعته أشد من حزننا على شيء من الدنيا فقدناه؟! أيها المحب، إن كنت تحبه فأكثر من ذكره و الصلاة عليه.
أخرج مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله قال: ((من صلى عليَّ واحدة، صلى الله عليه عشرًا))، وفي المسند عن أُبيٍّ قال: قلتُ: يا رسول الله، إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ قال: ((ما شئت)) حتى قال: أجعلُ لكَ صلاتي كلها، قال: (((إذا تُكفى همَّك، ويُغفر لك ذنبُك)). قال القاضي عياض: "فذِكره شُرع لإظهار محبته واحترامه وتوقيره وتعظيمه وهذا من علامات محبته".
إن كنت تحبه فأطعه، فالطاعة علامة صدق المحبة وشرطها وثمرتها، قال القاضي عياض: "اعلم أن من أحب شيئا آثره وآثر موافقته، وإلا لم يكن صادقا في حبه وكان مدعيا، فالصادق في حب النبي من تظهر علامة ذلك عليه، وأولها الاقتداء به واستعمال سنته واتباع أقواله وأفعاله وامتثال أوامره واجتناب نواهيه".
أسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يعظم محبة رسوله في قلوبنا، وأن يجعل محبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعظم عندنا من محبة أنفسنا وأهلنا، وآبائنا وأمهاتنا، وأزواجنا وبناتنا، وأن يجعل محبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طمأنينة قلوبنا، وانشراح صدورنا، وأن يجعل محبته عونًا لنا على طاعة الله - عز وجل - وحُسن الصلة به؛ إنه - سبحانه وتعالى - ولِيُّ ذلك والقادر عليه.
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما صلَّيتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد،
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين
اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا الْلَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الْشَّرِيِفَيْنِ واجعل عمله في رضاك، وهيِّئ له البِطانة الصالحة.
اللهم من أرادنا وأراد بلادنا بسوءٍ أو فُرقة فرُدَّ كيدَه في نحره، واجعل تدبيرَه دمارًا عليه، اللهم انصُر جنودَنا المُرابِطين على حُدود بلادِنا، اللهم كُن لهم مُؤيِّدًا ونصيرًا، ومُعينًا وظهيرًا، ووفِّق رجال أمنِنا في كل مكان
اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك الصالحين ،
اللهم اغفِر ذنوبَنا، واستُر عيوبَنا، ويسِّر أمورَنا، وبلِّغنا فيما يُرضِيك آمالَنا، ربَّنا اغفِر لنا ولوالدِينا ،وارحَمهم كما ربَّونا صِغارًا، اللهم من كان منهم حيًّا فمتِّعه بالصحة والعافية على طاعتِك، ومن كان منهم ميتًا فتغمَّده برحمتِك، ونوِّر له في قبرِه ووسِّع له فيه، واجعَله روضةً من رياضِ الجنة، واجمَعنا به في دار كرامتِك.
اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغنيُّ ونحن الفُقراء، أنزِل علينا الغيثَ ولا تجعَلنا من القانِطين، اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا غيثًا هنيئًا مريئًا، سحًّا طبَقًا مُجلِّلاً، عامًّا نافعًا غيرَ ضارٍّ، تُحيِي به البلاد، وتسقِي به العباد، وتجعلُه بلاغًا للحاضِر والباد.
اللهم سُقيا رحمةٍ، لا سُقيا عذابٍ ولا بلاءٍ ولا هدمٍ ولا غرَق. اللهم إنا نستغفرُك إنك كنتَ غفَّارًا، فأرسِل السماءَ علينا مِدرارًا.
ربَّنا تقبَّل منَّا إنك أنت السميعُ العليم، وتُب علينا إنك أنت التوابُ الرحيم
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين