أخي [you] إليك خطبة أعجبني أسلوب القائها أحزنني مضمونها
عبد المجيد مفتاح
1433/04/02 - 2012/02/24 21:56PM
الاخوة الاعزاء ، السلام عليكم
اليكم هذه الخطبة الصوتية وهي من إلقاء يونس بن حجر ـ هداه الله وسدده ـ إمام أستاذ بمسجد الشبايرية ـ الشلف / الجزائرفي تاريخ : 01 ذي الحجة 1432هـ الموافق لـ 28/10/2011 م
http://www.nouralhuda.com/خطب-متنوعة/522-فظاعة-سب-الله-عز-و-جل.html
وحيث أنها صوتية ولم اقف على النص قمت في الاسابيع الماضية بتفريغيها - مع بعض التعديلات لم اشكل علي فهمه .
[MEDIA]http://www.nouralhuda.com/files/Audio/khotab-motanawi3a/sebou-elleh/01.mp3[/MEDIA]
وهذا نص الخطبة :
الخطبة الاولى:
الحمد لله الكريم القهار الكبير المتعال الجبار الذي وسع كرسيه والسموات والارض واستوى على العرش وعلى على العالمين ، وأشهد ان لا اله الله وحده لاشريك له خالق الخلق اجمعين ورازقهم ومالكهم ؟أحكم الحاكمين وأشهد أن نبينا محمدا رسول الله المصطفى وعبده المجتبى وخليله المنتقى أكرم الله به الامة وأتم به النعمة وأزال به الظلمة وكشف به الغمة فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه واقتفى أثره الى يوم الدين . أما بعد : عباد الله
فإن أعظم جرم تأباه الطباع الشريفة وأخطر جريمة تعاقب عليها الشريعة الحنيفة وأشنع وأفضع تمرد على وجه الارض والسبب الاعظم الجالب للعنات والويلات والمصائب والنكبات نجده ونشهده في بلاد ومجتمع المسلمين قد لا نجده و لا نشهده في بلاد الكفار وعند الكفرة الاصليين نجده عند اطفال المسلمين وعند الشباب بل وحتى عند من أعذر الله اليهم بأن امهلهم في هذه الدار ستين سنة فأكثر ولكنهم كما قيل من شب على شئ شاب عليه.إنه والله العظيم و تالله الاكبر وبالله الاجل لهو أشد اثما وجرما من سفك دماء الشعوب وهدم بيوتهم واتلاف اموالهم وحرق نسائهم وأولادهم وتعذيبهم والتنكيل بهم بل إنه عباد الله أعظم جرما من قتل الانبياء والمرسلين وحرق بيوت الله على المصلين كيف لا وهو انتقاص لجناب رب العلمين وخالق الخل أجمعين وهضم لربوبيته سبحانه وألوهيته بما لو عرض على السموات والجبال والارضين والاساطين لتشققت وتصدعت ولتهدمت وما تحملت .
إنه جرم سب الله عز وجل وذكر كلمة الرب على اللسان كذكر اسم احقر حيوان جل الله وتقدس وتبارك وتعالى عما يقول الظالمون المنتقصون علوا كبيرا .بل انهم ليتحدثون عن الرب بكلمات لو مزجت بماء البحر لمزجته ولأنتنته وغيَّرت لونه،
و يقول الله عمن زعم أن له ولدا من المشركين والنصارى واليهود وان كانوا في وغرضهم وقصدهم غير منتقصين:
وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً (88)لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً (89) أي فظيعا عظيما.
تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً (91)وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً (92) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً - وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً
وذلك أن السب عباد الله هو كلّ قول او اعتقاد او عمل تفهم منه الإهانة و الانتقاص والعيب والطعن ويعرفه الناس بذلك وسب الله عز وجل كذلك - وإعلموا أن حكم من يسب الله تعالى إختيارا وطوعا من غير إكراه مشروط وتعمدا وقصدا من غير جنون ولا ذهول قلب وسبق لسان لغير ماقصده الإنسان أنه كافر مرتد عن دين الإسلام بإجماع أهل العلم لا يختلف في ذلك إثنان ولا يتناطح فيه عنزان ويستوي في ذلك الجد والهزل والمزاح وسب الله تعالى من اقبح المكفرات التي لا تجتمع مع الايمان أصلا ويكفر صاحبها ظاهرا وباطنا عند أهل السنة القائلين بأن الإيمان إعتقاد بالجنان وقول باللسان وعمل بالأركان والقائلين أيضابتلازم الظاهر والباطن كما قال سبحانه )وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْل(ِ
وقد نقل الحافظ ابن عبد البر المالكي الاندلسي رحمه الله في شرحه لموطأ الامام مالك المعروف بالاستذكار عن إسحاق بن راهويه رحمه الله أحد الائمة الاعلام قولَه: «وقد أجمع المسلمون أنَّ مَنْ سَبَّ اللهَ عزّ وجلَّ، أو سبَّ رسولَه صَلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم، أو دَفَعَ شيئًا أنزله اللهُ تعالى ، أو قتل نبيًّا من أنبياء الله تعالىِ، أنه كافر بذلك وإن كان مُقِرٌّ بكل ما أنزل اللهُ " انتهى كلامه .
وقال القاضي عياض المالكي رحمه الله في كتابه الشفا بتعريف حقوق المصطفى : «لا خلاف أنّ سابّ الله تعالى من المسلمين كافر حلال الدم، واختلف في استتابته» فقال ابن القاسم في المبسوط ، وفي كتاب ابن سحنون، ومحمد ، ورواه ابن القاسم عن الامام مالك في كتاب إسحاق بن يحيى :" من سب الله - تعالى - من المسلمين قتل ، ولم يستتب ".
وقال ابن قدامة المقدسي الحنبلي : (( ومن سبَّ الله تعالى كفر ، سواءً كان مازحاً أو جادَّاً وكذلك من استهزأ بالله تعالى ، أو بآياته أو برسله ، أو كتبه،))
و يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في كتاب الصارم المسلول على شاتم الرسول صلى «إنّ سبَّ الله أو سبَّ رسولَه كفر ظاهرًا وباطنًا، وسواء كان السابُّ يعتقد أنّ ذلك محرّمٌ أو كان مستحلاًّ له أو كان ذاهلاً عن اعتقاده، هذا مذهبُ الفقهاءِ وسائرِ أهلِ السُّنَّةِ القائلين بأنّ الإيمانَ قولٌ وعملٌ» انتهى كلامه
هدانا الله للاسلام وشرح صدورنا للايمان وسددنا لاتباع سنة المصطفى ونهج الخلفاء صلوات ربي وسلامه عليه ورضي عن أصحابه أجمعين.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا وأشهد ان لا اله الله وحده لاشريك له اقرارا به وتوحيدا وأشهد أن نبينا محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم تسليما مزيدا أما بعد : عباد الله
فإنه قد اجتمعت كلمة العلماء من الحنابلة والشافعية والمالكية والحنفية وغيرهم - على أن ساب الله عز وجل كافر مرتد حلال الدم - لأنّ في سبِّ الله عباد الله تنقيصًا لله تعالى، واستخفافًا واستهانة به سبحانه، وانتهاكًا وتمرّدًا على ربِّ العالمين، لا يمكن أن ينبعث إلا من نفس شيطانية ممتلئة من الغضب، أو من سفيه لا وقار لله عنده، فحاله أسوأ من حال الكافر، إذ السابّ عباد الله مظهر للتنقّص ومفرط في العداوة ومبالغ في المشاقة والمحاداة بينما الكافر يعظّم الربّ، ويعتقد أنّ ما هو عليه من الدِّين الباطل ليس استهزاءً بالله ولا مسبّة له، ولذلك قال الله سبحانه في اليهود قبحهم الله لما صرحوا في انتقاصه ( وَقَالَتْ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64))
وحال الساب أيضا عباد الله من جهة أخرى أسوأ حالاً من المستهزئ بالله وآياته ورسوله والذي أخبر الله في كتابه بكفره ومروقه عن دين الله قال سبحانه: ﴿وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ، لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ﴾ [التوبة: 65-66]، فإذا كان الاستهزاء والمزح كفرًا فالسبُّ المقصود أولى وأحرى بالكفر منه، كما دلت الآية على استواء الجِدّ واللعب في إظهار كلمة الكفر، وفي ضمن هذا المعنى يقول ابنُ العربي المالكي رحمه الله : «لا يخلو أن يكون ما قاله من ذلك جِدًّا أو هزلاً، وهو كيفما كان كُفر، فإنّ الهزل بالكفر كُفر لا خلف فيه بين الأمّة، فإنّ التحقيقَ أخو الحق والعلم ، والهزلَ أخو الباطل والجهل » انتهى كلامه
فالحاصل عباد الله ، أنّ أصل الدين مبني على تعظيم رب العالمين وإجلاله، وتعظيم دينه ورسله، فإذا كان الاستهزاء بشيء من ذلك يناقض هذا الأصلَ وينافيه، فإنّ السبّ يناقضه أشدّ المناقضة، بل يتضمّن قدرًا زائدًا على الكفر؛ وذلك أن الله تعالى نهى المسلمين أن يسبُّوا أوثانَ المشركين وأصنامهم مع أن عقيدتنا فيهم الانتقاص والتسفيه لئلاَّ يسبّ المشركون اللهَ تعالى وهم على شركهم وتكذيبهم وعداوتهم لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم، قال سبحانه: ﴿وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ فَيَسُبُّواْ اللهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ [الأنعام: 108]، فتبيّن عباد الله أنّ سبّ الله تعالى أعظم من الشرك به وتكذيبِ رسوله ومعاداته، قال ابن تيمية رحمه الله : «ألا ترى أنّ قريشًا كانت تقارُّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم على ما كان يقوله من التوحيد وعبادة الله وحده،"أي تسكت عن ذلك وتغض الطرف" ولا يقارونه على عيب آلهتهم والطعن في دينهم وذمّ آبائهم، وقد نهى الله المسلمين أن يسبُّوا الأوثان لئلاَّ يسبّ المشركون اللهَ سبحانه مع كونهم لم يزالوا على الشرك، فعُلِم أنّ محذورَ سبِّ اللهِ أغلظُ من محذورِ الكفرِ به فلا يجعل حكمهما واحدا » أ.هـ
هذا واعلموا رحمكم الله أنه لا يستوجـب منك الإعتداء على من سب الله تعالى لا بالسـب ولا بالضـرب أو القتـل ؛ لأن تنفيـذ أحكـام الحـدود الشرعيـة هي مـن اختصـاص الحاكـم فقـط ولكن الواجب علينا جميعا تجاه من يفعل ذلك هو المناصحة بالرفق واللين عملا بقوله سبحانه (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) وقول النبي صلى الله عليه وسلم ((والذي نفسي بيده لتأمرون بالمعروف ولتنهَون عن المنكر؛ أو ليوشِكنَّ الله أن يبعثَ عليكم عقاباً منه, ثم تدعونه فلا يُستجاب لكم ))11 ثم اعلموا عباد الله ، أن المُخلِّص الوحيد الذي يمحو اللهُ تعالى به الكفرَ بعد ثُبوته هو التوبة النصوح ،
و الرجوع إلى رب العالمين ، ومفارقة صراط المغضوب عليهم والضالِّين من أصحاب الجحيم ،
والرحمن يقبل توبةَ العبدِ من جميع الذنوب: الشركِ فما دونه، كما قال سبحانه : ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [الزمر: 53]،وقال أيضا : ﴿قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ﴾ [الأنفال: 38]،
و تكون التوبة من سب الله تعالى بفعل ما يناقضه من تعظيم الله قلبا وقولا وعملا والاكثار من ذكره سبحانه والثناء عليه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى والتحسر على ما فات والندم على ما اقترفه في جنب الله وأن يُقْلِعَ عنه ولا يُصِرَّ عليه، ويعزمَ أن لا يعودَ إليه في المستقبل، وأن تكونَ توبتُه في زمنٍ تنفع فيه التوبةُ. وأن نربي أولادنا على تعظيم الله وتعظيم رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيم دين الله -
والله أسأل أن يعيد لنا مجدنا اذا عظمناه وأطعناه .
اللهم ردنا اليك ردا جميلا اللهم ردنا اليك ردا جميلا اللهم ابرم لهذه الامة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويعادى فيه أمل معصيتك ويأمر فيهبالمعروف وينهى فيه عن المنكر. اللهم اهدينا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت ... اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار.
اللهم انا نسألك حسن الخاتمة اللهم انا نسألك حسن الخاتمة
اللهم انا نسألك توبة نصوحا اللهم انا نسألك توبة نصوحا
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
اليكم هذه الخطبة الصوتية وهي من إلقاء يونس بن حجر ـ هداه الله وسدده ـ إمام أستاذ بمسجد الشبايرية ـ الشلف / الجزائرفي تاريخ : 01 ذي الحجة 1432هـ الموافق لـ 28/10/2011 م
http://www.nouralhuda.com/خطب-متنوعة/522-فظاعة-سب-الله-عز-و-جل.html
وحيث أنها صوتية ولم اقف على النص قمت في الاسابيع الماضية بتفريغيها - مع بعض التعديلات لم اشكل علي فهمه .
[MEDIA]http://www.nouralhuda.com/files/Audio/khotab-motanawi3a/sebou-elleh/01.mp3[/MEDIA]
وهذا نص الخطبة :
الخطبة الاولى:
الحمد لله الكريم القهار الكبير المتعال الجبار الذي وسع كرسيه والسموات والارض واستوى على العرش وعلى على العالمين ، وأشهد ان لا اله الله وحده لاشريك له خالق الخلق اجمعين ورازقهم ومالكهم ؟أحكم الحاكمين وأشهد أن نبينا محمدا رسول الله المصطفى وعبده المجتبى وخليله المنتقى أكرم الله به الامة وأتم به النعمة وأزال به الظلمة وكشف به الغمة فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه واقتفى أثره الى يوم الدين . أما بعد : عباد الله
فإن أعظم جرم تأباه الطباع الشريفة وأخطر جريمة تعاقب عليها الشريعة الحنيفة وأشنع وأفضع تمرد على وجه الارض والسبب الاعظم الجالب للعنات والويلات والمصائب والنكبات نجده ونشهده في بلاد ومجتمع المسلمين قد لا نجده و لا نشهده في بلاد الكفار وعند الكفرة الاصليين نجده عند اطفال المسلمين وعند الشباب بل وحتى عند من أعذر الله اليهم بأن امهلهم في هذه الدار ستين سنة فأكثر ولكنهم كما قيل من شب على شئ شاب عليه.إنه والله العظيم و تالله الاكبر وبالله الاجل لهو أشد اثما وجرما من سفك دماء الشعوب وهدم بيوتهم واتلاف اموالهم وحرق نسائهم وأولادهم وتعذيبهم والتنكيل بهم بل إنه عباد الله أعظم جرما من قتل الانبياء والمرسلين وحرق بيوت الله على المصلين كيف لا وهو انتقاص لجناب رب العلمين وخالق الخل أجمعين وهضم لربوبيته سبحانه وألوهيته بما لو عرض على السموات والجبال والارضين والاساطين لتشققت وتصدعت ولتهدمت وما تحملت .
إنه جرم سب الله عز وجل وذكر كلمة الرب على اللسان كذكر اسم احقر حيوان جل الله وتقدس وتبارك وتعالى عما يقول الظالمون المنتقصون علوا كبيرا .بل انهم ليتحدثون عن الرب بكلمات لو مزجت بماء البحر لمزجته ولأنتنته وغيَّرت لونه،
و يقول الله عمن زعم أن له ولدا من المشركين والنصارى واليهود وان كانوا في وغرضهم وقصدهم غير منتقصين:
وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً (88)لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً (89) أي فظيعا عظيما.
تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً (91)وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً (92) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً - وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً
وذلك أن السب عباد الله هو كلّ قول او اعتقاد او عمل تفهم منه الإهانة و الانتقاص والعيب والطعن ويعرفه الناس بذلك وسب الله عز وجل كذلك - وإعلموا أن حكم من يسب الله تعالى إختيارا وطوعا من غير إكراه مشروط وتعمدا وقصدا من غير جنون ولا ذهول قلب وسبق لسان لغير ماقصده الإنسان أنه كافر مرتد عن دين الإسلام بإجماع أهل العلم لا يختلف في ذلك إثنان ولا يتناطح فيه عنزان ويستوي في ذلك الجد والهزل والمزاح وسب الله تعالى من اقبح المكفرات التي لا تجتمع مع الايمان أصلا ويكفر صاحبها ظاهرا وباطنا عند أهل السنة القائلين بأن الإيمان إعتقاد بالجنان وقول باللسان وعمل بالأركان والقائلين أيضابتلازم الظاهر والباطن كما قال سبحانه )وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْل(ِ
وقد نقل الحافظ ابن عبد البر المالكي الاندلسي رحمه الله في شرحه لموطأ الامام مالك المعروف بالاستذكار عن إسحاق بن راهويه رحمه الله أحد الائمة الاعلام قولَه: «وقد أجمع المسلمون أنَّ مَنْ سَبَّ اللهَ عزّ وجلَّ، أو سبَّ رسولَه صَلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم، أو دَفَعَ شيئًا أنزله اللهُ تعالى ، أو قتل نبيًّا من أنبياء الله تعالىِ، أنه كافر بذلك وإن كان مُقِرٌّ بكل ما أنزل اللهُ " انتهى كلامه .
وقال القاضي عياض المالكي رحمه الله في كتابه الشفا بتعريف حقوق المصطفى : «لا خلاف أنّ سابّ الله تعالى من المسلمين كافر حلال الدم، واختلف في استتابته» فقال ابن القاسم في المبسوط ، وفي كتاب ابن سحنون، ومحمد ، ورواه ابن القاسم عن الامام مالك في كتاب إسحاق بن يحيى :" من سب الله - تعالى - من المسلمين قتل ، ولم يستتب ".
وقال ابن قدامة المقدسي الحنبلي : (( ومن سبَّ الله تعالى كفر ، سواءً كان مازحاً أو جادَّاً وكذلك من استهزأ بالله تعالى ، أو بآياته أو برسله ، أو كتبه،))
و يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في كتاب الصارم المسلول على شاتم الرسول صلى «إنّ سبَّ الله أو سبَّ رسولَه كفر ظاهرًا وباطنًا، وسواء كان السابُّ يعتقد أنّ ذلك محرّمٌ أو كان مستحلاًّ له أو كان ذاهلاً عن اعتقاده، هذا مذهبُ الفقهاءِ وسائرِ أهلِ السُّنَّةِ القائلين بأنّ الإيمانَ قولٌ وعملٌ» انتهى كلامه
هدانا الله للاسلام وشرح صدورنا للايمان وسددنا لاتباع سنة المصطفى ونهج الخلفاء صلوات ربي وسلامه عليه ورضي عن أصحابه أجمعين.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا وأشهد ان لا اله الله وحده لاشريك له اقرارا به وتوحيدا وأشهد أن نبينا محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم تسليما مزيدا أما بعد : عباد الله
فإنه قد اجتمعت كلمة العلماء من الحنابلة والشافعية والمالكية والحنفية وغيرهم - على أن ساب الله عز وجل كافر مرتد حلال الدم - لأنّ في سبِّ الله عباد الله تنقيصًا لله تعالى، واستخفافًا واستهانة به سبحانه، وانتهاكًا وتمرّدًا على ربِّ العالمين، لا يمكن أن ينبعث إلا من نفس شيطانية ممتلئة من الغضب، أو من سفيه لا وقار لله عنده، فحاله أسوأ من حال الكافر، إذ السابّ عباد الله مظهر للتنقّص ومفرط في العداوة ومبالغ في المشاقة والمحاداة بينما الكافر يعظّم الربّ، ويعتقد أنّ ما هو عليه من الدِّين الباطل ليس استهزاءً بالله ولا مسبّة له، ولذلك قال الله سبحانه في اليهود قبحهم الله لما صرحوا في انتقاصه ( وَقَالَتْ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64))
وحال الساب أيضا عباد الله من جهة أخرى أسوأ حالاً من المستهزئ بالله وآياته ورسوله والذي أخبر الله في كتابه بكفره ومروقه عن دين الله قال سبحانه: ﴿وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ، لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ﴾ [التوبة: 65-66]، فإذا كان الاستهزاء والمزح كفرًا فالسبُّ المقصود أولى وأحرى بالكفر منه، كما دلت الآية على استواء الجِدّ واللعب في إظهار كلمة الكفر، وفي ضمن هذا المعنى يقول ابنُ العربي المالكي رحمه الله : «لا يخلو أن يكون ما قاله من ذلك جِدًّا أو هزلاً، وهو كيفما كان كُفر، فإنّ الهزل بالكفر كُفر لا خلف فيه بين الأمّة، فإنّ التحقيقَ أخو الحق والعلم ، والهزلَ أخو الباطل والجهل » انتهى كلامه
فالحاصل عباد الله ، أنّ أصل الدين مبني على تعظيم رب العالمين وإجلاله، وتعظيم دينه ورسله، فإذا كان الاستهزاء بشيء من ذلك يناقض هذا الأصلَ وينافيه، فإنّ السبّ يناقضه أشدّ المناقضة، بل يتضمّن قدرًا زائدًا على الكفر؛ وذلك أن الله تعالى نهى المسلمين أن يسبُّوا أوثانَ المشركين وأصنامهم مع أن عقيدتنا فيهم الانتقاص والتسفيه لئلاَّ يسبّ المشركون اللهَ تعالى وهم على شركهم وتكذيبهم وعداوتهم لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم، قال سبحانه: ﴿وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ فَيَسُبُّواْ اللهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ [الأنعام: 108]، فتبيّن عباد الله أنّ سبّ الله تعالى أعظم من الشرك به وتكذيبِ رسوله ومعاداته، قال ابن تيمية رحمه الله : «ألا ترى أنّ قريشًا كانت تقارُّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم على ما كان يقوله من التوحيد وعبادة الله وحده،"أي تسكت عن ذلك وتغض الطرف" ولا يقارونه على عيب آلهتهم والطعن في دينهم وذمّ آبائهم، وقد نهى الله المسلمين أن يسبُّوا الأوثان لئلاَّ يسبّ المشركون اللهَ سبحانه مع كونهم لم يزالوا على الشرك، فعُلِم أنّ محذورَ سبِّ اللهِ أغلظُ من محذورِ الكفرِ به فلا يجعل حكمهما واحدا » أ.هـ
هذا واعلموا رحمكم الله أنه لا يستوجـب منك الإعتداء على من سب الله تعالى لا بالسـب ولا بالضـرب أو القتـل ؛ لأن تنفيـذ أحكـام الحـدود الشرعيـة هي مـن اختصـاص الحاكـم فقـط ولكن الواجب علينا جميعا تجاه من يفعل ذلك هو المناصحة بالرفق واللين عملا بقوله سبحانه (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) وقول النبي صلى الله عليه وسلم ((والذي نفسي بيده لتأمرون بالمعروف ولتنهَون عن المنكر؛ أو ليوشِكنَّ الله أن يبعثَ عليكم عقاباً منه, ثم تدعونه فلا يُستجاب لكم ))11 ثم اعلموا عباد الله ، أن المُخلِّص الوحيد الذي يمحو اللهُ تعالى به الكفرَ بعد ثُبوته هو التوبة النصوح ،
و الرجوع إلى رب العالمين ، ومفارقة صراط المغضوب عليهم والضالِّين من أصحاب الجحيم ،
والرحمن يقبل توبةَ العبدِ من جميع الذنوب: الشركِ فما دونه، كما قال سبحانه : ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [الزمر: 53]،وقال أيضا : ﴿قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ﴾ [الأنفال: 38]،
و تكون التوبة من سب الله تعالى بفعل ما يناقضه من تعظيم الله قلبا وقولا وعملا والاكثار من ذكره سبحانه والثناء عليه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى والتحسر على ما فات والندم على ما اقترفه في جنب الله وأن يُقْلِعَ عنه ولا يُصِرَّ عليه، ويعزمَ أن لا يعودَ إليه في المستقبل، وأن تكونَ توبتُه في زمنٍ تنفع فيه التوبةُ. وأن نربي أولادنا على تعظيم الله وتعظيم رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيم دين الله -
والله أسأل أن يعيد لنا مجدنا اذا عظمناه وأطعناه .
اللهم ردنا اليك ردا جميلا اللهم ردنا اليك ردا جميلا اللهم ابرم لهذه الامة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويعادى فيه أمل معصيتك ويأمر فيهبالمعروف وينهى فيه عن المنكر. اللهم اهدينا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت ... اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار.
اللهم انا نسألك حسن الخاتمة اللهم انا نسألك حسن الخاتمة
اللهم انا نسألك توبة نصوحا اللهم انا نسألك توبة نصوحا
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
المشاهدات 6602 | التعليقات 11
جزاك الله خيراً يا اوخي ونفع الله بك
جزاك الله خيرا يا أخي فهي مناسبة لما نحن فيه هذه الأيام من التطاول على المقدسات
جزاك الله خير الجزاء وجعلك هاديا مهديا
بارك الله فيك
خطبة متميزة بارك الله فيك تستحق مجهود التفريغ
لكني أريد أن أعرف كيف وجهت الخطبة باسمي في العنوان
هل هذا حدث معكم أيضا
جزاك الله خير على الجهد المبذول 00 وهي خطبة مناسبة في هذه الأوقات000 وبالفعل يا أبا معاذ قد وجهت الخطبة إلي باسمي أيضاً000
بارك الله فيك وجزاك الله خير الجزاء شيخنا الفاضل وجعلها في ميزان حسناتك ومن قالها
خطبة متميزة بارك الله فيك تستحق مجهود التفريغ
لكني أريد أن أعرف كيف وجهت الخطبة باسمي في العنوان
هل هذا حدث معكم أيضا؟؟؟
نعم حدث معي .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وجزاكم الله خيرا -
أما عن كيفية ادراج اسمائكم بالعنوان فقد تعلمته هنا ولأول مرة عندما تلقيت نفس التوجيه فظننت أن الخطاب لي مباشرة وأن الكاتب يعنيني بالموضوع -
فعمدت أن استخدمها هنا لأبين ذلك - فإذا أردت أن تكتشف ذلك (سجل خروج - فسيظهر بدل اسمك - غير مسجل)
وطريقتها هي ان تكب YOU بين هذين القوسين ][ (بالشكل الصحيح طبعا ) في المكان الذي تريدها ان تظهر فيه
وبالمناسبة بخصوص برامج الكبميوتر انصح باستعمال ( 2007 Microsoft OneNote) بدلا من الورد اذ أنها ممتازة جدا في التبويب وعند استخدام paste
فأنها تنسخ الرابط الذي اخذت منه النص فيمكن الرجوع اليه عند الحاجة - صدقوني ممتازة جدا وساعدني هذا البرنامج في اعداد خطبي .
والسلام عليكم ورحم الله
ابوخالد عبدالعزيز
جزاك الله خيرا أخي عبدالمجيد وجعل ذلك في موازين حسناتك والدال على الخير كفاعله
تعديل التعليق