أخطاء شائعة بين الناس (1-2)
الفريق العلمي
يتساهل كثير من المجتمعات الإسلامية في حق هذا اليوم العظيم الذي أطلق الله -عز وجل- عليه اسما بيوم المزيد لما له من مزية عظيمة عند أهل السماء، فقد اعتبرته يوما عاديا لا يميزه عندهم بشيء على غيره من الأيام، والبعض الآخر يجعل هذا اليوم وقتا للكسل والنوم بعد سهر طويل وسمر لا يرجى منه، والبعض يضيعه باللهو أمام شاشات التلفزة بمشاهدة المسلسلات والأفلام، وحلبات الملاكمة والمصارعة، ومتابعة ما أحدثته بدع العصر من مسابقات ملكات الجمال وكرة القدم وما إلى هناك من ملهيات عن ذكر الله -عز وجل-، إضافة إلى اللعب بالورق أو الشطرنج وما ينتج عنهما من شتى أنواع الغفلة عن ذكر الله، حتى إنه بات تأثير ذلك جليا على عدد المصلين في المساجد خاصة صلاة الفجر نتيجة السهر إلى ساعات متأخرة من الليل فلا يقومون على صلاة الفجر التي سنتها خير من الدنيا وما فيها كما أخبرنا الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم-؛ فكيف إذن بفرضها الذي يكاد نصف المجتمع المسلم يفوته هذا الأجر العظيم؛ فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
والآن هيا بنا معا نستعرض بعض أخطائنا في حق هذا اليوم العظيم وليلته:
أولا: إسقاط يوم الجمعة وليلته من اهتمامات الأمة:
ولو يعلم مسلمو اليوم أن يوم الجمعة هو يوم عظيم عند الله -تعالى- لتعاملوا مع هذا اليوم تعاملا يتناسب وقيمته عند الله -سبحانه وتعالى-، فإذا كان الله -عز وجل- قد أفرد سورة كاملة حملت اسمه فكيف بنا نتغافل عن فضل هذا اليوم العظيم ونسقطه من حياتنا ولا نعيره أدنى اهتماماتنا؟! تابعوا معنا هذا الحديث الشريف عسانا أن ندرك ما فاتنا من الجمع فنصلح علاقتنا مع الله -عز وجل-.
روى الإمام البخاري عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "سيد الأيام عند الله يوم الجمعة، أعظم من يوم النحر والفطر، وفيه خمسة خصال: فيه خلق آدم، وفيه أهبط من الجنة إلى الأرض، وفيه توفي، وفيه ساعة لا يسأل العبد الله شيئا إلا أعطاه، ما لم يسأل إثما أو قطيعة رحم، وفيه تقوم الساعة، وما من ملك مقرب ولا سماء ولا أرض ولا ريح ولا جبل ولا حجر إلا وهو مشفق من يوم الجمعة".
وقد خصّ الله المسلمين بهذا اليوم وجعله عيدهم الأسبوعي، وفرض فيه صلاة الجمعة، وخطبتها وأمر المسلمين بالسعي إليها؛ جمعا لقلوبهم، وتوحيدا لكلمتهم، وتعليما لحليمهم، وتنبيها لغافلهم، وردا لشاردهم بعد أسبوع كامل من العمل والاكتساب، كما حرّم فيه الاشتغال بأمور الدنيا، وبكل صارف عن التوجه إلى صلاة الجمعة عند الدعوة إليها، إلا أننا -وللأسف الشديد- لم نعطي هذا اليوم ولا ليلته حقهما المشروع؛ إذ سهرنا ليلته نتسامر طيلة الليل فيما بيننا في أمور دنيوية حتى غفلنا عن صلاة الفجر، فجر الجمعة وربما عن صلاة الجمعة بالكلية، وتركنا الهدف من السهر وهو ذكر الله -عز وجل- من صيام وقيام لبلوغ مرضاة الله -عز وجل- كما يفعل السلف الصالح -رحمه الله-.
ورغم أنه قد ورد الوعيد الشديد على ترك الجمعة، قال -عليه الصلاة والسلام-: "من ترك الجمعة ثلاثا من غير عذر طبع الله على قلبه"، الا أننا نجد الكثير من المسلمين يتغيبون عن هذه الفريضة دون سبب يذكر غير أنهم لم يناموا طيلة الليل، فقضوا الوقت في النوم، وفي رواية عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: "لينتهن أقواما عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين".
وقد أتى على بعض الناس زمن، غفلوا عن واجباتهم الإسلامية، ومنها حقوق يوم الجمعة، فحسبوه يوم الراحة الاسبوعية، ويوم العطلة بعد العمل ينطلقون فيه إلى الملاعب والمنتزهات، وبأيديهم أدوات اللهو واللغو واللعب والغفلات، وصنوف الأطعمة والأشربة والملذات، في يوم قال فيه النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أتاني جبريل -عليه السلام- في كفه مرآة بيضاء وقال: هذه الجمعة يفرضها عليك ربك؛ لتكون لك عيدا، ولأمتك من بعدك. قلت: فما لنا فيها؟ قال: لكم فيها خير ساعة من دعا فيها بخير قسم له أعطاه الله -سبحانه- إياه، أو ليس له قسم ذخر له ما هو أعظم منه، أو تعوذ من شر مكتوب عليه إلا أعاذه الله -عز وجل- من أعظم منه، وهو سيد الأيام عندنا ونحن ندعوه في الآخرة يوم المزيد، قلت: ولم؟ قال: إن ربك -عز وجل- اتخذ في الجنة واديا أفيح من المسك الأبيض، فإذا كان يوم الجمعة نزل الله -تعالى- من عليين على كرسيه فيتجلى لهم حتى ينظروا إلى وجهه الكريم".
ثانيا: استحلال محارم الله -تعالى- في هذا اليوم العظيم وليلته، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث رواه أبو هريرة -رضي الله عنه-: "لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود فتستحلوا محارم الله بأدنى الحيل".
كلنا بعلم أن الله -تبارك وتعالى- خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى -سبحانه وتعالى- على العرش، وأيام الأسبوع سبعة، يعني هناك يوم لم يخلق الله -عز وجل- فيه شيئا، نعم إنه يوم السبت، فقد خلق الله -عز وجل- السموات السبع وما فيهنّ في يومين، وخلق الأرض والجبال وما فيها وقدّر أقواتها ورزقها إلى يوم القيامة بأربعة أيام، ولما لم يخلق الله -عز وجل- في يوم السبت شيء، وقال قتادة -رضي الله عنه-: "قالت اليهود -عليهم لعائن الله-: خلق الله السموات والأرض في ستة أيام ثم استراح في اليوم السابع وهو يوم السبت، وهم يسمونه يوم الراحة، فأنزل الله -عز وجل تكذيبهم فيما قالوه وتأولوه-: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ) [ق:38]؛ أي من تعب وإعياء ونصب تماما كقوله -عز وجل- في آية أخرى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [الْأَحْقَافِ:33].
وقد جاء رجل إلى ابن عباس -رضي الله عنهما- يسأله عن رجل مات ولم يكن يشهد لا جمعة ولا جماعة، فقال -رضي الله عنه-: "هو في النار".
ثالثا: السهر حتى ساعة متأخرة من ليلة الجمعة وضياع صلاة الفجر وذلك نتيجة السهر على أشياء لا ترضي الله -عز وجل-؛ مثل قضاء الليل على لعب الشطرنج والورق والطاولة أو مشاهدة التلفاز من أفلام ومسلسلات وما إلى تلك الملهيات، أو باجتماع الأسر فيما بينها على أشياء دنيوية حتى ساعات متأخرة من الليل، فينام الجمع متعبا منهكا وقد أضاع فرضا عظيما من فرائض الله -عز وجل- ألا وهو الفجر الذي قال النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ركعتي السنة فيه خير من الدنيا وما فيها؛ فما بالنا إذا بفرض الفجر إذا أضيع ولسبب تافه لا قيمة له: كنا نتسامر أو نشاهد التلفاز وما إلى ذلك.
رابعا: ترك صلاة الجمعة بالكلية إذا وافق العيد يوم الجمعة
أحيانا كثيرة يوافق العيد يوم الجمعة، وأمر كهذا تكرر في عدة أعوام سابقة وسيتكرر في أعوام لاحقة، وقد كثر الكلام حول أداء صلاة الجمعة على من صلى العيد، ويقول الإمام العلامة عبد الله بن جبرين: "حتى أنّ بعض أئمة المسلمين -هداهم الله- قد أسقطوا صلاة الجمعة عن كل من صلى العيد، وما حملهم على ذلك ما قرؤوه في بعض كتب العلماء المتداولة، إذاً كيف أئمة اليوم وخطباء المساجد يتجرؤون، ويرخصون في ترك صلاة الجمعة للقريب والبعيد وبدون عذر؟ وحثهم على ترك صلاة الجمعة رغم قربهم من المساجد بل ويسمعون للأذانين وللخطبة ولقراءة الإمام وتكبيراته وصلاته من منازلهم القريبة من المساجد، بحيث خليت الجوامع إلا من عدد قليل، وترك كثير من الناس.
صلاة الجمعة وأبدلوها الكثير من اللهو والغناء والطرب وما إلى ذلك من منهيات؛ ليتحقق فيهم قول الله -عز وجل- في سورة: (وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً) [الأنفال:35].
والمكاء هو الصفير، والتصفير كما ذكر ابن عباس -رضي الله عنهما- من أفعال قوم لوط -على نبينا وعليه أفضل الصلاة والتسليم-، الفعل من أفعال قوم لوط -عليه السلام-، حيث كانوا يدخلون أصابعهم في أفواههم.. والتصدية: هو التصفيق وكما ورد عن ابن عباس -رضي الله عنه- قال: "كانت قريش تطوف بالبيت عراة تصفر وتصفق".
وقد ظهر من كلام الحنفية أن الجمعة لا تسقط يوم عيد الفطر أو عيد الأضحى؛ لأن العيد سنة، والجمعة فرض واجب الإتيان لقول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [الجمعة:9].
وقد ظهر من كلام المالكية أنه إذا وافق العيد يوم جمعة فلا يباح لمن شهد العيد داخل البلد أو خارجه التخلف عن الجمعة والجماعة.
وقد ظهر من مذهب الشافعية أن الجمعة لا تسقط عن أهل البلد، بل يلزمهم أن يصلوا الجمعة مع الإمام، وإنما تسقط عن أهل القرى النائية، مع أن الأولى لهم حضورها، وإنما سقطت للمشقة، أو لأن الجمعة لا تلزمهم لخروجهم عن المصر، أو لبعدهم عن محل إقامة الجمعة.
وقال الإمام الشافعي -رحمه الله-: أخبرنا إبراهيم بن محمد، عن إبراهيم بن عقبة، عن عمر بن عبد العزيز -رحمهم الله جميعا- أنه قال: "اجتمع عيدان على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: من أحب أن يجلس من أهل العالية فليجلس في غير حرج"؛ العالية منطقة تبعد عن المدينة حوالي ثلاثة أميال.
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "علّ أحدكم أن يتخذ الصبة من الغنم، فينزل بها على رأس ميلين أو ثلاثة من المدينة، فتأتي الجمعة فلا يجمع فيطبع على قلبه".
وقال ابن هبيرة: "واختلفوا إذا وافق يوم الجمعة يوم عيد، فقال أبو حنيفة، ومالك، والشافعي: "لا تسقط الجمعة بحضور العيد، ولا العيد بحضور الجمعة". وقال أحمد: "إن جمع بينهما فهو الفضيلة، وإن حضر العيد سقطت عنه الجمعة".
ويقول الإمام ابن تيمية -رحمه الله- أنه: "أن من شهد العيد سقطت عنه الجمعة، لكن على الإمام أن يقيم الجمعة ليشهدها من شاء شهودها، ومن لم يشهد العيد وهذا هو المأثور عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه كعمر وعثمان، وابن مسعود، وابن عباس، وابن الزبير -رضي الله عنهم-، ولا يعرف عن الصحابة في ذلك خلاف، ومن يقول غير ذلك لم يكن قد بلغه ما في ذلك من السنة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما اجتمع في يومه عيدان صلى العيد ثم رخص في الجمعة".
وفي لفظ أنه قال: "أيها الناس إنكم قد أصبتم خيرا، فمن شاء أن يشهد الجمعة فليشهد فإنا مجمعون، وأيضا فإنه إذا شهد العيد حصل مقصود الاجتماع، ثم إنه يصلي الظهر إذا لم يشهد الجمعة، فتكون الظهر في وقتها، والعيد يحصل مقصود الجمعة، وفي إيجابها على الناس تضييق عليهم، وتكدير لمقصود عيدهم، وما سن لهم من السرور فيه والانبساط، فإذا حبسوا عن ذلك عاد العيد على مقصوده بالإبطال، ولأن يوم الجمعة عيد، ويوم الفطر والنحر عيد، ومن شأن الشارع إذا اجتمع عبادتان من جنس واحد أدخل إحداهما في الأخرى؛ كما يدخل الوضوء في الغسل، وأحد الغسلين فـي الآخر والله أعلـم".
خلاصة القول: نقول -ونحن في عصر المدنية والرفاهية وعصر الكسل واللهو وعصر الشوارع والطرقات المعبدّة وكثرة المساجد- ماذا يضيرنا لو صلينا صلاة العيد وصلاة الجمعة، خاصة وأنه ليس هناك ما يشغلنا عن أدائهما شاغل إلا اللهو والزيارات التي من الممكن لنا قضاؤها في أي وقت كان.
ونحن نقول في هذا العصر -عصر الرفاهية وعصر الشوارع المعبدّة- أين المشقة في حضور صلاة العيد وصلاة الجمعة؟ ونحن لا نرى أي عذر لترك الجمعة إذا صادف العيد يوم الجمعة.
وقد لخص النووي -رحمه الله- المذاهب بقوله: (فرع) في مذاهب العلماء في ذلك، قد ذكرنا أن مذهبنا وجوب الجمعة على أهل البلد، وسقوطها عن أهل القرى، وبه قال عثمان بن عفان، وعمر بن عبد العزيز -رضي الله عنهما-، وجمهور العلماء رحمهم الله. وقال عطاء بن أبي رباح -رحمه الله-: "إذا صلوا العيد لم تجب بعده في هذا اليوم صلاة الجمعة ولا الظهر ولا غيرهما إلى العصر، لا على أهل القرى وانما على أهل البلد". قال ابن المنذر: "وروينا نحوه عن علي بن أبي طالب وابن الزبير -رضي الله عنهم-".
وقال أحمد -رحمه الله-: "تسقط الجمعة عن أهل القرى وأهل البلد، ولكن يجب الظهر". وقال أبو حنيفة -رحمه الله-: "لا تسقط الجمعة عن أهل البلد ولا أهل القرى. واحتج الذين أسقطوا الجمعة عن الجميع بحديث زيد بن أرقم -رضي الله عنه-".
وقالت الحنفية بلزوم الجمعة على من تجب عليه في غير العيد، وعللوا ذلك بأن الجمعة فرض، والعيد سنة، ولا يسقط الفرض بأداء السنة.
ونحن نقول نشارك الامام أبو حنيفة -رحمه الله- رأيه في وجوب حضور الجمعة والعيد؛ لأنّ حال الناس في تلك الأزمنة يختلف كثيرا عن حال الناس في هذه الأزمنة؛ ففي هذه الأزمنة وقد خفت أو انعدمت المشقة التي كان الأولون يلاقونها، وبوجود وسائل النقل، وهي السيارات المريحة، والطرق المعبّدة، والأوقات الطويلة، وتعدد المساجد وكثرتها، والتي تجعل الواحد منا يقطع الأميال أو الفرسخ في بضع دقائق معدودة، على خلاف العهد القديم والذي كانوا معه يحتاجون إلى الساعات الطوال؛ ليقطعوا المسافة سواء مشيا أو ركبانا، وبناء على ذلك، ومع توفر كل هذه الوسائل فلا نجد عذرا لأحد في ترك صلاة الجمعة، ولو شهد العيد؛ فمن لم يملك السيارة وجدها عند جاره أو قريبه، أو دفع أجرة لركوبه لا تضر باقتصاده غالبا؛ فمن لم يجد الأجرة، ولم يستطع السير إلى الجامع على قدميه؟ لاستغراقه زمنا كثيرا كساعة ونصف أو أكثر فهو معذور في تركها، ولعل هذا من النادر في هذا الزمن خاصة بعدما تعددت الجوامع، على عكس المدينة النبوية في العهد النبوي وعهد الخلفاء الراشدين ليس فيها مسجد تقام فيه الجمعة سوى المسجد النبوي.
أما الآن فقد توسع الناس وأكثروا من الجوامع، حتى بلغت العشرات هناك، ويقال كذلك في مكة المكرمة، والطائف، وجدة، والرياض، وغيرها، فقد كثرت الجوامع بل وتقاربت، بحيث يسمع بعضهم خطبة الآخر وتكبيراته، فضلا عن الأذان بل تكررت في القرى الصغيرة وملحقات المدن، وإن كان هذا التوسع خلاف المشهور من أقوال العلماء، وخلاف ما شرعت له الجمعة من اجتماع أهل البلد، وتعارفهم، وتقاربهم، ولكن حصل هذا التساهل بسبب كثرة الزحام، وصغر المساجد، أو التعلل بالمشقة والضعف ونحو ذلك، وبكل حال فإن تقارب الجوامع وكثرتها تزول معه المشقة في شهود الجمعة لمن حضر صلاة العيد وغيره، فلا يجوز التسهيل في أمرها، والترخيص في حضورها أو تركه، وإن كان ذلك القول المشهور في المذهب الحنبلي؛ نظرا لزوال العذر أو تخفيفه كما ذكرنا... والله أعلم.
وللحديث بقية بإذن الله -تعالى-
المصدر : موقع سنابل الخير