أبو بكر الصديق : حكيم الجاهلية ، وصديق الإسلام
حامد ابراهيم طه
1437/05/05 - 2016/02/14 05:05AM
قد تمت إضافة خطبة
( أبو بكر الصديق ) 1 الخطبة من أربعة أجزاء
في خطب ( خطب الصحابة )
يمكنكم الوصول إليها وباقي الخطب المكتوبة والدروس من خلال موقع
( خطب الجمعة - حامد ابراهيم )
أو من خلال هذا الرابط
https://hamidibraheem.wordpress.com/
ملاحظة :
جميع الخطب يمكن مشاهدتها اونلاين او تحميلها ملفات وورد
الخطبة الأولى ( أبو بكر الصديق ) 1
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام..... وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
حديثا اليوم إن شاء الله ، عن رجل صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم طيلة حياته ، فتشبع من أخلاق النبوة ، وامتلأ قلبه بنور الإيمان ، كان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الرسالة ، وكان صاحبه وصديقه بعد الرسالة ، رجل قال عنه المصطفي صلى الله عليه وسلم كما في البخاري ومسلم (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ
« وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أُمَّتِى خَلِيلاً لاَتَّخَذْتُ ، أَبَا بَكْرٍ وَلَكِنْ أَخِي وَصَاحِبِي »
إنه خليفة رسول الله أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) ،،
سوف أتناول معكم سيرته وحياته سعيا وراء الأخلاق الفاضلة ، والمثل العليا ، نعم ، نتناول حياته لنأخذ منها الدروس والعبر ، فأصحاب رسول الله رضي الله عنهم كالنجوم ، تضيء ظلام الليل ، فتهدي الحيارى إلى طريق الحق ، وترشدهم إلى سبل النجاح والفلاح ، كما في صحيح مسلم (عَنْ أَبِى بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ صَلَّيْنَا الْمَغْرِبَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ثُمَّ قُلْنَا لَوْ جَلَسْنَا حَتَّى نُصَلِّىَ مَعَهُ الْعِشَاءَ - قَالَ - فَجَلَسْنَا فَخَرَجَ عَلَيْنَا فَقَالَ
« مَا زِلْتُمْ هَا هُنَا ». قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّيْنَا مَعَكَ الْمَغْرِبَ ثُمَّ قُلْنَا نَجْلِسُ حَتَّى نُصَلِّىَ مَعَكَ الْعِشَاءَ قَالَ « أَحْسَنْتُمْ أَوْ أَصَبْتُمْ ». قَالَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَكَانَ كَثِيرًا مِمَّا يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ
« النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ وَأَنَا أَمَنَةٌ لأَصْحَابِي فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لأُمَّتِي فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِى مَا يُوعَدُونَ ». ،
فمن هو أبو بكر ؟
هو عبد الله بن عثمان (أبو قحافة) ابن عامر ، من قبيلة قريش ، يلتقي نسبه بالرسول صلى الله عليه وسلم عند (مرة بن كعب ) أي الجد السادس للنبي صلى الله عليه وسلم
ولد بعد عام الفيل بسنتين ، فهو أصغر من رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين
كان أبو بكر تاجرا ماهرا بفنون التجارة ، عاش يستمع إلى الحكماء ، ويحفظ كلام البلغاء ، وكان نسابا ، يحفظ أنساب العرب
كان يسمع من الحكماء قولهم ، أن عبادة الأصنام باطلة ، وأن نبيا مرسلا قد اقترب وقته
لذلك فقد كان متشوقا إلى الرسالة ، لأنه يريد الحقيقة ، ويحب الله ،
وذات مرة ، وبينما كان في رحلته إلى الشام ، رأى رؤيا في منامه ، رأى ، كأن القمر قد غادر مكانه ، ونزل إلى مكة ، فتجزأ إلى قطع وأجزاء ، فتفرقت في جميع منازل مكة وبيوتها ، ثم تجمعت هذه الأجزاء مرة أخرى ، وعادت قمرا واحدا ، واستقر في حجر أبي بكر
صحا أبو بكر من نومه فرحا مسرورا ، والرؤيا مازالت أمام عينيه لا تفارقه لحظة ، فسارع إلى أحد الرهبان المقيمين على طريق الشام ، وقص عليه ما رأى ، فتهلل وجه الراهب ، وقال لأبي بكر : (لقد أهلت أيام نبي منتظر ، سوف يدعو الناس إلى الحق ، وستكون أسعد الناس به ، سوف تكون وزيره في حياته ، وخليفته بعد مماته ) ،
ما أحلاها من رؤيا ، وما أسعدها من بشرى ، ولكن ، من يكون هذا النبي ؟ وأين بلاده ؟
عاد أبو بكر من رحلته ، ولم يقص رؤياه على أحد ، وفي مكة ، وجد أمرا عظيما ، وجد الناس يتحدثون عن محمد بن عبد الله ، وعن دعوته ، فها هو أبو جهل يستقبل أبا بكر فور وصوله وعودته من رحلته ، ويقول له : أسمعت عن صاحبك يا عتيق ؟
أجابه أبو بكر ، تعني محمدا الأمين ، قال أبو جهل نعم ، أعني يتيم بني عبد المطلب ،
وماذا يقول ؟ يقول أن في السماء إلها أرسله إلينا لنعبده وحده ، ونترك ما كان يعبد آباؤنا
فيجيبه أبو بكر : أو قال أن الله أوحى إليه ؟ قال :أجل ، فقال أبو بكر
( إن كان قال فقد صدق ) ، وفي صحيح البخاري وغيره (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم –
« هَلْ أَنْتُمْ تَارِكُو لِي صَاحِبِي هَلْ أَنْتُمْ تَارِكُو لِي صَاحِبِي إِنِّي قُلْتُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا فَقُلْتُمْ كَذَبْتَ . وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ صَدَقْتَ »
ولما سمع أبو بكر هذه الأخبار من قريش أسرع إلى صاحبه ليستيقن منه الخبر ، فعلم أنه أرسل إليه ، فشهد له بالرسالة ، وكان من أول السابقين الأولين إلى الاسلام كما في صحيح مسلم من حيث عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ السُّلَمِىُّ (فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مُسْتَخْفِيًا جُرَءَاءُ عَلَيْهِ قَوْمُهُ فَتَلَطَّفْتُ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَيْهِ بِمَكَّةَ فَقُلْتُ لَهُ مَا أَنْتَ قَالَ
« أَنَا نَبِيٌّ ». فَقُلْتُ وَمَا نَبِيٌّ قَالَ « أَرْسَلَنِي اللَّهُ ».
فَقُلْتُ وَبِأَيِّ شَيْءٍ أَرْسَلَكَ قَالَ
« أَرْسَلَنِي بِصِلَةِ الأَرْحَامِ وَكَسْرِ الأَوْثَانِ وَأَنْ يُوَحَّدَ اللَّهُ لاَ يُشْرَكُ بِهِ شَيْءٌ ».
قُلْتُ لَهُ فَمَنْ مَعَكَ عَلَى هَذَا قَالَ « حُرٌّ وَعَبْدٌ ». قَالَ وَمَعَهُ يَوْمَئِذٍ أَبُو بَكْرٍ وَبِلاَلٌ مِمَّنْ آمَنَ بِهِ. )
أسلم أبو بكر ، ودخل في دين الله ، ووقف يدافع عن دين الله بكل ما يملك ،
وَلأنه كَانَ رَجُلًا مُؤَلّفًا لِقَوْمِهِ مُحَبّبًا سَهْلًا ، ذَا خُلُقٍ وَمَعْرُوفٍ وَكَانَ رِجَالُ قَوْمِهِ يَأْتُونَهُ وَيَأْلَفُونَهُ لِغَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ الْأَمْرِ لِعِلْمِهِ وَتِجَارَتِهِ وَحُسْنِ مُجَالَسَتِهِ
فَجَعَلَ يَدْعُو إلَى اللّهِ وَإِلَى الْإِسْلَامِ مَنْ وَثِقَ بِهِ مِنْ قَوْمِهِ مِمّنْ يَغْشَاهُ وَيَجْلِسُ إلَيْهِ فاستجاب لأبي بكر عثمان بن عفان ، و طلحة ، و سعد بن أبي وقاص .وغيرهم الكثير
ووقف أبو بكر يدافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم (عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو عَنْ أَشَدِّ مَا صَنَعَ الْمُشْرِكُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم –
قَالَ رَأَيْتُ عُقْبَةَ بْنَ أَبِى مُعَيْطٍ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يُصَلِّى ، فَوَضَعَ رِدَاءَهُ فِي عُنُقِهِ فَخَنَقَهُ بِهِ خَنْقًا شَدِيدًا ،
فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى دَفَعَهُ عَنْهُ فَقَالَ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّىَ اللَّهُ . وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ) ،
هكذا ظل أبو بكر يدافع عن الإسلام ، ويدعو إليه ، بل ويشتري المعذبين من العبيد الذين اسلموا ، ويعتقهم ، ففي صحيح البخاري (أَخْبَرَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ - رضى الله عنهما - قَالَ كَانَ عُمَرُ يَقُولُ :
أَبُو بَكْرٍ سَيِّدُنَا ، وَأَعْتَقَ سَيِّدَنَا . يَعْنِى بِلاَلاً )
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (أبو بكر الصديق ) 1
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام..... وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وما زال حديثا موصولا عن الصحابي الجليل والصديق أبي بكر ، وقد ظهرت قوة إيمانه حينما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعندما حدث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل قريش ، اخذوا يتناقلونها فيما بينهم ساخرين ، وارتد جماعة عن الإسلام بسبب عدم أدراكهم للمعجزة
في سيرة ابن هشام ( قَالَ أَكْثَرُ النّاسِ ، هَذَا وَاَللّهِ الْإِمْرُ الْبَيّنُ ، وَاَللّهِ إنّ الْعِيرَ لَتُطْرَدُ شَهْرًا مِنْ مَكّةَ إلَى الشّامِ مُدْبِرَةً وَشَهْرًا مُقْبِلَةً أَفَيَذْهَبُ ذَلِكَ مُحَمّدٌ فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ وَيَرْجِعُ إلَى مَكّةَ قَالَ فَارْتَدّ كَثِيرٌ مِمّنْ كَانَ أَسْلَمَ ، وَذَهَبَ النّاسُ إلَى أَبِي بَكْر ٍ ، فَقَالُوا لَهُ هَلْ لَك يَا أَبَا بَكْرٍ فِي صَاحِبِك ، يَزْعُمُ أَنّهُ قَدْ جَاءَ هَذِهِ اللّيْلَةَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ . وَصَلّى فِيهِ وَرَجَعَ إلَى مَكّةَ .
قَالَ فَقَالَ لَهُمْ أَبُو بَكْرٍ إنّكُمْ تَكْذِبُونَ عَلَيْهِ فَقَالُوا بَلَى ، هَا هُوَ ذَاكَ فِي الْمَسْجِدِ يُحَدّثُ بِهِ النّاسَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : وَاَللّهِ لَئِنْ كَانَ قَالَهُ لَقَدْ صَدَقَ فَمَا يُعْجِبُكُمْ مِنْ ذَلِكَ فَوَ اَللّهِ إنّهُ لَيُخْبِرُنِي أَنّ الْخَبَرَ لَيَأْتِيهِ ( مِنْ اللّهِ ) مِنْ السّمَاءِ إلَى الْأَرْضِ فِي سَاعَةٍ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ فَأُصَدّقُهُ فَهَذَا أَبْعَدُ مِمّا تَعْجَبُونَ مِنْهُ .
ثُمّ أَقْبَلَ حَتّى انْتَهَى إلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَقَالَ يَا نَبِيّ اللّهِ أَحَدّثْتَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ أَنّك جِئْتَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ هَذِهِ اللّيْلَةَ ؟
قَالَ نَعَمْ قَالَ يَا نَبِيّ اللّهِ فَصِفْهُ لِي ، فَإِنّي قَدْ جِئْته –
قَالَ الْحَسَنُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَرُفِعَ لِي حَتّى نَظَرْتُ إلَيْهِ - فَجَعَلَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَصِفُهُ لِأَبِي بَكْرٍ وَيَقُول أَبُو بَكْرٍ صَدَقْتَ أَشْهَدُ أَنّك رَسُولُ اللّهِ كَلَمّا وَصَفَ لَهُ مِنْهُ شَيْئًا ، قَالَ صَدَقْتَ أَشْهَدُ أَنّك رَسُولُ اللّهِ حَتّى ( إذَا ) انْتَهَى ،
قَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لِأَبِي بَكْرٍ وَأَنْتَ يَا أَبَا بَكْرٍ الصّدّيقُ ؟ فَيَوْمَئِذٍ سَمّاهُ الصّدّيقَ )
وكان لأبي بكر منزلة كبيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لم يصل إليها غيره ، بل كان أحب الناس أليه من الرجال ،
ففي البخاري (عَنْ أَبِى عُثْمَانَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعَثَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السَّلاَسِلِ قَالَ فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ « عَائِشَةُ » .
قُلْتُ مِنَ الرِّجَالِ قَالَ « أَبُوهَا » .)
وفي البخاري (عَنْ أَبِى الدَّرْدَاءِ - رضى الله عنه - قَالَ كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - إِذْ أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ آخِذًا بِطَرَفِ ثَوْبِهِ حَتَّى أَبْدَى عَنْ رُكْبَتِهِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - « أَمَّا صَاحِبُكُمْ فَقَدْ غَامَرَ » .
فَسَلَّمَ ، وَقَالَ إِنِّي كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ ابْنِ الْخَطَّابِ شَيْءٌ فَأَسْرَعْتُ إِلَيْهِ ثُمَّ نَدِمْتُ ، فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَغْفِرَ لِي فَأَبَى عَلَىَّ ،
فَأَقْبَلْتُ إِلَيْكَ فَقَالَ « يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ » . ثَلاَثًا ،
ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ نَدِمَ فَأَتَى مَنْزِلَ أَبِى بَكْرٍ فَسَأَلَ أَثَمَّ أَبُو بَكْرٍ فَقَالُوا لاَ . فَأَتَى إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَسَلَّمَ فَجَعَلَ وَجْهُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَتَمَعَّرُ حَتَّى أَشْفَقَ أَبُو بَكْرٍ ،
فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَاللَّهِ أَنَا كُنْتُ أَظْلَمَ مَرَّتَيْنِ . فَقَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم –
« إِنَّ اللَّهَ بَعَثَنِى إِلَيْكُمْ فَقُلْتُمْ كَذَبْتَ . وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ صَدَقَ . وَوَاسَانِي بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ ، فَهَلْ أَنْتُمْ تَارِكُو لِي صَاحِبِي »
ونواصل حديثنا عن صاحب رسول الله في لقاء قادم إن شاء الله
الدعاء
يمكن متابعة بقية الخطبة على هذا الرابط
https://hamidibraheem.wordpress.com/
( أبو بكر الصديق ) 1 الخطبة من أربعة أجزاء
في خطب ( خطب الصحابة )
يمكنكم الوصول إليها وباقي الخطب المكتوبة والدروس من خلال موقع
( خطب الجمعة - حامد ابراهيم )
أو من خلال هذا الرابط
https://hamidibraheem.wordpress.com/
ملاحظة :
جميع الخطب يمكن مشاهدتها اونلاين او تحميلها ملفات وورد
الخطبة الأولى ( أبو بكر الصديق ) 1
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام..... وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
حديثا اليوم إن شاء الله ، عن رجل صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم طيلة حياته ، فتشبع من أخلاق النبوة ، وامتلأ قلبه بنور الإيمان ، كان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الرسالة ، وكان صاحبه وصديقه بعد الرسالة ، رجل قال عنه المصطفي صلى الله عليه وسلم كما في البخاري ومسلم (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ
« وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أُمَّتِى خَلِيلاً لاَتَّخَذْتُ ، أَبَا بَكْرٍ وَلَكِنْ أَخِي وَصَاحِبِي »
إنه خليفة رسول الله أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) ،،
سوف أتناول معكم سيرته وحياته سعيا وراء الأخلاق الفاضلة ، والمثل العليا ، نعم ، نتناول حياته لنأخذ منها الدروس والعبر ، فأصحاب رسول الله رضي الله عنهم كالنجوم ، تضيء ظلام الليل ، فتهدي الحيارى إلى طريق الحق ، وترشدهم إلى سبل النجاح والفلاح ، كما في صحيح مسلم (عَنْ أَبِى بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ صَلَّيْنَا الْمَغْرِبَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ثُمَّ قُلْنَا لَوْ جَلَسْنَا حَتَّى نُصَلِّىَ مَعَهُ الْعِشَاءَ - قَالَ - فَجَلَسْنَا فَخَرَجَ عَلَيْنَا فَقَالَ
« مَا زِلْتُمْ هَا هُنَا ». قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّيْنَا مَعَكَ الْمَغْرِبَ ثُمَّ قُلْنَا نَجْلِسُ حَتَّى نُصَلِّىَ مَعَكَ الْعِشَاءَ قَالَ « أَحْسَنْتُمْ أَوْ أَصَبْتُمْ ». قَالَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَكَانَ كَثِيرًا مِمَّا يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ
« النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ وَأَنَا أَمَنَةٌ لأَصْحَابِي فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لأُمَّتِي فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِى مَا يُوعَدُونَ ». ،
فمن هو أبو بكر ؟
هو عبد الله بن عثمان (أبو قحافة) ابن عامر ، من قبيلة قريش ، يلتقي نسبه بالرسول صلى الله عليه وسلم عند (مرة بن كعب ) أي الجد السادس للنبي صلى الله عليه وسلم
ولد بعد عام الفيل بسنتين ، فهو أصغر من رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين
كان أبو بكر تاجرا ماهرا بفنون التجارة ، عاش يستمع إلى الحكماء ، ويحفظ كلام البلغاء ، وكان نسابا ، يحفظ أنساب العرب
كان يسمع من الحكماء قولهم ، أن عبادة الأصنام باطلة ، وأن نبيا مرسلا قد اقترب وقته
لذلك فقد كان متشوقا إلى الرسالة ، لأنه يريد الحقيقة ، ويحب الله ،
وذات مرة ، وبينما كان في رحلته إلى الشام ، رأى رؤيا في منامه ، رأى ، كأن القمر قد غادر مكانه ، ونزل إلى مكة ، فتجزأ إلى قطع وأجزاء ، فتفرقت في جميع منازل مكة وبيوتها ، ثم تجمعت هذه الأجزاء مرة أخرى ، وعادت قمرا واحدا ، واستقر في حجر أبي بكر
صحا أبو بكر من نومه فرحا مسرورا ، والرؤيا مازالت أمام عينيه لا تفارقه لحظة ، فسارع إلى أحد الرهبان المقيمين على طريق الشام ، وقص عليه ما رأى ، فتهلل وجه الراهب ، وقال لأبي بكر : (لقد أهلت أيام نبي منتظر ، سوف يدعو الناس إلى الحق ، وستكون أسعد الناس به ، سوف تكون وزيره في حياته ، وخليفته بعد مماته ) ،
ما أحلاها من رؤيا ، وما أسعدها من بشرى ، ولكن ، من يكون هذا النبي ؟ وأين بلاده ؟
عاد أبو بكر من رحلته ، ولم يقص رؤياه على أحد ، وفي مكة ، وجد أمرا عظيما ، وجد الناس يتحدثون عن محمد بن عبد الله ، وعن دعوته ، فها هو أبو جهل يستقبل أبا بكر فور وصوله وعودته من رحلته ، ويقول له : أسمعت عن صاحبك يا عتيق ؟
أجابه أبو بكر ، تعني محمدا الأمين ، قال أبو جهل نعم ، أعني يتيم بني عبد المطلب ،
وماذا يقول ؟ يقول أن في السماء إلها أرسله إلينا لنعبده وحده ، ونترك ما كان يعبد آباؤنا
فيجيبه أبو بكر : أو قال أن الله أوحى إليه ؟ قال :أجل ، فقال أبو بكر
( إن كان قال فقد صدق ) ، وفي صحيح البخاري وغيره (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم –
« هَلْ أَنْتُمْ تَارِكُو لِي صَاحِبِي هَلْ أَنْتُمْ تَارِكُو لِي صَاحِبِي إِنِّي قُلْتُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا فَقُلْتُمْ كَذَبْتَ . وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ صَدَقْتَ »
ولما سمع أبو بكر هذه الأخبار من قريش أسرع إلى صاحبه ليستيقن منه الخبر ، فعلم أنه أرسل إليه ، فشهد له بالرسالة ، وكان من أول السابقين الأولين إلى الاسلام كما في صحيح مسلم من حيث عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ السُّلَمِىُّ (فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مُسْتَخْفِيًا جُرَءَاءُ عَلَيْهِ قَوْمُهُ فَتَلَطَّفْتُ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَيْهِ بِمَكَّةَ فَقُلْتُ لَهُ مَا أَنْتَ قَالَ
« أَنَا نَبِيٌّ ». فَقُلْتُ وَمَا نَبِيٌّ قَالَ « أَرْسَلَنِي اللَّهُ ».
فَقُلْتُ وَبِأَيِّ شَيْءٍ أَرْسَلَكَ قَالَ
« أَرْسَلَنِي بِصِلَةِ الأَرْحَامِ وَكَسْرِ الأَوْثَانِ وَأَنْ يُوَحَّدَ اللَّهُ لاَ يُشْرَكُ بِهِ شَيْءٌ ».
قُلْتُ لَهُ فَمَنْ مَعَكَ عَلَى هَذَا قَالَ « حُرٌّ وَعَبْدٌ ». قَالَ وَمَعَهُ يَوْمَئِذٍ أَبُو بَكْرٍ وَبِلاَلٌ مِمَّنْ آمَنَ بِهِ. )
أسلم أبو بكر ، ودخل في دين الله ، ووقف يدافع عن دين الله بكل ما يملك ،
وَلأنه كَانَ رَجُلًا مُؤَلّفًا لِقَوْمِهِ مُحَبّبًا سَهْلًا ، ذَا خُلُقٍ وَمَعْرُوفٍ وَكَانَ رِجَالُ قَوْمِهِ يَأْتُونَهُ وَيَأْلَفُونَهُ لِغَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ الْأَمْرِ لِعِلْمِهِ وَتِجَارَتِهِ وَحُسْنِ مُجَالَسَتِهِ
فَجَعَلَ يَدْعُو إلَى اللّهِ وَإِلَى الْإِسْلَامِ مَنْ وَثِقَ بِهِ مِنْ قَوْمِهِ مِمّنْ يَغْشَاهُ وَيَجْلِسُ إلَيْهِ فاستجاب لأبي بكر عثمان بن عفان ، و طلحة ، و سعد بن أبي وقاص .وغيرهم الكثير
ووقف أبو بكر يدافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم (عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو عَنْ أَشَدِّ مَا صَنَعَ الْمُشْرِكُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم –
قَالَ رَأَيْتُ عُقْبَةَ بْنَ أَبِى مُعَيْطٍ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يُصَلِّى ، فَوَضَعَ رِدَاءَهُ فِي عُنُقِهِ فَخَنَقَهُ بِهِ خَنْقًا شَدِيدًا ،
فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى دَفَعَهُ عَنْهُ فَقَالَ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّىَ اللَّهُ . وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ) ،
هكذا ظل أبو بكر يدافع عن الإسلام ، ويدعو إليه ، بل ويشتري المعذبين من العبيد الذين اسلموا ، ويعتقهم ، ففي صحيح البخاري (أَخْبَرَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ - رضى الله عنهما - قَالَ كَانَ عُمَرُ يَقُولُ :
أَبُو بَكْرٍ سَيِّدُنَا ، وَأَعْتَقَ سَيِّدَنَا . يَعْنِى بِلاَلاً )
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (أبو بكر الصديق ) 1
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام..... وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وما زال حديثا موصولا عن الصحابي الجليل والصديق أبي بكر ، وقد ظهرت قوة إيمانه حينما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعندما حدث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل قريش ، اخذوا يتناقلونها فيما بينهم ساخرين ، وارتد جماعة عن الإسلام بسبب عدم أدراكهم للمعجزة
في سيرة ابن هشام ( قَالَ أَكْثَرُ النّاسِ ، هَذَا وَاَللّهِ الْإِمْرُ الْبَيّنُ ، وَاَللّهِ إنّ الْعِيرَ لَتُطْرَدُ شَهْرًا مِنْ مَكّةَ إلَى الشّامِ مُدْبِرَةً وَشَهْرًا مُقْبِلَةً أَفَيَذْهَبُ ذَلِكَ مُحَمّدٌ فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ وَيَرْجِعُ إلَى مَكّةَ قَالَ فَارْتَدّ كَثِيرٌ مِمّنْ كَانَ أَسْلَمَ ، وَذَهَبَ النّاسُ إلَى أَبِي بَكْر ٍ ، فَقَالُوا لَهُ هَلْ لَك يَا أَبَا بَكْرٍ فِي صَاحِبِك ، يَزْعُمُ أَنّهُ قَدْ جَاءَ هَذِهِ اللّيْلَةَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ . وَصَلّى فِيهِ وَرَجَعَ إلَى مَكّةَ .
قَالَ فَقَالَ لَهُمْ أَبُو بَكْرٍ إنّكُمْ تَكْذِبُونَ عَلَيْهِ فَقَالُوا بَلَى ، هَا هُوَ ذَاكَ فِي الْمَسْجِدِ يُحَدّثُ بِهِ النّاسَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : وَاَللّهِ لَئِنْ كَانَ قَالَهُ لَقَدْ صَدَقَ فَمَا يُعْجِبُكُمْ مِنْ ذَلِكَ فَوَ اَللّهِ إنّهُ لَيُخْبِرُنِي أَنّ الْخَبَرَ لَيَأْتِيهِ ( مِنْ اللّهِ ) مِنْ السّمَاءِ إلَى الْأَرْضِ فِي سَاعَةٍ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ فَأُصَدّقُهُ فَهَذَا أَبْعَدُ مِمّا تَعْجَبُونَ مِنْهُ .
ثُمّ أَقْبَلَ حَتّى انْتَهَى إلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَقَالَ يَا نَبِيّ اللّهِ أَحَدّثْتَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ أَنّك جِئْتَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ هَذِهِ اللّيْلَةَ ؟
قَالَ نَعَمْ قَالَ يَا نَبِيّ اللّهِ فَصِفْهُ لِي ، فَإِنّي قَدْ جِئْته –
قَالَ الْحَسَنُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَرُفِعَ لِي حَتّى نَظَرْتُ إلَيْهِ - فَجَعَلَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَصِفُهُ لِأَبِي بَكْرٍ وَيَقُول أَبُو بَكْرٍ صَدَقْتَ أَشْهَدُ أَنّك رَسُولُ اللّهِ كَلَمّا وَصَفَ لَهُ مِنْهُ شَيْئًا ، قَالَ صَدَقْتَ أَشْهَدُ أَنّك رَسُولُ اللّهِ حَتّى ( إذَا ) انْتَهَى ،
قَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لِأَبِي بَكْرٍ وَأَنْتَ يَا أَبَا بَكْرٍ الصّدّيقُ ؟ فَيَوْمَئِذٍ سَمّاهُ الصّدّيقَ )
وكان لأبي بكر منزلة كبيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لم يصل إليها غيره ، بل كان أحب الناس أليه من الرجال ،
ففي البخاري (عَنْ أَبِى عُثْمَانَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعَثَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السَّلاَسِلِ قَالَ فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ « عَائِشَةُ » .
قُلْتُ مِنَ الرِّجَالِ قَالَ « أَبُوهَا » .)
وفي البخاري (عَنْ أَبِى الدَّرْدَاءِ - رضى الله عنه - قَالَ كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - إِذْ أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ آخِذًا بِطَرَفِ ثَوْبِهِ حَتَّى أَبْدَى عَنْ رُكْبَتِهِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - « أَمَّا صَاحِبُكُمْ فَقَدْ غَامَرَ » .
فَسَلَّمَ ، وَقَالَ إِنِّي كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ ابْنِ الْخَطَّابِ شَيْءٌ فَأَسْرَعْتُ إِلَيْهِ ثُمَّ نَدِمْتُ ، فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَغْفِرَ لِي فَأَبَى عَلَىَّ ،
فَأَقْبَلْتُ إِلَيْكَ فَقَالَ « يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ » . ثَلاَثًا ،
ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ نَدِمَ فَأَتَى مَنْزِلَ أَبِى بَكْرٍ فَسَأَلَ أَثَمَّ أَبُو بَكْرٍ فَقَالُوا لاَ . فَأَتَى إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَسَلَّمَ فَجَعَلَ وَجْهُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَتَمَعَّرُ حَتَّى أَشْفَقَ أَبُو بَكْرٍ ،
فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَاللَّهِ أَنَا كُنْتُ أَظْلَمَ مَرَّتَيْنِ . فَقَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم –
« إِنَّ اللَّهَ بَعَثَنِى إِلَيْكُمْ فَقُلْتُمْ كَذَبْتَ . وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ صَدَقَ . وَوَاسَانِي بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ ، فَهَلْ أَنْتُمْ تَارِكُو لِي صَاحِبِي »
ونواصل حديثنا عن صاحب رسول الله في لقاء قادم إن شاء الله
الدعاء
يمكن متابعة بقية الخطبة على هذا الرابط
https://hamidibraheem.wordpress.com/