أَبْهَا بِإذنِ اللهِ في أَمْنٍ وَأَمَانٍ 11/10/1440هـ
خالد محمد القرعاوي
أَبْهَا بِإذنِ اللهِ في أَمْنٍ وَأَمَانٍ 11/10/1440هـ
الْحَمْدُ للهِ أَعَزَّ مَنْ أَطَاعَهُ وَاتَّقَاه، وَأَذَلَّ مَنْ خَالَفَ أَمْرَهُ وَعَصَاهُ، نَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، ولا رَبَّ لنا سِواهُ، ونَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدَاً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ ومُصطَفَاهُ، مَنْ اتَّبَعَ سُنَّتَهُ كَانَ مِنَ المُهْتَدِينَ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ ومَنْ اهتدَى بِهُداهُ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ عبادَ اللهِ وَأَطِيعُوهُ، وَتَوَجَّهُوا إِلَيْهِ بِقُلُوبِكُمْ وأَعمَالِكُم وَاذكُرُوهُ، واشْكُرُوهُ فِي نَعْمَائِكُمْ، وَلُوذُوا بِهِ فِي ضَرَّائِكُمْ؛ فَمَن اتَّقى رَبَّهُ جَعَلَ لَهُ مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، ومِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخرَجًا، وَكَتَبَ لَهُ النَّصرَ والتَّأييدَ والعِزَّة والتَّمكِينَ. قَالَ سُبحَانَهُ: ( وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ).
مَعَاشِرَ المُسلِمِينَ: بَينمَا النَّاسُ يَنعَمُونَ بالأَمنِ والأَمَانِ فِي مَنطِقَةِ عَسيرٍ، وحينَ اصطَفُّوا يَنْتَظِرُونَ رُكُوبَ طَائِرَاتِهِمْ, وَبَعضُهُمْ قَد لَبِسُوا إحْرَامَهُمْ وَتَوجَّهوا بِقُلُوبِهم لِرَبِّ العالَمينَ، وَأَطْفَالَهُمْ مِن حَولِهِمْ , إذْ بِصَارُوخٍ آثِمٍ يَقَعُ على الأَبْرِيَاءِ والعُزَّلِ, فَيُصَابُوا بالجُروحِ والهَلَعِ والخَرَابِ! بِأيْدِ البَاغِينَ الحَوثِيّيِنَ المُعتَدينَ، فَنَسْاَلُ اللهَ تَعَالَى أنْ يَحفَظَ إخوانَنَا فِي أبْهَا وَفي كُلِّ مَكَانٍ, وَأَنْ يَرُدَّ كَيدَ الرَّافِضَةِ الحَوثِيِّينَ الحاقِدِينَ وَأذْنَابِهِمْ في نُحُورِهم.
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ: لَقَدْ أَثْبَتَ التَّارِيخُ الصَّفَوِيُّ الإيرانِيُّ أَنَّهم دائِمَاً يُقَاتِلُونَ بِغَيْرِهِمْ، وَيُجَنِّدُونَ السُّذَّجِ فِي كُلِّ مَكَانٍ، فَقَدْ زَرَعوا فِي الْيَمَنِ الشَّقِيقِ الرَّافِضَةَ الحَوثِيِّينَ وَجَعَلُوهُمْ ذِرَاعًا, وَرَبَّوْا قَادَتَهُمْ عَلَى أَعْيُنِهِمْ فِي قُمْ وَطِهْرَانَ، وَأَغْدَقُوا عَلَيْهِمُ الْأَمْوَالَ وَالسِّلَاحَ مِنْ أَجْلِ تَشْكِيلِ قُوَّةٍ لِاخْتِطَافِ الدَّوْلَةِ فِي الْيَمَنِ كَمَا فَعَلَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ فِي لِبْنَانَ، وَكَمَا فَعَلَ النُّصَيْرِيُّونَ فِي الشَّامِ. وقد أَعلَنَت إيرانُ: أَنَّ حِمَايَةَ الشِّيعَةِ فِي اليَمَنِ مَسْئُولِيَّةٌ إِيرَانِيَّةٌ. وكُلُّكُم يَعلَمُ أنَّ إيرَانَ تَسعى لِزَعْزَعَةِ أَمْنِ واستِقْرَارِ بِلادِنَا، وَلَكِنَّ اللهَ خَيَّبَ آمَالَهُم وَأَذَلَّهُم.
في الحَدِيثِ المُتَّفَقِ عليهِ عَن أَبي هُرَيرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- أَنَّ رَسُولَ اللهِ –صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "إِذَا هَلَكَ كِسرَى فَلا كِسرَى بَعدَهُ، وَإِذَا هَلَكَ قَيصَرُ فَلا قَيصَرَ بَعدَهُ، وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَتُنفَقَنَّ كُنُوزُهُمَا في سَبِيلِ اللهِ" . هَذَا خَبَرٌ مِنَ الصَّادِقِ المَصدُوقِ وَبُشرَى لأُمَّتِهِ أَنَّ دِيَارَ الإِسلامِ سَتَبقَى في أَيدِ المُسلِمِينَ، وَأَنَّهُ لا سَبِيلَ لأَعدَائِهِم مِنَ الفُرسِ وَالرُّومِ عَلَيهَا، وَلَنْ تَقُومَ لَهُم في دِيَارِنا قَائِمَةٌ، فالجَزِيرَةُ العَرَبِيَّةُ، جَزِيرَةُ الإِسلامِ وَمَأرِزُ الإِيمَانِ، بِحِجَازِهَا وَنَجدِهَا وَيَمَنِهَا، بَاقِيَةٌ بِالإِسلامِ وَلِلإِسلامِ بِإِذنِ اللهِ تعالى، وَلن يَعُودَ إِلَيها الشِّركُ بِعَامَّةٍ بِفَضلِ اللهِ، كما قَالَ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الشَّيطَانَ قَد أَيِسَ أَن يَعبُدَهُ المُصَلُّونَ في جَزِيرَةِ العَرَبِ". رَوَاهُ مُسلِمٌ
أَيُّهَا المُسلِمُونَ: لا يُخَالِجُنا شَكٌّ بِأنَّ اللهَ غَالِبٌ عَلَى أَمرِهِ، وَوَعدُهُ حَقٌّ وَقَولُ نَبِيِّهِ حَقٌّ. إِلاَّ أَنَّ هَذَا لا يُنسِيَنَا بِحَالٍ أَنَّ أُولَئِكَ الرَّوَافِضَ لَن يَدَعُوا فُرصَةً إلاَّ انتَهَزُوها ولا مَقتَلاً إِلاَّ أَصَابُوهُ، وَلا ضَعفًا إِلاَّ استَغَلُّوهُ، وَلا بَابَ تَفَرُّقٍ إِلاَّ فَرِحُوا بِهِ وَوَلَجُوهُ!
تَحَالَفَتِ الأَفَاعِي والعَقارِبُ *** وأَجْلَبَتِ الذِّئَابُ مَعَ الثَّعَالِبْ
وأقْبِلتِ الوُحُوشُ لَها نِيُوبٌ *** مُسَمَّمَةٌ تُعاضِدُها المَخَالِبْ.
أيُّها المسلمون: إنَّ مَا حَصَلَ مِن اعْتِدَاءٍ على مَطَارِ أبْهَا قَبْلَ ثلاثَةِ أيَّامٍ لَهُوَ غَدْرٌ وَخِيَانَةٌ! كَيفَ وَقَدْ قَالَ اللهُ تَعَالَى: (وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ). فَمَآلُهُمْ بِإذْنِ اللهِ الخَيبَةُ وَالخَسَارُ, عِبَادَ اللهِ: إنَّ سلامةَ البُلدانِ، والأمنَ في الأوطانِ، مسؤوليةُ الجميعِ، فالأمنُ كَنْزٌ ثَمينٌ، فَهوَ قِوامُ الحَياةِ، فِي ظِلِّ الأمْنِ تُحْفَظُ الأَنْفُسُ وتُصَانُ الأعْرَاضُ والأمْوَالُ وتَأْمَنُ السُّبُلُ وتُقَامُ الحُدُودُ، في ظِلِّ الأمْنِ تَقُومُ الدَّعْوَةُ إلى الله وتُعمَرُ المسَاجِدُ، ويَسُودُ الشَّرْعُ ويَفْشُو المَعْروفُ ويَقِلُّ المُنْكَرُ ويحْصُلُ الاستِقْرارُ. والأمْنُ والدِّينُ مُتَلازِمانِ، فلا يَسْتَقيمُ أحَدُهُما إلاَّ بِوُجُودِ الآخَرِ: ( فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ). والأمْنُ يَحْتَاجُ إلى جُهْدٍ ومُصَابَرَةٍ، فلا يَقُومُ إلاَّ بِرِجَالٍ مُخلِصينَ، يَحرُسُونَ البِلادَ، ويحمُونَ الثُّغورَ، فَكانَ مِن حقِّهم الإجلالُ والاحترامُ، والأمنُ والأمانُ، وألا يَمَسَّهم أحدٌ بسوءٍ!
فَيَا مُسْلِمُونَ: الزموا غرزَ عُلمَائِكم النَّاصِحينَ، وتَشبَّثوا بِجماعَةِ المُسلمينَ، وطاعَةِ وُلاةِ أُمورِكم المُخلِصينَ وَتَذَكَّروُا قَولَ اللهِ تَعَالى: )وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ). باركَ اللهُ لنا في القُرآنِ العَظِيمِ، وَنَفَعَنا بما فيه من الآيات والذِّكر الحَكِيم، أقولُ ما تَسمَعُونَ، وأستغفرُ اللهَ لي وَلَكم ولِسائِرِ المُسلمينَ من كلِّ ذنبٍّ فاستغفروه، إنَّه هو الغفورُ الرَّحيمُ.
الخطبةُ الثانيةُ:
الحمد لله، لا مانعَ لِما أعطاهُ، ولا رادَّ لِما قَضَاهُ، نَشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدهُ لا شريكَ لهُ ولا مَعبودَ بِحقٍّ سِواهُ، ونَشهدُ أنَّ محمَّدَاً عبدُ اللهِ ورسولُهُ ومُصطَفَاهُ، صلَّى الله وسلَّم وباركَ عليه، وعلى آلِه وأصحابِه وَمَنْ والاهُ.
أمَّا بعدُ: فأوصِيكُمْ ونَفْسي بِتَقْوى اللهِ: (فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
عبادَ اللهِ: لِوُجُودِ الأمنِ أَسبَابٌ، ولاخْتِلالِهِ عِلَلٌ كذلكَ! والمُزَايَدَاتُ فِي الوَلاءِ، وَعَلَى مُسَلَّماتِ الشَّريعةِ لا تَجوزُ شرعاً ولا تُقبلُ عقلاً، إنَّما لِلأَمْنِ قِيَمٌ وخِصَالٌ متى تحقَّقت كانَ الأمنُ والأمانُ! (وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).
فَأَوَّلُ الوَاجِبَاتِ لِتَحقِيقِ الأمنِ التَّامِّ: البُعدُ عن الشِّركِ باللهِ في جَميعِ صُوَرِهِ وأشكالِهِ .كَمَا قَالَ اللهُ تَعالى: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ). قال الشَّيخُ السَّعدِيُّ -رحمهُ اللهُ-: "الَّذِينَ لَمْ يَخلِطُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ مُطلَقَاً، لا بِشِركٍ، ولا بِمَعَاصٍ، يحَصُلُ لَهمُ الأَمنُ التَّامُ، والْهِدايَةُ التَّامَّةُ، بالأَمنِ من المخاوفِ والعذابِ والشَّقَاءِ، والهدايةُ إلى الصِّراطِ الْمستَقِيمِ".
عبادَ اللهِ: وحتى نَصلَ إلى الأمنِ التَّامِّ، فعلينا القيامُ بالأمرِ بالمعروفِ والنَّهيِ عن المنكرِ، والنُّصحِ للهِ ولِرَسولِهِ ولِكتَابِهِ ولأَئِمَّةِ المسلمينَ وعامَّتِهم بصدقٍ وإخلاصٍ. فقد قالَ اللهُ تَعالى: (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ).
أيُّها الكرامُ: والمعاصي والأمنُ لا يجتمِعانِ، فالذُّنُوبُ مُزيلةٌ للنِّعمِ، وتُحِلُّ الفَوضى والنِّقَم، والطَّاعةُ حِصنُ اللهِ الأَعظَمُ وَمَن دَخَلَ طَرِيقَها كانَ مِن الآمِنِينَ. ونعمةُ الأَمنِ تُقابَلُ بالذِّكرِ والشُّكرِ, كَمَا قَالَ رَبُّنَا : (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ). يا مؤمنونَ: مَن يُحِبُّ بَلَدَهُ بِصدْقٍ وَيُرِيدُ لَهُ الخَيرَ وَالنَّمَاءَ والأمانَ فَلا تَرَاهُ إِلاَّ مُطِيعًا لِوُلاةِ أَمرِهِ نَاصِحًا لِقَادَتِهِ، لا يُحدِثُ بَلبَلَةً وَلا يَبعَثُ فَوضَى، وَلا يُفسِدُ صَالِحًا وَلا يُخَرِّبُ عَامِرًا. ألا وإنَّ المحافظةَ على الجماعةِ من أعظمِ أصولِ الإسلام، ومِمَّا عَظُمت به وصيةُ الله تعالى بِقَولِهِ: ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا). وهي وصيةُ نَبِيِّا صلى الله عليه وسلم حين قَالَ:"يَدُ اللهِ مَعَ الجَمَاعَةِ". فَاتَّقُوا اللهَ يا مُؤمِنُون، وَعَلِّقُوا بِهِ الْقُلُوبَ، وَتُوبُوا إِلَيْهِ مِنْ جَميعِ الذُّنُوبِ، فَمَا نَزَلَ بَلَاءٌ إِلَّا بِذَنْبٍ، وَلَا رُفِعَ إِلَّا بِتَوْبَةٍ : ( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
وَلا تَغتَرُّوا بِكَثرَةِ عَدَدٍ وَلا قُوَّةِ عُدَّةٍ، فَإِنَّهُ لا حَولَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ، فَقَد نَصَرَ المُؤمِنِينَ في بَدرٍ وَهُم قِلَّةٌ لَمَّا استَغَاثُوا بِرَبِّهم وَتَعَلَّقَت قُلُوبُهم بِهِ سُبحانَهُ، وَكَادَ جَمعُ المُسلِمِينَ يُهَزَمُ في حُنَينٍ لَمَّا أُعجِبُوا بِكَثرَتِهِم وعُدَّتِهم! فَاللهَ اللهَ بِالتَّوَكُّلِ عَلَى اللهِ، وَلْنَكُنْ مُتَفَائِلِينَ بِنَصرِ المُوَحِّدِينَ المُجاهِدِينَ،
عبادَ اللهِ: جَاءَ هذا الاعْتَدَاءُ الآثِمُ لِتُحَرِّكَ النَّخوَةَ العَرَبِيَّةَ، والضَّمِيرَ الإسَلامِيَّ الحَيَّ. وَكَافَّةَ الدُّولَ أنَّهَا مَعَ عَاصِفَةِ الحَزْمِ وَمَعَ المَمْلَكَةِ قَلْبَاً وَقَالَبَا. فَاتَّقُوا اللهَ عِبادَ اللهِ، وعَظِّمُوا أمْرَهُ، واجْتَنِبُوا نَهْيَهُ؛ تَفُوزُوا وتُفْلِحُوا في الدُّنيا والآخرةِ, وَابتَهِلُوا إلى اللهِ بِطَلبِ النَّصرِ والتَمكِينِ مِنْهُ وَحْدَهُ كَمَا كَانَ ذلِكَ هَديُ نَبِيِّنا صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ في كُلِّ غَزَواتِهِ. وقَد أَمَرَ اللهُ المُجاهِدينَ بالإكثارِ مِن ذِكرِهِ عندَ لقَاءِ العَدُوِّ فقَالَ سُبحَانَهُ: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
نسألُ اللهَ أنْ يَحفظَ على بِلادِنا أَمنَها واستقرَارَها، وأنْ يَزِيدَها هُدىً وعَدلاً وتَوفيقاً. اللهمَّ إنا نعوذُ بك من الفتنِ ما ظَهَر منها وَمَا بَطَنَ يا ربَّ العالمين.
اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ وَمُجِرِيَ السَّحَابِ وَهَازِمَ الْأَحْزَابِ، اهْزِمْ الحَوثِيِّينَ الرَّافِضَةَ وَانْصُرْنَا عَلَيْهِم، اللَّهُمَّ ثَبِّتْ جُنُودَنَا وَأَيَّدْهُمْ بِتَأْيِيدِكَ وَأَنْزِلِ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ، اللَّهُمَّ سَدِّدْ رَمْيِهُمْ وَارْبِطْ عَلَى قُلُوبِهِمْ، اللَّهُمَّ كُنْ مَعَهُمْ وَلا تَكُنْ عَلَيْهِمْ.اللَّهُمَّ احفَظْ بِلادَنَا وبِلادَ المُسلِمينَ مِن كُلِّ سُوءٍ وَمَكرُوهٍ، وَأعِزَّ الإسلامَ والمُسلِمينَ، اللَّهُمَّ اكتُب النَّصرَ والتَّمكِينَ لِجَمِيعِ المُسلمينَ فِي كُلِّ مَكَانٍ.
اللهم أبرم لهذه الأمةِ أمرَ رُشدٍ يُعزُّ فيه أهلُ الطَّاعةِ ويُذلُّ فيه أهلُ المعصيةِ ويؤمرُ فيه بالمعروف ويُنهى فيه عن المنكر يا ربَّ العالمين.
اللهم وفِّق ولاةَ أمورِنَا لِمَا تُحِبُّ وترضى وأعنهم على البرِّ والتقوى، وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة يا ربَّ العالمين, ( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).
عباد الله: اذكروا الله ذِكرًا كثيرًا، وسبِّحُوهُ بُكرةً وأصيلاً، ) اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ).
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق