آية و معنى
الشيخ محمّد الشّاذلي شلبي
1432/03/20 - 2011/02/23 22:50PM
[font="] بسم الله الرّحمان الرّحيم
[/font]
[font="][/font][font="]
[/font]
[font="] آية و معنــى[/font]
[font="] [/font]
[font="] وحدة الإنسانيّـــة[/font]
[font="] [/font]
[font="]قوله تعالى: " يا أيُّها النّاسُ اتَّقُوا ربَّكُمُ الّذي خَلَقَكُمْ مِن نَفْسٍ واحِدَةٍ و خلق منها زوْجَهَا و بَثَّهُما رِجَالاٌ كثيرًا و نساءً و اتّقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام إنّ الله كان عليكم رقيبا". [/font]
[font="] [/font][font="]( سورة النّساء الآية: 1 )[/font]
[font="]المعنـــى: [/font][font="]
[/font]
[font="]يا بني آدم خافوا الله تبارك و تعالى و راقبوه و اخشوه، اقد خلقكم من نفس واحدة هي آدم عليه السلام، و خلق من تلك النّفس زوجها، فسبحان من خلق حيّتا من ميّت، كما خلق ميّتا من حيّ، و نشر منهما على الأرض خلقا كثيرا ذكورا و إناثا.. فراقبوا الله في هذه الأخوة الإنسانية التي تربطكم، و هذا النسب الذي يوحّد بينكم، و هذا الحسب الذي يجمعكم.. الله سبحانه يناشد به بعضكم بعضا، و احذروا أيّها النّاس قطع الأرحام إنّ الله تعالى كان عليكم حفيظا.. فهو سبحانه يعلم أعمالكم و لا تخفى عليه أحوالكم وهو يسمع أقوالكم..[/font]
[font="] [/font][font="]
[/font]
[font="]الشـــرح: [/font][font="][/font]
[font="]من حكمته تعالى، أنّه جعل العالم بمثابة الأسرة الواحدة المترابطة العناصر، المتعاونة فيما بينها، المتحابة المتواددة بين أفرادها.. يحبّ كلّ انسان أخاه، و يريد الخير له، فالإنسان أخو الإنسان أحبّ أم كره، لأنّ المعيشة واحدة، و الهدف و المقصد واحد، و المصير المحتوم هو واحد أيضا حينما ينتهي هذا العالم، و يعود لعالم آخر للحساب و الجزاء، و تحقيق العدل و الإنصاف التام بين البشر..[/font]
[font="]و القرآن الكريم نصّ صراحة على وحدة الإنسانية، و وحدة الأسرة، و وحدة الأخوة الإيمانية بين المؤمنين بالله و ملائكته و رسله و كتبه و اليوم الآخر.. أمّا الوحدة الإنسانية التي تجعل البشرية بمثابة الجسد الواحد و النّفس الواحدة، فقد جاء الإعلان عنها في مطلع سورة النساء المدنية النزول..[/font]
[font="]قوله تعالى: " يا أيّها الناس اتّقوا ربّكم "، هذا نداء إلهي عام لكلّ البشر، كافرهم و مؤمنهم، من كان موجودا يوم نزول هذه الآية، و من كان غير موجود، إلى يوم القيامة، إذ البشرية كلّها عبيد له وهو أرحم بها من أنفسها، لذا أمرها بتقواه، و تكون تقواه بالإيمان به، و طاعتهو توحيده في عبادته و الإيمان برسوله الخاتم محمّد صلّى الله عليه و سلم و طاعته في أمره و نهيه..[/font]
[font="]و قوله تبارك و تعالى: " الذي خلقكم من نفس واحدة " وهي آدم عليه السلام.. و قوله عزّ و جلّ: " و خلق منها زوجها "، يعني خلق من آدم عليه السلام حوّاء إذ خلقها من ضلعه، و زوّجه بها فكانت زوجا له.. و قوله سبحانه: " و بثّ منهما رجلا كثيرا و نساءً "، إذِ النّاس كلّهم رجالا و نساءً من ذريّة آدم و حواء.. و معنى بثّ: أي أنشأ و فرّق..[/font]
[font="]في هذا الجزء من الآية، تنبيه واضح على وجود الإله الخالق الصّانع المدبّر المتقن، و على افتتاح الوجود الإنساني بخلق العالم في الأصل من نفسٍ واحدة، هي آدم عليه السلام أبو البشر الذي خلقه الله و سوّاه بيديه و قدرته من طين، و نفخ فيه من روحه، فكان إنسانا كامل الخلقة و التكوين.. ثم خلق الله تبارك و تعالى حواء من جنس آدم في الطبيعة و التركيب، و البنية و الغريزة، و الأخلاق و الصفات المتشابهة..[/font]
[font="]و قوله تعالى: " و اتّقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام "، يدلّ على تأكيد الأمر في صلة الرحم، و المنع من قطيعتها، وهي اسمٌ لكافة الأقارب من غير فرق بين المَحْرَمِ و غيره.. و قد صحّ أنّ النبيّ صلى الله عليه و سلم قال لأسماء و قد سألته: أأصل أُمّي ؟: " نعم صلي أُمَّكِ " فأمرها بصلتها وهي كافرة..[/font]
[font="]و قوله تعالى: " إنّ الله كان عليكم رقيبا "، أي فهو مطّلع على ما في سرائركم، عالم بما في ضمائركم، وهو رقيب على كلّ شؤونكم، حذّر الله تعالى عباده من التفريط في رابطة التقوى التي تصعد بهم إلى منزلة كمال الوحدة الإنسانية و رابطة الرحم التي تقوى بذلك..[/font]
[font="]
[/font]
[font="] لم يعد لنا مزيد و غدا إن شاء الله هناك جديد..[/font]
[font="][/font]
[font="][/font]
[font="] الشيخ محمّد الشاذلي شلبي[/font]
[font="] الإمام الخطيب
[/font]
[font="] جامع الإمام محمّد الفاضل ابن عاشور[/font]
[font="] بالزهور الرّابع - تونس
[/font]
[/font]
[font="][/font][font="]
[/font]
[font="] آية و معنــى[/font]
[font="] [/font]
[font="] وحدة الإنسانيّـــة[/font]
[font="] [/font]
[font="]قوله تعالى: " يا أيُّها النّاسُ اتَّقُوا ربَّكُمُ الّذي خَلَقَكُمْ مِن نَفْسٍ واحِدَةٍ و خلق منها زوْجَهَا و بَثَّهُما رِجَالاٌ كثيرًا و نساءً و اتّقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام إنّ الله كان عليكم رقيبا". [/font]
[font="] [/font][font="]( سورة النّساء الآية: 1 )[/font]
[font="]المعنـــى: [/font][font="]
[/font]
[font="]يا بني آدم خافوا الله تبارك و تعالى و راقبوه و اخشوه، اقد خلقكم من نفس واحدة هي آدم عليه السلام، و خلق من تلك النّفس زوجها، فسبحان من خلق حيّتا من ميّت، كما خلق ميّتا من حيّ، و نشر منهما على الأرض خلقا كثيرا ذكورا و إناثا.. فراقبوا الله في هذه الأخوة الإنسانية التي تربطكم، و هذا النسب الذي يوحّد بينكم، و هذا الحسب الذي يجمعكم.. الله سبحانه يناشد به بعضكم بعضا، و احذروا أيّها النّاس قطع الأرحام إنّ الله تعالى كان عليكم حفيظا.. فهو سبحانه يعلم أعمالكم و لا تخفى عليه أحوالكم وهو يسمع أقوالكم..[/font]
[font="] [/font][font="]
[/font]
[font="]الشـــرح: [/font][font="][/font]
[font="]من حكمته تعالى، أنّه جعل العالم بمثابة الأسرة الواحدة المترابطة العناصر، المتعاونة فيما بينها، المتحابة المتواددة بين أفرادها.. يحبّ كلّ انسان أخاه، و يريد الخير له، فالإنسان أخو الإنسان أحبّ أم كره، لأنّ المعيشة واحدة، و الهدف و المقصد واحد، و المصير المحتوم هو واحد أيضا حينما ينتهي هذا العالم، و يعود لعالم آخر للحساب و الجزاء، و تحقيق العدل و الإنصاف التام بين البشر..[/font]
[font="]و القرآن الكريم نصّ صراحة على وحدة الإنسانية، و وحدة الأسرة، و وحدة الأخوة الإيمانية بين المؤمنين بالله و ملائكته و رسله و كتبه و اليوم الآخر.. أمّا الوحدة الإنسانية التي تجعل البشرية بمثابة الجسد الواحد و النّفس الواحدة، فقد جاء الإعلان عنها في مطلع سورة النساء المدنية النزول..[/font]
[font="]قوله تعالى: " يا أيّها الناس اتّقوا ربّكم "، هذا نداء إلهي عام لكلّ البشر، كافرهم و مؤمنهم، من كان موجودا يوم نزول هذه الآية، و من كان غير موجود، إلى يوم القيامة، إذ البشرية كلّها عبيد له وهو أرحم بها من أنفسها، لذا أمرها بتقواه، و تكون تقواه بالإيمان به، و طاعتهو توحيده في عبادته و الإيمان برسوله الخاتم محمّد صلّى الله عليه و سلم و طاعته في أمره و نهيه..[/font]
[font="]و قوله تبارك و تعالى: " الذي خلقكم من نفس واحدة " وهي آدم عليه السلام.. و قوله عزّ و جلّ: " و خلق منها زوجها "، يعني خلق من آدم عليه السلام حوّاء إذ خلقها من ضلعه، و زوّجه بها فكانت زوجا له.. و قوله سبحانه: " و بثّ منهما رجلا كثيرا و نساءً "، إذِ النّاس كلّهم رجالا و نساءً من ذريّة آدم و حواء.. و معنى بثّ: أي أنشأ و فرّق..[/font]
[font="]في هذا الجزء من الآية، تنبيه واضح على وجود الإله الخالق الصّانع المدبّر المتقن، و على افتتاح الوجود الإنساني بخلق العالم في الأصل من نفسٍ واحدة، هي آدم عليه السلام أبو البشر الذي خلقه الله و سوّاه بيديه و قدرته من طين، و نفخ فيه من روحه، فكان إنسانا كامل الخلقة و التكوين.. ثم خلق الله تبارك و تعالى حواء من جنس آدم في الطبيعة و التركيب، و البنية و الغريزة، و الأخلاق و الصفات المتشابهة..[/font]
[font="]و قوله تعالى: " و اتّقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام "، يدلّ على تأكيد الأمر في صلة الرحم، و المنع من قطيعتها، وهي اسمٌ لكافة الأقارب من غير فرق بين المَحْرَمِ و غيره.. و قد صحّ أنّ النبيّ صلى الله عليه و سلم قال لأسماء و قد سألته: أأصل أُمّي ؟: " نعم صلي أُمَّكِ " فأمرها بصلتها وهي كافرة..[/font]
[font="]و قوله تعالى: " إنّ الله كان عليكم رقيبا "، أي فهو مطّلع على ما في سرائركم، عالم بما في ضمائركم، وهو رقيب على كلّ شؤونكم، حذّر الله تعالى عباده من التفريط في رابطة التقوى التي تصعد بهم إلى منزلة كمال الوحدة الإنسانية و رابطة الرحم التي تقوى بذلك..[/font]
[font="]
[/font]
[font="] لم يعد لنا مزيد و غدا إن شاء الله هناك جديد..[/font]
[font="][/font]
[font="][/font]
[font="] الشيخ محمّد الشاذلي شلبي[/font]
[font="] الإمام الخطيب
[/font]
[font="] جامع الإمام محمّد الفاضل ابن عاشور[/font]
[font="] بالزهور الرّابع - تونس
[/font]