آيةٌ فيها عشرون خُطبة
إنّ كثيراً من الخطباء اليوم يعانون البحث طويلاً عن موضوع الخطبة هنا وهناك ولا يكاد يستقر أحدهم على موضوع بينما لو غاص الخطيب في كتاب الله لوجد كل مايشفي فؤاده فهو البحر الذي لا ينضب ولا تنقضي عجائبه ولا تنتهي غرائبه فهذه اية واحدة من كتاب الله لو تأملها الخطيب والداعية وعاش في ضلالها وتدبر معانيها لضل يخطب منها سنة كاملة .
وهذه الآية هي قول الله جل وعلا
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ))المائدة54
1- يا ايها الذين امنوا:
عناصر الموضوع
ماهية الايمان –اركان الايمان –مظاهر ضعف الايمان – اسباب تقوية الايمان – صفات المؤمنين في القران
2 -من يرتد :
عناصر الموضوع
اساب الردة – حكم الشرع في الردة - مظاهر الردة
من يحبهم الله
3- إن الله يحب المتقين :
عناصر الموضوع
ماهية التقوى –صفات المتقين –ثمرات التقوى –طرق الوصول الى التقوى
4-إن الله يحب المحسنين :
ماهية الاحسان –صفات المحسنين – مجالات الاحسان (الاحسان الى الجار –الوالدين – اولي القربى الاحسان في القول – الاحسان في العمل –الاحسان في المعاملة )- ثمرات الاحسان
5-أن الله يحب الذين يقاتلوا في سبيله صفاً:
عناصر الموضوع
أهمية الوحدة – أضرار الفرقة –الاعتصام بالله
6- إن الله يحب التوابين :
عناصر الموضوع
ماهية التوبة – شروط التوبة – ثمرات التوبة – نماذج التائبين
7-الصابرين :
عناصر الموضوع
ماهية الصبر – انواع الصبر- ثمرات الصبر –نماذج الصابرين
8-إن الله يحب المتوكلين :
عناصر الموضوع
ماهية التوكل – ثمرات التوكل – نماذج المتوكلين
9-إن الله يحب المقسطين :
عناصر الموضوع
أهمية العدل – مجالات العدل ( بين الاولاد- بين الزوجات –في الحكم –في القول ...........الخ)-نماذج العادلين
10-قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله :
عناصر الموضوع
طاعة النبي صلى الله علبه وسلم – ثمرات اتباع النبي صلى الله علبه وسلم في الدنيا والاخرة –الاقتداء بالنبي صلى الله علبه وسلم أباً وجاراً وزوجاً وقائداً ...الخ
11-ويحب المتطهرين:-
عناصر الموضوع
الطهارة في الاسلام –طهارة الجسد –طهارة القلب – طهارة المال –طهارة المجتمع
12- وجبت محبتي للمتحابين فيّ :-
عناصر الموضوع
أهمية الحب في الله - ثمرات الحب في الله -الاخوة في الله
13-الذلة على المؤمنين :-
عناصر الموضوع
النبي الرحيم –التواضع للمؤمنين وإزالة مايؤذيهم- إنظارمعسرهم وتفريج كربتهم –الرفق بهم –حب لهم ما يحب لنفسه –القيام بحقوقهم –عدم ترويعهم –عدم هجرهم –نصرتهم ...الخ
14-العزة على الكافرين :-
عناصر الموضوع
مظاهر الشده عليهم في دار الحرب – مظاهر الشدة عليهم في دار الاسلام
15-الجهاد في سبيل الله :-
عناصر الموضوع
فضل الجهاد في سبيل الله –انواع الجهاد في سبيل الله باللسان , جهاد النفس ,الجهاد بالمال ,الجهاد التعليمي ....الخ
من يبغضهم الله
16- والله لا يحب الظالمين :-
عناصر الموضوع
الضلم وخطره –انواع الظلم .. الشرك – الحكم بغير ما أنزل الله –التكذيب بايات الله ....الخ - جزاء الظالمين
17-والله لا يحب كل كفار أثيم :-
عناصر الموضوع
ماهية الكفر – جزاء الكافرين – اشياء تؤدي الى الكفر
18-إن الله لا يحب المعتدين :-
عناصر الموضوع
صور الاعتداء –على المال ,على الاعراض ,تحريم ما أحل الله , تجاوز الحد بالمشروع الى غير حده جزاء المعتدين
19-إنه لا يحب المسرفين :-
عناصر الموضوع
معنى الاسراف -صور الإسراف –جزاء المسرفين في الدنيا والاخرة
20-إن الله لا يحب كل مختالٍ فخور :-
عناصر الموضوع
ماهية الاختيال والفخر – صور الخيلاء – حكم الشرع في الفخر والخيلاء
21-إن الله لا يحب الخائنين :-
عناصر الموضوع
معنى الخيانة – أمثلة للخيانة – جزاء الخائنين في الدنيا والاخرة
22-والله لا يحب المفسدين :-
عناصر الموضوع
من أنواع الفساد الصد عن سبيل الله ,محاربة المسلمين بالسلب او النهب أو القتل ,عدم تطبيق اوامر الله ,الغيبة –جزاء المفسدين في الدنيا والاخرة
23-إن الله لا يحب الفرحين :-
عناصر الموضوع
الفرح المذموم والفرح المحمود – قصة قارون –
مراجع الخطيب للبحث في هذه المواضيع :-
تفسير القرطبي –تفسير إبن كثير –في ظلال القران –جند الله ثقافة واخلاقا- كتب الحديث الصحاح –إحياء علوم الدين –صلاح الامة في علو الهمة –جامع العلوم والحكم
منقول
المشاهدات 4755 | التعليقات 7
...
أوافق على أن التشعب المبالغ فيه في الموضوع من مشتتات الذهن ، وأن العامة لا يحتاجون فعلاً إلى كثير من التفصيلات التي سيغوص فيها الخطيب لو أخذ بطريقة أخينا الذي استخرج من آية واحدة عشرين خطبة .
والحق أن هذه الطريقة تناسب الدراسات المتخصصة التي ينعم الدارس فيها النظر في المسألة ويدقق في تتبع ما جاء فيها من آثار ، ويفصل فيها ويجمل ، ويأتي على الأقوال ويذكر الخلافات ، ويشتغل برد ما يراه ضعيفًا ، ويرجح ما يراه أقرب للدليل عنده ... إلخ .
أذكر أني قرأت مرة ولعله في هذا الملتقى خطبة إن لم تخني الذاكرة فهي في رمضان أو في الصيام ، ملأها كاتبها ـ وفقه الله ـ بأقوال وخلافات وقال فلان وقال علان ، والراجح كذا ، فتساءلت : هل هذه خطبة ستلقى على شرائح مختلفة ، فيهم العالم والعامل والمتفقه والجاهل والكبير والصغير ، أم أنها درس علمي لمجموعة متخصصين ؟!
إن العامي أو المتوسط العلم لن يستفيد كثيرًا لو ذكرت له تعريف الصيام اللغوي ثم ذهبت تستشهد على ما تقول بأشعار أو أقوال من يحتج به ، ثم ذكرت تعريفه الشرعي ، ثم وضحت العلاقة بين المعنى اللغوي والاصطلاحي ، نعم ، هو لن يستفيد من كل ذلك ، بقدر ما تفيده حين تذكر له حُكمَ الصيام وحِكَمَهُ وكيف يحفظ المرء صومه وماذا يجب عليه وماذا ينبغي له أن يستغل به شهره .
فإذا وقفت أمام طلاب علم متخصصين ، أو جلست للتعليم أو في قاعات البحث والدراسة ، فلا تدعن شاردة ولا واردة ، وقف عند كل صغيرة وكبيرة ، واشرح وفصل ، وحلل وعلل ، واستدل لكل جزئية وأثبت ... إلخ .
صدق الله ـ تعالى ـ حيث قال : " يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا "
وصدق رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذ قال : " من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين "
حياكم الله تعالى أعضاء وزوار الشبكة أجمعين، وأسأل الله تعالى لي ولكم التوفيق والسداد والإخلاص في الأقوال والأعمال ..
لم أكن لأعلق على هذا الموضوع لسببين:
الأول: أن دخولي للشبكة قليل وليس من عادتي الإكثار من التعليق على الموضوعات لأنني لا أطلع على كثير منها..
الثاني: أنني -وبالتجربة في أكثر من موقع دعوي شاركت فيه من قبل- وجدت تبرم كثير من الإخوة الشرعيين من النقد، ونزوع بعضهم إلى الجدل العقيم الذي لا يفيد، ومحاولة فرض الرؤى الشخصية على أنها مسلمات.
لكنني أشارك بالتعليق هاهنا لسببين أيضا:
1- أن الشيخ مازن النجاشي أرسل إلي يدعوني للمشاركة مخبرا إياي أن الموضوع يهمني.
2- أنني رأيت إقحام اسمي ومنهجي في الخطب منتقدا إياه الأخ الكريم مرور الكرام وفقه الله تعالى، ومؤيدا له في الجملة الشيخ الفاضل عبد الله البصري وفقه الله تعالى، ولولا أني أخشى أن يصرف ذلك بعض الخطباء عن الطريقة التي توصلت إليها –رغم تميزها ونجاحها- لما علقت على الموضوع.
ومع ترحيبي بنقدهما لطريقتي التي أسلكها في الخطبة فإنني سأناقش هذا الانتقاد من باب الإيضاح والسجال العلمي:
أولا: أبدأ بالموضوع الأصل الذي انتقده مرور الكرام وهو عشرون خطبة من آية، وأيده الشيخ عبد الله البصري فيه، فدعونا لا نذكر الآية، ونأخذ العشرين موضوعا المنتزعة منها، وهي: الإيمان، الردة، التقوى، الإحسان، الوحدة، الصبر....الخ، ونسأل المنتقدين الكريمين: هل تريان أن يتحدث الخطيب عن هذه الموضوعات كل موضوع على حدة، وأنها موضوعات جدير كل واحد منها بخطبة أم لا؟
فإن أجابا بالنفي -ولا أظنهما يستطيعان- فليبينا سبب ذلك، وإن أجابا بالإيجاب فقد هدما انتقادهما وقوضاه من أساسه، وناقضا نفسيهما .
وماذا لو أخذ خطيب هذه الآية [الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالقَانِتِينَ وَالمُنْفِقِينَ وَالمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ] {آل عمران:17} فوضع فيها خمس خطب كل كلمة بخطبة هل ينتقد أيضاً؟!
ثانياً: قال الأخ مرور الكرام سلمه الله تعالى: وقد لاحظت في طريقة الشيخ إبراهيم الحقيل نزوعا لمثل هذا وأقول نزوعا حتى أكون دقيقا ولا أبخس الشيخ ... لأن الشيخ يبدأ بالموضوع عموما ويأتي بقواعد مفيدة ثم يبحر في إحدى جزئيات الموضوع ويفصل ..
وفي رأيي القاصر أن هذا يناسب للمراجع والموسوعات العلمية والبحوث المتخصصة أكثر من الخطب التي تلقى على عامة الناس ...
فأقول جوابا على ذلك: نعم أنا أنزع إلى طريقة تفتيت الموضوعات، وأصلَّت لها في مقالي: (كيف تختار موضوع الخطبة؟) و(كيف تعد خطبة الجمعة؟) وأشرت لها في عدد من المقالات الأخرى، وهي الأساس في مشروعي الخطابي الذي انتهجته، وقد توصلت لها عن اجتهاد وبحث ودراسة واستقراء لكتب الخطب الموضوعة وكثرة تفكير وتأمل دام سنوات، ولا أعرف أحدا سبقني إلى هذه الطريقة التي أراها فتحا من الفتاح العليم لا أزال أحمده عليها قائما وقاعدا وعلى جنب، فله الفضل في ذلك وحده دون سواه، أحمده حمدا طيبا كثيرا مباركا فيه كما يحب ويرضى، وكما ينبغي لجلاله وعظيم سلطانه.
وأرى أنها أنسب الطرق للتعامل مع الموضوعات الكبيرة في الشريعة سواء فيما يتعلق بالعقيدة والشريعة مثل أركان الإسلام وأركان الإيمان، أو فيما يتعلق بالسياسة الشرعية مثل قضايا المسلمين مع أعدائهم، أو مشاكلهم الداخلية أو المناسبات المتكررة، أو نحو ذلك.
ولولا أني أحاول الاختصار في المناقشة لبينت ذلك بالتفصيل، وهذه الطريقة مع عسرها على الخطيب لأنها تحتاج إلى جهد كبير، هي الأنفع له وللمصلين وللمشروع الخطابي برمته، وأكثر أثرا من الطريقة التقليدية التي اعتدنا عليها، وأصبحت الخطب فاترة ميتة بسببها، وقد بينت ذلك في المقالين المشار إليهما آنفا.
وبالتجربة العملية ثبت أن هذا المنهج الذي هديت إليه فيه نفع عظيم، وتأثير في الناس كبير، ولا بأس بذكر شيء من ذلك يوضح الصورة:
1- لا أعرف أنني احترت في اختيار موضوع الخطبة أو توقفت في كتابتها لعدم توفر المادة اللازمة منذ أن سلكت هذا المنهج، ولي سنوات أظنها تزيد على عشر ما أعدت خطبة مرتين إلا لضرورة لا علاقة لها بقلة الموضوعات، واسألوا الخطباء كم يعيدون من خطبهم لعدم قدرتهم على إحداث موضوعات جديدة، أو يأخذون من غيرهم، ولا سيما في المناسبات التي تتكرر كل عام، ولا أتذكر منذ بدأت كتابة الخطبة أني أخذت من أحد خطبة، أو نقلت شيئا منها؛ لأني لم أحتج إلى ذلك، ولي الآن ما يقارب خمس سنوات لم أترك كتابة الخطبة في سفر أو حضر، وفي صحة أو مرض، فقد ألزمت نفسي بذلك ولو لم ألقها، وعندي عشرات الخطب كتبتها ولم ألقها، ولا أظن أنه يتسنى لي إلقاؤها، لكن ألقاها غيري مئات من الخطباء ونفع الله تعالى بها الناس. ولولا هذه الطريقة التي وفقني الله تعالى لابتكارها والعمل بها لما استطعت ذلك كما لم يستطعه كثير من الخطباء.
2- مما يدل على نجاح هذه الطريقة انتشار خطبي وقبولها لدى الخطباء والمهتمين بالخطابة حتى إن ما كتبته فيها من مقالات، عقد فيها دورات في داخل المملكة وخارجها لعدد كبير من الخطباء شاركت أنا في بعض هذه الدورات، يريدون تطبيقها.
وأما أعداد الذين يقتنونها من الخطباء داخل المملكة وخارجها ممن أعرفهم فبالمئات، وبعضها سجل بأصواتهم في الإذاعات والفضائيات، ومن غرائب ذلك أنني أجد أحيانا بعضها منشورا في الصحف والمجلات مع حذف مقدمتها وخاتمتها، ولا أدري من نشرها ولا كيف وصلت إليه. ولولا أثرها في المصلين وانتفاعهم بها لما اقتناها الخطباء ولما نشرت.
3- ومما يدل على نجاحها وتأثيرها في الناس على اختلاف طبقاتهم وتوجهاتهم حوادث وقعت لي أو علمت بها، وهي كثيرة جدا، أذكر شيئا منها للتمثيل:
وقد حذفت هذه المواقف بعد أن كتبتها إيثارا للاختصار.
ثالثا: قال الأخ مرور الكرام وفقه الله تعالى: فعندما تأتيني بتفصيلات وتشعب علي الموضوع وتدقق فإني أخرج ملما بجانب صغير من الموضوع قد لا يعطيني تصور عما يجب علي أو أني أحتاج أن اتابعك لسنوات حتى تنهي موضوعك العام .
فترى الشيخ إبراهيم على سبيل المثال يختار موضوعا عاما دعنا نقول (القرآن) أو (النفاق) ثم تجد كل فترة أن الشيخ أخرج خطبة برقم كذا من موضوع كذا . وهذا كما أسلفت يحتاج خطيبا عمره ألف سنة إلا خمسين عاما ومستمع عمره مثل ذلك ....
واقتبس الشيخ عبد الله البصري الجزء الأول من كلامه وعلق عليه موافقا له فيما ذهب إليه، وقد عجبت من تناول الأخوين الكريمين؛ ذلك أن تفتيت الموضوع أدعى لتحقيق الوحدة الموضوعية له، وهي أهم شيء في استقامة الخطبة وتأثيرها، على عكس الكلام عن الموضوع بعمومه..فكيف كانت تجزئة الموضوع الكبير إلى موضوعات عدة تشعبا مع أنها تحقق الوحدة الموضوعية؟!
والعجيب أن الأخ مرور الكرام مثل بمثال من عند نفسه على ما أطرح وذكر (القرآن) أو (النفاق) مع أن خطبي بين يديه فلم لم يأت بمثال يثبت ما يقول منها مباشرة بدل أن يضرب مثلا من رأسه..
وأختم –لأنني أطلت- بطلب من الأخوين الكريمين، وهو أن يراجعوا خطبي التي تجاوزت خمس مئة خطبة، وكثير منها على المنهج الذي ينتقدانه، وهي أو أكثرها منشور في الشبكة، ويأتوني بخطبة واحدة فقط مما جزأته من موضوعات ويبينوا ما فيها مما لا يصلح إلا للموسوعات العلمية، ولا ينفع لعموم الناس وإنما للمختصين ليدللا على ما قالا وحتى يتم النقاش فيه، ولئلا يكون كلامهما مرسلا لا دليل عليه.
وإني لأرى أنه ينبغي للخطيب أن يترفع عن احتقار العامة بأنه لا فهم لديهم، ولا يعرفون شيئا، ولا تناسبهم كثير من الموضوعات، فنحن يا إخوان في عصر الفضائيات، والعامة يشاهدون فيها الحوارات الدينية والثقافية والفكرية والسياسية الساخنة التي لا حدود تحدها، ويأتون للمساجد مشبعين بثقافة لا بأس بها -أحيانا أكثر من ثقافة الخطيب- فيقارنون بين خطيبهم وبين ضيوف هذه الفضائيات، في عرض الفكرة والاحتجاج لها والإقناع بها، ويجب أن لا يكون دعاة الآخرة أقل حظاً في الإقناع والاستدلال والحجاج وحسن العرض من دعاة الدنيا، والله الموفق..
لا تَبْعَثُوها جُيُوشاً يَوْمَ جُودِكُمُ .. إنَّ الطلائعَ منْها تبْلُغُ الأَرَبا
فقد أحسست بقلبي ينتزع من بين أضلاعي وأنا أقرأ هذه العبارات :
(تبرم كثير من الإخوة الشرعيين من النقد) (ومحاولة فرض الرؤى الشخصية على أنها مسلمات) (فإن أجابا بالنفي -ولا أظنهما يستطيعان- فليبينا سبب ذلك) (وناقضا نفسيهما)(بدل أن يضرب مثلا من رأسه) لا أستطيع التعليق على هذه العبارات إلا أن بأن ((الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ))
والحياة مدرسة و(كل طقة بتعليمه) وعز الله إلا طقة الشيخ ولسعه لي بهذه السياط لن أنساها !!!
والحمد لله أن المسألة ليست مما يترتب عليها تحريم أو تحليل ... وإنما هي آراء في وسائل وأساليب وليس هناك دليل على هذه الطريقة أو على الأخرى حتى نتضايق وهذا يشد والطرف الآخر يرد ...
أقلوا عليهم لا أبا لأبيكمو ... من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا
وأرى حفاظا على سلامة قلبي على إخواني أن تحذف ردودي فقد تراجعت عنها جملة وتفصيلا محبة للشيخ إبراهيم الذي أغضبناه ونحن نعلم يقينا أننا لم نخدم الدعوة بنقطة من بحره وفقه الله وسدده .
اللهم اغفر للشيخ إبراهيم وانفع به واجعل الخير على يده ولا تجعل له دون الفردوس منزلا ولا عن مصاحبة محمد والنبيين والصحابة حاجبا اللهم ذب عن وجهه النار ونضر وجهه يوم وعى وبلغ ودعا ...
فالشيخ إبراهيم الحقيل صاحب نفس طويل في الكتابة والمناظرة، ويميل إلى أساليب المناطقة ومقدماتهم الجدلية، وليس في ذلك سخط منه من الحوار أو غضب من النقد، بل هو كما أعلمه تماماً يفرح بذلك جداً، ويستفيد منه كثيراً، فلا تندم و لا تثريب عليك ولا عليه.
بسم الله على قلبك أخي مرور الكرام، ولا يستحق الموضوع كل هذا الجزع فهو نقاش بين إخوة في ميدان الدعوة..ولتعلم أني لست غاضبا من تعقيبك وذكرك لاسمي وانتقاد منهجي حتى تتمنى أنك ما ذكرت ذلك، لكن من حقي أيضاً أن أبين وجهة نظري، واختلاف وجهات النظر لا يفسد الود ولا يقطع الأخوة، وما ذكرته أنت في تعقيبك أجيب عنه بما يلي:
أولا: اقتباسك لبعض العبارات التي رأيت أنها قاسية وأجبتها أنت بطلب الرفق على نوعين:
1- ما لم يوجه لشخصك الكريم، وإنما هو حكم عام توصلت إليه بالتجربة، وهي قولي: (تبرم كثير من الإخوة الشرعيين من النقد) (ومحاولة فرض الرؤى الشخصية على أنها مسلمات) والعبارة الأولى أنت قررتها بأشد من ذلك فراجعها في تعقيبك رقم (6) على موضوع (انتقاد الخطب) على هذا الرابط (https://khutabaa.com/forums/موضوع/136078)
فما بالك الآن تعاتبني عليها وأنت تقررها؟!
2- ما وجهته لك شخصياً وهي ثلاث (فإن أجابا بالنفي -ولا أظنهما يستطيعان- فليبينا سبب ذلك) (وناقضا نفسيهما)(بدل أن يضرب مثلا من رأسه) أما الأوليان فلا أدري ما الإساءة والغلظة فيهما ونحن في نقاش علمي، والمناقش قد ينقطع وقد يتناقض..
وأما الثالثة: فهي ليست أقل من أن الأمثلة من خطبي أمامك في الشبكة فلا تأتي بمثال منها، وتعمد إلى مثال من عندك فتضعه علي، ومع ذلك أترك الحكم في هذه العبارات التي رأيت أنها مسيئة للقراء، وأعتذر لك مقدماً إن وجدت أنت فيها غضاضة أو إساءة.
ثانياً: لو شئت أن أتصيد عباراتك في النقد لنقلت عبارتك لي (ثم تجد كل فترة أن الشيخ أخرج خطبة برقم كذا من موضوع كذا . وهذا كما أسلفت يحتاج خطيبا عمره ألف سنة إلا خمسين عاما ومستمع عمره مثل ذلك ....)
ولكني أتقبل ما يأتي في النقد ولا أجد غضاضة منه، ولا أتتبع الألفاظ ولو كان فيها قوة أو شيء من سخرية لأن هذه طبيعة النقد -ما لم تكن بألفاظ فاحشة أو بكذب- لأن ذلك يضيع صلب الموضوع ويؤدي إلى الجدل المذموم، ومحاولة إثبات الذات والانتصار للنفس.
ثالثاً: جزاك الله تعالى خيرا على مراعاة مشاعر إخوانك، ودعائك لي، وأسأل الله تعالى أن يستجيبه ويعطيك مثله، وضعفه معه، وكما قال لك الشيخ ماجد، فإني لا أتذمر من النقد لكن من حقي أن أرد، فلا تتوقف عن النقاش بسبب ذلك.
رابعاً: لا زلت أنتظر الإجابة منك ومن الشيخ عبد الله حفظكما الله تعالى وسددكما على السؤالين:
الأول: هل تريان أن يتحدث الخطيب عن الموضوعات العشرين التي انتزعهما الكاتب من الآية أم لا مع بيان السبب؟
الثاني: انتظر إتيانكما بخطبة واحدة فقط من خطبي الكثيرة -وأنا على المنهج الذي انتقدتماه- يصدق عليها أنها خطبة لا تصلح إلا للموسوعات العلمية، ولا تصلح لعامة الناس؛ لما فيها من التفصيلات والتشعب؛ ليكون النقاش عمليا، وعلى شيء ملموس..
وفقك الله تعالى يا أخي لكل خير..
1- يا ايها الذين امنوا:
عناصر الموضوع
ماهية الايمان –اركان الايمان –مظاهر ضعف الايمان – اسباب تقوية الايمان – صفات المؤمنين في القران
2 -من يرتد :
عناصر الموضوع
اساب الردة – حكم الشرع في الردة - مظاهر الردة
من يحبهم الله
3- إن الله يحب المتقين :
عناصر الموضوع
ماهية التقوى –صفات المتقين –ثمرات التقوى –طرق الوصول الى التقوى
4-إن الله يحب المحسنين :
ماهية الاحسان –صفات المحسنين – مجالات الاحسان (الاحسان الى الجار –الوالدين – اولي القربى الاحسان في القول – الاحسان في العمل –الاحسان في المعاملة )- ثمرات الاحسان
5-أن الله يحب الذين يقاتلوا في سبيله صفاً:
عناصر الموضوع
أهمية الوحدة – أضرار الفرقة –الاعتصام بالله
6- إن الله يحب التوابين :
عناصر الموضوع
ماهية التوبة – شروط التوبة – ثمرات التوبة – نماذج التائبين
7-الصابرين :
عناصر الموضوع
ماهية الصبر – انواع الصبر- ثمرات الصبر –نماذج الصابرين
8-إن الله يحب المتوكلين :
عناصر الموضوع
ماهية التوكل – ثمرات التوكل – نماذج المتوكلين
9-إن الله يحب المقسطين :
عناصر الموضوع
أهمية العدل – مجالات العدل ( بين الاولاد- بين الزوجات –في الحكم –في القول ...........الخ)-نماذج العادلين
10-قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله :
عناصر الموضوع
طاعة النبي صلى الله علبه وسلم – ثمرات اتباع النبي صلى الله علبه وسلم في الدنيا والاخرة –الاقتداء بالنبي صلى الله علبه وسلم أباً وجاراً وزوجاً وقائداً ...الخ
11-ويحب المتطهرين:-
عناصر الموضوع
الطهارة في الاسلام –طهارة الجسد –طهارة القلب – طهارة المال –طهارة المجتمع
12- وجبت محبتي للمتحابين فيّ :-
عناصر الموضوع
أهمية الحب في الله - ثمرات الحب في الله -الاخوة في الله
13-الذلة على المؤمنين :-
عناصر الموضوع
النبي الرحيم –التواضع للمؤمنين وإزالة مايؤذيهم- إنظارمعسرهم وتفريج كربتهم –الرفق بهم –حب لهم ما يحب لنفسه –القيام بحقوقهم –عدم ترويعهم –عدم هجرهم –نصرتهم ...الخ
14-العزة على الكافرين :-
عناصر الموضوع
مظاهر الشده عليهم في دار الحرب – مظاهر الشدة عليهم في دار الاسلام
15-الجهاد في سبيل الله :-
عناصر الموضوع
فضل الجهاد في سبيل الله –انواع الجهاد في سبيل الله باللسان , جهاد النفس ,الجهاد بالمال ,الجهاد التعليمي ....الخ
من يبغضهم الله
16- والله لا يحب الظالمين :-
عناصر الموضوع
الضلم وخطره –انواع الظلم .. الشرك – الحكم بغير ما أنزل الله –التكذيب بايات الله ....الخ - جزاء الظالمين
17-والله لا يحب كل كفار أثيم :-
عناصر الموضوع
ماهية الكفر – جزاء الكافرين – اشياء تؤدي الى الكفر
18-إن الله لا يحب المعتدين :-
عناصر الموضوع
صور الاعتداء –على المال ,على الاعراض ,تحريم ما أحل الله , تجاوز الحد بالمشروع الى غير حده جزاء المعتدين
19-إنه لا يحب المسرفين :-
عناصر الموضوع
معنى الاسراف -صور الإسراف –جزاء المسرفين في الدنيا والاخرة
20-إن الله لا يحب كل مختالٍ فخور :-
عناصر الموضوع
ماهية الاختيال والفخر – صور الخيلاء – حكم الشرع في الفخر والخيلاء
21-إن الله لا يحب الخائنين :-
عناصر الموضوع
معنى الخيانة – أمثلة للخيانة – جزاء الخائنين في الدنيا والاخرة
22-والله لا يحب المفسدين :-
عناصر الموضوع
من أنواع الفساد الصد عن سبيل الله ,محاربة المسلمين بالسلب او النهب أو القتل ,عدم تطبيق اوامر الله ,الغيبة –جزاء المفسدين في الدنيا والاخرة
23-إن الله لا يحب الفرحين :-
عناصر الموضوع
الفرح المذموم والفرح المحمود – قصة قارون –
ما صارت آية واحدة، بل عشرون آية فيها عشرون خطبة
مرور الكرام
أعقتد أنه لو فعل الخطيب مثل هذا الأمر احتاج مع عمره مثله وأمثاله لينفع الناس ...
وقد لاحظت في طريقة الشيخ إبراهيم الحقيل نزوعا لمثل هذا وأقول نزوعا حتى أكون دقيقا ولا أبخس الشيخ ... لأن الشيخ يبدأ بالموضوع عموما ويأتي بقواعد مفيدة ثم يبحر في إحدى جزئيات الموضوع ويفصل ..
وفي رأيي القاصر أن هذا يناسب للمراجع والموسوعات العلمية والبحوث المتخصصة أكثر من الخطب التي تلقى على عامة الناس ...
فعندما تأتيني بتفصيلات وتشعب علي الموضوع وتدقق فإني أخرج ملما بجانب صغير من الموضوع قد لا يعطيني تصور عما يجب علي أو أني أحتاج أن اتابعك لسنوات حتى تنهي موضوعك العام .
فترى الشيخ إبراهيم على سبيل المثال يختار موضوعا عاما دعنا نقول (القرآن) أو (النفاق) ثم تجد كل فترة أن الشيخ أخرج خطبة برقم كذا من موضوع كذا . وهذا كما أسلفت يحتاج خطيبا عمره ألف سنة إلا خمسين عاما ومستمع عمره مثل ذلك ....
مجرد رأي إن أصبت فيه فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي وكل الإخوة على خير ومن اجتهد فله أجر أو أجران ...
اللهم وفقنا لما تحب ...
تعديل التعليق