آمِنُوا باللهِ حقًّا وَصِدْقًا 17/1/1445هـ

خالد محمد القرعاوي
1445/01/16 - 2023/08/03 20:12PM
آمِنُوا باللهِ حقًّا وَصِدْقًا 17/1/1445هـ
الحمدُ للهِ الذي شَرَعَ وَقَدَّرَ، وَبَعَثَ الرُّسُلَ بالشَّرْعِ الْمُحكَمِ الْمُطهَّرِ، أَشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ, مَا مِنْ كَبِيرٍ إلَّا وَمِنْهُ اللهُ أَكْبَرُ، ولا مِنْ قَوِيٍّ إلَّا واللهُ أَقوَى مِنْهُ وَأَقْدَرُ، وأَشهدُ أنَّ مُحمَّدًا عبدُ الله وَرَسُولُهُ بَلَّغَ وَأَنْذَرَ, وَحَذَرَ وَبَشَّرَ، صَلَّى اللهُ وسلَّمَ وبارَك عليهِ وعلى آلهِ وأَصحابِه، وَمَن تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يومِ البَعْثِ والْمَحْشَرِ.أَمَّا بَعدُ، عِبَادَ اللهِ: اتَّقوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ، وَسَارِعُوا إلى مَغْفِرتِهِ وَمَرْضَاتِه. رَوَى مُسْلِمٌ رَحِمَهُ اللهُ فِي صَحِيحِهِ: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
 قَالَ: «يَا أَبَا سَعِيدٍ، مَنْ رَضِيَ بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ»، فَعَجِبَ لَهَا أَبُو سَعِيدٍ، فَقَالَ: أَعِدْهَا عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللهِ، فَفَعَلَ».
أَيُّها الْمُسلِمونَ: أَشْرَفُ مَا يَتَعَلَّمُهُ الإنْسانُ، وَيُعَلِّمَهُ هُو: الإيمَانُ باللهِ تَعَالى, الذي هُوَ الاعْتَقَادُ الجَازِمُ بِأَنَّ اللهَ رَبُّ كُلِّ شَيءٍ وَمَلِيكُهُ وَخَالِقُهُ، وَأَنَّهُ وَحْدَهُ الْمُسْتَحِقُ أَنْ يُفرَدَ بِالعِبَادَةِ والْمَحَبَّةِ والتَّعْظِيمِ, وَأَنَّهُ وَحَدَهُ الْمُتَّصِفُ بِصِفَاتِ الكَمَالِ والجَلالِ، وَالْمُنَزَّهُ عَنْ كُلِّ عَيبٍ وَنَقْصٍ. وَالرِّضا بِاللهِ عَمَلٌ قَلْبِيٌّ يَجمَعُ القَبُولَ وَالانْقِيادَ للهِ تَعَالى. والرِّضا بِاللهِ أسَاسُ الإسلامِ وَقَاعِدَةُ الإيمَان، ألَمْ يَقُلِ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ:(فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا). قَالَ الشَّيخُ السَّعْدِيُّ رَحِمَهُ اللهُ مَا مَفَادُهُ: أَقْسَمَ اللهُ تَعَالَى بِنَفْسِهِ الكَرِيمَةِ أَنَّ النَّاسَ لا يُؤمِنُونَ حَقِيقَةً حَتَّى يُحَكِّمُوا رَسُولَهُ فِي كُلِّ شَيءٍ يَحْصُلُ فِيهِ اخْتِلافٌ، ثُمَّ لا يَكْفِي هَذا التَّحْكِيمُ حَتَّى يُسَلِّمُوا لِحُكْمِهِ تَسْلِيمًا بِانْشِرَاحِ صَدْرٍ، وَطُمَأْنِينَةِ نَفْسٍ، وَانْقِيادٍ بِالظَّاهِرِ، وَالبَاطِنِ. كَمَا قَالَ رَسُولُنا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا».
عِبَادَ اللهِ: الرِّضَا باللهِ تَعَالى يَتَضَمَّنُ الرِّضَا بِمَحبَّتِهِ وَحدَهُ، وخَوفِهِ وَرَجائِهِ، وإفرادِهِ بِالعِبَادَةِ والإخْلاصِ لَهُ. وَيَتَضَمَّنُ كَذلِكَ: الرِّضا بِتَدْبِيرِهِ لِعِبادِهِ، والاعتِمادِ عليهِ سُبْحَانَهُ. جَعَلَنَا اللهُ جَمِيعًا مِمَّنْ امْتَلأَتْ قُلُوبُهُمِ رِضًا بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا، ورَسُولًا.
أيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: وَيُنافِي الرِّضا بِاللهِ رَبًّا: الاعْتِرَاضُ وَالكَرَاهِيَةُ لِمَا أَنْزَلَ اللهُ تَعَالى، لِبَعْضِه أَو كُلِّهِ! فَمَنْ كَرِهَ بَعْضَ أَحْكَامِ الدِّينِ وَشيئًا مِنْ شَرِيعَةِ رَبِّ الْعَالَمِينِ, فَهَذا أَصْلُ الاعتِراضِ, وَهُوَ اتِّباعُ الهَوَى، وَقَدْ قَالَ سُبْحَانَهُ:(وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ). فَالتِزَامُ شَرِيعَةِ اللهِ وَمَحَبَّتِهَا، قَضيَّةٌ عَقَدِيَّةٌ وَمَسأَلَةٌ إيمَانِيَّةٌ. وَإنَّ سَبَبَ كُلِّ انحِرَافٍ إنَّما هُو بِسَبَبِ البُعدِ عن منهَج أهلِ السُّنَّةِ وَالجمَاعةِ في العقيدةِ والسُّلوكِ، وَالتَّدَيُّنِ للهِ حَقَّاً وَصِدْقَاً.
عِبَادَ اللهِ: مِن أَعْظَمِ أَبْوابِ فِتَنِ هَذا العَصْرِ: تَتَبُّعُ الخِلافَاتِ الفِقْهِيَّةِ، والأخْذُ بِشَواذِّ الآرَاءِ الفِقْهِيَّةِ، وَمَا لا يُعتَبَرُ مِنْهَا أصْلاً! حتى عُطِّلَتْ بِسِبِبِ ذَلِكَ أَحكَامٌ، وانتُهِكَتْ مُحَرَّمَاتٍ, وَتَخَاذَل قَومٌ عَن الطَّاعَاتِ! فَبَعْضُ إخْوَانِنَا كلَّمَا تُلِيَتْ عليهِ آيةٌ أَو حَدِيثٌ، أو ذُكِرَ له حُكمٌ شَرْعِيٌّ تَعلَّل بِأَنَّ فِيه خَلافًا عِنْدَ بَعْضِ العُلَمَاء! وَكَأَنَّهُ نَسِيَ أنَّ اللهَ تَعَالَى هُوَ الْمُشَرِّعُ لَنَا وَهُو الذي أَنْزَلَ عَلينا هذا الكتابَ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ! فَنَحْنُ نَتَعَبَّدُ للهِ بِتَحْكيمِ الوَحْيِ فِي الخِلافِ، لا أنْ نَحتَجَّ بِالخِلافِ عَلى وَحْيِ اللهِ تَعَالى؛ ألم يَقُلِ اللهُ تَعالى:(وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ (. (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ).
عِبَادَ اللهِ: إنَّ مَن يَتَتَبَّعُ الخِلافَاتِ وَشُذُوذَ الأَقْوَالِ يَصْنَعُ لِنَفْسِهِ دِينًا مَلِيئًا بِكُّلِ الشَّهَواتِ، والأهواء بَعِيدًا عَن مُرادِ اللهِ وَهَدْيِ رَسُولِه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ؛ فَمَنْ بَحَثَ فِي أقْوالِ بَعضِ الْعُلَمَاءِ عَنْ وُجُوبِ صَلاةِ الْجَمَاعَةِ فِي الْمَسَاجِدِ آلَ بِهِ الأَمْرُ إلى تَعْطِيلِ بُيُوتِ اللهِ تَعَالى! وَمَنْ جَمَعَ بَعضَ أقْوالِ الْعُلَمَاءِ عَنْ سَفَرِ الْمَرْأةِ بلا مَحْرَمٍ آلَ بِهِ الأَمْرُ إلى تَعطِيلِ الْمَحْرَمِ وَحَقِّ الْقَوَامَةِ! وَمَنْ تَتَبَّعَ بَعضَ أقْوالِ الْعُلَمَاءِ في تَفْسِيرِ قَولِ اللهِ تَعَالى: (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ.). أَضَرَّ بِالنِّسَاءِ وَعَرَّضَهُنَ لِلفِتَنِ! وَمَنْ لَمْ يَفْهَمْ مُرَادَ بَعْضِ الْعُلَمَاءِ في مَعْنَى الغِنَاءِ, أَبَاحَ لِلنَّاسِ الْمَعَازِفَ بِأَنْوَاعِهَا! قَالَ ابنُ حَزْمٍ رَحِمَهُ اللهُ: وَلَو أنَّ امْرَأً لا يَأْخُذُ إلَّا بِمَا أَجْمَعَتْ عليهِ الأُمَّةُ فَقَطْ، وَيَترُكُ مَا اخْتَلَفُوا فِيه مِمَّا قَد جَاءَت بِه النُّصُوصُ؛ لَكَانَ فَاسِقًا بِإجْمَاعِ الأُمَّةِ". فاللهمَّ ألهِمْنَا رُشْدَنَا وَقِنَا شَرَّ أنْفُسِنَا والهَوى والشَّيطَانِ, وَأَسْتَغِفِرُ اللهَ تَعَالَى لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِر الْمُسلِمينَ مِن كُلِّ ذَنْبٍّ فاسْتَغْفِرُوهُ إنَّهُ هُو الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية:
الحمد لله، إليهِ تَصيرُ الأُمُورُ، أشهَد ألا إله إلا الله وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ وهو العَزيزُ الغَفورُ، وأشهد أن محمدًا عبدُ اللهِ ورَسُولُهُ الشَّافعُ الْمُشَفَّعُ يومَ النُّشورِ، صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آلِهِ وأَصحابِه ومن تبعهم إلى يومٍ يُحصَّل ما في الصُّدُور. أمَّا بعدُ, فاتَّقوا اللهَ يا مُؤمنونَ واسْتَعْلُوا بِرَبِّكِمْ, واعْتَزُّوا بِدينِكُمْ, ولا تَنَازَلُوا عَنْهُ طَرْفَةَ عينٍ. عِبَادَ اللهِ: مما ينبغي أن يتعلَّمَهُ الناسُ وَيُنْشَرُ بَينَهُم: نِداءَاتُ الإيمَانِ، وَمَواعِظُ القُرآنِ، ومَعَانِي العِفَّةِ والحشْمَةِ, والخوفِ من اللهِ وحْدَهُ, والبُعْدِ عَن الهوى والشَّيطانِ! وَأَنْ نَلْزَمَ غَرْزَ عُلَمَائِنَا الأَفَاضِلِ فَنَحْنُ بِحَمْدِ اللهِ فِي بَلَدِ عَقِيدَةٍ رَاسِخَةٍ, وَشَرِيعَةٍ مُحْكَمَةٍ, بِمَنْهَجٍ قَوِيمٍ, وَوَسَطٍ مُسْتَقِيمٍ. يُمَثِّلُنَا هَيئَةٌ لِكِبَارِ الْعُلَمَاءِ, وَلَجَانٌ للإفْتَاءِ, فَيَا مَعْشَرَ الْمُؤمِنِينَ الزَمُوا غَرْزَهُمْ, وَخُذُوا أَوَمِرَ اللهِ بجِدٍّ وَحَزْمٍ، وَابْتَغُوا بِهَا مَرَاقِيَ العزِّ والْمَجْدِ.
يَا عَبْدَ اللهِ: لا تَنْظُرْ للأَحْكَامِ الدِّينِيَّةِ على أنَّها تكالِيفُ ثَقيلةٌ تَحتَالُ عليها بِالتَّخْفِيفِ، فَإنَّ أَحْكَامَ اللهِ وَرَسُولِهِ مَهْمَا عَظُمَتْ فَهِيَ لَيستْ أغْلالاً ولا أَثْقَالاً؛ بَل هِي أَسْبَابُ قُوَّةٍ وَنَصْرٍ وَعِزَّةٍ وَرَحْمَةٍ، كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالى عن الصَّلاةِ:(وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ).قالَ الشيخُ السَّعدِيُّ رحمهُ اللهُ: الصَّلاةُ شَاقَّةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ فَإنَّها سَهْلَةٌ عليهم؛ لأنَّ خشْيَةَ اللهِ، وَرَجَاءَ مَا عندهُ يُوجبُ لَهُ فِعْلُهَا، مُنْشَرِحَاً صَدْرُهُ, بِخلافِ مَنْ لَم يَكُن كذلك، فَإنَّه لا دَاعِيَ لَهُ يَدْعوهُ إليهَا، وإذا فَعَلَهَا صَارَتْ مِن أَثْقَلِ الأَشياءِ عَليهِ. انْتهَى.
كَذلِكَ الْمَرْأَةُ الْمُسْلِمَةُ لَمَّا تُطَبِّقُ نِدَاءَ اللهِ لَهَا: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى). فَعَدَمُ خُرُوجِهَا إلَّا لِحَاجَةٍ, وَالتِزَامُهَا بِحِجَابِهَا وَسِتْرِهَا وَعَدَمُ إظْهَارِ زِينَتِهَا إلَّا لِمَحَارِمِهَا, أَمْرٌ شَاقٌّ عليهَا, يُخَفِّفُهُ الأَجْرُ الْمُتَرَتِّبُ على الْتِزَامِهَا بِذَلِكَ بِأَنَّهَا أَطَاعَتْ رَبَّهَا وَأَدَّتْ فَرْضَهَا.
عبادَ اللهِ: الرِّضا بالله وبدينِه وبرسولِه تمامُ الإيمان، ومعرفةُ اللهِ حَقًّا لها مَذاقٌ إيمَانِيٌ حُلْوٌ! فَالإيمانُ يمنحُ القلبَ نورًا، ويملأُهُ سرورًا. فَأصحُّ القُلُوبِ وَأَسلَمُها، وَأَقْوَمُها، من اتَّخذَ اللهَ وحدَه إلهًا ومعبودًا، (وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ).
يَا مُؤمِنُونَ: إذا عزمَ العبدُ على تركِ الآثامِ أَتَتْهُ الفُتُوحُ، وإذَا أَقْبَلَ على اللهِ، أقبلَ اللهُ عليهِ وَأقْبَلَ بقلوبِ العباد إليه.وفي الصَّحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أنَّ اللَّهَ يَقُولُ: " أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً".
أيُّها الْمُؤمِنُونَ: احمدوا اللهَ على الْعَيشِ في بَلَدِ الوحي والرسَالَةِ, وتَحكِيمِ الكِتَابِ والسُّنَّةِ, وَلُحْمَةِ القَادَةِ والرَّعِيَّةِ. وصلُّوا وسلِّموا على خير البَرِيَّةِ: فاللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على مُحَمَّدٍ، وعلى آله الطيبين، وأزواجِه أمهاتِ المؤمنين، وصحابتِه الغُرِّ الميامين، ومن تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين. وعنَّا معهم يا أرحم الراحمين. اللهمَّ إنَّا نسألُك إيماناً كاملا، ويقيناً صادقاً، وتوبةً نَصُوحَاً، اللهمَّ زينا بزينةِ الإيمانِ، واجعلنا هُداةً مهتدين، لا ضاليَن ولا مُضلين. اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، واخذُل الطغاةَ والْمُفسِدين. اللهم من أرادنا وَدِينَنا وبلادَنا وَأمْنَنا وَأخْلاقَنا بسوءٍ فأشغِله بنفسِه، ورُدَّ كيدَه في نَحره، واجعَل دائِرةَ السَّوء عليه يا رب العالمين. اللهم وانصر جُنُودَنَا واحفظ حُدُودنا. اللهم انصُر دينَك وكتابَك وسُنَّة نبيِّك وعبادَك المُؤمنين. اللهم وفِّق وليَّ أمرنا لما تحبُّ وترضَى، وخُذ به للبرِّ والتقوى، اللهم وفِّقه لما فيه صلاحُ العباد والبلاد، اللهم وفِّق وُلاة أمور المسلمين لتحكيم شرعِك، واتِّباع سُنَّة نبيِّك واجعلهم رحمةً على عبادِك المُؤمنين:)رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ). (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.(
 
 
 
 
 
المشاهدات 1293 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا