إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا،وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد: إن الحج ركن عظيم من أركان الإسلام ، رغب الشارع الحكيم فيه ، وحث عليه ، قال فيه النبي –صلى الله عليه وسلم - : (( بني الإسلام على خمس : شهادة ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصيام رمضان ، وحج البيت ))متفق عليه. وقال فيه عليه الصلاة والسلام : ((من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه)). رواه الشيخان. وللحج آداب ينبغي على الحاج أن يتحلى بها ، سواء كانت هذه الآداب واجبة أو غير واجبة ، يتحلى بها ولا يجاوزها حتى يرجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه : أول هذه الآداب أدب هو ركن من أركان الإسلام ، بل هو الأصل الأصيل لهذه الأركان ، ألا وهو التوحيد ؛ فلابد أن يكون الحاج عارفا بالتوحيد ، عارفا بالشرك ، حتى لا يقع فيه من حيث يدري أو لا يدري . فإن التوحيد - أيها الإخوة – هو أساس بناء الأعمال ، فمن بنى عمله على شرك ، فهو كالذي يبني دارا على موج البحر ، فهل يجد له قرارا ؟!! لا شك أنه سينهدم ويسقط ، وهكذا يفعل الشرك فإنه يحبط العمل ، ولو كان العمل كأمثال الجبال ! قال الله تعالى مخاطبا نبيه –صلى الله عليه وسلم - : {ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين}. إن التوحيد هو أصل الأصول ، ولذلك فإن الله تعالى لا يحابي في التوحيد أحدا كائنا من كان ! واقرأوا قوله تعالى : {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ (85) وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (86) وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (87) ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (88) أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ (89)}[الأنعام:83-89]. ثمانية عشر نبيا ، ومع ذا قال الله فيهم : {و لو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون}. !! لا مجاملة في التوحيد أبدا . قال الحافظ العلامة ابن كثير في تفسيره : ((ثم قال: {ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} أي: إنما حصل لهم ذلك بتوفيق الله وهدايته إياهم، {وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } تشديد لأمر الشرك، وتغليظ لشأنه، وتعظيم لملابسته، كما قال تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ }...))اهـ. وقال العلامة الألوسي في تفسيره : (({وَلَوْ أَشْرَكُواْ} أي: أولئك المذكورون { لَحَبِطَ } أي: لبطل وسقط { عَنْهُمْ } مع فضلهم وعلو شأنهم { مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } أي: ثواب أعمالهم الصالحة ، فكيف بمن عداهم وهم هم وأعمالهم أعمالهم؟!! ))اهـ. لهذا يجب على الحاج أن يخلص عمله لله عزوجل بالتوحيد ، ونبذ الشرك والرياء والنفاق . ومن الآداب التي ينبغي أن يحرص عليها الحاج هو أن يكون حجه من مال طيب ، فإن الله تعالى طيب لا يقبل عملا من مال خبيث ، قال النبي –صلى الله عليه وسلم- كما في صحيح مسلم – من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- : (يا أيها الناس إنّ الله طيب لا يقبل إلا طيبا). ومن الآداب الواجبة التي يجب أن يحرص عليها الحاج ، وليس الحاج وحده ، بل كل مسلم ، ألا و هو التوبة، التوبة من الذنوب والمعاصي ، وشروط التوبة : الندم ، والإقلاع عن الذنب ، والعزم على عدم العود ، وإرجاع المظالم إلى أهلها ، قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ }. ومن الآداب المستحبة التي ينبغي أن يحرص عليها الحاج هو الإكثار من الدعاء في سفره ، فإن الدعاء في السفر مستجاب كما ثبت عن النبي –صلى الله عليه و سلم – في سنن أبي داود والترمذي عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : {ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن : دعوة المظلوم ، ودعوة المسافر ، ودعوة الوالد على ولده} . ويحرص في دعائه على الأوقات والأماكن التي كان يحرص النبي – صلى الله عليه وسلم – على الدعاء فيها : فيحرص على الدعاء في يوم عرفة ، فعند الترمذي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : (خير الدعاء يوم عرفة ، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير). كذلك يحرص الحاج على الدعاء عند الصفا والمروة ، وعند رمي الجمرات ، وعند المشعر الحرام ، فإن هذه هي الأماكن دعا عندها النبي –صلى الله عليه وسلم - .
ومن آداب الحاج الواجبة بل هو أدب من شرائط الحج المبرور: أن يتحلى الحاج بحسن الخلق ،فيبذل الندى ويكف الأذى ،ويبسط الوجه ، فإن أثقل الأشياء في الميزان يوم القيامة حسن الخلق ، كما أخبر بذلك النبي – صلى الله عليه وسلم - ،فعن جابر -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) قيل: وما بره؟! قال: (إطعام الطعام وطيب الكلام). رواه أحمد والطبراني في الأوسط وغيرهما وصححه الألباني في صحيح الترغيب. فيكون مع إخوانه سمحا بشوشا طلق الوجه ،كما قال النبي – صلى الله عليه وسلم - : ( لا تحقرن من المعروف شيئا ، ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق) رواه مسلم عن أبي ذر – رضي الله عنه -. ويحرص على أن يمد يد العون لهم ، ولا يزاحم إخوانه في الطواف أو السعي ، خاصة وأن فيهم النساء وكبار السن ، والصغار . أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم
الحمد لله رب العالمين........
آداب قد يتحرج منها بعض الحجيج وهي لا حرج فيها: منها : الاغتسال سواء كان للتطهر أو للتبرد أو للنظافة . و منها: التوقي من الحر بمظلة أو نحو ذلك ، أي : الاستظلال بشيء غير ملاصق للرأس ، فهذا لا حرج فيه . منها : شد الحزام على الوسط ، سواء كان لحفظ المال أو لشد الإزار . ومثله لبس ساعة اليد ، أو التختم بالفضة ، أو لبس النظارة الطبية أو الشمسية . ومنها : تغيير ثياب الإحرام بغيرها إذا اتسخت ، أو أصابها شيء من العرق . ومنها : المجادلات العلمية البنّاءة التي لا تخرج إلى الجدال بالباطل ،فلا حرج في ذلك ، قال تعالى : {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن}. اللهم وفقنا لما تحب وترضى واغفر لنا وارحمنا وأنت أرحم الراحمين.
علي الفضلي
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا،وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد:
إن الحج ركن عظيم من أركان الإسلام ، رغب الشارع الحكيم فيه ، وحث عليه ، قال فيه النبي –صلى الله عليه وسلم - :
(( بني الإسلام على خمس : شهادة ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصيام رمضان ، وحج البيت ))متفق عليه.
وقال فيه عليه الصلاة والسلام :
((من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه)).
رواه الشيخان.
وللحج آداب ينبغي على الحاج أن يتحلى بها ، سواء كانت هذه الآداب واجبة أو غير واجبة ، يتحلى بها ولا يجاوزها حتى يرجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه :
أول هذه الآداب أدب هو ركن من أركان الإسلام ، بل هو الأصل الأصيل لهذه الأركان ، ألا وهو التوحيد ؛ فلابد أن يكون الحاج عارفا بالتوحيد ، عارفا بالشرك ، حتى لا يقع فيه من حيث يدري أو لا يدري .
فإن التوحيد - أيها الإخوة – هو أساس بناء الأعمال ، فمن بنى عمله على شرك ، فهو كالذي يبني دارا على موج البحر ، فهل يجد له قرارا ؟!!
لا شك أنه سينهدم ويسقط ، وهكذا يفعل الشرك فإنه يحبط العمل ، ولو كان العمل كأمثال الجبال ! قال الله تعالى مخاطبا نبيه –صلى الله عليه وسلم - :
{ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين}.
إن التوحيد هو أصل الأصول ، ولذلك فإن الله تعالى لا يحابي في التوحيد أحدا كائنا من كان ! واقرأوا قوله تعالى :
{وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ (85) وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (86) وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (87) ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (88) أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ (89)}[الأنعام:83-89].
ثمانية عشر نبيا ، ومع ذا قال الله فيهم :
{و لو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون}. !!
لا مجاملة في التوحيد أبدا .
قال الحافظ العلامة ابن كثير في تفسيره :
((ثم قال: {ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} أي: إنما حصل لهم ذلك بتوفيق الله وهدايته إياهم،
{وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } تشديد لأمر الشرك، وتغليظ لشأنه، وتعظيم لملابسته، كما قال تعالى:
{وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ }...))اهـ.
وقال العلامة الألوسي في تفسيره :
(({وَلَوْ أَشْرَكُواْ} أي: أولئك المذكورون { لَحَبِطَ } أي: لبطل وسقط { عَنْهُمْ } مع فضلهم وعلو شأنهم { مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } أي: ثواب أعمالهم الصالحة ، فكيف بمن عداهم وهم هم وأعمالهم أعمالهم؟!! ))اهـ.
لهذا يجب على الحاج أن يخلص عمله لله عزوجل بالتوحيد ، ونبذ الشرك والرياء والنفاق .
ومن الآداب التي ينبغي أن يحرص عليها الحاج هو أن يكون حجه من مال طيب ، فإن الله تعالى طيب لا يقبل عملا من مال خبيث ، قال النبي –صلى الله عليه وسلم- كما في صحيح مسلم – من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- :
(يا أيها الناس إنّ الله طيب لا يقبل إلا طيبا).
ومن الآداب الواجبة التي يجب أن يحرص عليها الحاج ، وليس الحاج وحده ، بل كل مسلم ، ألا و هو التوبة، التوبة من الذنوب والمعاصي ، وشروط التوبة :
الندم ، والإقلاع عن الذنب ، والعزم على عدم العود ، وإرجاع المظالم إلى أهلها ، قال تعالى :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ }.
ومن الآداب المستحبة التي ينبغي أن يحرص عليها الحاج هو الإكثار من الدعاء في سفره ، فإن الدعاء في السفر مستجاب كما ثبت عن النبي –صلى الله عليه و سلم – في سنن أبي داود والترمذي عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال :
{ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن : دعوة المظلوم ، ودعوة المسافر ، ودعوة الوالد على ولده} .
ويحرص في دعائه على الأوقات والأماكن التي كان يحرص النبي – صلى الله عليه وسلم – على الدعاء فيها :
فيحرص على الدعاء في يوم عرفة ، فعند الترمذي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – :
(خير الدعاء يوم عرفة ، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير).
كذلك يحرص الحاج على الدعاء عند الصفا والمروة ، وعند رمي الجمرات ، وعند المشعر الحرام ، فإن هذه هي الأماكن دعا عندها النبي –صلى الله عليه وسلم - .
ومن آداب الحاج الواجبة بل هو أدب من شرائط الحج المبرور:
أن يتحلى الحاج بحسن الخلق ،فيبذل الندى ويكف الأذى ،ويبسط الوجه ، فإن أثقل الأشياء في الميزان يوم القيامة حسن الخلق ، كما أخبر بذلك النبي – صلى الله عليه وسلم - ،فعن جابر -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
(الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)
قيل: وما بره؟!
قال:
(إطعام الطعام وطيب الكلام).
رواه أحمد والطبراني في الأوسط وغيرهما وصححه الألباني في صحيح الترغيب.
فيكون مع إخوانه سمحا بشوشا طلق الوجه ،كما قال النبي – صلى الله عليه وسلم - :
( لا تحقرن من المعروف شيئا ، ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق) رواه مسلم عن أبي ذر – رضي الله عنه -.
ويحرص على أن يمد يد العون لهم ، ولا يزاحم إخوانه في الطواف أو السعي ، خاصة وأن فيهم النساء وكبار السن ، والصغار .
أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم
الحمد لله رب العالمين........
آداب قد يتحرج منها بعض الحجيج وهي لا حرج فيها:
منها : الاغتسال سواء كان للتطهر أو للتبرد أو للنظافة .
و منها: التوقي من الحر بمظلة أو نحو ذلك ، أي : الاستظلال بشيء غير ملاصق للرأس ، فهذا لا حرج فيه .
منها : شد الحزام على الوسط ، سواء كان لحفظ المال أو لشد الإزار .
ومثله لبس ساعة اليد ، أو التختم بالفضة ، أو لبس النظارة الطبية أو الشمسية .
ومنها : تغيير ثياب الإحرام بغيرها إذا اتسخت ، أو أصابها شيء من العرق .
ومنها : المجادلات العلمية البنّاءة التي لا تخرج إلى الجدال بالباطل ،فلا حرج في ذلك ، قال تعالى :
{ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن}.
اللهم وفقنا لما تحب وترضى واغفر لنا وارحمنا وأنت أرحم الراحمين.
تعديل التعليق