آداب البيوت
عبدالله بن رجا الروقي
1435/02/24 - 2013/12/27 04:34AM
آداب البيوت
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد
فإن حياة القلوب والبيوت في طاعة الله وذكره
وإن في القيام بماجاءت به الشريعة من الآداب المتعلقة بالبيوت : قرةَ عيون ساكنيها وبهجة قلوبهم وانشراحَ صدورهم فدونك ياعبدالله شيئاً من هذه الآداب:*
فمنها إغلاق الأبواب، وإطفاء النار عند النوم، وتخمير الآنية – أي تغطيتها – وكف الصبيان، قال صلى الله عليه وسلم : «إذا كان جُنحُ الليل فكفُّوا صبيانكم، فإن الشياطين تنتشر حينئذ، فإذا ذهب ساعةٌ من العشاء فخلُّوهم، وأغلق بابك واذكر اسم الله، وأطفئ مصباحك واذكر اسم الله، وخمَّر إناءك واذكر اسم الله، ولو تعرضُ عليه شيئًا»
متفق عليه.
وعند مسلم : فإن الشيطان لا يحل سقاءً ولايفتح باباً ولا يكشف إناءً.
وعند مسلم أيضاً: أنه صلى الله عليه وسلم قال: «لا ترسلوا فواشيكم وصبيانكم إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء، فإن الشياطين تنبعث إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء».
* والفواشي: كل مايفشو أي ينتشر في الأرض *كالإبل والغنم.
وفحمة العشاء: الظلمة التي بين صلاتي المغرب والعشاء.
وفي الحديث دليل على أن الشياطين يمكن أن تصيب الصبيان والبهائم بأذى فالأمر بكفهم في هذه الساعة هو للخوف عليهم من أذى الشياطين عند انتشارهم أولَ الليل.
وفي الحديث إرشاد إلى غلق الأبواب مع ذكر اسم الله وأن ذلك سبب لمنع دخول الشياطين.
وأماالأمر بإطفاء المصباح فلما فيه من النار التي قد تحرق البيت.
وجاء في الحديث السابق الأمر بتخمير الآنية أي تغطيتها فيسن تغطية الآنية وذكر اسم الله
عند ذلك ومن فوائد هذا حفظ الإناء من الهوام والشياطين وكذا من نزول الوباء فقد قال صلى الله عليه وسلم :*
غطوا الإناء وأوكوا السقاء فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء لا يمر بإناء ليس عليه غطاء ، أو سقاء ليس عليه وكاء ، إلا نزل فيه من ذلك الوباء . رواه مسلم ، وفي رواية له : فإن في السنة يوما ينزل فيه وباء.
ومن آداب البيوت ذكر الله عند الدخول وعند الطعام قال صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء. فإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان: أدركتم المبيت. وإذا لم يذكر اسم الله عند طعامه قال الشيطان: أدركتم المبيت والعشاء» رواه مسلم
*ففيه أن ذكر الله عند الدخول سبب لمنع الشياطين من المبيت والعشاء.
*ومن الآداب أداء نوافل الصلاة في البيوت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم ولا تتخذوها قبورًا» رواه البخاري ومسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم : «إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيبًا من صلاته، فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيرًا» رواه مسلم.
ويجب إخلاء البيوت من الصور ومنع دخولها قال صلى الله عليه وسلم: «إن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه صورة» متفق عليه.
*ويحرم إيواء الكلاب في البيوت وتربيتِها، قال صلى الله عليه وسلم :«لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلب ولا تصاوير».متفق عليه.
وقد جاءت عقوبة أخرى على اقتناء الكلاب *قال صلى الله عليه وسلم: (من اتخذ كلباً إلا كلب صيد أو زرع أو ماشية انتقص من أجره كل يوم قيراط) *متفق عليه.
والقيراط المذكور هنا جزء مقدر من الحسنات في ذلك اليوم ، وهذا يدل على التحريم إلا ما استُثني.
وتجب إزالة الصليب وما فيه تصاليب من البيوت *، فقد روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها: «لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يترك شيئًا فيه تصاليب إلا نقضه».
*
ويجب الاستئذان عند إرادة دخول البيوت قال صلى الله عليه وسلم : «الاستئذان ثلاثً فإن أذن لك وإلا فارجع» رواه مسلم.
وبعد ثلاث لا يجوز الاستئذان؛ لظاهر الحديث فإن صرحوا بالرجوع فيحرم الاستئذان ، قال الله تعالى: ﴿ وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم ﴾*
والاستئذان يكون بالكلام أو بطرق الباب أو بضرب الجرس.
ومن آداب البيوت السلام على أهل الدار لقوله تعالى *﴿ فإذا دخلتم بيوتاً فسلموا على أنفسكم تحية من عندالله مباركة طيبة ﴾ *والأهل والأولاد هم أحق من تسلم عليهم.
ومن الآداب ذكر الله في البيوت قال صلى الله عليه وسلم : «مثل البيت الذي يذكر الله فيه، والبيت الذي لا يذكر الله فيه، مثل الحي والميت». رواه مسلم.
ومن ذكر الله قراءة القرآن خاصة سورة البقرة فذلك سبب للبركة وطرد الشياطين، قال صلى الله عليه وسلم : « لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفرُ من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة» رواه مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم :اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما، اقرءوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة» رواه مسلم.
وفيه من الفوائد أن المقبرة ليست محلاً لقراءة القرآن ، وسبق قوله صلى الله عليه وسلم: «اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم ولا تتخذوها قبورًا» فيفيد أن القبور ليست محلاً للصلاة أيضًا، فمن لم يتنفل في بيته ولم يقرأ القرآن فيه فقد شبّه بيته بالمقبرة.
ومما يجدر التنبيه عليه أنه يحرم رمي باقي الأطعمة في النفايات فإن ذلك امتهان للنعمة التي يجب حفظها وشكرها ، بل تجعل هذه الأطعمة في مكان طاهر.
وكذلك يحرم اتخاذ الجرائد سفراً للطعام لمافي ذلك من امتهان ذكر الله.
اللهم ارزقنا شكر نعمك وأنر قلوبنا وبيوتنا بطاعتك وذكرك ، اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين...
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد
فإن حياة القلوب والبيوت في طاعة الله وذكره
وإن في القيام بماجاءت به الشريعة من الآداب المتعلقة بالبيوت : قرةَ عيون ساكنيها وبهجة قلوبهم وانشراحَ صدورهم فدونك ياعبدالله شيئاً من هذه الآداب:*
فمنها إغلاق الأبواب، وإطفاء النار عند النوم، وتخمير الآنية – أي تغطيتها – وكف الصبيان، قال صلى الله عليه وسلم : «إذا كان جُنحُ الليل فكفُّوا صبيانكم، فإن الشياطين تنتشر حينئذ، فإذا ذهب ساعةٌ من العشاء فخلُّوهم، وأغلق بابك واذكر اسم الله، وأطفئ مصباحك واذكر اسم الله، وخمَّر إناءك واذكر اسم الله، ولو تعرضُ عليه شيئًا»
متفق عليه.
وعند مسلم : فإن الشيطان لا يحل سقاءً ولايفتح باباً ولا يكشف إناءً.
وعند مسلم أيضاً: أنه صلى الله عليه وسلم قال: «لا ترسلوا فواشيكم وصبيانكم إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء، فإن الشياطين تنبعث إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء».
* والفواشي: كل مايفشو أي ينتشر في الأرض *كالإبل والغنم.
وفحمة العشاء: الظلمة التي بين صلاتي المغرب والعشاء.
وفي الحديث دليل على أن الشياطين يمكن أن تصيب الصبيان والبهائم بأذى فالأمر بكفهم في هذه الساعة هو للخوف عليهم من أذى الشياطين عند انتشارهم أولَ الليل.
وفي الحديث إرشاد إلى غلق الأبواب مع ذكر اسم الله وأن ذلك سبب لمنع دخول الشياطين.
وأماالأمر بإطفاء المصباح فلما فيه من النار التي قد تحرق البيت.
وجاء في الحديث السابق الأمر بتخمير الآنية أي تغطيتها فيسن تغطية الآنية وذكر اسم الله
عند ذلك ومن فوائد هذا حفظ الإناء من الهوام والشياطين وكذا من نزول الوباء فقد قال صلى الله عليه وسلم :*
غطوا الإناء وأوكوا السقاء فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء لا يمر بإناء ليس عليه غطاء ، أو سقاء ليس عليه وكاء ، إلا نزل فيه من ذلك الوباء . رواه مسلم ، وفي رواية له : فإن في السنة يوما ينزل فيه وباء.
ومن آداب البيوت ذكر الله عند الدخول وعند الطعام قال صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء. فإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان: أدركتم المبيت. وإذا لم يذكر اسم الله عند طعامه قال الشيطان: أدركتم المبيت والعشاء» رواه مسلم
*ففيه أن ذكر الله عند الدخول سبب لمنع الشياطين من المبيت والعشاء.
*ومن الآداب أداء نوافل الصلاة في البيوت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم ولا تتخذوها قبورًا» رواه البخاري ومسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم : «إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيبًا من صلاته، فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيرًا» رواه مسلم.
ويجب إخلاء البيوت من الصور ومنع دخولها قال صلى الله عليه وسلم: «إن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه صورة» متفق عليه.
*ويحرم إيواء الكلاب في البيوت وتربيتِها، قال صلى الله عليه وسلم :«لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلب ولا تصاوير».متفق عليه.
وقد جاءت عقوبة أخرى على اقتناء الكلاب *قال صلى الله عليه وسلم: (من اتخذ كلباً إلا كلب صيد أو زرع أو ماشية انتقص من أجره كل يوم قيراط) *متفق عليه.
والقيراط المذكور هنا جزء مقدر من الحسنات في ذلك اليوم ، وهذا يدل على التحريم إلا ما استُثني.
وتجب إزالة الصليب وما فيه تصاليب من البيوت *، فقد روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها: «لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يترك شيئًا فيه تصاليب إلا نقضه».
*
ويجب الاستئذان عند إرادة دخول البيوت قال صلى الله عليه وسلم : «الاستئذان ثلاثً فإن أذن لك وإلا فارجع» رواه مسلم.
وبعد ثلاث لا يجوز الاستئذان؛ لظاهر الحديث فإن صرحوا بالرجوع فيحرم الاستئذان ، قال الله تعالى: ﴿ وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم ﴾*
والاستئذان يكون بالكلام أو بطرق الباب أو بضرب الجرس.
ومن آداب البيوت السلام على أهل الدار لقوله تعالى *﴿ فإذا دخلتم بيوتاً فسلموا على أنفسكم تحية من عندالله مباركة طيبة ﴾ *والأهل والأولاد هم أحق من تسلم عليهم.
ومن الآداب ذكر الله في البيوت قال صلى الله عليه وسلم : «مثل البيت الذي يذكر الله فيه، والبيت الذي لا يذكر الله فيه، مثل الحي والميت». رواه مسلم.
ومن ذكر الله قراءة القرآن خاصة سورة البقرة فذلك سبب للبركة وطرد الشياطين، قال صلى الله عليه وسلم : « لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفرُ من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة» رواه مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم :اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما، اقرءوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة» رواه مسلم.
وفيه من الفوائد أن المقبرة ليست محلاً لقراءة القرآن ، وسبق قوله صلى الله عليه وسلم: «اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم ولا تتخذوها قبورًا» فيفيد أن القبور ليست محلاً للصلاة أيضًا، فمن لم يتنفل في بيته ولم يقرأ القرآن فيه فقد شبّه بيته بالمقبرة.
ومما يجدر التنبيه عليه أنه يحرم رمي باقي الأطعمة في النفايات فإن ذلك امتهان للنعمة التي يجب حفظها وشكرها ، بل تجعل هذه الأطعمة في مكان طاهر.
وكذلك يحرم اتخاذ الجرائد سفراً للطعام لمافي ذلك من امتهان ذكر الله.
اللهم ارزقنا شكر نعمك وأنر قلوبنا وبيوتنا بطاعتك وذكرك ، اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين...
زياد الريسي - مدير الإدارة العلمية
من خلال هذه الخطبة المباركة يتبين للكثير بعد غياب طويل ونوم عميق أن هناك بيوتا بدون آداب هي من الخارج عمار ومن الداخل خراب.
جزيت الجنة يا شيخ
تعديل التعليق