آخر جمعة من رمضـــــان

سعود المغيص
1438/09/27 - 2017/06/22 19:01PM
الخطبة الأولى

أما بعد عباد الله :
اتقوا الله تعالى واعلموا أن جمعتكم هذه آخر جمعة من رمضان فانظروا ما ذا أودعتم فيه من الأعمال فمن أودعه عملاً صالحاً فليحمد الله على ذلك وليُبْشِر بِحُسْنِ الثوابِ، فإن الله لا يضيعُ أجرَ مَنْ أحسنَ عملاً ومن أودَعه عملاً سيئاً فَليتُبْ إلى ربِّه توبةً نصوحاً فإن الله يتوبُ على من تاب .
وعبادة الله تعالى لا تنقضي إلا بالموت فإياك أن تكون ممن لا يجتهد إلا في رمضان قال الله عز وجل : ( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ).
عباد الله : إن من علامات القبول أن يكون العبد على حال أحسن من حاله السابقة وأن يكون راغباً في التزود من طاعة الله بعيداً عن الوقوع في معصية الله. إن بعض المسلمين يكون على حالة مستقيمة في رمضان فإذا انتهى شهر الصيام عاد إلى حالته القديمة وسيرته الأولى فأفسد ما أصلح ونقض ما أبرم. كان كثير من السلف إذا انتهى شهر رمضان بكوا لفراقه وتأسفوا على رحيله وخافوا ألا يكونوا أوفوه حقه.
عباد الله: لَقَدْ شرعَ الله لكم في خِتامِ شهرِكم عباداتٍ تزيدُكم من الله قُرْباً وتزيدُ في إيمانكم قُوَّةً وفي سِجلِّ أعمالِكم حسنات.
أولها: صدقة الفطر: وهي فريضةٌ على الكبيرِ والصغيرِ والذكرِ والأُنثى والحرِّ والعَبْدِ من المسلمينَ.
قال عبدُ الله بنُ عَمرَ رضي الله عنهما: ( فرض رسولُ الله صلى الله عليه وسلّم زكاة الفطر من رمضانَ صاعاً من تَمْرٍ أو صاعاً من شعيرٍ على العبدِ والحرِّ والذكر والأنثى والصغيرِ والكبيرِ من المسلمين ). ولا تجبُ عن الحمل الذي في البطن إلاَّ أنْ يتطوعَ بها فلا بأسَ .
وأمَّا زمنُ دفعِها فله وقتانِ: وقتُ فضيلةٍ ووقتُ جوازٍ.
فأمَّا وقتُ الفضيلةِ: فهو صباحُ العيدِ قبلَ الصلاةِ
وأمَّا وقتُ الجوازِ فهو قبْل العيدِ بيوم أو يومين
ثانياً : التكبير, قال تعالى : ( ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون ) وكان ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهما يكبران إذا خرجا إلى المصلى فيشرع للمسلم إذا
خرج من بيته إلى المصلى أن يكبر إلى أن يدخل الإمام.
فَـأَظْهِرُوا رَحِمَكُمُ اللهُ هَذِهِ الشَّعِيرَةَ الْعَظِيمَةَ فِي الْمَسَاجِدِ وَالْبُيُوتِ وَالأَسْوَاقِ. وَارْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ قَائِلِينَ : اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ, وَاللهُ أَكْبَرُ, اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْد.
ثالثاً : صلاة العيد وهي من تمام ذكر الله عزَّ وجلَّ أمَرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلّم بها أمَّتَه رجالاً ونساءً ومن السُّنَّة أنْ يأكُلَ قبلَ الخروجِ إلى الصلاة في عيدِ الفطرِ تَمَرَاتٍ وتراً ثلاثاً أوْ خمساً أو أكثرَ من ذلك يَقْطَعُها على وِترٍ لقولِ أنس بن مالكٍ رضي الله عنه: ( كان النبيُّ صلى الله عليه وسلّم لا يَغْدُو يومَ الفطرِ حتى يأكل تمراتٍ ويأكلُهن وِتراً ).
وأَنْ يَلْبِسَ أَحْسَنَ ثِيَابَهُ وَأَنْ يَتَنَظَّفَ وَيَتَطَيَّبَ, وَأَنْ يُخَالِفَ الطَّرِيقَ : فَيَذْهَبَ مِنْ طَرِيقٍ وَيَرْجِعَ مِنْ آخَرَ .
اللهم استعملنا في طاعتك وثبت قلوبنا على دينك واجعلنا من المقبولين الفائزين يارب العالمين ..
أقول قولي

الخطبة الثانية
أما بعد عباد الله :
رابعاً : صيام ست من شوال : فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن من صام رمضان ثم اتبعه بستة أيام من شوال كان كصيام الدهر. ولا فرق بين أن يصوم الإنسان هذه الأيام الستة بعد العيدِ مباشرة أو يؤخرها بعدَ ذلك ولا فرق بين أن يصومها تباعاً أو يفرقها لأن النبي صلى الله عليه وسلم أطلق ذلك ولم يقيده ولكن لابد أن تكون بعد انتهاء كل رمضان, فمن عليه قضاءٌ من رمضان فإنه لا ينفعه أن يصومَ الأيام الستة قبل أن يقضى رمضان كله لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( من صام رمضان ثم اتبعه )
عباد الله : أكثروا من الاستغفار في نهاية شهركم، وسلوا الله قبول أعمالكم، فإن العبرة بالقبول، تقبل منا ومنكم الصيام والقيام, اللهم تقبل منا الصيام والقيام وأعتقنا جميعاً من النار يارب العالمين .

الا وصلوا ..

المشاهدات 1437 | التعليقات 0