آآه مآآجملــهـــــن // للكاتب / أبن رشد رحمه الله رحمة

احمد ابوبكر
1435/02/07 - 2013/12/10 04:06AM
آآآه...ما أجمَلَهُنّ...

أرواحهُنّ شفّافةٌ, شفافيَةُ قطَرَاتِ المَطَر..

همَسَاتهُنّ, أنوارٌ تُلامِس شِغاف القلب وتَختلِط به...

إبتساماتهِن, فجرٌ جديدٌ مِن السعادة...

ضَحِكاتهُنّ, شُروقٌ جمالِ الدُنيا وبهجتِها...

نظراتُهُنّ, زمنٌ جميلٌ بِحد ذاتِه يتمنى المرء أن لا يتوقّف...

ولكن....

دُموعُهُنّ, قطَرَاتٌ مِن العذاب لا تزول آثارُها حتى بعدَ توقُفِها...

وأحزانهنّ, سياطٌ تَجْلِد القَلْبَ حتّى تتَقَطّع نياطُه...

وآهاتهِنّ, عواصفٌ من نارٍ تَحْرِق مروج الروح الخضراء فتُحيلها رماداً.

فسُبحان مَن أنشأهُن...

كأنّهُنّ خُلِقْنَ مِن فيض المشاعِرٍ, أو سُبِكْنَ من عِطرِ الحنان...

حُبُهُنّ حبٌّ صادِق..

وكُرههُنّ كُرهٌ ماحق..

فاحرَص يا رعاك الله على إسعادهِن وإدخال السُرورِ على قُلوبهِن كما يُحب الله, واحرص على عدمِ إحزانهِن واصبر عليهِن الصبرَ الجميل.

فإنّهُن خُلِقن ليكُنّ ستراً من النارِ لِمَن يُحسِن إليهُنّ...

فهنيئاً لِمَن مُنِحنَ له...

هُنّ ابتلاءٌ واختبار مِن المانِح جل جلاله للممنوح, فإنْ صَبَرَ عليهِنّ وأعطاهُنّ حقَّهُنّ فقد فاز وربّ الكعبة.

قال المَبعوثُ رحمةً للعالمين صلوات ربي وسلامهُ عليه: ( من أبْتُليَ من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له ستراً من النار ) متفق عليه.

وقال بأبي هوَ وأُمي(مَن عال جاريتين دخلت أنا وهو الجنة كهاتين، وأشار بإصبعيه السبابة والتي تليها).

أيُّ بُشرى هذه, وأي سعادةٍ وأي مَنزلة تِلْك التي قد شُرّفَ بها من عال البنات فأكرمهُن وأحسَن إليهن...

سيكون مع نبي الرحمة في الجنّة...

الله الله...

ما أعظم مَنْزِلة هذا المَمنوح إذا أحسَن..

فليس بعد هذا الفَوز مِن فوز...

كم تمنيتُ والله لو رُزِقتُ ولو بواحدة مِنهُنّ فأحْظى بالبُشْرى كما حظيَ بهِ غيري, لكن قدّرَ الله وما شاء فَعَل.

سُبحان الله ربي, من ذا الذي يُعطى الرّحمة فيأباها؟!!

ومن ذا الذي يُبشَّر بالجنّة فلا يأبه بها ولا يعمَل لها؟!!

ومن ذا الذي يُبَشّر بالأُنثى فيظلّ وجههُ مُسودّاً؟!!

تِلكَ لعَمْري لجاهليّةُ العَصْر.

أهوَ كثيرٌ عليك أن تَبَرَّ بهِنّ وتُكْرِمَهُنّ وتُراعي حقّ اللهَ فيهِنّ؟!.

فيا مَن رزقك الله البنات احذَر ثم احذر مِن عدَمِ الرضى بما وهبَهُ اللهُ لك, فلقد وُهِبْتَ عظيماً, ولا تكُن مِمّن قال الله فيهم (وإذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ).

تعهدهُن بالتربية الصالِحة كما يُحِب الله ويرضى, وعلَّمهُنّ ما يَنْفَعهُنّ في دينِهِنّ ودنياهُنّ, وكُن لهُنَّ أباً يكُنّ لكَ أُمّهات...

فكم غلب البنات الأبناء بِبِرّهِنّ..

وكم من البنات صبرن على آبائهِنّ عِندَ كِبرِهم مالم يُطِق الأبناء عليهِ صَبْراً...

وكَم مِن بنت آثرت العُنوسة على الزواج حتّى تحمِلَ والديها الهَرِمَين في حين آثَرَ الإبن الإبتعاد...

إنهُنّ بِحق دارٌ الوفاء ومادّة الحُب وأصلُ العطاء.

وستعلمُ صِدقَ ما أقُول ولو بعدَ حين.
المشاهدات 988 | التعليقات 0