عناصر الخطبة
1/غياب الآخرة عن الفكر طريق للبعد عن الله 2/مقارنة بين الآخرة والدنيا 3/بعض مشاهد الآخرة 4/حال المؤمن والكافر في استقبال أحداث اليوم الآخر 5/تحذير محلات الجوال وأصحابها من استخدامها فيما يغضب الله 6/دعوتهم لاستحضار يوم القيامة وأهوالهاقتباس
لقد أُدميت القلوب ودمعت العيون من قلوب الصالحين والصالحات عندما شاهدوا أولادهم وبناتهم انحرفوا بسبب إجرام أصحاب المحلات التي تسجل وتنزل على الهواتف النقَّالة من رسائل وصور ومقاطع فيديو يندى لها جبين البهائم والحيوانات فضلاً عن...
الخطبة الأولى:
الحمد لله رب العالمين, وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد, وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فأستفتح بالذي هو خير، يقول مولانا في كتابه العظيم: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ * وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيد * لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيد * وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيد * أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيد * مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيب * الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيد * قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِن كَانَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيد * قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ)[ق:20-28].
يا عباد الله: إن العبد لا يقع في معصيةٍ لله -عز وجل-, ولا يترك طاعةً لله -عز وجل- إلا إذا غابت الآخرة عن فكره وقلبه وعقله؛ لأن المستحضر للآخرة عند كل قول أو فعل أو حركة أو سَكَنة يكون منضبطاً بضوابط ذلك, وذلك خشيةً من ربه -عز وجل-.
أيها الإخوة الكرام: يوم القيامة يوم خطير وخطير جداً؛ لأن ذاك اليوم له بداية وليس له نهاية, على عكس يوم الدنيا الذي له بداية ونهاية.
يوم القيامة يوم خطير وخطير جداً؛ لأن الله -تعالى- قسم عباده فيه إلى فريقين, قال تعالى: (فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ)[الشورى: 7] والحياة فيهما حياة خالدة لا فناء فيها.
ولخطورة ذاك اليوم شاء ربنا -عز وجل- أن يذكِّرنا بذاك صراحةً وإشارةً مرات عديدة, حتى لا تكاد صفحة من كتاب الله -عز وجل- تخلو من ذكر يوم القيامة.
أيها الإخوة الكرام: شاء ربنا -عز وجل- أن يذكر لنا الآخرة وأحداثها, ونعيمها وعذابها في كتابه العظيم حتى تصبح كأنها مشاهدة عند الإنسان المؤمن, من صورها التي ذكرها ربنا -عز وجل- في القرآن العظيم:
أولاً: النفخ في الصور, قال تعالى: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ)[ق: 20].
وهذه هي النفخة الثانية, حيث يخرج الناس من أحداثهم -قبورهم- حُفاةً عُراةً غُرْلاً؛ كما حدَّثنا سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-.
ثانياً: يخرج كلُّ إنسان من قبره فإذا بجانبه سائق وشهيد, قال تعالى: (وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ)[ق: 21].
ما من أحد خلقه الله -تعالى- من زمن سيدنا آدم -عليه السلام- إلى آخر مولود يولد في الدنيا إلا وينشق عنه القبر ويجد السائق والشهيد, وهما اللذان أشار الله -تعالى- إليها بقول: (إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد)[ق: 17 - 18] السائق كاتب الحسنات, والشهيد كاتب السيئات.
ثالثاً: كلُّ إنسان له قرينان, وهذه حقيقة يعلمها العبد المؤمن لذلك لا يفاجأ يوم القيامة بذلك, أما غير المؤمن فإنه يفاجأ بأنَّ له قريناً من الملائكة وقريناً من الجن, يقول الله -تعالى- عن قرين الملائكة: (وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ)[ق: 23] أي هذه صحيفة أعماله حاضرة؛ كما قال تعالى: (وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا * اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا)[الإسراء: 13 - 14]، وكما قال تعالى: (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ)[آل عمران: 30].
المؤمن عندما يرى عمله الحسن يقول: (هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ * إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاَقٍ حِسَابِيه)[الحاقة: 19-20].
وغير المؤمن يقول: (يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيه * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ)[الحاقة: 25-27].
أما قرين الجن، فيقول الله -تعالى- مخبراً عنه: (قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ)[ق: 27].
تبرَّأ المتبوع من التابع, كما يتبرَّأ المتبوع من الإنس من أتباعه, قال تعالى: (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ)[البقرة: 166-167].
أيها الإخوة الكرام: أمر طبيعي بالنسبة للإنسان المؤمن بأنه لن يفاجأ بأحداث يوم القيامة؛ لأنه على بصيرة من أمره, بل هو يوم يتطلَّع إليه بشوق؛ لأنه عشق النعيم الذي وعده الله إياه, حيث ما لا عين رأت، ولا أُذُنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر، حيث يساق إليها سوق تكريم, وتُزْلَف إليه الجنة؛ كما قال تعالى: (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ)[ق: 31].
فالمؤمن يشتاق الآخرة, ويعيش معها في حياته الدنيا, ويسأل عن يومها؛ كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن أنس -رضي الله عنه- أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ قِيَامِ السَّاعَةِ, وَأُقِيمَتْ الصَّلاةُ, فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ قَالَ: "أَيْنَ السَّائِلُ عَنْ السَّاعَةِ؟" فَقَالَ الرَّجُلُ: هَا أَنَا ذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ, قَالَ: "وَمَا أَعْدَدْتَ لَهَا فَإِنَّهَا قَائِمَةٌ؟" قَالَ: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ كَثِيرِ عَمَلٍ, غَيْرَ أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ".
اسمعوها -يا شباب هذه الأمة- غير أني رجل أحبُّ الله ورسوله, لمن حُبُّكَ في الدنيا؟ اعلم بأنك تُبعث يوم القيامة مع من أحببت, فانظر إلى حبيبك في الدنيا وأنت تتذكر قول الله -تعالى-: (الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ)[الزخرف: 67].
هذا الرجل حافظ على الفرائض واجتنب النواهي, وقصَّر في صلاة وصيام النافلة؛ إما لشيخوخة أو لعجز أو لمرض أو لأمر "ما" إلا أن قلبه مُفْعَمٌ بحبِّ الله -تعالى- ورسوله, فلا يراه الله -تعالى- حيث نهاه.
المؤمن لا يفاجئ يوم القيامة بأحداثها؛ لأنه صدق الله فيما قال, وأما غير المؤمن الذي كان يقول في حياته الدنيا: (إِنْ هَذَآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ)[الأنعام: 25].
فهذا العبد سوف يندم ولا ينفعه الندم, ويبدأ ندمه عند سكرات الموت؛ كما قال تعالى: (حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُون)[المؤمنون: 99-100].
فكِّروا في ذلك -يا شباب وشابَّات الأمة-, فكِّروا في ذلك -أيها الحكام, أيها الرجال, أيها النساء, أيها الأغنياء, أيها الفقراء-, فكِّروا في ذلك في حياتكم الدنيا حتى تستقيموا ولا تندموا.
أيها الإخوة المؤمنون: من خلال ما تقدَّم أقول لكلِّ واحد فينا عنده هاتف جوال: هاتفك معك جوَّالٌ, أينما حللت وأينما نزلت هو معك, في حلِّك وترحالك, في خلوتك وجلوتك, وهذا الهاتف من أعظم نعم الله -عز وجل- علينا, إن استخدمناه في طاعة الله أُجِرنا, وإن استخدمه العبد في معصية الله فقد كفر بنعمة الله -عز وجل-.
والملاحظ -أيها الإخوة- بأنَّ هذه النعمة نعمة الجوَّال استُخدِمت في معصية الله كثيراً؛ حتى أفسدت الكثير من الشباب والشابات, وهدَّمت البيوت؛ فكم من امرأة طُلِّقت بسبب الهاتف الجوَّال! وكم من رجل انحرف بسبب الهاتف الجوال! وكم من شباب وشابات انحرفوا بسبب الهاتف الجوَّال! وذلك من خلال الرسائل والصور ومقاطع الفيديو.
أيها الإخوة الكرام: كم من قلوب أُدميت بعد دمع العيون من آباء وأمهات حريصون كل الحرص على تربية أولادهم التربية الصالحة, حريصون كلَّ الحرص على تنشئة أبنائهم في ظلال القرآن العظيم وهدي النبي سيدنا محمد -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-!
نعم لقد أُدميت القلوب ودمعت العيون من قلوب الصالحين والصالحات عندما شاهدوا أولادهم وبناتهم انحرفوا بسبب إجرام أصحاب المحلات التي تسجل وتنزل على الهواتف النقَّالة من رسائل وصور ومقاطع فيديو يندى لها جبين البهائم والحيوانات فضلاً عن جبين الأحرار, هؤلاء أصحاب المحلات, هؤلاء العابثون الذين يرسلون الرسائل والصور, هؤلاء المجرمون الذين يضحكون من المؤمنين؛ كما قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ)[المطففين: 29].
هؤلاء الذين أجرموا في حقِّ أنفسهم أولاً, ثم في حقِّ شباب هذه الأمة, نقول لهؤلاء: يا هؤلاء اتقوا الله في أنفسكم, اتقوا الله في أعراضكم, اتقوا الله في شباب وشابات الأمة, ولا تحسبوا بأن الله غافل عنكم, ولكنه يُمْهِل ولا يُهْمِل.
وإني أتوجَّه إلى كلِّ أخ مسؤول غيور على دينه وعرضه وسلامة وطنه لأقول له: تابعوا ولاحقوا ودقِّقوا خلف أصحاب هذه المحلات التي عاثت في الأرض فساداً؛ فإن محلاتهم معلومة عندكم, هؤلاء يدعون إلى الفسق والفجور جهاراً نهاراً.
لقد ضاع الكثير من الشباب والشابات وضيَّعوا دينهم, وخرَّبوا دنياهم وآخرتهم بسبب اتباع الشهوات, بسبب الفساد الذي لحقهم من خلال الهواتف الجوَّالة.
أيها الإخوة الكرام: إني أتوجِّه إلى كلِّ واحد فيكم وهو حامل الهاتف الجوال لأقول له: استحضر وقوفك بين يدي الله -عز وجل- يوم القيامة, استحضر الموقف في أرض المحشر, عندما يقول القرين من الملائكة: (وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ)[ق: 23].
ويقول القرين من الجن: (قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ)[ق: 27].
استحضر قول الله -تعالى-: (فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا)[الكهف: 49].
أخي الكريم: ارجع إلى جوالك وانظر ماذا يوجد فيه من صور ورسائل ومقاطع فيديو, هل ما يوجد فيه يبيِّض الوجه أم يسوِّد الوجه؟ فماذا ستقول لربك يوم القيامة إذا كان فيه ما يسوِّد الوجه؟
يا صاحب الجوَّال: هل جعلت هذا الهاتف سبباً في زيادة الحسنات أم السيئات؟ رسالة واحدة يُكتب لك أجرُها وأجرُ من عمل بها إلى يوم القيامة, ورسالة واحدة يُكتب عليك وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة.
تذكر -يا صاحب الجوَّال- حديث سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-: "مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ, وَمَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ"(رواه الإمام مسلم عن جرير -رضي الله عنه-).
أيها الإخوة الكرام: ختاماً أتوجَّه إلى كلِّ أب غيور وإلى كلِّ أمٍّ غيورة: راقبوا جوالاتكم أنتم أولاً, ثم راقبوا جوالات أبنائكم, ثم تساءلوا فيما بينكم وبين أنفسكم: ما هي الغاية والفائدة من حمل هؤلاء الشباب الجوالات؟ لماذا الجوال للشباب في المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية؟
الجوالات ضيَّعت الشباب والشابات, وضيَّعوا دراستهم بسببها, امنعوا هذه الجوالات عن أبنائكم -في سنِّ المراهقة خاصة- من أجل سلامة دينهم, والله إني لكم ناصح أمين.
وأما أنتم -يا أصحاب الجوَّالات-: تذكَّروا الآيات التي افتتحتُ بها خطبة الجمعة, واجعلوا هذا المشهد من مشاهد يوم القيامة حاضراً أمام أعينكم, احفظوا جيداً قول الله -تعالى-: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ * وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيد * لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيد * وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيد * أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ)[ق: 20-24].
اللهم احفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا وعن أيماننا وعن شمائلنا, واحفظ أصولنا وفروعنا وأزواجنا كذلك يا أرحم الراحمين.
أقول هذا القول، وكل منا يستغفر الله فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم