وصايا للقلوب المؤمنة في البقاع الطاهرة

عبد الله بن عواد الجهني

2024-05-31 - 1445/11/23 2024-06-01 - 1445/11/24
التصنيفات: الحج
عناصر الخطبة
1/اشتياق القلوب المؤمنة لحج بيت الله الحرام 2/من فقه الحج وأحكامه 3/وجوب الالتزام بالحصول على تصريح لأداء الحج 4/في الحج مظاهر التوحيد والإيمان الخالص 5/وصايا ونصائح لحجاج بيت الله الحرام 6/الحث على اغتنام عشر ذي الحجة

اقتباس

الحجُّ -يا أُمَّةَ الإسلامِ- مظهرٌ عمليٌّ للأخوة الإسلاميَّة، ووحدة الأمة الإسلامية؛ حيث يجتمع المسلمون لأداء هذه العبادة كما أدَّاها رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وعلى آله وسلَّم تسليمًا كثيرًا-، ويحصل بهذا التجمع من أفعالِ اقتداءٍ وعبرةٍ وتذكرةٍ، وتعظيم شعائر الله...

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله، الحمد لله الملك العلَّام، الذي فرَض على العباد حجَّ بيته الحرام، ونوع العبادة فشرعه بعد الصيام، وجعله سببًا لرفع الدرجات، ومحو الذنوب والآثام، نحمده ونشكره على جميع الإفضال والإنعام، ونستغفره من الكبائر والآثام، ونشهد ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، ذو الجلال والإكرام، شهادة تخالط القلوب والأجسام، ولا يلحقها انفصال ولا انصرام، ونشهد أنَّ سيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه، المبعوث إلى كافَّة الأنام، والمبين لأركان الإسلام؛ من صلاة وزكاة، وحج وصيام، فأقام لأمته الحق واستقام، -صلى الله عليه وسلم-، وعلى آله البررة الكرام، وصحابته الأئمة الأعلام، صلاةً وسلامًا دائمين ما توالت الليالي والأيام.

 

أما بعدُ: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله -عز وجل-، بامتثال ما أمَر، وباجتناب ما نهى عنه وزجَر، واعلموا -عباد الله- أن الله مطَّلع على أعمالكم، فيما تُسِرُّون وما تُعلِنُون، فاستدرِكوا بالتوبة، والأعمال الصالحة، ما فرطتُم فيه وأضعتُم، وأَعِدُّوا بالأعمال الصالحة زادًا كافيًا للسفر وراقِبُوه، واسلكوا بالنفوس مسالكَ الاعتبار، واحملوها على مراكب الاصطبار، وانتذِرُوا قبلَ ألَّا ينفع الانتذارُ.

 

أيها الناسُ: في كل عامٍ ومع اقتراب شهر ذي الحجة، تهفو أفئدةٌ مؤمنةٌ كثيرةٌ إلى بيت الله الحرام، وتتوق للحجِّ إليه، إنها تحلم برؤية البيت العتيق، الذي بارَكَه اللهُ -عز وجل- واختصَّه بالخير، وأغدَق عليه وعلى مَنْ حجَّ إليه، سحائبَ رحمتِه وفيضَ غفرانِه وأمنِه وكرمِه؛ استجابةً لدعوة إبراهيم الخليل -عليه الصلاة والسلام- إلى ربه: (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ)[إِبْرَاهِيمَ: 37].

 

عبادَ اللهِ: الحج إلى بيت الله الحرام فرضُ عينٍ على كل مسلم ومسلمة مرةً واحدةً في العمر كله، لِمَنِ استطاعَ إلى ذلك سبيلًا، ومَنِ استطاع أن يحج فلم يفعل كان عاصيًا آثمًا، وهو على خطر عظيم، قال الله -تعالى-: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)[آلِ عِمْرَانَ: 97].

 

وما ينبغي ذِكْرُه في هذا المقام التنبيه إلى البيان الشرعي لهيئة كبار العلماء في المملكة العربيَّة السعوديَّة، الداعي إلى عدم جواز الحج بلا تصريح، مدعَّمًا ذلك البيانُ المباركُ بالأصول العامَّة للشريعة، والقواعد الفقهيَّة الكليَّة التي تُقرِّر وجوبَ دفع الضرر قبل وقوعه وبعدَ وقوعه، وتقديمَ درء المفاسد على جلب المصالح، وتحمُّلَ الضرر الخاص لدفع الضرر العامّ، والاعتبار بالمآلات المترتِّبة على الأفعال إقدامًا وإحجامًا، ووجوب طاعة وليّ الأمر في المعروف وحرمة مخالَفته، فضلًا عن مراعاة المصالح الضروريَّة الخمس: (النفس، والدِّين، والعِرْض، والمال، والعقل)التي جاءت الشريعة الغَرَّاء لحفظها، وإثباتها، وإبعاد كلِّ ما يُخِلّ بها، أو يجعلها تختلّ أو تتعطل، كما هو الحال في الأضرار الجسيمة والمخاطر المتعدِّدة المترتبة على عدم الالتزام باستخراج التصريح بالحج في هذا العصر.

 

والحجُّ -يا أُمَّةَ الإسلامِ- مظهرٌ عمليٌّ للأخوة الإسلاميَّة، ووحدة الأمة الإسلامية؛ حيث يجتمع المسلمون لأداء هذه العبادة كما أدَّاها رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وعلى آله وسلَّم تسليمًا كثيرًا-، ويحصل بهذا التجمع من أفعالِ اقتداءٍ وعبرةٍ وتذكرةٍ، وتعظيم شعائر الله؛ فالمسلمُ حين يقف في هذه المشاعر المقدَّسة يستشعر الحقائقَ التي كانت وقعَتْ فيها، ومنها: قصة إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- وزوجِه هاجرَ حين قالت: "إلى مَنْ تتركنا؟ قال: إلى الله"، قالت: "إِذَنْ لا يُضيعنا اللهُ".

 

وقصة الرضيع الذي يفحص بقدميه من العطش، وأمُّه تسعى بين الصفا والمروة؛ طلبًا للغوث حتى أتمَّت سبعةَ أشواط، فنبَع الماءُ من تحت قدم الرضيع إسماعيل -عليه الصلاة والسلام-، وقصةُ بناءِ البيتِ ورفعِ القواعدِ على التوحيد والإيمان الخالص لله وحدَه لا شريك له، وقصة مُقدِّمات النبوة المُحمديَّة وإرهاصاتها العجيبة، ثم قصة النبوة والرسالة، والدعوة والأذى والصبر والتحمل والهجرة ثم الفتح والانتصار؛ فالمسلم حينَ يقف في هذه المواقف، ويستشعرُ هذه الحقائقَ يحسُّ بالقرب مِنَ اللهِ عندَ بيتِه الحرامِ، تحومُ حولَه هذه المعاني، وهذه العبرة والتذكرة فتسيطر على مشاعره وأحاسيسه؛ فلا يرى حولَه إلا توحيدَ الله وإخلاصَ العبادة له، فيُحاسِب نفسَه على أفعاله في عمره، وهل صرَف شيئًا مما يجب لله لغير الله، فيتوب ويرجع بقلب سليم، وعملٍ صافٍ، وعقيدةٍ نقيةٍ طاهرةٍ.

 

وكل هذه الحِكَم والأهداف تدور حولَ المعنى الذي يربط الإنسانَ بخالقه، ويصل أهلَ الأرض برب السماء والأرض، فهو المعنى الذي يليق بالناس أن يجتمعوا عليه دائمًا، لتطهير القلوب من أدناس الشرك، والأعمال من أرجاس الوثنية، تلك العقيدة التي تتوارى في ظلها فوارقُ الأجناس والألوان واللغات والأقطار والطبقات، وتبرُز حقيقةُ العبودية والأُخُوَّة؛ فالجميع بلباس واحد، يعبدون إلهًا واحدًا لا إله إلا هو، يجدون قوةَ الوحدة، وفائدةَ التضامُن تحتَ راية الإيمان، وداعى هذا التجمع قوله -تبارك وتعالى-: (وَأَذِّنْ في النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)[الْحَجِّ: 27].

 

والقاعدة الأساسيَّة لهذا اللقاء هي قوله -سبحانه وتعالى-: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا)[الْحَجِّ: 26]، لا في قليل ولا في كثير، لا في قول ولا في عمل، لا في مسيرة ولا في هتاف، إنما هو تجريدُ القصدِ والعملِ لله وحدَه، وتركُ كلِّ ما سواه، فلا يُعبَد إلا اللهُ، ولا يُدعى إلا اللهُ، ولا يُذكَر إلا اسمُ اللهِ تهليلًا وتكبيرًا، وتسبيحًا وتحميدًا، وتلبيةً وخضوعًا، في هدوء وخشوع، وسَكِينة ووقار، وفي ذُلٍّ وانكسارٍ.

 

واحذَرْ كلَّ الحذر أن تصرف شيئًا من حقه إلى سِواه؛ فإنَّ ذلك انحطاطٌ من علياء الإيمان، إلى حضيض الشرك، والعياذ بالله.

 

والحجُّ -يا عباد الله- موسمٌ كبيرٌ لكسب الأجور، وتكفير السيئات، يقف فيه العبدُ بين يدَيْ ربِّه مُقِرًّا بتوحيده، معترِفًا بذنبه وعجزه عن القيام بحقِّ ربِّه، فيرجع من الحجِّ نقيًّا من الذنوب كيومِ ولدَتْه أمُّه.

 

ووصيتي لكم -حُجَّاجَ بيت الله الحرام- أن تحرصوا على أن يكون حجكم مبرورًا، قال صلى الله عليه وسلم: "والحجُّ المبرورُ ليسَ له جزاءٌ إلا الجنةُ"(رواه البخاري)، والحج المبرور هو الذي لا تُخالطه معصيةٌ، لا رفثَ ولا فسوقَ ولا جدالَ ولا أَشَرَ ولا بَطَرَ ولا رياءَ ولا سمعةَ.

 

 واتقِ اللهَ أخي الحاج، واعلم أن الله -تبارك وتعالى- يُراقِبُكَ في جميع أوقاتك، وفي كل أحوالك، واعلَمْ أنكَّ خُدمتَ وكُفيت، فلقد بذلت المملكة العربيَّة السعوديَّة، حاميةُ الحرمين الشريفين، كلَّ طاقاتها الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة والتوجيهيَّة والإرشاديَّة لتوفير الراحة لحُجَّاج بيت الله الحرام ولزُوَّار مسجدِ رسولِه -صلى الله عليه وسلم-، فيؤدِّي الحاجُّ مناسكَ حَجِّه في أمنٍ واستقرارٍ، ورخاءٍ وراحةٍ نفسيةٍ، فلم يبقَ لأحدٍ كائنًا مَنْ كان أيُّ مجال للفسوق والجدال، والخلاف والشقاق والتشويش والفوضى، وإشغال الحُجَّاج عن أعمال الحج، وعن طاعة الله -عز وجل-، ولم يبقَ مجالٌ لانتهاكِ حرمةِ البقاعِ المقدَّسةِ بالتجمعات والهتافات غيرِ المشروعة وإيذاء المسلمينَ عندَ بيت ربِّ العالمينَ، وعندَ مسجدِ سيدِ المرسلينَ -عليه الصلاة والسلام-.

 

والله -تبارك وتعالى- يغار على حرماته، ويحمي مقدَّساته، ويحرس وُفُودَه، وينصُر عبادَه الذين جعلَهم في خدمة الحرمين الشريفين، فليس للمفسد إلا الفشلُ والخزيُ والعقوبةُ من الله -جل جلاله-، والبُغض من الناس؛ (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ)[الْحَجِّ: 25]، فاتقوا الله -عباد الله-، وعظِّموا شعائرَ اللهِ، وعظِّموا حرماتِه، وأدُّوا فريضةَ الحجِّ بسكينة وإخلاص.

 

اللهمَّ يسر لحجاج بيتك الحرام أمورهم واحفظهم، وأعنهم على أداء نسكهم، وتقبَّل منهم، ورُدَّهم إلى أوطانهم سالمينَ غانمينَ يا ربَّ العالمينَ، وأصلِحْ شئونَهم، وظلِّلْهم بالغمام، وأرسِلْ لهم نسيمًا باردًا، وزِدْهُم مِنَ الفضلِ والإنعامِ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ في الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ)[الْبَقَرَةِ: 197].

 

نفعني الله وإيَّاكم بكتابه المبين، وبسنة نبيه المصطفى الأمين، وجعلني وإيَّاكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، آمين، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله الذي خصَّنا بالكثير من مواسم الخيرات، وأمَرَنا باغتنامها لجَنْيِ الحسناتِ، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، شهادةً ننال بها التوفيقَ إلى الطاعات، وأشهد أنَّ سيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه، خير مَنْ تقرَّب إلى الله بالقُرُبات، صلى الله وسلم عليه، وعلى آله وأصحابه، ومَنِ اقتفى أثرَهم حتى نلقاهم في روضات الجنات.

 

أما بعدُ: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله -عز وجل-؛ فتقوى الله ما جاوزَتْ قلبَ عبدٍ إلا أدرَك مُناهُ؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)[الْأَنْفَالِ: 29].

 

عبادَ اللهِ: ألَا وأنَّكم في استقبال عشر ذي الحجة المبارَكات، التي أقسَم اللهُ بلياليها في القرآن العظيم، وأيامٍ عظَّم اللهُ شأنَها في مُحكَم ذلك الخطاب، فقال جلَّ شأنُه: (وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ)[الْفَجْرِ: 1-2]، وقال -صلى الله عليه وعلى آله وسلَّم تسليمًا-: "ما مِنْ أيامٍ العملُ الصالحُ فيها أحبُّ إلى اللهِ -عز وجل- من هذه العشر، قالوا: يا رسولَ اللهِ، ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ؟ قال: ولا الجهادُ في سبيل الله، إلا رجلٌ خرَج بنفسِه ومالِه، ثم لم يَرْجِع من ذلك بشيء"(أخرجه البخاري).

 

وأخرج الإمام مسلم عن أُمِّ سلمةَ -رضي الله عنها-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا دخل العشر وعنده أضحية، يريد أن يضحي، فلا يأخذنَّ شَعرًا، ولا يقلمنَّ ظفرا"، فأين المسارعون إلى قيامها وصيامها؟ والمتسابقون فيها إلى الأعمال الصالحة واغتنامها، فاستنشِقُوا -وفَّقَكم اللهُ- نفحاتِ الخير وتنسَّمُوها، وتعرَّضوا لنفحات رحمة الله كلَّما ألمَّت، واغتنِموها فإنَّها أيامٌ غزيرٌ فضلُها، عزيزٌ في الرغائب مِثْلُها، فالدعوات فيها مقبولة، والرغائب فيها مبذولة.

 

عبادَ اللهِ: أكثِرُوا من الصلاة والسلام على ملاذ الورى في الموقف العظيم يوم القيامة، نبينا وشفيعنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليمًا، وارض اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين، وعن سائر الصحب أجمعين، وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

 

اللهمَّ انفعنا بمحبتهم، واحشرنا يا الله في زمرتهم، ولا تُخالِفْ بنا عن سُنَّتهم وطريقتهم يا أكرمَ الأكرمينَ.

 

اللهمَّ أَيِّدِ الإسلامَ والمسلمينَ، وأَعْلِ بفضلِكَ كلمةَ الحق والدين، اللهمَّ أَيِّدْ بالحق والتوفيق والتسديد إمامَنا ووليَّ أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز نصره الله، تلقى الله داءه بدوائه، ووجه وفد السلامة إليه، وجعل علته ماحية لذنبه، مضاعفة لثوابه، ووفقه لما تحب وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى، وارزقه البطانة الصالحة، وأعز به دينك، وأَعْلِ به كلمتَكَ، واجعله نصرة للإسلام والمسلمين، واجمع به كلمة المسلمين على الحق والهدى يا ربَّ العالمينَ، اللهُمَّ وفقه وولي عهده وإخوانه وأعوانه للحق والهدى، وكل ما فيه صلاح البلاد والعباد، اللهمَّ وفق ولاة أمور المسلمين، للعمل بكتابك وبسنة نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم-، واجعلهم رحمة لعبادك المؤمنين، واجمع كلمتهم على الحق يا ربَّ العالمينَ، وأسبل اللهمَّ سترك على بلادنا، وجميع بلاد المسلمين.

 

اللهمَّ إنَّا نعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وبك منك لا نحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك، اللهُمَّ لا تعاقبنا بسيئات أعمالنا، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، واكفنا كل أمر يهمنا، وكن لنا مؤيدًا وناصرًا .

 

اللهمَّ إنَّا نسألك فرحة تغمر قلوبنا بتحرير القدس من أيدي الصهاينة الغاصبين، وفرحة بانتصار المسلمين في كل مكان على أعدائهم الظالمين.

 

اللهمَّ انصر جنودنا على الحدود، اللهُمَّ سدد رميهم، وثبت أقدامهم، وانصرهم على عدوك وعدوهم أجمعين، اللهُمَّ إنَّا نستغفرك إنك كنت غفَّارًا، فأرسل السماء علينا مدرارًا، اللهُمَّ أغثنا، اللهمَّ إنَّا خلق من خلقك، فلا تمنع عَنَّا بذنوبنا فضلك.

 

 (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)[الْبَقَرَةِ: 127]، (وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)[الْبَقَرَةِ: 128]، (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصَّافَّاتِ: 180-182].

 

 

المرفقات

وصايا للقلوب المؤمنة في البقاع الطاهرة.doc

وصايا للقلوب المؤمنة في البقاع الطاهرة.pdf

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات