عناصر الخطبة
1/رمضان موسم طاعة وعبادة وأجر عظيم 2/مراسم استقبال رمضان عبادة وامتنان 3/التحذير من طاعة الشيطان في رمضان وغيره من الأزمان 4/وصايا للاستفادة من شهر رمضاناقتباس
هنيئًا لمن أدركه رمضان، فاغتنم فرصته فكان من المقبولين الفائزين، هنيئًا لمن أدركه رمضان فصامه إيمانًا واحتسابًا فدخل الجنة، هنيئًا لمن أدركه رمضان فقامه إيمانًا واحتسابًا فدخل الجنة، هنيئًا لمن قام ليلةَ القدرِ، التي هي خير من ألف شهر، فغُفر له ما تقدَّم مِنْ ذنبِه...
الخطبة الأولى:
الحمد لله، الحمد لله الذي جعَل لمن تاب إليه سبيلًا، ولمن أناب إليه مستقرًّا وأحسن مقيلًا، ولمن نشأ في عبادته ظلًّا ظليلًا؛ (فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا)[الْمُزَّمِّلِ: 19]، أشهد ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له تعظيمًا وتبجيلًا، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه وكفى به إمامًا ودليلًا، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أمَّا بعدُ: فإن خير الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد بن عبد الله، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ في النار.
عبادَ اللهِ: طاعةُ اللهِ خيرُ مَغنَمٍ ومكسبٍ، ورضاه خير ربح ومطلب، والجنة حفت بالمكاره، وحفت النار بالشهوات؛ (وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ)[آلِ عِمْرَانَ: 185]، فاتقوا الله فيما أمر، وكفوا عمَّا نهى عنه وزجر؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)[الْحَشْرِ: 18].
أيها الناسُ: إن من نعم الله وفضله، ومنحه وعطائه، أن شرع لعباده مواسم للخير والطاعات، وضاعَف لهم فيها الثواب والأجر على العبادات، وحثهم على اغتنام الفُرَص وإعمار الأوقات، والتعرض للنفحات، والمسارعة إلى الطاعات؛ (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ)[الْبَقَرَةِ: 148]، (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ)[آلِ عِمْرَانَ: 133]، عن محمد بن مسلمة الأنصاري -رضي الله عنه- قال: "قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن لربكم -عز وجل- في أيام دهركم نفحات فتعرضوا لها، لعل أحدكم أن تصيبه منها نفحة لا يشقى بعدها أبدًا"(رواه الطبراني).
عبادَ اللهِ: قد أقبَل عليكم شهرُ رمضانَ، أفضلُ الأوقات، وأعظمُ مواسم الطاعات، شهرُ عبادة وتوبة واستغفار، شهر طاعة وإنابة وانكسار، شهر عزوف عن الدنيا وإقبال على الآخرة، شهر عزوف عن الشهوات والملذَّات، وإقبال على العبادة والطاعات، فجددوا العهد مع الله، وحاسِبُوا أنفسَكم قبل أن تُحاسَبُوا، (وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ في جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)[الزُّمَرِ: 54-85].
أيها المسلمون: استقبِلُوا شهرَ رمضانَ استقبالَ الفرحين بفضل الله ونعمته، الراجين لمغفرته ورحمته، لا استقبال العابثين المستهترين المستهزئين بحرمته؛ (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)[يُونُسَ: 58].
استقبِلُوا شهرَ رمضانَ بما يستحقه من التعظيم والهيبة والتوقير؛ فإنَّه بذلك جدير؛ (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ)[الْحَجِّ: 30]، (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)[الْحَجِّ: 32].
استقبِلُوا شهرَ التوبة بالتوبة، وشهر الجود بالجود، وشهر القرآن بالقرآن، وشهر الدعاء بالدعاء، وشهر الطاعة بالطاعة، وشهر الرحمة بالرحمة، عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال يومًا وقد حضر رمضان: "أتاكم شهر بركة يغشاكم الله فيه، فتنزل الرحمة، وتحط الخطايا، ويستجيب فيه الدعاء، ينظر الله إلى تنافسكم، ويباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيرًا، فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله -عز وجل-"(رواه الطبراني)، وعن أنس -رضي الله عنه- قال: "ارْتَقَى النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى الْمِنْبَرِ دَرَجَةً فَقَالَ: "آمِينَ"، ثُمَّ ارْتَقَى الثَّانِيَةَ فَقَالَ: "آمِينَ"، ثُمَّ ارْتَقَى الثَّالِثَةَ فَقَالَ: "آمِينَ"، ثُمَّ اسْتَوَى فَجَلَسَ، فَقَالَ أَصْحَابُهُ: عَلَامَ أَمَّنْتَ؟ قَالَ: "أَتَانِي جِبْرِيلُ فَقَالَ: رَغِمَ أَنْفُ امْرِئٍ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصِلِّ عَلَيْكَ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ، فَقَالَ: رَغِمَ أَنْفُ امْرِئٍ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ فَلَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ، ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ، فَقَالَ: رَغِمَ أَنْفُ امْرِئٍ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ"(رواه أحمد)، فحريٌّ بالمؤمنين أن يبادروا ويتنافسوا فيه على طاعة الله، فيا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر.
عبادَ اللهِ: اللهَ اللهَ دونَكم شهر رمضان، فيه تُحطُّ الرحالُ، وتُعلَّق الآمالُ، فاجتهِدُوا في الأعمال، وأصلِحُوا الحالَ يصلح اللهُ لكم المآلَ؛ (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)[الْمُزَّمِّلِ: 20].
أيها المسلمون: إن الشيطان عدو لكم فاتخذوه عدوًّا، وإنه لَيبذل وسعه في مواسم الخير وفضائل الأوقات؛ لِيُضِلَّ الناسَ عن الْهُدَى، ويحول بينهم وبين نفحات الرحمة والمغفرة، ويصدهم عن طاعة ربهم، ويفوت عليهم الخير الكثير، فالكيس من دان نفسه وحاسبها وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني، فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا؛ فإنَّه أهون في الحساب غدًا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر؛ (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ)[الْحَاقَّةِ: 18].
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ * فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا * وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا * وَيَصْلَى سَعِيرًا)[الِانْشِقَاقِ: 6-12].
بارَك اللهُ لي ولكم في القرآن والسُّنَّة، ونفعنا بما فيهما من الآيات والحكمة، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله فاستغفِروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد ألَّا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له تعظيمًا لشانه، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أيها الناسُ: استعِدُّوا لشهر رمضان؛ فإنَّه شهر طاعة وعبادة، شهر توبة وإنابة، يتطلب استقبالُه تنظيم الوقت، وتهيئة النفس والاستعداد، والإخلاص والعزم والجهاد، وإن من أهم ما يستعان به على استقبال رمضان التوبة من الزلات، والاستغفار من الذنوب والخطيئات، والتخلص من الحقوق والتبعات، والابتعاد عن الشبه والشهوات، فاتقوا الله -عباد الله- وبادِرُوا بالتوبة والاستغفار.
هَلُمُّوا إلى الله الرحيم الغفار، هَلُمُّوا إلى الله الكريم المنان، هَلُمُّوا إلى الله الرحيم الرحمن، أقلعوا عن الخطايا والمآثم، وأدوا الحقوق والمظالم، وأصلحوا ما فسد بإخلاص وعزائم، فباب التوبة مفتوح، والله -تعالى- يبسط يده بالليل ليتوب مسيئ النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيئ الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها، ومن ظن أن ذنبًا لا يسعه عفو الله، فقد ظن بربه ظن السوء، فأحسنوا الظن بالله وأبشروا، فإن الله -تعالى- كريم منان، واسع الفضل والإحسان، ذو الجود والفضل والامتنان، أحسنوا الظن بالله وأبشروا، فإن الله -تعالى- سميع قريب، بصير مجيب، غفور شكور حليم، عفو رؤوف رحيم.
أحسِنُوا الظنَّ بالله وأبشِرُوا، فإن الله -تعالى- بَرٌّ توابٌ، عظيمٌ وهَّابٌ، الملك القدوس السلام، مالك الملك ذو الجلال والإكرام، لا يضيع أجر من أحسن عملًا، ولا يخيب من رجاه ومن سأله، يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء، لا ينفد ما عنده ولا يفنى، يغفر لمن يشاء، ويرحم من يشاء، ويتوب على من أساء، ويفرح بتوبة عبده ويقبل عليه، فإذا تقرب منه العبد شبرًا تقرب إليه ذراعًا؛ (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ * وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ)[الشُّورَى: 25-26]، فاحذروا عباد الله من الغفلة؛ فإنَّها داء عضال، ومقت ووبال، تقطع الصلة بين العبد وربه، فلا يشعر بإثمه، ولا يقلع عن وزره، ولا يتوب من ذنبه، فلا يعرف معروفًا، ولا ينكر منكرًا، تمر به مواسم الخير وفضائل الأوقات، وهو في سبات الغفلة لم ينتبه، يبصر فلا يعتبر، ويوعظ فلا ينزجر، ويذكر فلا يدكر؛ (وَاذْكُرْ رَبَّكَ في نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ)[الْأَعْرَافِ: 205].
هنيئًا لمن أدركه رمضان، فاغتنم فرصته فكان من المقبولين الفائزين، هنيئًا لمن أدركه رمضان فصامه إيمانًا واحتسابًا فدخل الجنة، هنيئًا لمن أدركه رمضان فقامه إيمانًا واحتسابًا فدخل الجنة، هنيئًا لمن قام ليلةَ القدرِ، التي هي خير من ألف شهر، فغُفر له ما تقدَّم مِنْ ذنبِه، فنسألك ربنا أن تبلغنا رمضان.
اللهمَّ بلغنا رمضان، وأعنا فيه على الصيام والقيام، واكتب لنا فيه الحظ الأوفر، ورضاك الأكبر، وعفوك ومغفرتك ورحمتك، اللهمَّ اجعلنا فيه من الفائزين، اللهمَّ اجعلنا فيه من الفائزين، ومن الصائمين القائمين، ومن الأوابين التوابين، ومن القانطين المستغفرين.
اللهمَّ لا تحرمنا فضلَه، وارزقنا فيه الخير كله، واهدنا فيه إلى أسباب الفوز، اللهمَّ اهدنا وحبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكَرِّهْ إلينا الكفرَ والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين، اللهمَّ إنَّا نسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهمَّ إنَّا نسألك العفو والعافية في ديننا ودنيانا، وأهلنا وأموالنا، اللهمَّ استر عوراتنا، وآمِنْ روعاتنا، واكلأنا بحفظك ورعايتك يا ربَّ العالمينَ.
اللهمَّ أعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، وانصُرْ عبادَكَ الموحِّدينَ، واجعل اللهمَّ هذا البلد آمِنًا مطمئنًا وسائرَ بلاد المسلمين، اللهمَّ أصلح أحوال المسلمين وأمِّنْهُم في أوطانهم، واجمع شملهم، ووحد كلمتهم على الحق، وألف بين قلوبهم، وأصلح ذات بينهم، اللهمَّ وجنبهم الخلاف والفتن، ما ظهر منها وما بطن، اللهمَّ آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهمَّ وليَّ أمرنا خادمَ الحرمينِ الشريفينِ بتوفيقِكَ، وأيِّده بتأييدِكَ، وأعز به دينك، وألبسه ثوب الصحة والعافية يا ربَّ العالمينَ، اللهمَّ وفِّقه ووليَّ عهدِه لما تحبُّ وترضى، يا سميعَ الدعاءِ.
اللهمَّ تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، اللهمَّ صل على محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم