عناصر الخطبة
1/معنى الإسلام وحقيقته 2/خطورة الدعوة إلى وحدة الأديان 3/زيارة البابا الأخيرة لسوريا 4/حقيقة دعوة وحدة الأديان وآثارها 5/حكم الدعوة إلى وحدة الأديان 6/ماذا يجب على المسلمين تجاه هذه الدعوة؟اقتباس
إنّ دعوة وحدة الأديان في حقيقتها: دعوة لقصر المد الإسلامي واحتوائه. دعوة إلى نزع الإيمان من قلوب المسلمين ووأده. دعوة إلى حلِّ الرابطة الإسلامية بين العالم الإسلامي في شتى بقاعه لإحلال الأخوة البديلة اللعينة "أخوة اليهود والنصارى". دعوة إلى كفّ أقلام المسلمين وألسنتهم عن تكفير اليهود والنصارى وغيرهم ممن لم يدينوا بالإسلام.
الخُطْبَةُ الأُولَى:
أما بعد: فإن الإسلام -عباد الله- قد ورد في القرآن على معنيين، معنى عام ومعنى خاص، والمعنى العام يدخل فيه كل أمة متبعة لنبي من أنبياء الله الذي بعث فيهم، فيكونون مسلمين، حنفاء على ملة إبراهيم بعبادتهم لله وحده، واتباعهم لشريعة من بعثه الله فيهم، قال -تعالى-: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ)[آل عمران: 19]، وقال -تعالى-: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ)[النحل: 36]، وقال -تعالى-: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ)[الأنبياء: 25].
فأصل دين الأنبياء واحد، وهو التوحيد، وشرائعهم مختلفة، قال -تعالى-: (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا)[المائدة: 48]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "الأنبياء إخوة لعلاَّت أمهاتهم شتى، ودينهم واحد"(أخرجه البخاري).
وأما المعنى الخاص، فلا يدخل فيه إلا من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وهذا الإسلام بالمعنى الخاص -عباد الله- الذي جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم- قد نسخ جميع الشرائع السابقة، وأبطلها، فمن آمن به وصدَّقه، فقد آمن بالله ورسله، ومن كفر به فقد كفر بالله ورسله، قال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا * أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا)[النساء: 150-151].
وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق، والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل"(متفق عليه).
عباد الله: ألا وإن من مقتضيات هذا الإيمان، الإيمان بأنه ليس هناك إلا إسلام وكفر، ولا طريق إلى الجنة، والنجاة من النار إلا باتباع نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- والدخول في الإسلام، وأي طريق غير هذا الطريق فهو موصل إلى النار، قال -صلى الله عليه وسلم-: "والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار"(رواه مسلم).
فكيف يمكن بعد ذلك -أيها الإخوة المؤمنون- أن يقال: إن اليهودية والنصرانية والإسلام كلها طرق تؤدي إلى الله؟!
عباد الله، أيها الإخوة المؤمنون، يا أتباع محمد -صلى الله عليه وسلم-:
قبل عدة سنوات قامت دعوة آثمة نصرها وللأسف بعض رجالات هذا الدين الإسلامي من علماء ومفكرين ودعاة، تلكم الدعوة الآثمة هي الدعوة إلى وحدة الأديان السماوية، ورفعوا لهذه الدعوة شعارات برَّاقة خدَّاعة، وهي "الإخاء الديني، الصداقة الإسلامية المسيحية، توحيد الأديان الثلاثة، الديانة العالمية"، ونشطت هذه الدعوة وامتدت امتدادًا مكَّن البابا في سنة 1986م في السابع والعشرين من شهر أكتوبر في قرية أسيس بإيطاليا أن يقيم صلاة مشتركة من ممثلي الأديان الثلاثة، مسلمين ويهود ونصارى، وسميت هذه الصلاة بصلاة روح القدس، وهي أول مرة يؤم فيها كافر مسلمًا.
ليقدم البابا نفسه للعالم بهذه الصلاة بأنه القائد الروحي للأديان جميعًا، وأنه حامل رسالة "السلام العالمي" للبشرية، ويعلن بعدها أن يوم سبع وعشرين أكتوبر هو عيد لكل الأديان.
عباد الله، أتباع محمد -صلى الله عليه وسلم-:
إن دعوة وحدة الأديان دعوة إلى إلغاء الفوارق الدينية بين الناس، فليس هناك مؤمن وكافر، الكل يدخل تحت وحدة الإخاء الإنساني، وينادي أصحاب هذه الدعوة إلى ضرورة طباعة التوراة والإنجيل والقرآن في غلاف واحد، وإلى بناء مسجد وكنيسة ومعبد في مكان واحد.
ولقد تسربت هذه الدعوة إلى ديار الإسلام، وطاشت بها أحلام، وعملت من أجلها أقلام، وفاهت بتأييدها أفواه، وانطلقت بالدعوة إليها ألسن من بعد أخرى، وعلت الدعوة بها سدَّة المؤتمرات الدولية، وردهات النوادي الرسمية والأهلية.
عباد الله، أتباع محمد -صلى الله عليه وسلم-:
إن لهذه الدعوة المشؤومة آثارًا كفيلة بزعزعة الإسلام في قلوب أهله، لا تنتهي بهم إلا إلى الدرك الأسفل من النار، من تلكم الآثار:
1- هدم عقيدة الولاء والبراء عند المسلمين، بل وإزالة شيء اسمه دين من اعتقاد المرء.
2- تصحيح مذاهب الكافرين والسكوت عليها.
3- السماح بالدخول في اليهودية والنصرانية دون أي حرج.
4- إلغاء الفارق العظيم بين المسلمين وغيرهم، والذي عليه محور الصراع بين الحق والباطل.
5- جعل دين الإسلام كسائر الأديان المحرَّفة من حيث اتباعه، وأنه لا ميزة له على سائر الأديان.
6- هدم الإسلام في قلوب أصحابه لأن الذي يرضى أو يدعو إلى وحدة الأديان، يمسخ عن دينه، ولا يتنازل أولئك عن دياناتهم، لأنهم هم الذين يرعون الدعوة إلى وحدة الأديان.
7- عدم الدعوة إلى الإسلام، لأن المسلم إذا أراد أن يدعو إلى دينه فإنه مضطر لبيان حال الكافرين ضرورة شرعية وضرورة كونية، وإذا لم يفعل ذلك وأقر بجواز الدخول في أي دين فإنه لم يعد داعيًا إلى الإسلام بحقيقته التي أنزله الله على نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- عليها.
8- تمهيد السبيل للتنصير أن يتغلل كيفما شاء في بلاد المسلمين.
عباد الله: إن زيارة البابا الأخيرة لسوريا، البلد الذي ينبض بالتوحيد وتصدع منائره بالأذان، وزيارته للجامع الأموي الذي هو حصن من حصون الإسلام، يُعدُّ مظهرًا من مظاهر هذه الدعوة ولا شكّ، بل إنّ دعوته -عليه من الله ما يستحق- أصحاب الأديان الموجودة الآن بالشام إلى ضرورة التعايش السلمي، ما هي إلاّ دعوة جريئة ووقحة إلى توحيد الأديان ومبدأ الإخاء الديني الإنساني.
ألا وإن كثيرًا من المسلمين البسطاء لينظرون إلى زيارة البابا "رمز السلام العالمي" المشؤومة أنها ستكون فرصة للفت أنظار العالم كله إلى ما يجري في فلسطين، ويرجو هؤلاء المساكين من البابا أن يتخذ موقفًا إيجابيًا تجاه ما يحدث للفلسطينيين من اليهود. ناسين أو متناسين أن هذا البابا رأس الكنيسة الكاثوليكية، ودعاة توحيد الأديان من خلفه، هم أبناء أصحاب محاكم التفتيش في إسبانيا التي مارست مع المسلمين أفظع وأشنع سبل التعذيب، هم أبناء أصحاب المذابح المشهورة عبر التاريخ قديمًا وحديثًا، أبناء أصحاب مذبحة معرَّة النعمان، هم أبناء الذين قادوا الحملات الصليبية على المشرق الإسلامي التي قتل فيها الآلاف من المسلمين، وسبي فيها ما لا يحصى من نسائهم.
هم أصحاب المذابح الجماعية في البوسنة والهرسك، هم أصحاب الجرائم التي لا تجد لها وصفًا لائقًا في قواميس لغات العالم أجمعها. هم أصحاب مجازر كوسوفا وإندونيسيا، والشيشان، هم أبناء من باركوا أصحاب مذبحة صبرا وشاتيلا، هم من باركوا ودعموا أصحاب مذبحة الحرم الإبراهيمي، وقصف المخيمات الفلسطينية، هم من دعموا قتلة الأطفال، وباركوا قتل محمد الدُّرة والطفلة الفلسطينية الرضيعة: إيمان حجو.
أيُرْجَى من هؤلاء الذئاب القتلة أن يكونوا سببًا في الرحمة؟!، إن الذي حمل البابا على هذه الزيارة عدم اكتفائه بأن يُسلب المسلمون أرضهم، فأراد أن يسلبهم دينهم فيخسروا الدنيا والآخرة. قال -تعالى-: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ)[البقرة: 120].
إنّ دعوة وحدة الأديان في حقيقتها: دعوة لقصر المد الإسلامي واحتوائه. دعوة إلى نزع الإيمان من قلوب المسلمين ووأده. دعوة إلى حلِّ الرابطة الإسلامية بين العالم الإسلامي في شتى بقاعه لإحلال الأخوة البديلة اللعينة "أخوة اليهود والنصارى". دعوة إلى كفّ أقلام المسلمين وألسنتهم عن تكفير اليهود والنصارى وغيرهم ممن لم يدينوا بالإسلام.
ألا نُكفِّر مَن كفرَّه الله، قال -تعالى-: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ)[المائدة:17]، وقال -تعالى-: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ)[المائدة: 73]، وقال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ)[البينة: 6].
دعوة إلى كفّ المسلمين عن ذروة سنام الإسلام الجهاد في سبيل الله، قال -تعالى-: (قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ)[التوبة: 29].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني الله وإياكم بهدي سيد المرسلين.
الخطبة الثانية:
أما بعد: عباد الله -أتباع محمد -صلى الله عليه وسلم-:
إن الدعوة إلى وحدة الأديان، دعوة إلى الكفر الذي لا يكون معه إيمان، قال القاضي عياض: "ولهذا نُكِّفر مَن دان بغير ملة المسلمين من الملل، أو وقف فيهم أو شك، أو صحح مذهبهم، وإن أظهر مع ذلك الإسلام واعتقده، واعتقد كل مذهب سواه، فهو كافر بإظهاره ما أظهر من خلاف ذلك".
وقال ابن تيمية: "ومعلوم بالاضطرار من دين المسلمين وباتفاق جميع المسلمين أن من سوّغ اتباع غير دين الإسلام، أو اتباع شريعة غير شريعة محمد فهو كافر، وهو ككفر من آمن ببعض الكتاب وكفر ببعض الكتاب"(مجموع الفتاوى 28/524).
ألا وإن الواجب على المسلمين الحذر والتيقظ من مكائد أعدائهم، وليعلم كل مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، أنه لا وِفَاق ولا التقاء بين أهل الإسلام وأهل الكتاب من يهود ونصارى إلا بأن يعملوا بقول الله -تعالى-: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 64].
وقوله -تعالى-: (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)[الأعراف: 158].
كيف نرضى -عباد الله- بدعوة البابا الكاثوليكي إلى ضرورة إيجاد نقاط الالتقاء والوفاق بين الإسلام والنصرانيّة حتى يحصل التعايش السلمي بين الديانتين، وتنشأ الرابطة الأخوية بين أصحاب الملتين.
أيحصل -يا أتباع محمد - التقاء ووفاق مع الذين يفترون على الله -تعالى وتقدس عمّا يقولون- فرية عظيمة جدًّا، فيزعمون أنّ عيسى -عليه السلام- ابن الله، قال -تعالى-: (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا * إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آَتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا)[مريم: 88-95].
فيجب على المسلمين الكفر بهذه النظرية، نظرية "وحدة الأديان" وحدة كل دين محرَّف منسوخ مع دين الإسلام الحق المحكم المحفوظ من التحريف والتبديل والناسخ لما قبله؛ فإنها دعوة إلى نظرية نفاق ومشاقة وشقاق وعمل على إخراج المسلمين من الإسلام. فليس بعد الإسلام إلا الكفر وليس بعد الهدى إلا الضلال.
وليعلموا أن الإسلام هو الدين الوسط، والمسلمون شهداء يوم القيامة على الأمم، قال -تعالى-: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا)[البقرة: 143].
وهو الدين الذي رضيه الله لنا: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)[المائدة: 3].
وهو الدين الذين لا يقبل الله دينًا سواه: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[آل عمران: 85].
ويجب عليهم أن يقطعوا كل أسباب المودة والإخاء بينهم وبين أهل الكفر، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)[المائدة: 51].
ويجب على المسلمين أن يقوموا بواجب الدعوة إلى الله -تعالى-، وتبليغ دينه إلى أهل الأرض جميعًا بالحكمة والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن، قال -تعالى-: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)[النحل: 125]، وقال -تعالى-: (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آَمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)[العنكبوت: 46].
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم