عناصر الخطبة
1/من تكريم الإسلام للمرأة 2/خروج المرأة للعمل مخالف لطبيعتها 3/مكانة المرأة في المجتمع 4/تحريم اختلاط النساء بالرجال 5/خطر ابتعاث البنات للدراسة في الغرب 6/الواجب على أولياء أمور النساءاقتباس
إن إقحام المرأة لتعمل في أماكن الرجال الخاصة بهم أو تمكينها من أعمال الرجال من قيادة للسيارة أو رياضة أو غيرهما, عمل يؤدي إلى المفاسد الكثيرة وهو في ذات الوقت يعتبر إخراج لها عن طبيعة تكوينها وعن فطرتها التي خلقها الله -عز وجل- عليها. وهذه قضايا شرعية لا يجوز أن يحكم الناس فيها, فإن كثيرا من الناس لو تركوا وأهواءهم لربما أقدموا على ما يضرهم في دينهم ودنياهم...
الخطبة الأولى:
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي, الذي أحاط علمه بجميع المعلومات من ماضي وآت, وظاهر وكامن ومتحرك وساكن وجليل وحقير, يعلم ما في السماوات وما في الأرض ويعلم ما تسرون وما تعلنون والله عليم بذات الصدور.
وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله البشير النذير, صلى الله وملائكته والمؤمنون عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان وسلم تسليما كثيراً.
أما بعد: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله -عز وجل-, فاتقوا الله لعلكم ترحمون.
عباد الله: حديث اليوم مكمل لما مضى في الجمعة الماضية.
أيها المسلمون: إن الإسلام الذي أعز المرأة بعد إذلال الجاهلية لها ليأبى عليها أن ترجع إلى الذل مرة أخرى, لذا فقد عرفها مكانتها ورسم لها وظيفتها فهي الأم المشفقة والزوجة المكرمة والبنت المصونة والأخت المعززة.
جعل رب العالمين -جل جلاله- لها من الأجر والثواب كما جعل للرجال (وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ) [غافر:40] (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ) [آل عمران: 195].
أما الظالمون فيقحمونها في أعمال ليست لها ولن تخلق من أجلها؛ لتكون النتيجة هي ضياع الحياء وفقد العفة وذهاب الحجاب وتشتت الأسرة, بل هو الظلم لها ولأطفالها الأبرياء الذين سوف يحرمون من حنان الأمومة.
لقد ظلمها من سعى إلى أن تكون خراجة ولاجه في عمل دؤوب لا يناسب فطرتها وما جبلت عليه, وإنك لو نظرت في كتاب الله -عز وجل- الذي هو الهدى والنور لوجدت بأن البيت قد أضيف إلى النساء في ثلاث , مع أن البيت للأزواج أو لأوليائهن وإنما حصلت هذه الإضافة مراعاة لاستمرار لزوم المرأة للبيت, فهي إضافة إسكان ولزوم للمسكن والتصاق به لا إضافة تملك، قال سبحانه: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ) [الأحزاب: 33], وقال -عز وجل-: (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ) [الأحزاب: 34], وقال سبحانه: (لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ) [الطلاق: 1].
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "المرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها". ولهذا ليس عليها واجب خارج البيت إلا ما أوجبته هي على نفسها, فلقد أسقط عنها حضور الجمعة والجماعة, وصار فرض الحج مشروطا بوجود محرم لها فإذا ثبت شرعا أمرها بالقرار في البيت, فإن الله -تعالى- حفظ لهذا البيت حرمته وصانه عن وصول شك أو ريبة إليه, ومنع أي حالة تكشف عن العورات فشرع الاستئذان لدخول البيت من أجل البصر, كل هذا لحفظ عورات المسلمين وهن في البيوت, فكيف بمن ينادي بإخراجهن من البيوت متبرجات سافرات مختلطات بالرجال.
لقد عاشت المرأة في هذه البلاد دهرها هادئة مطمئنة في بيتها راضية عن نفسها وعن عيشها, ترى السعادة في واجب تؤديه لنفسها, أو قيام تقوم بين يدي ربها, أو عطف تعطفه على ولدها, أو جلسة تجلسها إلى جارتها تبثها ذات نفسها أو تبثها سريرة قلبها. وترى الشرف في خضوعها لكلام أبيها وأتمارها بأمر زوجها لأنه زوجها, كما تحب أبناءها لأنهم أبنائها, فماذا يريدون منها؟!.
لقد قال الظالمون لها: إنها طاقة مهدرة ورئة معطلة, إنها عبارة عن كم مهمل, فما صدقوا ولا أنصفوا بل هي مربية الأجيال وصانعة الرجال, هي العفيفة المتحجبة المحفوظة من كل شك وريبة (ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ) [الأحزاب: 59].
ومن قرأ التأريخ وتأمل في الواقع أدرك عظيم الأثر لما تركته المرأة المسلمة من جهود مباركة وتربية مؤثرة, فكانت تهز المهد بيمينها والعالم بشمالها عندما تربي قادة ومصلحين وعلماء وعاملين هم مفخرة الأمة.
بل كم من زوجة كان لها عظيم الأثر في الخير على زوجها ومن حولها فكيف بأولادها, فهي نصف المجتمع وتلد وتربي لنا النصف الآخر فحين إذاً تكون المرأة عندنا هي المجتمع كله.
أيها المسلمون: جاءت الأدلة الكثيرة والوقائع المتعددة لتأكد على أن سلامة الفرد والمجتمع في قران المرأة في بيتها وعدم الخروج إلا لما لابد منه, وأن الخير والعفة والسعادة هو في بعدها عن مجتمعات الرجال في العلم والتعليم وغير ذلك.
ولم تكن المرأة أبدا عضوا في مجال التشاور في أمور المسلمين, وأما ما حصل من وقائع من مشاركتها في بعض الأمور فإنها أحوال نادرة لسبب خاص لا يبنى عليها حكم ووقائع الأعيان يسقط الاحتجاج بها لتطرق الاحتمال إليها.
وسد ذرائع الفساد أصل من أصول الشريعة وقاعدة من قواعدها, دلت على ذلك الأدلة الشرعية وقصار القول, إن إقحام المرأة لتعمل في أماكن الرجال الخاصة بهم أو تمكينها من أعمال الرجال من قيادة للسيارة أو رياضة أو غيرهما, عمل يؤدي إلى المفاسد الكثيرة وهو في ذات الوقت يعتبر إخراج لها عن طبيعة تكوينها وعن فطرتها التي خلقها الله -عز وجل- عليها.
وهذه قضايا شرعية لا يجوز أن يحكم الناس فيها, فإن كثيرا من الناس لو تركوا وأهواءهم لربما أقدموا على ما يضرهم في دينهم ودنياهم, فلابد لهم من وازع من إيمان أو سلطان, ولابد من إغلاق منافذ الفتنة ومصادر الشر, ولاسيما ما فيه على المرأة ضرر وخطر كالذي أشرت إليه آنفا, وكالابتعاث للدراسة في بحر متلاطم من الفساد والإفساد, فترسل للغرب لإفساد بنات المسلمين وتغريبهن, ونقلهن من التمسك بالشرع وأخلاق الإسلام إلى أخذ المناهج والأفكار الغربية.
رد الله كيد المفسدين إلى نحورهم ونسأل الله العظيم أن يحفظ على بلادنا إيمانها وأمنها, وأن يحفظ نساء المؤمن من كل بلاء وسوء وفتنة وشر, وأن يخذل كل من دعا إلى تبرج واختلاط وإفساد وأن يجعل كيدهم في نحورهم وأن يكف عن المسلمين شرهم إنه رءوف رحيم.
أقول هذا القول واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا محمد عبده ورسوله, أرسله الله -تعالى- بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا.
اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى خلفائه الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي, وارضَ اللهم عن بنات نبيك وزوجاته وآله وأصحابه أجمعين, وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن كل دعوة أو قضية بنيت على فساد ومكر وكيد فإنها سرعان ما تنكشف ويتضح زيفها (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ) [الرعد:17], والله لا يصلح عمل المفسدين.
والناس مهما كان عندهم من تقصير فهم في الجملة يرجعون إلى الفطرة السوية والدين الحق (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [الروم:30] ولئن انخدع القلة من أبناء المسلمين بدعوات التغريب وتذويب أمة الإسلام لتصبح أمة ممسوخة نسخة مكررة من الغرب الكافر؛ إلا أن الكثير الغالب -ولله الحمد- هم الذين عرفوا أساليب الماكرين وخطط المفسدين, فصاروا يرفضون ما يأتون به من أفكار بل صاروا لا يرفعون رأس لكلامهم ولا يستجيبون لدعواتهم المشبوهة.
ومع هذا فإن الواجب على أولياء أمور النساء والبنات, وعلى أهل الدعوة والتوجيه, ومن أعطاهم الله مسئولية وحملهم الأمانة؛ أن يعطوا من أنفسهم لأبناء المسلمين توجيها مستمرا وتذكيرا دائما, بما حباهم الله -عز وجل- من هذه الشريعة الإسلامية السمحة.
إنه لواجب على الجميع أن يشجعوا جميع البرامج التي تهدف إلى إصلاح المجتمع, ولاسيما المرأة كالدور النسائية لتحفيظ القرآن التي نفع الله بها في هذه البلاد في طولها وعرضها, وغيرها من المشاريع الخيرة, وأن يكونوا عونا للقائمين عليها بالرأي والتوجيه والإصلاح والنصح والمال والمشاركة بكافة الوسائل. فالله -جل جلاله- يقول (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [المائدة:2].
نسأل الله أن يصلح أحوالنا وأحوال المسلمين ..
اللهم يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم رد عنا كيد الكائدين, اللهم رد عنا وعن بلادنا كيد الكائدين وحسد الحاسدين وإفساد المفسدين..
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم