عبدالله بن عبدالرحمن بن عبدالله الجبرين
السؤال: هل لخطبة صلاة الجمعة شروط؟
الجواب: قد ذكر الفقهاء للخطبة شروطاً منها الافتتاح بحمد الله تعالى، فما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفتتح خطبة إلا بعد الحمد، ومنها الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بما ذكر في حديث فضالة بن عبيد في قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا دعا أحدكم فليبدأ بحمد الله والثناء عليه، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم"، ولأن في الجمعة دعاء، وقد جاء في حديث: "أن الدعاء موقوف بين السماء والأرض حتى يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم".
ومنها الشهادتان، فقد جاء في حديث: "كل خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليد الجذماء"، ولأن الشهادتين تذكير بالعقيدة وتجديد للتوحيد، ولا بد من كل من الشهادتين، وفسر قول الله تعالى: (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) بأن الشهادة الأولى لله بالتوحيد لا تتم إلا بالشهادة لمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة، ومثلوا بالخطب والأذان والتشهد في الصلاة و الفريضة والنافلة.
ومن شروط الخطبة عند كثير من العلماء الوصية بتقوى الله، ويكفي عن ذلك ما يحرك القلوب وما يكون فيه وعظ وتذكير وتخويف، مع أن الخطب تشتمل على بيان الأحكام والحلال والحرام والترغيب في العبادات والتحذير من المحرمات وتنبيه الحاضرين على ما يفيدهم ويتعلمون بواسطته ما أوجب الله عليهم، ويعرفون ما فيه من الثواب والأجر الكبير، ويسمعون ذكر المحرمات وما جاء في فعلها من الوعيد الشديد وما أشبه ذلك، واشترط بعض العلماء اشتمال كل خطبة على قراءة آية من القرآن، تكون تلك الآية متضمنة لمعنى من المعاني المفيدة، والأولى أن تكون مؤكدة لما تضمنته الخطبة من الأحكام والمواعظ والإرشادات.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم