عناصر الخطبة
1/ خطر التدخين وأضراره 2/ دور وسائل الإعلام في نشر التدخين 3/ دور الشركات اليهودية في نشر التدخين 4/ التحذير من التدخين 5/ خطوات عملية للإقلاع عن التدخين 6/ كلمة شكر للجمعيات والبلديات التي تحارب التدخيناقتباس
هذا الأمر الذي نتكلم عليه صرت طوع أمره، وتحت تأثيره، فلا أنس لك إن أبعدت عنه، ومزاجيتك محكومة بمدى قربك منه، فإن طالت غيبك عنه فأنت الرجل الغضوب، ذو النفسية المتوترة، ربما ساءت ألفاظك، وتجرأت على ظلم غيرك. كيف يكون كذلك ؟ فأقول: هو ...
الحمد لله حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان وجعلنا من الراشدين.
وأشهد ألا إله إلا الله حذرنا سبل الغاوين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله خير الناصحين وبالمؤمنين رؤوف رحيم، صلى الله ...
أما بعد:
فحديثنا معاشر الإخوة عن موضوع ليس من فضول المواضيع، نعم ليس بالجديد، وليس من نوازل الساعة فهو قديم، وإنما الجديد تطوره وتحوله إلى وسيلة لغيره، وبوابة تلج منها الشرور، وتتفاقم على من استهان به الأمور.
الحديث معاشر الإخوة عن أمر منع صاحبه من خير كثير، وجره إلى شر مستطير.
الحديث معاشر الإخوة عمن منع قوماً التقدم إلى الصلاة، والتلذذ فيها، وحرمهم الانتظار في المسجد، وحال بينهم وبين الترنم بآي الذكر الحكيم.
الحديث معاشر الإخوة عن أمر جعل شهر الصيام كابوسا على ظهره، فهلال الصوم جبل على قلبه، وانسلاخه فرج وبهجة نفسه.
إذن الصيام في غير رمضان مع هذا الأمر أبعد ما يفكر فيه صاحبنا.
كيف ؟ وهذا الأمر أبعدك عن مجالس الصالحين، وفرض عليك طريقة معينة لمقابلة الناس، وزيارة أقاربك، والجلوس مع والديك.
إن دعيت إلى اجتماع فقبل الموافقة أو ردها تنظر هل هذا الاجتماع يناسبك، وأنت على علاقتك مع هذا الشيء.
حتى مناسبة أفراحك وأيام أعيادك ليست على وتيرة واحدة، فأنت القلق بين المطمئنين، لا تستطيع أن تواصل غيبتك عن هذا الأمر فحدُّك مع المدافعة دقائق، ثم تسرق نفسك غائباً عن مريديك، مبتعدا عن ناظريك.
هذا الأمر الذي نتكلم عليه صرت طوع أمره، وتحت تأثيره، فلا أنس لك إن أبعدت عنه، ومزاجيتك محكومة بمدى قربك منه، فإن طالت غيبك عنه فأنت الرجل الغضوب، ذو النفسية المتوترة، ربما ساءت ألفاظك، وتجرأت على ظلم غيرك.
كيف يكون كذلك ؟ فأقول: هو كذلك، أنت تبذل من أجله بعض مالك.
فيا سبحان ما هذا الذي قلب حياتك ؟
إنها من تموت بتأثيرها.
وترتكب عظائم أمور من أجلها، إنها من قربت إليك البعداء، وأدنت منك الأشقياء.
إنها السيجارة التي صادقتها لفترة طالت أو قصرت.
ما الذي جرَّك إليها وقد علمت من أثرها وتأثيرها ما لا يسع معه سكوت ولا تغاضي، فأنت أخبر الناس بما حصلت منها وما حصلت هي منك.
أنت معها تنقص ولا تزيد، وترجع ولا تتقدم.
لقد تجاوز الحد أن تخادع نفسك فتغطي خبثها بأطياب تعدها علَّه يغلب ريحها، وتمضغ علكاً عله يقشع نتنها !!
فإن أفلحت في ذلك فكيف تواري صفرة أسنانك، واسوداد شفتيك، وتجاعيد وجهك، وفتور عينيك، وتخفي سعالا متواصل، وإعياء بلا عمل، وتعباً مقروناً بملل.
هل تقوى على أن تخفي هذا كله؟
ولكني أقول لك أيها المدخن إن انشغالك بمثل هذه المدافعات هو اعتراف منك بنقص تورطت فيه، وشهادة منك أن المدخن ليس سويا في المجتمع.
فهو لا يستطيع أن يرافق كل أحد.
بل لن يقبله كل أحد.
إنما رفيقه من هو على شاكلته، ولا أدلَّ على ذلك من إجماع العالم مسلمه وكافرة على مكافحة التدخين، وعيادات معالجة المدخنين هي في بلاد الكفر قبل بلاد المسلمين.
فتبصر أيها المدخن إلى أي مضيق تقود نفسك ؟
معاشر الإخوة: إن صحة بدايات الشيء قرينة على صحته، وفساد البدايات قرينة على فساده.
أخي المدخن: هل تذكر أول مرة وضعت السيجارة بين شفتيك؟
أتذكر بداياتك الأولى، لقد كانت البداية طيشاً ركبته، وعبثاً اخترته، وقد يصاحب هذا رفيق سوء سهل الصعب، وذلل العقبة فهو يعد بالترك، والمسألة لا تعدو أن تكون تجربة حياة مثل الناس.
أو هو جريء، ويقول: لا شيء في ذلك، وكمل رجولتك بسيجارة الرجال.
فتبعت الأولى ثانيةٌ والثانيةَ ثالثة، ومضى على المرة الأولى مراتٌ ومراتٌ حتى وجدت نفسك رقما إضافيا في أعداد المدخنين، وصرت من مدخني البلد، وإذا جاء ذكرك قيل: إنه يدخن، وفلان وقع في التدخين، فيأسف لك الصديق، ويحرج بك القريب، ويضيق صدر الوالدين، وتحزن من أجلك الزوجة والولد، وصرت محل تردد من خطاب بناتك، كما تردد أناس في تزويج أبنائك أيقدمون وهذا المدخن سيكون جداً لأولادنا ؟
تردد في محله، وتحسب لا يلامون عليه.
أيها الآباء والمربون: لقد لعبت وسائل الإعلام دوراً مشينا غشت فيها أبناءنا، واستجرت فيه مراهقينا، وحسنت السيئ في تصورهم.
لقد بلغ المكر في بعض وسائل الإعلام، ومواقع الدعاية أن ربطت التدخين في أذهان الشباب بالنكهة والمتعة والرومانسية، وقوة العضلات، والبطولة والتمرد على القوانين، وصورت السيجارة أنها الملاذ من مضايق النفس، والتنفيس في المضايق وأيام العطل والإجازات، وأظهرت التدخين أنه قمة الأنس مع الرفاق والأصحاب.
لقد لونت شركات تصنيع الدخان جذبها في وسائل إعلانها عن التدخين، واستفرغت حيلها في الدعاية للسجائر، وتقصدت أن يظهر أسافل القوم من الممثلين، والمغنين، ونجوم السينما والشخصيات المرموقة لدى الشباب حرصت أن يظهروا بمظهر المدخنين بنهم ورغبة، وأنهم بتدخينهم كمَّلوا رجولتهم وأضافوا شيئاً إلى تميزهم.
فما حيلة الشاب المراهق إلا أن ينخدع بمثل هذه الخدع، وإن كان لو رجع إلى بعض تفكيره لأدرك حقيقة الحال، وعظم الكذبة.
ولكن عقل الشاب مغطى بالنظرة القريبة، ونزوة الهوى قد لا تدع فرصة للهدى.
أيها الشاب: أظن الصورة القديمة لذلك الرجل الأمريكي المستأجر ليقوم بدور الشاب القوي أظهرته الدعاية وهو يشعل سيجارته من جذوة نار بيده، وقد امتطى صهوة جواده وتحته عبارة "تعال حيث النكهة" لقد بلغ من شهرته أن أطلق عليه لقب رجل المارلبورو!
هل تعرف ما هي نهاية هذا الرجل المستأجر لهذه الدعاية الآثمة؟
ستعرف إن شاء الله.
معاشر المدخنين: إن شراكة التدخين اليهودية وما دار في فلكها مصرة على أن تصل السيجارة إلى يد كل إنسان، وأن توضع بين شفتي كل أحد، واليد والشفة المسلمة هم أحرص عليها من غيرها، وفئة الشباب هم عليهم أحرص وأحرص ومن مقولات بعض الشركات في ذلك "لا بد أن تكون الإعلانات الموجهة إلى المراهقين متميزة، ولا بد من بذل جهود جادة لتعليم التدخين من سن الثانية عشرة والثالثة عشرة" ويطول المقام بنقل أمثال هذه التصريحات المعلنة.
إن من خدع تهوين الدخان على بعض النفوس ما يسمى بالدخان المصفى يقابل الدخان غير المصفى وظن بعض الناس أنهم بهذا الفلتر الموهوم أنهم يدخنون بلا ضرر، والحقيقة العلمية الصارخة أنه ليس هناك ما يمنع دخول ضرر الدخان وهو يجذبه بنفسه، ويردده داخل جوفه، وإن منع بعض الضرر فكيف له بالسموم المتزايدة فعاد إلى خداع نفس، ووهم لا يقوم على حقيقة إطلاقاً.
معاشر الأفاضل: لقد بلغ من تلاعب شركات التبغ في عقولنا فلذات أكبادنا، وعذرا من البنين والبنات بلغ من تلاعبهم أن روجوا لدخان بنكهات مختلفة، فهذا بنكهة الفاكهة، وذاك بنكهة الفراولة، وآخر بنكهة، وللعلم منظمات الصحة العالمية تؤكد أن الدخان ذا النكهات أشد ضرراً وفتكاً من الدخان العادي، والسمية فيها مركزة، وصدق الله العظيم: (قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ) [المائدة: 100].
فماذا بقي بعد هذا؟
إن أبلغ تحذير يجب أن يمتثله المؤمن هو تحذير الله تعالى: (وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) [البقرة: 195].
(وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) [النساء: 29].
وإن من أعظم صفات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ) [الأعراف: 157].
فهل أنت في شك من كونه خبيثاً، والدليل أنه خبيث أنك لا تدخن في بيوت الله، وإنما تقصد للتدخين بيوت الشياطين وأماكن قضاء الحاجة، وإذا أردت الدخان وأنت بين من لا يريده خرجت لأجله تاركاً مجلسك، مغلقاً مكتبك، متواريا عمن قد يقع نظره عليك، وإن صادفك أحد على هذه الحال ارتبكت في تصرفك فواريتها خلف ظهرك وصددت عنه بوجهك ! والشيء الذي لا يسعفك الوقت لتخفيه خبث ريحها، ونتن دخانها.
فيا سبحان الله أي ذل هذا جررت على نفسك ؟
الخطبة الثانية:
الحمد لله وفق الراغبين في الخير، الحذرين من الشر ...
وأشهد ألا إله إلا الله ...
أما بعد:
أيها المدخن: بعد سماعك تلك الكلمات حول هذه السيجارة اللعينة لا أظن أنها أوقعت في قلبك كره الدخان، فأنت ولله الحمد كاره له منذ أن مسَّك بعض أذاه، وعاينت شيئاً من ضرره، وتيقنت حرمته وعقلت إجماع علماء الشريعة وعلماء الطب وعلماء الاقتصاد وغيرهم على تحريمه، وأن المدخن مجرم في حق نفسه، وحق مجتمعه وأخص الناس به من أولاده ومن له بهم اتصال.
حقائق لا تنكرها.
ولكن هل ستترك الدخان ؟
ستقول: إن شاء الله، عسى الله أن يهدينا.
فأقول: هنيئا لك هذه الرغبة فهلا رفعتها إلى همة وجهاد لتنال موعود الله: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) [العنكبوت: 69].
وإياك أن تقول جربت وعدت.
فأقول جرب ولن تعود بإذن الله، وقد جرب غيرك ولم يعودوا وقد شربوا الدخان لسنين فتداركوا أعمارهم وصدقوا مع ربهم فهاهم الآن يولدون من جديد.
حياة ملؤها الطهر والنظافة وطيب الرائحة.
فخذ بالخطوات الجادة بعد الهمة الصادقة وسؤال الله العون، ومعرفة عاقبة الدخان في نفسك ومن حولك في قصص تروى فيها والله العظة والسعيد من اتعظ بغيره.
وآن الأوان لأحدثك عن الرجل الأمريكي صاحب الدعاية المشهورة التي وعدتك بها:
كان يدخن علبة ونصف علبة من السجائر يوميًا لسنين تحت حمأة الشهرة والنشوة فأصيب بسرطان الرئة عام 1990م، فصَبّ جام غضبه على من تسبّب ، فأصبح مقاتلاً ضدّ التدخين وخرج يحذر شركات التدخين وأنهم يقودون العالم إلى الموت، وحذرهم من الدعايات الكاذبة للتدخين.
وفي إحدى المقابلات معه قال: "العادات كثيرة، لكن هل سمعتم أن العادة تقضي على صاحبها؟! إن عادتي قضت عليّ".
خاض هذا الرجل معركة شرسة مع التدخين وكان من كلماته: "انتبهوا واهتموا بالأطفال من هؤلاء المخادعين، وبينوا لهم بأن التبغ سيقتلكم، وأنا مثال حي لإثبات ذلك".
ثم توفي بعد عامين من اكتشاف المرض بسبب التدخين بعد أن أعيا الأطباء علاجه، وبعد أن انفض عنه من خدعه ولمعه.
هذه القصة اجتهد في إخفائها حتى لا تصل إلى قلب قد يتعظ بها ! وغيرها كثير وكبير.
فهل ترضى هذه الميتة بعد أن ينفض عنك رفاقك الذين كنت تدخن معهم، اللهم أحسن لنا الخاتمة.
إن تحركت نفسك لتلك النهاية وإلا فاطلب مزيد عظة في اعترافات المدخنين كباراً وصغاراً.
اطلبها في اليوتيوب لترى قصة الرجل الذي يعد أيامه بعد أن أفلس الطب في علاجه.
اطلبها لترى وتسمع قصة الرجل الذي استأصلوا حباله الصوتية فهو يتكلم ولا يكاد يبين يتكلم عن طريق جهاز يضعه قرب حلقه.
ونظائر هذا كثير وكثير، نسأل الله العافية والسلامة.
إذن أيها البصير حينما ترى تلك الدعاية أو غيرها عبر أي وسيلة، وترى فيها المدخن رجلا أو امرأة، والدخان يثور من فمه يظهر لك المتعة، وإلى جانبه صورة العلبة، فاعلم أنك ترى ضحية لهذه السموم، وصاحب الدعاية إنما يقتل نفسه، ويدعوك لتقتل نفسك معه.
من خطوات الجد في ترك التدخين أن تنظر في رفاقك وجلسائك، وزملاء العمل فمن كان منهم مدخنا فلا تجوز مرافقته وهو على هذه الحال ولا مجالسته، و لا السهر معه، وتبادل الحديث معه في طلعات البر إلا أن تنصحه، فإن اضطررت لمجالسته فلا أقل أن تعينه على نفسه بأن يخرج عن مجلسكم ليتعاطى خبثه بعيدا عنكم، وعلَّ الله أن يجعلها نذيراً له يحمد لك فيها العاقبة إن وفق.
إذن الذين يعدون مجالس لهؤلاء المدخنين قصدا أو تبعاً في المقاهي وأماكن الانترنت وصالات الألعاب الشبابية؛ كل هؤلاء متعاونون على الإثم والعدوان، ودخلهم من هذه الأنشطة سحت لن يجدوا بركته، وسيجدون حسرته إن لم يتداركهم ربهم بتوبة صادقين.
وتأجير المحلات لمثل هذه الأغراض مشاركة لهم في الإثم والعدوان.
بقي أمر وأبناؤنا يستقبلون غداً أول أيام امتحاناتهم وأيام الامتحانات أيام مفاجآت فالخروج المبكر مظنة أن يستغله بعض أبنائنا استغلالا يضرهم، وبعض الطلاب باعترافاتهم إنما بدؤا يدخنون من أيام امتحانات سابقة.
أيها الأبناء إخفاقكم في امتحاناتكم أحب إلينا في إخفاقكم في أخلاقكم وتعاطي ما يفسد عقولكم.
فالدخان بأنواعه، والحبوب المنشطة ليس طريقاً للتركيز وجمع الذهن، واستذكار المواد فلا تنخدعوا فانتبهوا لأنفسكم، وناصحوا من يغالط في هذه المفاهيم أو بلغوا عنهم، واقطعوا الطريق على من يجعل أيام الامتحانات فرصة لترويج ضلالة وضرره في دينكم أو أبدانكم.
أيها الإخوة: شكر الغيورين على مجتمعاتهم واجب على كل مسلم.
ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله.
لقد حملت الغيرة ثلة من أبناء المنطقة فأنشئوا جمعية عن مكافحة التدخين لتكون ضمن صف الجمعيات والهيئات في المملكة، بل وفي العالم كله ضد هذه السوسة النخرة في المجتمعات، ولهم جهود متنوعة في توعية الناس حول هذه الآفة وطرق التخلص منها، ولهم أرقام تفرح النفوس في أعداد الذين منَّ الله عليهم بترك الدخان الخبيث، وعندهم من العلاجات الوقائية والدوائية ضمن حملاتهم التوعوية ما ينفع بإذن الله في هذا الأمر إذا وافقت نفساً صادقة تحب تدارك أنفاسها، واستنقاذ حياتها فصار اسمها جمعية تدارك اسما على مسمى.
بارك الله في جهودهم، وحقق مساعيهم .
ثم شكر قديم نجدده لبلدية محافظة عنيزة في مجلسها السابق، ونطالب بمتابعته من مجلسها الحالي حينما وفقوا فمنعوا بيع الدخان في المحلات داخل البلد ليبعد الشر عن الأحيان وأبناء الأحياء في خطوة نرجو ما بعدها في منعه تماماً.
كيف وقد ثبت أن كل سيجارة عادية يسعى مروجوها أن يجعلوا خلفها سيجارة حشيش أو حبة مخدر فحسبنا على الظالمين، ووقانا شرور المفسدين.
هذه جهود المصلحين، وتلك حيل الخربين.
أيها الإخوة: أمر مارسه ضعاف النفوس لولا وقوفي على بعضه لقلت: لعله ضرب من التهويل والمبالغة.
نعم لقد وصلت دناءة النفوس أن يبيع أحدهم علبة السيجارة مجزأة بالتفريد يصطاد بها صبية الحي، وغَفَلة البنين.
بل وارى صاحب بقالة علبة الدخان خلف بضاعته، وألبس علبة السجاير العفنة لباس علبة البسكويت الطيبة المحللة.
ومكروا مكراً كباراً.
(وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ) [الشعراء: 227].
فاللهم ...
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم