عناصر الخطبة
1/ دلائل نعمة الهداية وفضائلها 2/ أقسام الناس في الدنيا 3/ حاجة العباد إلى نعمة الهدايةاقتباس
الذين يتعلقون بالدنيا يتعلقون بوهم، يتعلقون بسراب، يتعلقون بشيء لا يساوي عند الله جناح بعوضة، المطلوب أن ينجو الإنسان، لو أعطينا إنسان ملك فرعون ومال قارون وقوة شمشون، وجمال يوسف، ثم سحبنا منه نعمة الإيمان ماذا تساوي هذه الدنيا؟ اسألوا من كان يتمتع بالشباب كيف خارت منه القوى، اسألوا أهل المناصب يوم تركوها بحسرة في قلوبهم، اسألوا وستجدون أن الآخرة هي خير وأبقى، وأنها الحقيقة...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أيها الإخوة المؤمنون: تكلمنا عن نعم الله -عز وجل-، عن آلائه ونعمه التي لا تُعد ولا تُحصى، ولا يبلغ جلالها ولا قيمتها عقلاً ولا عدًّا ولا فهمًا، وعلمنا أن الإنسان يعيش بنعمة الله غارقًا في ألطاف الله، لكنَّ أمرًا ونعمة هي أجل من كل النعم هي أعظم من كل النعم، إنها نعمة الهداية، نعمة الهداية إلى الإسلام، نعمة الهداية إلى الإيمان، نعمة الهداية إلى معرفة الحنان المنان؛ ذلك أن الله -تبارك وتعالى- قد جعل للناس في هذه الدنيا مهمة واحدة بيَّنها فقال: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ) [الذاريات: 56- 57].
نعمة النعم أن تعبد مولاك، نعمة النعم أن تسير في طريق النجاة في طريق الآخرة في طريق الجنة؛ ذلك أيها السادة أن هذه الدنيا دنيا فانية، النجاة هو السبيل، الدنيا فانية، الآخرة هي الحقيقة، الدنيا باطلة والجنة هي الأرقى، لما نتكلم عن الهداية هذا يعني أننا نتكلم عن مصير الآخرة؛ لأن الهداية تعني الإيمان، ولأن الهداية تعني الطاعة، ولأن الهداية تعني القيم، ولأن الهداية تعني الأخلاق، ولأن الهداية تعني الإسلام، ولأن الهداية تعني علاقة صحيحة مع إله الكون -تبارك وتعالى-.
عباد الله: الدنيا لها ثلاثة أوصاف، أولاً أنها فانية ما صفا وُدُّها لأحد، ولن تبقى لأحد ثم هي متبدلة، ثم هي لا تساوي عند الله جناح بعوضة.
فالذين يتعلقون بالدنيا يتعلقون بوهم، يتعلقون بسراب، يتعلقون بشيء لا يساوي عند الله جناح بعوضة، المطلوب أن ينجو الإنسان، لو أعطينا إنسان ملك فرعون ومال قارون وقوة شمشون، وجمال يوسف، ثم سحبنا منه نعمة الإيمان ماذا تساوي هذه الدنيا؟
اسألوا من كان يتمتع بالشباب كيف خارت منه القوى، اسألوا أهل المناصب يوم تركوها بحسرة في قلوبهم، اسألوا وستجدون أن الآخرة هي خير وأبقى، وأنها الحقيقة التي ما بعدها حقيقة.
أيها السادة المؤمن يبحث عن الهداية؛ لأن الهداية هي طريق السلامة، ولأن الهداية هي طريق النجاة، المؤمن يبحث عن الهداية فمن يملك الهداية؟ الله هو الذي يملك الهداية بجوده وكرمه وإحسانه وتوفيقه، الله الذي يمنح الهداية يقول تعالى (لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء)، يقول في آية أخرى (فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا) [المزمل:19]، ويقول (وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ) [الإنسان: 30].
لن تشاء بقدرتك، ولن تشاء بعقلك، ولن تشاء بفطرتك، ولن تشاء بثقافتك من هو أذكى منك يعبد اليوم بقرة في الهند أو صنمًا في الصين أو صليبًا في كل مكان، من هو أذكى منك عطَّل عقله وعبَد من دون الله ما لا يُعبد.
الهداية توفيق من الله، والله -تبارك وتعالى- يقول في الحديث القدسي: "يا عبادي" يخاطبكم يكلمكم يبصركم "يا عبادي كلكم ضالّ إلا من هديته فاستهدوني أهدكم" الهداية من الله يملكها الله ولا يملكها أحد.
عندما نعلم أن الله هو الذي يعطي الهداية، ويملك الهداية عندما ترى نفسك أنك ها هنا فاعلم بأنك في نعمة النعم، عندما ترى نفسك أنك في المسجد لا في الملهى، في المسجد لا في الخمارة، في المسجد لا في مكان الظلم، في المسجد لا في مكان حرام، في المسجد لا في مكان الباطل، لما تجد نفسك تقرأ القرآن لا تسبّ الناس، تقرأ القرآن لا تنشد الأغاني، لما تجد نفسك تقرأ القرآن لا أنك تصدح بكفر بواح أو غير ذلك، فاعلم أنك في نعمة الله.
لما يوفق هذا الإنسان إلى أن يمشي إلى طاعة الله، فليعلم أنه في نعمة من نعم الله؛ لأن غيرك يمشي في الباطل في مسالك الظلام في مسالك الهوى في مسالك الضلال وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا.
أيها السادة! الهداية نعمة الله اشكروا الله على نعمته، اشكروا الله لكن ليس شكر اللسان فحسب، شكر اللسان بداية لكن عظّموا الله في قلوبكم، عظموا الله في حياتكم، عظموا الله في أفكاركم، عظموا الله في كل شأن من شئون حياتكم، اشكروا الله بعبادة الله، اشكروا الله بإرضاء الله لا بإرضاء سواه تفوزوا بهذا وتسعدوا، فمن لم يشكر النعمة يضيعها، ذلك أن إخفاق الناس في مفهوم النعم أضاع منهم النعم.
كنا ثم كنا ثم صرنا إلى خلاف ما كنا ذلك أن الناس ما عرفوا نعمة الله بالشكر ولا حافظوا عليها بذلك.
أيها السادة: الهداية من الله كيف نحصل الهداية؟ اطلبوها من المولى -تبارك وتعالى- قولوا يا أرحم الراحمين! يا أكرم الأكرمين! اطلبوها من الله كان حبيبكم -صلى الله عليه وسلم- يقول في كل يوم: "اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت".
اسألوا الله الهداية، "كلكم ضالّ إلا من هديته فاستهدوني أهدكم"، استهدوني يعني اطلبوا مني الهداية، ففي كل يوم قل يا هادي المضلين، يا راحم المذنبين، يا رب اهدني بالهدى، وسددني بالتقوى، وخذ بيدي إلى ما تحب وترضى، كما كان النبي يخاطب علي بن أبي طالب -رضي الله عنه وأرضاه- يقول: "يا علي! قل اللهم اهدني وسددني"، اهدني إلى الإيمان، وسددني في الأقوال والأعمال والنوايا حتى لا أضل.
أيها السادة! بالأمس زارني إنسان كان خطيبًا مصقعًا خطيبًا مفوهًا وصاحب محراب راقٍ بالأمس رأيته قد تخلى عن كل ذلك، يا مقلب القلوب يا علام الغيوب لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، إن أعطاك الهداية اطلب من ربك الثبات عليها، فالحبيب -صلى الله عليه وسلم- قال: "القلب بين أصبعي من أصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء".
خاطبنا في حديث آخر "يمسي الرجل مؤمنًا ويصبح كافرًا، ويمسي مؤمنًا، ويصبح كافرًا يبيع دينه بعرَض من الدنيا قليل".
الموضوع خطير أيها السادة، خطير إذا لم تلاحظنا عناية الله، إذا لم تسعفنا رعاية الله، إذا ما ربط ربي على القلوب من يربط عليها، والدنيا فتن كقطع الليل المظلم تتناوشنا واحدًا تلو الآخر، تأخذ منا الدين، تأخذ منا الطاعة، تأخذ منا العبادة، أخذت منا قيام الليل، أخذت منا تلاوة القرآن، من الناس من لا يقرأ القرآن اليوم، من لا يذكر الله حتى قليلاً لا يذكر الله يصلي ولكن لا يصلي كما ينبغي أن يصلي.
لما خاطب الله المنافقين الذين في الدرك الأسفل قال: (وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً) [النساء:142]، هم يصلون ويذكرون هناك أناس لا يصلون ولا يذكرون كيف في أيّ ميزان أيها السادة "يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك".
ينبغي أن نتمسك أيها السادة بهذه الهداية، إن فقدناها فقدنا سعادة الدنيا ونجاة الآخرة، القضية ليست الآن فليعش الناس كما يريدون أن يعيشوا، افعلوا كما تشاءون، لكن انتظروا يوم تنزلون في الحفر، ربنا يخاطبنا بذلك، والدين يخاطبنا بذلك، والدنيا تقول هذا تقول لنا، افعلوا كما تشاءون، لكن انتظروا النتائج يوم تنزلون في القبور، ويوم تخرجون إلى النشور، ويوم تمرون على الصراط الدقيق، ويوم تستلمون الصحائف ويوم يناقشكم الله بغير ترجمان، ويوم ينادي فريق إلى الجنة وفريق إلى السعير.
الهداية شيء عظيم، الهداية أن يثبت قلبك على ما يرضيه، الهداية أن يحببك بالإيمان، اللهم إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين.
لما تكلم ربنا عن المؤمنين الراشدين، قال: (وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ)، الرشاد والسداد في الحياة أن تكون من أهل الإيمان لا تقصروا في هذا ارحموا أنفسكم من يوم آت.
أيها السادة: الدنيا تذهب وتذهب مع أهلها، وبضائعها خسرانة، مآلها إلى فناء، لا تضيعوا الآخرة بهذه الدنيا، لا تضيعوا الآخرة بعرض من الدنيا قليل.
الهداية شيء عظيم وكبير وخطير، وينبغي إن أكرمنا ربنا وجعلنا من أهل الهدى من أهل التقوى أن نتمسك، وأن نسأل الله -تبارك وتعالى- الهداية.
إن الله أوجب على المسلمين أن يقرؤوا الفاتحة في كل يوم على أقل تقدير سبع عشر مرة وهي عدد الركعات التي يقرأ الإنسان الفاتحة في الفرائض، ثم إذا في النوافل أو ركعات أخرى ربما يصل إلى عدد بالعشرات.
كل يوم عشرات المرات وأن تقول "اهدنا الصراط المستقيم" كيف وهو واقف في الصلاة يطلب الهداية، كيف وأنت في قلب الهداية وأنت تقرأ القرآن، وتقول "اهدنا الصراط المستقيم"، قال: "هنا يعني أدم هدايتنا على الصراط المستقيم"، حرصك على دوام الهداية كأنها غير موجودة تخاف تريد أن تحصلها تقول "اهدنا الصراط المستقيم" حتى تبقى على الصراط المستقيم.
(اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ..) [الفاتحة: 6 - 7]، صراط الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم- صراط محمد، صراط الصحابة، صراط أولياء الله الذين استقوا من منهج رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
(اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ) [الفاتحة: 6 - 7]، وقلبك يقول "آمين"، وعقلك يقول: "آمين"، ولسانك يقول "آمين" وجوارحك تقول "آمين"؛ لأنك تريد أن تحقق هذا اليقين.
أيها السادة: دنيا بلا هداية يعني شقاء وآخرة بلا هداية، تعني جحيمًا فاطلبوا ما شئتم، ثم ليعلم كل أحد منا أن الإيمان يزيد وينقص، بمعنى أن الإيمان ليس طبعة نضعها على الجبين، هو حال قلب تصدقه الأعمال، حال قلب تترجمه الأفعال، حال قلب نراه في سلوك المؤمنين وإلا لا نحكم عليكم بالإيمان، لو أن منافقًا قال: أنا أحب الله، وأنا أحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو لا يطيع الله، ولا يصلي لله، ولا يصوم لله، ولا يذكر الله، لو قال مليون مرة: أنا أحب الله، هذا رجل كاذب؛ لأن الإيمان تصدقه الأفعال والأقوال والإيمان يزيد وينقص كما هو مذهب أهل السنة والجماعة في العقيدة.
الإيمان يزيد وينقص بمعنى أن الإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي والسيئات الله تعالى يقول: (وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) [الأنفال:2]، ويقول: (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ) وكما يزيد الإيمان فإنه ينقص كما قال الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم- يوم قال: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن"، لا يزني المؤمن وهو مؤمن يستلب منه الإيمان فيزني، يستلب منه الإيمان فيسرق، يستلب منه الإيمان فيغش، يستلب منه الإيمان فيفعل الحرام.
والحرام يعني ذهاب الإيمان، وإذا ذهب الإيمان ذهبت الدنيا وذهبت الآخرة، وعلى المؤمن أن يحرص أن يزيد في طاعة الله حتى يبقى محافظا على رصيده يريد أن يطيع الله أن يتحبب إلى الله وأن يمتنع عن المعاصي والسيئات ولا ينقص الإيمان في قلبه إن نقص الإيمان خسرنا الله، خسرنا الدنيا، خسرنا الراحة، خسرنا الطمأنينة.
أيها الإخوة: لحظة إيمان هي خير من الدنيا وما عليها، كيف تصل إلى الهداية، اطلبوها من ربكم، العز بن السلام -رضي الله عنه وأرضاه- قال: "والله لن يصلوا إلى غير الله إلا بالله فكيف يصلون إلى الله بغير الله؟!".
اطلبوا الهداية من الله: "كلكم ضالّ إلا من هاديته"، يخاطبنا النبي فيما ينقله عن ربه -تبارك وتعالى- لنفهم القضايا.
أيها السادة: حبيبكم يقول من لم يكن في زيادة فهو في نقصان، ومن كان في نقصان فبطن الأرض خيرٌ له من ظهرها.
نسأل كيف نزيد في الإيمان؟ هناك أحوال أعمال لا بد أن يحافظ عليها المسلم حتى يزيد الله في إيمانه، ولا يخسر حتى يثبته أولاً، ثم يزيد في إيمانه فلن يزيد الإنسان بشيء حتى يثبت ما ملكه من فضل ربه -تبارك وتعالى-، ثم يزداد من فضل الله حتى يصل إلى دار السلام بسلام.
وإن تيسر لقاء آخر -بإذن الله- سنتكلم عن وسائل زيادة الإيمان.
أخيرا أيها الإخوة لا تغرنكم الحياة الدنيا، ولا يغركم بالله الغرور الذين ضيعوا اليوم الإيمان فليرجعوا إلى ربهم، أنا أرجع معكم أول واحد، وأتهم نفسي لا أتهمكم، لكن تعالوا نرجع إلى الله، بالله عليكم تعالوا نرجع إلى الله، تعالوا نتمسك بحبل الله، تعالوا نسأل الله أن يثبتنا، ونحن نرى كيف تتساقط الرجال في بؤر الحرام، في بؤر الشهوات، في بؤر الغرائز وكيف يضيع منها الإيمان، وهي ضاحكة وسعيدة ومبتسمة، وهي لا تعرف أنها قادمة على يوم لا تنفع فيه المعاذير.
اللهم لا موفق للخير إلا أنت وفقنا لما تحب وترضى يا رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، والحمد لله رب العالمين.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم