من فضائل الصلاة

عبد الله بن عبد الرحمن البعيجان

2024-10-25 - 1446/04/22 2024-10-26 - 1446/04/23
التصنيفات: الصلاة
عناصر الخطبة
1/مكانة الصلاة في الإسلام 2/وجوب الالتزام بأداء الصلاة على وقتها 3/من الواجب على الوالدين تعاهد أبنائهم في الصلاة 4/المحافظة على الصلاة من أعظم أسباب الفلاح 5/الوصية بالصلاة آخر وصايا رسول الله

اقتباس

المحافَظة على الصلاة أفضلُ مُعِينٍ على تربية النفوس وتزكيتها، فبها يستنيرُ القلبُ، ويتطهَّر الفؤادُ، ويزدادُ الإيمانُ والتقوى، وهي أفضل واعظٍ وزاجرٍ عن المعاصي...

الخطبة الأولى:

 

إنَّ الحمدَ لله، نحمده ونستعينه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَنْ يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومَنْ يُضلِلْ فلا هاديَ له، أشهدُ ألَّا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له المُلكُ وله الحمدُ، يحيي ويُميت وهو على كل شيء قدير، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، أرسلَه بالهدى ودين الحقِّ ليُظهِرَه على الدين كله ولو كره المشركون، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه واستنَّ بسُنَّته إلى يوم الدين.

 

أما بعدُ: فإن كتاب الله أقومُ قِيلٍ، وأرشدُ دليلٍ، وسُنَّةُ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- خيرُ منهجٍ وأعدلُ سبيلٍ، والأسوةُ الحسنةُ في الاتباع، والضلالةُ والغوايةُ في الابتداع، فاتقوا الله -عباد الله- فيما أمَر، وانتَهُوا عمَّا نهَى عنه وزجَر؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 102]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 70-71].

 

معاشرَ المسلمينَ: الصلاةُ أعظمُ فريضةٍ افترضها اللهُ بعد التوحيد؛ فهي عمودُ الإسلامِ، والركنُ الثاني من أركانه العظام، قال -تعالى-: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)[الْبَيِّنَةِ: 5]؛ وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: "بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ، عَلَى أَنْ يُعْبَدَ اللهُ، وَيُكْفَرَ بِمَا دُونَهُ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ"، وعن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- قال: "بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: إنك تأتي قومًا من أهل الكتاب؛ ‌فادعهم ‌إلى ‌شهادة ‌إلا ‌إله ‌إلا ‌الله، وأني رسول الله، فإن هم أطاعوك لذلك، فأَعْلِمْهُمْ أنَّ اللهَ افترَض عليهم خمسَ صلواتٍ في كلِّ يومٍ وليلةٍ، فإِنْ هُمْ أطاعوكَ لذلك فأعلِمْهُمْ أنَّ اللهَ افترَض عليهم صدقةً تُؤخَذ من أغنيائهم، فتُرَدُّ في فقرائهم؛ فإِنْ هم أطاعوكَ لذلك، فإيَّاكَ وكرائمَ أموالِهم، واتقِ دعوةَ المظلومِ فإنَّه ليسَ بينَها وبينَ اللهِ حجابٌ"(رواه مسلم).

 

عبادَ اللهِ: الصلاةُ أولُ ما يُحاسَب عليه العبدُ يومَ القيامةِ، فإن صلحَتْ فقد أفلَح ونجَح ورجَح عملُه، وإِنْ فسدَتْ فقد خاب وخَسِرَ وضاع عملُه؛ فعن أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقُولُ: "إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ العَبْدُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ، فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ، فَإِنِ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ، قَالَ الرَّبُّ -عَزَّ وَجَلَّ- لملائكته وهو أعلم: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بها مَا انْتَقَصَ مِنَ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ"(رواه الترمذي)، وعند أبي داود: "يقول ربنا -عز وجل- لملائكته وهو أعلمُ: انظروا في صلاة عبدي: أَتَمَّهَا أَمْ نَقَصَهَا، فإن كانت تامةً كُتبت له تامةً، وإن كان انتقص منها شيئًا قال: انظروا هل لعبدي مِنْ تطوُّعٍ؟ فإن كان له تطوُّعٌ قال: أتموا لعبدي فريضته من تطوعه، ثم تؤخذ الأعمال على ذاكَ".

 

معاشرَ المسلمينَ: لقد فرَض اللهُ على المسلمين خمسَ صلوات في اليوم والليلة، وحدَّد لها أوقاتًا معينةً، قال تعالى: (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا)[النِّسَاءِ: 103]؛ أي: واجبةً في أوقات معلومة ومحدَّدة، لا يجوز تأخيرُها عن ذلك إلا لعذر شرعيّ.

 

فعن عُبادةَ بنِ الصامتِ -رضي الله عنه- قال: "أَشهَدُ أنِّي سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "خمسُ صلواتٍ افتَرَضَهُنَّ اللهُ -عز وجل-، مَنْ أَحْسَنَ وُضُوءَهُنَّ وصَلَّاهُنَّ لوقتِهنَّ وأتمَّ ركوعَهُنَّ وخُشوعَهُنَّ كانَ له على الله عَهدٌ أَنْ يَغفِرَ له، ومنْ لَمْ يَفعَلْ فليسَ له على اللهِ عَهْدٌ، إِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ، وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ"(رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ)، وعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: "سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- ‌أَيُّ ‌الْعَمَلِ ‌أَفْضَلُ؟ ‌قَالَ: ‌الصَّلَاةُ ‌لِوَقْتِهَا، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: بِرُّ الْوَالِدَيْنِ، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: الْجِهَادُ في سَبِيلِ اللهِ" مُتفَق عليه، وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "ما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخر صلاة إلى الوقت الآخر حتى قبضه الله"(رواه الحاكم).

 

عبادَ اللهِ: وقد حذَّر اللهُ -تعالى- مِنْ تضييعِ وقتِ الصلاةِ بالتفريطِ والتهاونِ بها، واللهوِ والتغافلِ عنها، والتشاغل بغيرها، قال تعالى: (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ)[الْمَاعُونَ: 4-5]؛ أي: يغفلون عنها حتى يذهب زمانها، ويفوت وقتُها.

 

فاللهَ اللهَ في الصلاة، اللهَ اللهَ في الصلاة، اللهَ اللهَ في الصلاة، صلُّوها لوقتها، واحرِصُوا وحافِظُوا عليها، وإيَّاكم والتكاسلَ عنها، وتضييعَ وقتها، جعلَنا اللهُ وإيَّاكم من (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ)[الزُّمَرِ: 18].

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله، الحمد لله حمدًا يليق بجلاله، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ في عظمته وكماله، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه، ومَنْ سارَ على منواله.

 

معاشرَ المسلمينَ: الصلاةُ عمودُ الدينِ، وأوجبُ الواجباتِ، وأعظمُ العباداتِ، وأزكى القُرُباتِ، ألَا وإنَّ مِنَ الواجبِ على الوالدينِ، ومِنْ مسؤولياتِهم تربيةَ الأبناء وحثَّ الأهل على المحافَظة على الصلاة في وقتها، وأمرهم بها، ومراقبتهم وحضهم عليها، قال تعالى: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا)[طه: 132]، وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: "قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: مروا أبناءكم بالصلاة لسبع سنين، واضربوهم عليها لعشر سنين، وفرقوا بينهم في المضاجع"(رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ).

 

أيها الناسُ: المحافَظة على الصلاة أفضلُ مُعِينٍ على تربية النفوس وتزكيتها، فبها يستنيرُ القلبُ، ويتطهَّر الفؤادُ، ويزدادُ الإيمانُ والتقوى، وهي أفضل واعظٍ وزاجرٍ عن المعاصي، قال تعالى: (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)[الْعَنْكَبُوتِ: 45].

 

المحافَظة على الصلاة من أعظم أسباب الفَلَاح، وأهم موجبات الأمن من الخوف والفزع، وأعظم أسباب الأجر والثواب، قال -تعالى-: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى)[الْأَعْلَى: 14-15]، وقال: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)[الْبَقَرَةِ: 277]، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهْرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ"؟ ‌قَالُوا: ‌لَا ‌يَبْقَى ‌مِنْ ‌دَرَنِهِ ‌شَيْءٌ. قَالَ: "فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ يَمْحُو اللَّهُ بِهِنَّ الخَطَايَا"(مُتفَق عليه).

 

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مُكفِّرات ما بينهنَّ ما لم تغش الكبائر"(رواه مسلم).

 

وبعد عبادَ اللهِ: فالصلاة هي وصية النبي -صلى الله عليه وسلم-، التي حضَّ عليها وهو في سكرات الموت يُودِّع الدنيا، بأبي هو وأمي:

رُوحِي الفداءُ لِمَنْ أخلاقُه شَهِدَتْ *** بأنَّه خيرُ مبعوثٍ مِنَ البشرِ

عَمَّتْ فضائلُه كلَّ العبادِ كمَا *** عَمَّ البريةَ ضوءُ الشمسِ والقمرِ

 

فكان آخِرُ كلامِه في الدنيا: "الصلاةَ الصلاةَ وما ملكَتْ أيمانُكم"، فعَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه- قَالَ: كَانَتْ عَامَّةُ وَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ: "الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ، الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ" حَتَّى جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُغَرْغِرُ بها صَدْرُهُ، وَمَا يَكَادُ يَفِيضُ بها لِسَانُهُ"(رواه أحمد).

 

اللهمَّ اجعل قرةَ أعيننا في الصلاة، واجعَلْنا مِنَ الذين يُقيمون الصلاةَ، واجعلنا مِنَ المحافظينَ على الصلاة، وأَعِنَّا على الخشوعِ في الصلاة، يا ربَّ العالمينَ، اللهمَّ حبِّبْ إلينا الإيمانَ وزيِّنْهُ في قلوبنا، وكَرِّهْ إلينا الكفرَ والفسوقَ والعصيانَ، واجعَلْنا مِنَ الراشدينَ، اللهمَّ أَعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، وانصُرْ عبادَكَ الموحِّدينَ، واجعل اللهمَّ هذا البلد آمِنًا مطمئنًّا، وسائرَ بلاد المسلمين.

 

اللهمَّ أصلح أحوال المسلمين، وأمنهم في أوطانهم، واجمع شملهم، ووحد كلمتهم على الحق، وألف بين قلوبهم، وأصلح ذات بينهم، اللهمَّ وجنبهم الخلاف والفتن، ما ظهر منها وما بطن، وسد عنهم مسارب الفوضى، واكلأهم بالأمن والاستقرار يا ربَّ العالمينَ.

 

اللهمَّ كن لأهلنا في فلسطين وليًّا ونصيرًا، ومُعِزًّا ومُجِيرًا، اللهمَّ اكشف عنهم الضر، وارفع عنهم البلاء، واحفظ لهم الأعراض والدماء، اللهمَّ اشفِ مرضاهم، واجبُرْ كَسْرَهُم، وتقبَّلْ موتاهم، اللهمَّ انصرهم على الصهاينة المعتدينَ، الظلمةِ المحتلينَ، يا قويُّ يا عزيزُ، اللهمَّ أنزل عليهم رحمتَكَ ونصرَكَ وعافيتَكَ يا ربَّ العالمينَ.

 

اللهمَّ آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهمَّ وفق ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين بتوفيقك، وأيده بتأييدك، وأعز به دينك، وألبسه ثوب الصحة والعافية يا ربَّ العالمينَ، اللهمَّ وفقه وولي عهده لما تحب وترضى، يا سمع الدعاء.

 

(رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)[الْبَقَرَةِ: 127]، (وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)[الْبَقَرَةِ: 128]، اللهمَّ صل على محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

المرفقات

من فضائل الصلاة.doc

من فضائل الصلاة.pdf

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات