عناصر الخطبة
1/ الحج 2/ الصلوات الخمس 3/ الصوم 4/ السلام 5/ حمد الله عند أكل الطعام أو لبس الثوب 6/ الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم 7/ الذكر 8/ الأمراض والمصائب 9/ الهم والحزن 10/ عيادة المريض 11/ التطهر والإنصات للجمعة 12/ صلاة الليل والطواف بالبيت 13/ إدخال السرور على المسلماقتباس
هنيئاً لمن تقبل الله عمله فعاد من حجه كيوم ولدته أمه،: "والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" وهل للمسلم غاية أعظم من الجنة، وفي الحج فرصة لإظهار عالميتنا الأصلية، فشعارنا في الحج واحد ومناسكنا واحدة، والعربي والأعجمي والغني والضعيف كلنا في صعيد واحد، يتوحد لباسنا وتتوحد مشاعرنا، وفرق بين هذه العالمية الأصلية والعولمة المصطنعة ..
الحمد لله واهب النعم ومجزل الفضل دافع النقم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صفوة البشر، وخير من حج واعتمر، اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر النبيين والمرسلين، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيراً.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [الحشر:18].(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) [التوبة:119].
عباد الله: وعاد حجاج بيت الله سالمين غانمين -إن شاء الله- معافين في أجسادهم، آمنين في أداء مناسكهم، ونسأل الله أن يديم لهذا البيت أمنه، وأن يزيده تشريفاً وتعظيماً، وأن يجزل المثوبة لكل من ساهم في أمنه وتعظيمه، وتيسير السبل، والراحة للحجاج والمعتمرين.
حجاج بيت الله: هنيئاً لمن تقبل الله عمله فعاد من حجه كيوم ولدته أمه،: "والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" وهل للمسلم غاية أعظم من الجنة، وفي الحج فرصة لإظهار عالميتنا الأصلية، فشعارنا في الحج واحد ومناسكنا واحدة، والعربي والأعجمي والغني والضعيف كلنا في صعيد واحد، يتوحد لباسنا وتتوحد مشاعرنا، وفرق بين هذه العالمية الأصلية والعولمة المصطنعة.
أما من خرج حاجاً أو معتمراً، فأدركته المنية قبل إتمام نسكه، فأجره على الله: (وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) [النساء: 100]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من خرج حاجاً فمات، كتب له أجر الحاج إلى يوم القيامة، ومن خرج معتمراً فمات، كتب له أجر المعتمر إلى يوم القيامة، ومن خرج غازياً فمات، كتب له أجر الغازي إلى يوم القيامة".
وفضل ربي واسع، ومن لم يكتب له الحج هذا العام ووفق لصيام يوم عرفة، كفر الله عنه به السنة الماضية والباقية. رواه مسلم بمعناه، وعن أبي يعلى: "من صام يوم عرفة غفر له ذنب سنتين متتابعتين". ورجاله رجال الصحيح.
بل إن فضل الله واسع، يمتد ليشمل أصحاب الطاعات الخالصة لله، فقد روى أبو داود بسند حسن عن أبي أمامة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من خرج من بيته متطهراً إلى صلاة مكتوبة، فأجره كأجر الحاج المحرم، ومن خرج إلى تسبيح الضحى لا ينصبه إلا إياه، فأجره كأجر المعتمر، وصلاة على أثر صلاة لا لغو بينهما كتاب في عليين".
إخوة الإسلام: ومن فضل الله على هذه الأمة أن ختام العام في شهر ذي الحجة وفيه مغفرة الذنوب لمن حج البيت، أو صام يوم عرفة -لغير الحاج- وابتداء العام التالي بشهر الله المحرم، وفيه يوم عاشوراء، وصيام عاشوراء يكفر السنة الماضية -كما روى مسلم في صحيحه، وبين شهر الله المحرم، وشهر ذي الحجة يأتي شهر رمضان، ومن صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه.
أيها المسلمون: ولا ينقطع فضل ربنا، ولا تنتهي مكفرات الخطايا والذنوب عند أعمال الحج والصيام.
بل توجد مكفرات للذنوب نمارسها في اليوم والليلة، كالصلوات، فالصلوات الخمس، مكفرات لما بينها إذا ما اجتنبت الكبائر، ومساكين من يضيعون هذه الصلوات أو يتهاونون في أدائها، ومكفرات نمارسها متى شئنا في ليل أو نهار، ولا تكلفنا إلا تحريك اللسان واستحضار القلب، كالذكر والاستغفار، وفي الحديث المتفق على صحته قال صلى الله عليه وسلم: "من قال سبحان الله وبحمده في يوم مئة مرة حطة خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر".
دونكم -معاشر المسلمين- ذكراً قد يبدأ به أعداد من المسلمين، فيعاجلهم الشيطان فيقطعونه قبل إتمامه، وإذا عوجل المسلم عن إتمام الذكر… وهو بعد في المسجد؛ فكيف ترى الشيطان يصنع به خارج المسجد، وعن هذا الذكر يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين، وحمد الله ثلاثاً وثلاثين، وكبر الله ثلاثاً وثلاثين، فتلك تسع وتسعون، وقال تمام المئة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر" إن في ذلك لمزية للمصلين وفضلاً للذاكرين.
أيها المسلمون: ومن مكفرات الذنوب ما نكره وقوعه علينا ظاهراً وإن كان فضلاً من الله ورحمة بنا باطناً، كالأمراض نحاذرها جميعاً، ونتقي أسبابها، فإذا حلت بأحدنا وصبر واحتسب كانت كفارة لسيئاته ورفعة لدرجاته، وكذا المصائب في الأموال والأولاد… وعن هذه وتلك يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة لم يبلغها بعمله، ابتلاه الله في جسده، أو في ماله، أو في ولده، ثم صبره على ذلك حتى يبلغه المنزلة التي سبقت له من الله تعالى".
قال يزيد بن ميسرة رحمه الله: "إن العبد ليمرض وما له عند الله من عمل خير، فيذكره الله سبحانه بعض ما سلف من خطاياه، فيخرج من عينه مثل رأس الذباب من الدمع من خشية الله، فيبعثه الله إن يبعثه مطهراً، أو يقبضه إن قبضه مطهراً".
عباد الله: والهموم والأحزان التي تصيب المسلم هي الأخرى مكفرات للخطايا، أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما يصيب المؤمن من نصب -وهو التعب الشديد- ولا وصب -وهو المرض- ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه".
وعن عائشة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كثرت ذنوب العبد فلم يكن له من العمل ما يكفرها ابتلاه الله بالحزن ليكفرها عنه". أخرجه أحمد بسند حسن.
يا أخا الإسلام: وثمة أعمال يسيرة ولكنها عند الله عظيمة لمن احتسب أجرها، وهي داخلة في مكفرات الخطايا، فالصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم جاء في فضلها قوله صلى الله عليه وسلم: "من صلى علي واحد صلى الله عليه عشر صلوات، وحط عنه عشر خطيئات، ورفع له عشر درجات"، أخرجه أحمد وغيره بإسناد صحيح.
وسلام المسلم على أخيه المسلم من أسباب مغفرة الذنوب، وفي الحديث: "ما من مسلمين يلتقيان فيصافحان إلا غفر الله لهما قبل أن يتفرقا" أخرجه أحمد والترمذي وغيرهما بسند حسن.
وإدخال السرور على المسلم موجب للمغفرة، قال صلى الله عليه وسلم: "إن من موجبات المغفرة إدخال السرور على أخيك المسلم".
وهذه -أعني إدخال السرور على المسلم- فوق ما فيها من مغفرة الذنوب، هي نموذج لعظمة الإسلام في بناء العلاقات الحسنة بين المسلمين.
يا أخا الإسلام: وهل أعظم من رب وأسمى من دين تأكل الأكلة فتحمده عليها، فيغفر الله ذنبك، أو تلبس الثوب فتحمده عليه فيغفر ذنبك، وفي هذا يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "من أكل طعاماً فقال الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام ورزقنيه من غير حول ولا قوة، غفر الله له ما تقدم من ذنبه، ومن لبس ثوباً فقال الحمد له الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر".رواه أحمد والحاكم بسند حسن صحيح.
يا عبدالله: ألا ما أعظم فضل الله وأكثر طرق الخير والمغفرة، فسارع إلى الخيرات جهدك، وإياك أن تغتر بعملك، أو تمن على الله بما هداك له، بل الصالحون يأتون ما آتوا وقلوبهم وجلة، وأولئك قال الله عنهم: (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ) [المؤمنون: 60-61].
جعلنا الله منهم… أقول ما تسمعون وأستغفر الله…
الخطبة الثانية:
الحمد لله خلق الخلق لعبادته، ووعد الطائعين جنته، وجعل مصير الكافرين النار، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله… صلى الله عليه وعلى إخوانه وآله…
إخوة الإسلام: ويتصل بمكفرات الذنوب والخطايا، عيادة المريض، والوضوء، والصلاة…
يقول صلى الله عليه وسلم: "ما من رجل يعود مريضاً ممسياً إلا خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يصبح، ومن أتاه مصبحاً خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يمسي" رواه أو داود والحاكم بسند صحيح.
وتأمل -يا أخا الإيمان- ما في الوضوء من تكفير للخطايا، فقد روى مسلم في صحيحه من حديث عمرو بن عبسة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما منكم من رجل يقرب وضوءه فيتمضمض ويمج ويستنشق فينتثر إلا جرت خطايا وجهه وفيه وخياشيمه، ثم إذا غسل وجهه كما أمره الله إلا جرت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء، ثم يغسل يديه إلى المرفقين إلا جرت خطايا يديه من أطراف أنامله مع الماء، ثم يمسح رأسه كما أمره الله إلا جرت خطايا رأسه من أطراف شعره مع الماء، ثم يغسل قدميه إلى الكعبين كما أمره الله إلا جرت خطايا رجليه من أطراف أنامله مع الماء، فإن هو قام فصلى فحمد الله وأثنى عليه، ومجده بالذي هو أهله، وفرغ قلبه لله، إلا انصرف من خطيئته كهيئته يوم ولدته أمه".
عباد الله: ويومكم هذا يوم عظيم يكفر الله به الخطايا لمن تطهر وأتى المسجد، وأنصت للخطبة، يقول صلى الله عليه وسلم: "ما من رجل يتطهر يوم الجمعة كما أمر، ثم يخرج من بيته حتى يأتي الجمعة وينصت حتى تقضى صلاته إلا كان كفارة لما قبله من الجمعة".
يا عبدالله: ويرشدك المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى طريق من طرق مغفرة الذنب فيقول: "ما من عبد يذنب ذنباً، فيتوضأ فيحسن الطهور، ثم يقوم فيصلي ركعتين، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غفر الله له" رواه أحمد وغيره بإسناد صحيح.
أيها المسلمون: وطرق الخير لا تنتهي، وكفارات الذنوب أكثر من أن تحصر، وصلاة الضحى واحدة من المكفرات، وفي الحديث: "من قعد في مصلاه حين ينصرف عن صلاة الصبح حتى يصلي ركعتي الضحى لا يقول إلا خيراً، غفرت له خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر". رواه أحمد وأبو داود، وأبو يعلى بسند صحيح.
وصلاة الليل كذلك مكفرة للسيئات، وفي الحديث: "عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، ومقربة لكم إلى ربكم، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم، ومطردة للداء عن الجسد". رواه الترمذي وابن أبي الدنيا وابن خزيمة والحاكم وصححه.
والطواف بالبيت في عداد المكفرات، وفي الحديث الذي أخرجه الترمذي والنسائي والحاكم بسند صحيح عن ابن عمر رضي الله عنه، قال صلى الله عليه وسلم: "من طاف بهذا البيت أسبوعاً فأحصاه، كان كعتق رقبة، لا يضع قدماً ولا يرفع أخرى، إلا حط الله عنه بها خطيئة كتب له بها حسنة".
إخوة الإسلام: تلك إشارات إلى بعض المكفرات للخطايا يمكن إجمالهن في أكثر من خمسة عشر مكفراً: الحج، والصلاة المفروضة، والنافلة، والصوم، والوضوء، والسلام، وحمد الله عند أكل الطعام أو لبس الثوب، والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، والذكر، والأمراض والمصائب، والهم والحزن، وعيادة المريض، والتطهر والإنصات للجمعة وصلاة الليل، والطواف بالبيت وإدخال السرور على المسلم، وإن كان هناك أمور غيرها استوقفت العلماء السابقين واللاحقين فألفوا في مكفرات الخطايا والذنوب، من أمثال المروزي، والمنذري، والأوزاعي وابن حجر العسقلاني، ومن المتأخرين، حامد أحمد، محمد حسين العقبى، لكنني أقف في نهايتها مذكراً بأمرين: أحدهما: أن يحرص المسلم على تجنب أسباب عدم المغفرة كالإشراك بالله، والشحناء بين المسلمين، والسحر، فالله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاء) [النساء: 48].
ويقول صلى الله عليه وسلم عن الشحناء ما أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تعرض أعمال الناس في كل جمعة مرتين يوم الاثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد مؤمن إلا عبداً بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: اتركوا هذين حتى يفيئا -أي يرجعا عن شحنائهما- فيغفر لهما".
وهؤلاء الثلاثة المعوقات عن المغفرة يشملهن حديث: "ثلاث من لم يكن فيه واحدة منهن فإن الله يغفر له ما سوى ذلك لمن يشاء، من مات لا يشرك بالله شيئاً، ولم يكن ساحراً يتبع السحرة، ولم يحقد على أخيه"، يضاف إليهن الكبائر بشكل عام، فتركهن كفارات للسيئات، كما قال تعالى: (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ) [النساء: 31].
أما الأمر الثاني: فهو الحذر من شؤم المعصية، وعدم الاستهانة بالسيئة مهما صغرت، يقول صلى الله عليه وسلم: "إياكم ومحقرات الذنوب - كقوم نزلوا في بطن واد فجاء (ذا) بعود، وجاء (ذا) بعود حتى أنضجوا خبزتهم، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه".
ومن هذا المعنى حذر الشاعر من الذنوب صغيرها وكبيرها فقال:
خل الذنوب صغيرها *** وكبيرها ذاك التقى
واصنع كماش فوق أر *** ض الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرن صغيرة *** إن الجبال من الحصى
وإذا ابتليت بالذنب فبادر بالتوبة و الاستغفار، وما تعظمت الذنوب إلا بسبب الغفلة وعدم التوبة والندم. قال كعب: "إن العبد ليذنب الذنب الصغير ولا يندم عليه ولا يستغفر منه، فيعظم عند الله حتى يكون مثل الطور، ويعمل الذنب العظيم فيندم عليه ويستغفر منه فيصغر عند الله عز وجل حتى يغفر له".
قال الفضيل رحمه الله: "بقدر ما يصغر الذنب عندك كذا يعظم عند الله، وبقدر ما يعظم عندك كذا يصغر عند الله".
يا عبدالله: وإياك والمجاهرة بالمعصية - إذا سترك الله، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "كل أمتي معافى إلا المجاهرون". متفق عليه.
يا أخا الإيمان: سائل نفسك أولاً عن ممارسة هذه المكفرات، ثم سائل نفسك ثانياً عن بعدك عن مقومات المغفرة، ثم استيقن أن فضل الله عليك عظيم، وأن فرص الخير لا تقف في زمان أو عند نوع من الأعمال، والموفق من وفقه الله، الله ملا تحرمنا فضلك. ولا تصدنا عن سبيلك، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، واجعل أعمالنا صائبة ولوجهك خالصة يا رب العالمين، اللهم اغفر لنا ذنوبنا، واستر عيوبنا.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم