عناصر الخطبة
1/ فصل من فصول هذا التاريخ المشرق 2/ غزوة الأحزاب دروس وعبر 3/ أسباب النصر 4/ وجوب المحافظة على فروض الإسلام 5/ الشعور بالعزة الإيمانيةاقتباس
واليوم تشكل الأحزاب بعناصرهم المختلفة من يهود ونصارى وباطنيين ومنافقين طوقًا يحيط بالمسلمين في بلاد الشام، وتتشابك المصالح الضيقة، بالطائفية المقيتة من أهل الريب والنفاق... لترسم مشهدًا مأساويًا من القتل والإفساد والتهجير... وحيثما صبر المؤمنون في الأحزاب الأولى، فكذلك ينبغي أن يصبر المؤمنون... وكما انتصر المؤمنون في الأحزاب الأولى، وكفى الله المؤمنين القتال فسينتصر المسلمون اليوم إن هم حققوا عوامل النصر ..
الحمد لله نصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الأمر من قبل ومن بعد ومنه الفرج والنصر وحده، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، بلغ رسالة ربه، ونصح للأمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى لحق بالرفيق الأعلى؛ اللهم صل وسلم عليه وعلى آله وسلم.
تاريخ الأمم سجل حافل بمآثرها، وتجارب قادتها ونبلائها، والأمة التي لا تاريخ لها أمة لقيطة، وحينما تفاخرت الأمم بتاريخها - حتى وإن كان تاريخًا هابطًا - فحق الأمة المسلمة أن تفتخر وتفاخر بتاريخها - لاسيما ما كان له صلة بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام - فهو تاريخ الإيمان والمجد، والثبات والصدق، والرحمة والعدل.
تعالوا بنا إلى فصل من فصول هذا التاريخ المشرق، إلى غزوةٍ كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - قائدها، وإلى ملحمة كفى الله المؤمنين القتال فيها، هي معركةٌ مضى عليها أكثر من ألف وأربعمائة سنة... ولكنَّ أحداثًا مشابهة لها لا تزال تتكرر في حقب تاريخنا حتى يومنا هذا....
ولذا يسوغ لي أن أسميها (معركة الأحزاب الأولى)؛ إذ ليست الأخيرة من نوعها، والعناصر الظالمة والمحركة لها والمشاركة فيها لم تنبثق نوعها - وإن هلك أشخاصها -....
غزوة الأحزاب لها من اسمها نصيب، فقد شارك فيها أحزاب جمعتهم مصالح ضيقة، وحركهم حقد يهود، وثارات الجاهلية، ثم دخل على الخط منافقون مرجفون، ومخذلون محسوبون على الصف الإسلامي، وهم العدوّ -كما سماهم الله-، ومع هؤلاء وأولئك أطراف وقبائل وأشخاص منتفعون، تمثل هذه المعارك فرصتهم للتكسب المادي، أو للفخر القبلي.... ليرى الناس مكانهم في القتال...
ومعركة الأحزاب -كما تشير كتب السيرة- كانت بدايتها بتحريض من يهود بني النضير الذي أجلاهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى خيبر، فتحرك زعماؤهم إلى مكة محرضين قريشًا على قتال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ووعدوهم الغوث والمدد، وأسوأ من ذلك أنهم حرّفوا الكلم عن مواضعه، وزوّروا الحقيقة التي يعلمونها ببطلان دين قريش الوثنية، وصحة نبوة محمد وصدق رسالته التي يعلمونها كما يعرفون أبناءهم...
أجل: لقد قال اليهود لقريش: إن دينكم خير من دين محمد، ونزل القرآن فاضحًا لهم، ولاعنًا لهم ولمقولتهم (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا) [النساء: 51- 52].
وكما حرّضت يهودُ قريشًا فقد ذهبوا إلى غطفان وحرضوهم، ووعدوهم تمر خيبر لمدة سنة إن ساروا معهم... وكذلك تحرك المصالح الضيقة المبطلين قديمًا وحديثًا، وهكذا تشابكت الأغراض والمصالح، واجتمعت الأحقاد والثارات، وانضاف إليها خيانات يهود بني قريظة، وإرجاف المنافقين... فشكّلت هذه العناصر كلها -معركة الأحزاب- التي تألفت من عشرة آلاف مقاتل، وهو عدد لم يسبق أن وطئ المدينة قبله...
وحين بلغ النبي -صلى الله عليه وسلم- تحرك المشركين عن طريق خزاعة.. استشار أصحابه -كعادته- فكانت المشورة المباركة من سلمان الفارسي بحفر الخندق، وما أدراك ما الخندق يمتد طولاً خمسة آلاف ذراع، وبعرض تسعة أذرع، وبعمق يتراوح ما بين سبعة إلى عشرة أذرع عمقًا، وكان التوزيع على عموم المسلمين، ومن انتهى من مهمته عاد لمساعدة إخوانه... وأيًا كانت المدة التي أنجز فيها الحفر، وهل كانت ستة أيام أم أربعة وعشرين، أم قرابة عشرين ليلة، فهل هو عمل جبار - بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لاسيما إذا علم أنه صادف برودة جو، وقلة طعام، وخوف...
أجل ويختصر القرآن توصيف الحال التي كان عليها المسلمون بقوله: (إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيدًا) [الأحزاب: 11].
ومع تلك الحال فما تغيب أحد من المسلمين -دون عذر- وما تكاسل أحد عن المشاركة في الاستعداد للمعركة حتى الصبيان الذين لم يجازوا في الغزوة -لصغر سنهم- كانوا مشاركين في حفر الخندق، وهناك رواية لا تخلوا من طرف لكنها تشير إلى حقيقة استثمار الطاقات... فزيد بن ثابت -رضي الله عنه- كان غلامًا صغيرًا لكنه كان في وسط الخندق مشاركًا، حتى إذا نعس -من الإعياء- فأخذ عمارة بن حزم سلاحه نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يروع المؤمن لعبًا أو جدًا [مغازي الواقدي].
وثمة أمر آخر لافت للنظر، فعدد المسلمين غير مكافئ ولا يقارب لعدد المشركين.. فثلاثة آلاف أقلُّ من ثلث جيش المشركين... ولكن المغزى الأعظم، في صدق القلوب، وثبات المقاتلين، وصدق المؤمنين.. تلك التي تفوق بها المؤمنون على عدوهم -وإن كانوا قلة- على حد وصف الله لهم بقوله: (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا * مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) [الأحزاب: 22- 23].
واشتد الحال بالمسلمين أكثر حين نقضت يهود بني قريظة عهدهم مع المسلمين، وانضموا إلى الأحزاب -وخطورتهم لأنهم يجاورون المسلمين في المدينة، ويعرفون العورات التي يمكن التسلل فيها، وإنما خافهم المسلمون أكثر على النساء والذراري- وصدق الله إذ وصف الحال: (إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ..) الآية.
وقد ورد أن الذين من فوقهم (بنو قريظة) والذي أسفل منهم (قريش وحلفاؤها)، ولكم أن تتصوروا تلك الحال، ومع الكرب، ونقض العهد فنفرٌ من المسلمين -أهل نفاق- يستأذنون النبي -صلى الله عليه وسلم- ويقولون إن بيوتنا عورة، وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارًا.. وآخرون يقولون: (مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا).
وتلك مواقف المنافقين، وأدوارهم في كل زمان ومكان، هذا الكيد والمكر الكبار قابله المسلمون بالصبر والثبات، والهمم واليقين، ولم تغب النساء عن معركة الأحزاب، يحرضن على القتال، ويطعمن أهل الخندق -وهم جياع-، ويقتلن من اقترب من آطامهم.. فأم سعد بن معاذ ترى ابنها سعدًا وعليه درع فتقول: الحق يا بني، فقد والله أخرت.. [سيرة ابن هشام].
وعائشة -رضي الله عنها- تتمنى من سعد لو غطى درعُه ذراعَه.. التي أصيب منها في المعركة...
وصفية تقتل رجلاً من اليهود كان يطوف بالأطم التي كانت فيه مع مجموعة من نساء المسلمين وذراريهم.
وزوجة جابر تصنع طعامًا بارك الله فيه فكفى أهل الخندق كلهم.
والمسلمون بمجملهم كان ليلهم نهارًا -كما تقول الرواية- "يحرسون المدينة، ويكبرون حتى الصباح بكتائب خصصت لهذا الغرض، وعليها زيد بن حارثة، في ثلاثمائة فارس، وسلمة بن أسلم في مائتي فارس... وقد فوت هؤلاء الفرصة على المتربصين بالمسلمين -ولاسيما من اليهود الناقضين للعهد-.
أما المشركون فمع مفاجأة الخندق لهم، وصعوبة اقتحام خيلهم له، حيث لم تألفه، فقد استطاع مجموعة منهم أن تعبر مضيقا من مضائقه... ليكون وجهًا لوجه مع فرسان المسلمين؛ حيث وقعت ملحمة بين عمرو بن عبد ود -أحد الفرسان الذين عبروا الخندق- وبين عليّ بن أبي طالب... حيث جرى حوار أعقبه لقاء وانتهى بقتل عمرو بن عبد ود.. وعلى إثره خرجت حيل المشركين منهزمة عاربة.. وطلبت قريش جثة (عمرو بن عبد ود) قيل بعشرة آلاف، وقيل بأكثر، فأعطاهم النبي -صلى الله عليه وسلم- جثته بالمجان وقال: هو لكم لا نأكل ثمن الموتى [سبل الهدى 4/535].
ولم يكن الخندق وحده السبب في هزيمة المشركين وتراجعهم، فقد بعث الله على الكفار جندًا من عنده (وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)، كما أرسل عليهم ريحًا كفأت قدورهم، وقلعت خيامهم، وملأت عيونهم وخيلهم ترابًا.. وصدق الله (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا).
وما تتوقف عوامل النصر -إذا صدق المسلمون- مع لحظة من لحظات الغزوة جاء نعيم بن مسعود الغطفاني يعلن إسلامه، ويعرض خدماته على النبي -صلى الله عليه وسلم- فرحب به النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: إنما أنت رجل واحد فاخذل عنا إن استطعت.. وفهم نعيم الرسالة، وقام بتخذيل الأحزاب، وتفريق كلمتهم؛ حيث أوحى إلى كل طائفة بلمز الطائفة الأخرى لها (والحرب خدعة)، وخالف الله بين كلمة الأحزاب، واتهمت كل طائفة الأخرى... مع ما بهم من شدة الريح، وزلزلة جنود الله لهم.
أما السبب الخامس -من أسباب النصر- فهو السلاح في السلم والحرب، والذي يستطيعه الضعيف والقوي، وهو المكثر للقلة، والمقوي للضعفة، والركن عند البلاء.. ذلكم هو الدعاء.. ومع ما عليه النبي من صدق، وما وعده ربه من نصر وعصمة... فقد كان لا يفتر عن دعاء ربه، وتفيدنا إحدى روايات السيرة أنه -صلى الله عليه وسلم- دعا على الأحزاب وقال: «اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، اهزم الأحزاب»، وأنه كرر الدعاء يوم الاثنين والثلاثاء والأربعاء... حتى استجيب له يوم الأربعاء، فهل يغيب الدعاء والإلحاح على الله عند المسلمين؟
اللهم وكما نصرت الإسلام والمسلمين فيما مضى، فأعز الإسلام والمسلمين أبدًا..
أقول ما تسمعون...
الخطبة الثانية:
أيها المسلمون: ولم يغب فروض الإسلام عن المسلمين رغم البلاء والحصار، وهذا عمر بن الخطاب يأتي إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فزعًا يقول: لم أصل العصر بعد يا رسول الله؟ فأجابه النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وأنا لم أصلّ).. ثم دعا على المشركين وقال: «شغلونا عن صلاة العصر ملأ الله قبورهم وأجوافهم نارًا».
وتشير إحدى الروايات أن سبب ذلك أن كتيبة لخالد بن الوليد هجمت على قبة النبي -صلى الله عليه وسلم- فشغل بها النبي -صلى الله عليه وسلم- والمسلمون عن الصلاة في وقتها، وإن كان همُّ الصلاة لم يفارقهم... وأين هذا ممن يضيعون الصلاة وهم آمنون في سربهم معافون في أبدانهم؟!
كما لم تغب العزة الإيمانية عن المسلمين وهم يحاصرون ويمتحنون، فحين همّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- بمصالحة غطفان على أن يعودوا إلى ديارهم دون قتال مع الأحزاب ولهم ثلث ثمار المدينة، فأراد الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يشرك الأنصار في الرأي، ويستشيرهم، فقالوا: يا رسول الله إن كان الأمر من السماء فامض لما أمرك الله، وإن كان رأيًا ومشورةً فليس لهم عندنا إلا السيف، والله لقد كنا وإياهم في الجاهلية ولا نعطيهم تمرةً إلا شراءً وقرى، أفبعد أن أعزنا الله بالإسلام نعطيهم دون ذلك؟ [مغازي الواقدي].
أولئك رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ولم يرضوا بالدنية في دينهم؟
أما رسول الله فكان مثلاً لحسن الظن بالله، وجبلاً في مواقف الشدة، يسلّي أصحابه، ويسري عنهم، ويعدهم النصر حاضرًا، وفتوحًا في المستقبل، فالصخرة التي اعترضت الصحابة -وهم يحفرون الخندق- يضربها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمعوله فلمعت برقةٌ.. ثم ضرب أخرى وثالثة كلها تضيء وتبرق، ثم أخبرهم -صلى الله عليه وسلم- بفتوح في اليمن، والشام، والمغرب، والمشرق... حتى هذه الأمصار كلها والصحابة شهودٌ عليها -بل هم فاتحوها-.
وكان يسليهم وهم يحفرون الخندق ويرتجز ويرتجزون:
نَحْنُ الّذِينَ بَايَعُوا مُحَمّدًا *** عَلَى الْجِهَادِ مَا بَقِينَا أَبَدًا
فَقَالَ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
اللهُمّ لَا خَيْرَ إلّا خَيْرُ الْآخِرَهْ *** فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ
ويبلغ المصطفى -صلى الله عليه وسلم- قمة اليقين، وحسن الظن بالله، والفأل بربه -وهو يخبر الصحابة بأفول نجم المشركين وعدم غزوهم للمدينة مرةً أخرى، ويقول: «الآن نغزوهم ولا يغزونا»، وقد صدقت نبوءته، فلم تعد قريش ولا غيرها لغزو المدينة بعد الخندق، بل بات المسلمون هم الذين يهددون ويتحركون حتى فتحوا مكة، ودخل الناس في دين الله أفواجًا...
إخوة الإسلام: ثمة أحداث أُخر لغزوة الأحزاب، وليس المقصود استقصاءها بقدر ما كان الهدف استخراج العبر والدروس منها، واستفادة المسلمين المعاصرين من أحداثها.... وحين نقول معركة الأحزاب الأولى... فهذا يعني أن الأحزاب لم تنته...
بل واجه المسلمين أحزابٌ على مسيرة التاريخ... منذ بدأ حصار الخليفة الراشد عثمان حتى قتل شهيدا -رضي الله عنه-، ومرورًا بأحداث التتر الذين قوضوا الخلافة العباسية -بمؤازرة من المنافقين من داخل الصف الإسلامي- ثم كانت الأحزاب الثالثة حين سقطت الخلافة الإسلامية على أيدي الأحزاب من اليهود والنصارى والمنافقين، وفرق المسلمون، وكان الاستعمار البغيض، وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر... كان هجوم الأحزاب على المسلمين... وشكل المنافقون حليفًا في هذا الهجوم، يشكك في الثوابت، ويسخر من القيم، ويطعن بالدين، ويسخر من المتدينين، واليوم تشكل الأحزاب بعناصرهم المختلفة من يهود ونصارى وباطنيين ومنافقين طوقًا يحيط بالمسلمين في بلاد الشام، وتتشابك المصالح الضيقة، بالطائفية المقيتة من أهل الريب والنفاق... لترسم مشهدًا مأساويًا من القتل والإفساد والتهجير...
وحيثما صبر المؤمنون في الأحزاب الأولى، فكذلك ينبغي أن يصبر المؤمنون... وكما انتصر المؤمنون في الأحزاب الأولى، وكفى الله المؤمنين القتال فسينتصر المسلمون اليوم إن هم حققوا عوامل النصر.. من الصدق والثبات والإخلاص واليقين... وسيرد الله الأحزاب خاسئين... والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون..
تلك عبرةُ التاريخ، وتلك سنن الله في خلقه... وتلك باختصار قصة الأحزاب الأولى، ونظائرها من الأحزاب الأخرى... فهل من مدكر؟
اللهم هيئ للمسلمين من أمرهم رشدًا، وانصرهم على عدوك وعدوهم.
اللهم عليك بأعداء الدين الذين يصدون عن سبيلك، ويقاتلون عبادك، ويفسدون في أرضك...
اللهم اشدد وطأتك عليهم..
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم