عناصر الخطبة
1/أول مقاصد الدين التعريف بالله 2/التعرف على الله وأثره على العبادة 3/طرق التعرف على الله ووسائله 4/آثار الجهل بالله تعالى وضررهاقتباس
إن الجهل بالله مصيبة عظيمة، تجعل الإنسان يتخبط في هذه الحياة، فلا يعرف خالقه، ولا يعرف شرعه، يسير من دون هدى، تتحكم فيه الأهواء والشهوات، ويتلاعب به الشيطان وتقاذفه الشبهات، وتسيّره...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)[النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)[الأحزاب:70-71]، أما بعد:
عباد الله: إن أوجب الواجبات وأولى الأولويات أن يعرف العبد ربه؛ لأن معرفة الله معرفة حقيقية هي أساس كل شيء في هذا الدين العظيم، وأول مقصد للدين كله هو التعريف بالله -جل جلاله-؛ إذ لا يصح أن يعبد الإنسان رباً لا يعرفه حق المعرفة.
إن كل إنسان يعرف الله بالفطرة حتى الكفار، ومن ينكر معرفة الله فإنه أفاك كاذب، يعرفه في نفسه وينكر معرفته بلسانه، يقول الله -سبحانه وتعالى-: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ)[الأعراف: 172]، وقد سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ هَذِهِ الآيَةِ فقَالَ: "إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ، ثُمَّ مَسَحَ ظَهْرَهُ بِيَمِينِهِ، فَأَخْرَجَ مِنْهُ ذُرِّيَّةً، فَقَالَ: خَلَقْتُ هَؤُلَاءِ لِلْجَنَّةِ وَبِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ يَعْمَلُونَ، ثُمَّ مَسَحَ ظَهْرَهُ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ ذُرِّيَّةً فَقَالَ: خَلَقْتُ هَؤُلَاءِ لِلنَّارِ وَبِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ يَعْمَلُونَ" (الترمذي)؛ فالشاهد أن الله -سبحانه- أشهد الخلق على أنفسهم، فعرفوه وهم لازالوا في عالم الذر؛ فلا يُخلق المخلوق إلا وهو يعرف الله -سبحانه- بالفطرة.
لكننا نريد الحديث عن المعرفة الحقيقية التي تثمر في القلب، وتؤثر فيه، وليس المعرفة الإجمالية التي كلنا فيها سواء.
أيها الناس: إن الإنسان يجب عليه قبل أن يعرف نفسه أن يعرف خالقه، وقبل أن تقول لنفسك: من أنا؟ فقل لها: من الذي أوجدني وجاء بي إلى هذا الكون الفسيح؟، فإذا عرفت الله حقاً فستعرف نفسك حقاً؛ فمعرفة الأصل هي الأصل، يقول تعالى: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)[الزمر:67]، ويقول -صلى الله عليه وسلم- يأمرنا بالتعرف على الله: "تَعَرَّفْ على اللهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ" (للطبراني).
أيها المسلمون: إن العبد إذا عرف الله عبده حق عبادته، وقدّره حق قدره؛ لأن هذه المعرفة تجعله يعبد الله وهو يعلم من هو الله الذي يعبده ويتقرب إليه، بخلاف الذي يعبد الله وهو لا يعرفه حق المعرفة؛ فإن عبادته لربه ستكون عبادة ضعيفة، العارف بربه يعبده بإجلال وخضوع ووقار وخشوع، وبالتالي سيكثر من عبادته والتقرب إليه، ومن عرف الله أكثر سيعبده أكثر، وكلما زادت عظمة الله في قلب العبد؛ كلما ازداد شوقاً له، وحباً لعبادته، والتقرب منه.
ومن هنا ندرك السر في كثرة عبادة السلف لربهم، وتضحيتهم من أجله، وبذلهم للغالي والرخيص في سبيله؛ لأنهم عرفوا الله حق المعرفة فعبدوه حق العبادة، وضحوا في سبيله بكل شوق ومحبة، أما نحن اليوم فسبب بعدنا عن ربنا هو أننا ما عرفناه حقاً، فتقاعسنا عن عبادته، وتركنا أوامره، وارتكبنا المعاصي، وفعلنا المخالفات، كل هذا لأن قلوبنا ما عرفت الله حق معرفته.
والله لو عرفنا الله المعرفة المطلوبة لتغيرت أحوالنا ولتحسنت أوضاعنا تحسناً كبيراً، ولصرنا في حال غير الحال الذي نحن عليه اليوم، لكن لما كان الجهل بالله قل خوفنا منه، وضعف رجاؤنا فيه، فكثرت الجرائم التي تحدث كل يوم في واقعنا ومجتمعاتنا.
عباد الله: إن التعرف على الله -سبحانه- تتم عبر أمور عديدة، أعظمها وأجلها التعرف على الله من خلال كتابه الذي أنزله للتعريف بنفسه؛ ففيه من التعريف بالله ما يكفي ويوفي لمن أراد التعرف على الله -سبحانه-.
إن تدبر القرآن الكريم، والإكثار من تلاوته، والوقوف عند معانيه، يورث في القلب هيبة الله، وتعظيمه، ومعرفته، ومحبته -جل جلاله-، يقول ربنا -جل جلاله-: (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ)[الزمر:23] ويقول: (بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ)[العنكبوت: 49].
فمن أراد أن يعرف ربه حق المعرفة فعليه بالقرآن، ومن أراد أن يعظمه حق التعظيم والإجلال فعليه بالقرآن، فإن ثلث القرآن يتكلم عن الله -سبحانه- وتوحيده، وعظمته، وأسمائه وصفاته؛ بل إن كثيراً من آيات القرآن الكريم تجدها قد ختمت باسم من أسماء الله الحسنى أو صفة من صفاته العلى، وقل أن تجد آية في القرآن الكريم لا يذكر فيها لفظ الجلالة "الله" أو اسم آخر من أسمائه -جل جلاله-.
ولو تمعنا هذه الأسماء الحسنى التي سمى الله بها نفسه لتعرفنا عليه -سبحانه-؛ فالتعرّف على الله -سبحانه- من خلالها لا شك أنه يحقق العلم الصحيح بفاطر الأرض والسماوات، والعلم بأسماء الله وصفاته يستلزم عبادة الله ومحبته وخشيته، ويوجب تعظيمه وإجلاله، يقول الإمام الأصفهاني -رحمه الله-: "قال بعض العلماء: أول فرض فرضه الله على خلقه: معرفته، فإذا عرفه الناس عبدوه، قال الله تعالى: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إلَهَ إلاَّ اللَّهُ)[محمد:19]؛ فينبغي للمسلمين أن يعرفوا أسماء الله وتفسيرها؛ فيعظموا الله حق عظمته".
أيها المؤمنون: إن القرآن الكريم مليء بأسماء الله وصفاته، وما علينا إلا أن نتدبرها ونتأملها، ونقف معها ومع كل ما في القرآن من آيات وأحكام وقصص وأمثال؛ فالقرآن بكل آياته يعرفنا بالله ويدلنا عليه، ولهذا كان أعظم الناس خشية لله وعلماً به هم العلماء الربانيون؛ لأنهم يكثرون من تأمل القرآن وتدبره والغوص في مسائله ودلائله وأحكامه، قال الله عنهم: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ)[فاطر: 28].
أقول قولي هذا، واستغفر الله العظيم لي ولكم.
الخطبة الثانية:
الْحَمْدُ لِلَّهِ والصلاة والسلام على نبيه وحبيبه, صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد:
عباد الله: ومن أعظم ما يعرّف العبد بالله بعد التفكر والتدبر لآيات الله الشرعية: التفكر والتأمل في آيات الله الكونية؛ فالتفكر في مخلوقات الله يورث في القلب معرفة يستدل بها العبد على عظمة الله، ويتعرف من خلالها على نعوت كماله، وصفات جلاله، وحكمه البالغة، وما له من النعم الواسعة.
وكلما تدبر العاقل وتفكر في هذه المخلوقات وما أودعه من اللطائف والحكم والعبر في خلقها علم بذلك أنها خلقت للحق وبالحق، وأنها آيات ودلالات على ما أخبر الله -سبحانه- به عن نفسه ووحدانيته، وما أخبر به الرسل -عليهم الصلاة والسلام- عن الله تعالى؛ فكل ما في هذا الكون آيات تدل على الله (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ * ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ)[فصلت:9-11].
فيا عجبا كيف يعصى الإله *** أم كيف يجحده الجاحد
ولله في كل تحريكة *** وفي كل تسكينة شاهد
وفي كل شيء له آية *** تدل على أنه الواحد
يقول الله -تبارك وتعالى-: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[آل عمران:190-191]؛ فالتفكر في مخلوقات الله يحمل على الإيمان به، ويورث المؤمن معرفة بربه، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "وكل ما في المخلوقات من قوة وشدة دل على أن الله تعالى أقوى وأشد، وما فيها من علم يدل على أن الله أعلم، وما فيها من علم وحياة يدل على أن الله أولى بالعلم والحياة".
أيها المسلمون: وإن للجهل بالله وعدم معرفته المعرفة الصحيحة آثاراً سلبية عظيمة، أعظمها وأقبحها أن يقع الجاهل بالله في أعظم ذنب ألا وهو الشرك بالله، وما قال بنو إسرائيل: (اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ) إلا بسبب جهلهم بالله، وعدم معرفتهم به -سبحانه- معرفة حقيقية، ولذا قال لهم موسى -عليه السلام-: (إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ)[الأعراف: 138].
إن الجهل بالله مصيبة عظيمة، تجعل الإنسان يتخبط في هذه الحياة؛ فلا يعرف خالقه، ولا يعرف شرعه، يسير من دون هدى، تتحكم فيه الأهواء والشهوات، ويتلاعب به الشيطان وتقاذفه الشبهات، وتسيّره النفس الأمارة بالسوء؛ فتوقعه في المخالفات العظيمة, والموبقات الكبيرة.
ما وقع قوم لوط في الفاحشة إلا بسبب جهلهم بالله، وعدم تقديرهم لجنابه وعظمته؛ ولذلك قال لهم نبيهم: (أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ)[النمل:55]، ووقع قوم عاد، وقوم نوح، في الكبر والغرور واستعجال عذاب الله، وقالوا: (فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ)[الأحقاف:22]؛ كل هذا لأنهم ما عرفوا الله حق المعرفة، ولو عرفوا قوته وقدرته وجبروته وبطشه لما تجرأوا على قولهم هذا.
وهكذا اليوم ما وقعنا في الجرائر وما اقترفناه من الكبائر إلا بسبب جهلنا بالله، وعدم علمنا به العلم الحقيقي الكامل الذي يجعلنا نحبه ونجله، فتدفعنا محبته إلى طاعته، وتنفيذ أوامره، وترك نواهيه.
إن معرفتنا به -سبحانه- معرفة ضعيفة، جعلتنا نستهين به، ونقع بكل سهولة في معصيته ومخالفته، يقول -صلى الله عليه وسلم-: "إِنِّي أَرى مالا تَرَوْنَ، وأسمع مالا تسمعون, أَطَّتِ السَّماءُ وحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ، مَا فِيهَا موْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلاَّ وَمَلَكٌ واضِعٌ جبهتهُ ساجِداً للَّهِ تَعَالى، واللَّه لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لضَحِكْتمْ قَلِيلاً، وَلَبكَيْتُمْ كَثِيراً، وَمَا تَلَذَّذتُم بِالنِّسَاءِ عَلَى الْفُرُشِ وَلَخَرجْتُمْ إِلى الصُّعُداتِ تَجْأَرُون إِلى اللَّه تَعَالَى" (الترمذي).
فالصحابة -رضي الله عنهم- ما تأثروا هذا التأثر إلا لأنهم عرفوا الله فامتلأت قلوبهم بعظمته، ومحبته، ومحبة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فرقت قلوبهم، وبكت عيونهم؛ هيبة لله، وإجلالاً له، وخوفاً منه -سبحانه-.
ألا صلوا وسلموا على الحبيب المصطفى؛ حيث أمركم الله بالصلاة والسلام عليه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم