عناصر الخطبة
1/الوصية بتعجيل زواج الأبناء 2/ فوائد التعدد 3/ فوائد الزواج 4/ الحث على تيسير الزواج 5/ أضرار تأخير الزواجاهداف الخطبة
ترغيب الناس في الزواج / ترغيب الناس في تخفيض المهورعنوان فرعي أول
انكحوا الأيامىعنوان فرعي ثاني
لماذا التعدد ؟عنوان فرعي ثالث
المودة والرحمةاقتباس
أوجه نصيحتي إلى أولياء الشباب وغيرهم، بل إلى كل أيّم لا زوج له، أن يسارعوا مع القدرة إلى الزواج الذي شرعه الله، وجعله من محاسن الإسلام، وهو من ضروريات الحياة؛ إذ لا يمكن التناسل الشرعي إلا به، وهو من آيات الله ورحمته بعباده...
الحمد لله خلق آدم من تراب، وأسجد له ملائكته المقربين الأحباب، وجعل أولاده متناسلين الأنساب، وأنزل لهدايتهم الكتاب، وأرسل إليهم رسوله ليهديكم إلى الحق والصواب، وأشكره سبحانه إذ يسّر الأسباب، وأغلق عن كل الشرور الأبواب، وذلك رحمة منه وحمة وصواب.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رب الأرباب، ومنشئ السحاب، وهازم الأحزاب، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، سيد الحضر والأعراب، الذي حذر أمته عن كل شر وفساد، وهداهم ودلهم على الحق والصواب، صلى الله عليه وعلى آله والأصحاب، وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الحساب.
أما بعد:
فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى، وراقبوا ربكم الذي يراكم ولا يمنع بصره حجاب.
عباد الله تعلمون أن الله سبحانه وتعالى أرسل إلينا رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم بالهدى، ودين الحق؛ ليخرجكم من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد.
أوجه نصيحتي إلى أولياء الشباب وغيرهم، بل إلى كل أيّم لا زوج له، أن يسارعوا مع القدرة إلى الزواج الذي شرعه الله، وجعله من محاسن الإسلام، وهو من ضروريات الحياة؛ إذ لا يمكن التناسل الشرعي إلا به، وهو من آيات الله ورحمته بعباده.
قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم:21].
فقد جعل الله بين الزوج والزوجة المودة، وهي المحبة، وجعل بينهما الرحمة، وهي الرأفة.
قال ابن كثير في تفسير الآية: هي كقوله تعالى في الآية الأخرى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ) [الأعراف: 189]، يعني بزوجها حواء، خلقها الله من ضلع آدم الأقصر الأيسر، ولو أنه سبحانه جعل بني آدم ذكوراً كلهم، وجعل أزواجهم من غير جنسهم، أو جعلهم إناثاً كلهم، وجعل أزواجهن من غير جنسهن، لما حصل هذا الائتلاف والمحبة بينهم، وبين أزواجهم، بل تحصل منهم نفرة، وعدم سكن؛ ولهذا قال: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا) [الروم: 21].
وهذا بخلاف الزاني فإنه لا يسكن إليها، بل هو في خوف ووجل وقلق، وهي كذلك في خوف ووجل وانزعاج.
وقال تعالى في أول سورة النساء: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1]. ثم إن ربنا سبحانه، وهو الحكيم العليم، حث الجميع على الزواج والنكاح؛ ليحصل الانكفاف عن الفساد، ويحصل التناسل بين العباد، فقال تعالى: (وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ) [النور: 32].
والأيامى جمع أيّم، وهو: من لا زوج له من ذكر أو أنثى، ووعدهم بالغنى من فضله فقال: (إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [النور: من الآية32].
قال بعض السلف: أنا ضامن لمن تزوج يريد العفاف وهو فقير، أنّ الله يغنيه.
وكذلك أمر وأباح للمسلمين تعدد الزوجات، فقال تعالى: (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً) [النساء:3]، وذلك حسب القدرة والمصلحة، حتى لا يبقى نساء زائدات بدون زواج.
وفيه فائدتان أخريان وهما: كثرة نسل المسلمين، وتلبية لأمر الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، وبُعْد عن الفساد، حيث يقول: "تزوجوا الودود؛ فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة".
وقد أمر الشباب بالزواج، ورغبهم فيه، وذكر لهم بعض فوائده فقال: "يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء".
فهل أعظم من هذا التوجيه والتعليم من النبي المصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم، والترغيب في الزواج.
وقد حث على تسهيل طرقه: من تخفيض المهور والولائم فقال "أقلهن مهراً، أكثرهن بركة".
وقال لعبد الرحمن بن عوف لما تزوج: "ماذا أمرتها"؟ قال: وزن نواة من ذهب قال: "بارك الله لك، أولم ولو بشاة".
وقال للرجل الآخر: "إلْتمس ولو خاتماً من حديد. فلما لم يجد شيئاً قال: زوجتكها بما معك من القرآن، اذهب فعلمها إياه".
وهكذا تعليماته وإرشاداته صلى الله عليه وسلم فيها الخير والبركة والعطف والرحمة.
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه في إعلاناته، -وهو الخليفة الراشد، وتربى على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم-: "لو كان كثرة المهر مكرمة في الدنيا، أو تقوى عند الله، لبادر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلقد كانت مهور نسائه وبناته، لا تزيد إحداهن على أربعمائة درهم"، وهي تساوي من درهمنا الآن: مائة وعشرين ريالاً.
وقد حث ربنا سبحانه على الاقتصاد، ونهى عن السرف فقال: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) [الأعراف:31]، وقال: (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ) [الإسراء:27].
ثم ما هي نتيجة السرف في المهور والولائم والذهب واللباس، إلا وجود العقبات عن الزواج، والتسبب لغضب الرب على العباد؛ لنهيه عن السرف والتبذير وأكل المال بالباطل؟!.
وما هي نتيجة عزوف البنات والبنين عن الزواج، والزهد فيه، إلا كثرة الفساد، وقلة الأولاد، وانتشار الفوضى والأمراض المختلفة، كمرض الإيدز والهربس، وداء الشجر والسيلان وغيرها؟!.
ومن مضار الزنا واللواط، واستعمال العادة السرية عند البنين والبنات، التي هي بلاء وأذية، وقاطعة للنسل، ومفسدة للجسم، نعوذ بالله من الشقاء.
فيا عباد الله اتقوا الله وراقبوه، وامتثلوا أمره ولا تعصوه، وارحموا أولادكم من بنين وبنات، لا يفسدون ولا يسافرون لبلاد الكفار، واعلموا أن طاعة الله سبب لكل خير، وسعادة في الدنيا والآخرة، وأن معصية الله سبب كل شر وشقاوة في الدنيا والآخرة.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ) [النساء:13-14].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم