اقتباس
نقلا من كتب الفقهاء في المذاهب الأربعة وبالأخص كتاب كشاف القناع عن متن الإقناع، وكتاب المغني، وكتاب المجموع شرح المهذب للإمام النووي، وكتاب الحاوي الكبير للماوردي، وكتاب الاستذكار لابن عبدالبر، وكتاب حاشية رد المحتار على الدر المختار لابن عابدين فهي كما يلي:
نقلا من كتب الفقهاء في المذاهب الأربعة وبالأخص كتاب كشاف القناع عن متن الإقناع، وكتاب المغني، وكتاب المجموع شرح المهذب للإمام النووي، وكتاب الحاوي الكبير للماوردي، وكتاب الاستذكار لابن عبدالبر، وكتاب حاشية رد المحتار على الدر المختار لابن عابدين فهي كما يلي:
1- أن يخطب على منبر وموضع عالٍ؛ لما روى سهل بن سعد رضي الله عنه: أن النبي - صـلى الله عليه وسلم - أرسل إلى امرأة من الأنصار: (أن مري غلامك النجار يعمل أعوادًا أجلس عليها إذا كلمت الناس). متفق عليه.
2- الجلوس على الدرجة الثالثة التي تلي مكان الاستراحة؛ لفعله - صلى الله عليه وسلم -.
3- أن يسلم الخطيب على المأمومين إذا أقبل عليهم؛ لما روى ابن ماجه عن جابر رضي الله عنه قال: (كان النبي - صـلى الله عليه وسلم - إذا صعد المنبر سلم).
4- جلوس الخطيب على المنبر حتى يفرغ المؤذن من الأذان؛ لما روى ابن عمر رضي الله عنهما قال: (كان النبي - صـلى الله عليه وسلم - يجلس إذا صعد المنبر حتى يفرغ المؤذن ثم يقوم فيخطب). رواه أبوداود.
5- أن يجلس بين الخطبتين جلسة خفيفة؛ لما روى ابن عمر رضي الله عنهما قال: (كان النبي - صـلى الله عليه وسلم - يخطب خطبتين وهو قائم يفصل بينهما بجلوس). متفق عليه.
6- أن يخطب قائما؛ للحديث السابق.
7- أن يعتمد على قوس أو عصًى بإحدى يديه؛ لما روى الحكم بن حزن الكلفي قال: (وفدت إلى رسول الله - صـلى الله عليه وسلم - إلى أن قال: فأقمنا بها أياما شهدنا فيها الجمعة مع رسول الله - صـلى الله عليه وسلم -، فقام متوكئًا على عصًى أو قوس، فحمد الله وأثنى عليه: كلمات خفيفات طيبات مباركات)؛ الحديث؛ رواه أبو داود.
8- أن يقصد الخطيب تلقاء وجهه؛ لأن النبي - صـلى الله عليه وسلم - كان يفعل ذلك، ولا يلتفت يمينًا ولا شمالًا.
9- أن يقصر الخطبة؛ لما روى عمار رضي الله عنه قال: إني سمعت رسول الله - صـلى الله عليه وسلم - يقول: (إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه، فأطيلوا الصلاة واقصروا الخطبة). وقال جابر بن سمرة: (كنت أصلي مع رسول الله - صـلى الله عليه وسلم - فكانت صلاته قصدا وخطبته قصدا). رواهما مسلم.
وعن جابر بن سمرة أيضًا قال: (كان رسول الله - صـلى الله عليه وسلم - لا يطيل الموعظة يوم الجمعة، إنما هنَّ كلمات يسيرات). رواه أبوداود.
10- أن تكون الثانية أقصر من الأولى.
11- أن يرفع صوته؛ ليُسْمِع الناس؛ لحديث جابر رضي الله عنه قال: كان رسول الله - صـلى الله عليه وسلم - إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش، يقول: (صبحكم ومساكم). ويقول: (أما بعد، فإن خير الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد - صـلى الله عليه وسلم -، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة).
12- أن يدعو للمسلمين ولنفسه وللحاضرين.
13- وإذا قرأ آية فيها سجدة في أثناء الخطبة فإن شاء نزل فسجد وإن أمكن السجود على المنبر سجد عليه وإن ترك السجود فلا حرج؛ قد فَعلَهَ عمر وتَرَكَ.
14- أن يكون متطهرًا من الحدث والنجس؛ لأن السنة أن يخطب متطهرا؛ لأن النبي - صـلى الله عليه وسلم - كان يصلي عقيب الخطبة، لا يفصل بينهما بطهارة، فدل على أنه كان متطهرًا، والاقتداء به إن لم يكن واجبًا فهو سنة.
15- السنة أن يتولى الصلاة من يتولى الخطبة؛ لأن النبي - صـلى الله عليه وسلم - كان يتولاهما بنفسه وكذلك خلفاؤه من بعده.
16- أن يخاطب الناس بـ أما بعد، بعد الحمد لله والثناء عليه والشهادتين والصلاة على الرسول - صـلى الله عليه وسلم -؛ لحديث جابر وفيه: ويقول: أما بعد. وقد سبق في رفع الصوت.
17- الدعاء لإمام المسلمين مشروع في الجملة بل مستحب، قال الإمام أحمد وغيره: ولو كان لنا دعوة مستجابة لدعونا بها للإمام، وقال: ولأن في صلاحه صلاح المسلمين. بل قال شارح تنوير الأبصار من الحنفية في باب الإمامة: "إن الدعاء لإمام المسلمين بالصلاح واجب. وإني لأدعو له بالتسديد والتوفيق؛ لأن أبا موسى الأشعري وهو أمير الكوفة كان يدعو لعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أيام خلافته، والصحابة حينئذ متوافرون، ولا يسكتون على بدعة، ولم ينكر عليه أحد. ولذا قال بعض العلماء: لو قيل: إن الدعاء للسلطان واجب؛ لما في تركه من الفتنة غالبا لم يبعد. (حاشية ابن عابدين). وقال في المغني: وإن دعا لسلطان المسلمين بالصلاح فحسن.
18- أن يكون الخطيب متعظا بما يعظ الناس به.
19- حين الصعود إلى المنبر يصعد بتؤدة، وإذا نزل، نزل مسرعًا استحبابًا.
وقال ابن عبدالبر في الاستذكار: قال ابن وهب عن مالك: يخطب خطبتين يفصل بينهما جلوس، ويجلس جلستين - أي: جلسة قبل الخطبة الأولى، وجلسة بين الخطبتين - ثم قال: "وأجمعوا على أن الخطبة لا تكون إلا قائمًا لمن قدر على القيام، فإن أعيا وجلس للراحة لم يتكلم حتى يعود قائما. وقد كان عثمان ربما استراح في الخطبة، ثم يقوم فيتكلم قائما. قال محققه: "متفق بين الجمهور على أن الخطيب يبدأ بحمد الله والثناء عليه، والشهادتين والصلاة على النبي - صـلى الله عليه وسلم -، والموعظة والتذكير وخطبتين، والجلوس بين الخطبتين، وإعادة الحمد والثناء والصلاة على النبي - صـلى الله عليه وسلم - في ابتداء الخطبة الثانية، والدعاء فيها للمؤمنين والمؤمنات بالمغفرة والمعافاة من الأمراض والأدواء والنصر على الأعداء، وهكذا كله سنة عند الحنفية، مندوب عند المالكية، ومنها أركان عند الشافعية، وبعضها شروط عند الحنابلة، ومنها ما هو سنة عند الجمهور.
فمن ذلك اعتماد الخطيب بيساره أثناء قيامه على نحو عصا أو قوس لحديث الحكم بن حزن - وقد تقدم - وحكمته: أن الاستناد يعطي قوة للخطيب، ويجعل يمناه على المنبر، ومنها تقصير الخطبتين، ومنها أن تكون الثانية أقصر من الأولى، وهذا سنة عند الجمهور، مندوب عند المالكية؛ لحديث رواه مسلم عن عمار (أطيلوا الصلاة واقصروا الخطبة). ومما هو متفق على مشروعيته عند أصحاب المذاهب الأربعة:
1- كان رسول الله - صـلى الله عليه وسلم - إذا خطب علا صوته واحمرت عيناه واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش.
2- كان يحمد الله ويثني عليه ثم يقول على أثر ذلك: أما بعد:
3- كان يقصر الخطبة، ويطيل الصلاة، ويكثر الذكر ويقصد الكلمات الجوامع.
4- كانت خطبه تتعلق بقواعد الإسلام وشرائعه، ويأمر وينهى في خطبته إذا عرض له أمر.
5- وكان يشير بأصبعه السبابة في خطبته عند ذكر الله تعالى ودعائه.
6- وكذلك كانت خطبه - صـلى الله عليه وسلم - إنما هي تقرير لأصول الإيمان، من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله ولقائه وذكر الجنة والنار، وما أعد الله لأوليائه وأهل طاعته، وما أعد لأعدائه وأهل معصيته، فيملأ القلوب من خطبته إيمانًا وتوحيدًا، ومعرفة بالله وأيامه، وذكر صفات الرب جل جلاله، وأصول الإيمان الكلية، وذكر آلائه تعالى التي تحببه إلى خلقه، وأيامه التي تخوفهم من بأسه، والأمر بذكره وشكره الذي يحببهم إليه، فيذكر من عظمة الله وصفاته وأسمائه ما يحببه إلى خلقه، ويأمر من طاعته وشكره وذكره ما يحببهم إليه فينصرف السامعون وقد أحبوه وأحبهم. فيتحقق بذلك المقصد الأسمى من خطبة الجمعة.
مكروهات خطبة الجمعة
1- يكره للخطيب استدبار المأمومين.
2- يكره للإمام رفع يديه حال الدعاء في الخطبة. قال المجد: هو بدعة؛ لما روى الإمام أحمد ومسلم: أن عمارة بن رويبة رأى بشر بن مروان رفع يديه في الخطبة فقال عمارة: قبح الله هاتين اليدين، لقد رأيت النبي صـلى الله عليه وسلم وهو على المنبر ما يزيد على هذه، يعني السبابة التي تلي الإبهام.
3- دعاء الخطيب عقب صعوده المنبر لا أصل له.
4- يكره الالتفات يميناً وشمالاً وتزداد كراهته بكثرته.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم