مختارة عيد الفطر المبارك لعام 1446هـ

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2025-03-25 - 1446/09/25
التصنيفات:

اقتباس

لكن الفرحة بالعيد أبدًا لن تكتمل إلا إذا أتينا بآداب العيد وسننه، وأهمها -بل قل وأوجبها؛ فإنها من الواجبات- أن يكون الفرح بالحلال المباح لا بالمعاصي ولا بالذنوب! فافرحوا أيها المسلمون بطاعاتكم فرحًا طاهرًا بريئًا مشروعًا: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)...

هل مرَّ عام كامل؟ هل انقضى اثنين وعشرين شهرًا كاملة؟ هل نقصت أعمارنا ثلاثمائة وأربعة وخمسون يومًا؟... لكأنها ساعات أو أيام قلائل منذ خرجنا على هذا المنبر الكريم؛ منبر ملتقى الخطباء لنهنئكم بحلول عيد الفطر لسنة 1445هـ، واليوم نبشركم بعيد الفطر الجديد وقد مرَّ عام كامل، فما أسرع مرور الليالي وما أسرع كر الأيام!

 

وإنا لموقنون أن ألوفًا مؤلفة من البشر كانت تعيش معنا في العيد الماضي وهي ليست بيننا هذا العيد! وإننا لموقنون أيضًا أن العكس قد حصل؛ فأطفال بيننا اليوم تحملهم أمهاتهم أو أباؤهم لم يكونوا على وجه الأرض في العام الماضي! وكم من غني أصبح فقيرًا، ومن فقير صار غنيًا! وكم من قوي تحول ضعيفًا، ومن ضعيف غدا قويًا! وكم من عزيز صار ذليلًا، ومن ذليل أصبح عزيزًا! وكم من منصور غدا مهزومًا، ومن مهزوم بات منصورًا! وكم وكم وألف كم؛ كم ممن تحول حاله وتبدل أمره وتغير وضعه.... فسبحان من لا تؤثر فيه السنون والأعوام.

 

إنها سنة الله -عز وجل- في كونه: (فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا)[فاطر: 43].

 

ولو تفكر المرء في نفسه؛ كم مرَّ عليه من رمضان وكم مرَّ عليه من عيد! فمنا من حضر عشرين رمضان وعشرين عيد فطر، ومنا من حضر ثلاثين أو أربعين أو خمسين أو ستين أو فوق ذلك... فأين تلك السنون الآن؟ لقد رحلت بحلوها ومرها وخيرها وشرها، فنيت ولم يبق منها إلا الأعمال؛ الأعمال الصالحات أو الأعمال الخبيثات، مضت هي وظل الإنسان رهينًا بسيئاته: (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ)[المدثر: 38]، أو منتظرًا ثواب صالحاته: (وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)[الأعراف: 43]؛ فمنا من اتخذ من ذلك العام الذي انتهى زادًا له إلى الجنة، ومنا من تحمل منه الأوزار التي تسوقه إلى النار -والعياذ بالله-، وصدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين قال: "كل الناس يغدو فبايع نفسه فمعتقها أو موبقها"(رواه مسلم)، فاللهم اجعلنا ممن تزيده أيامه قربًا إليك، وليس بُعدًا عنك.

 

***

 

والآن وقد كاد هلال شوال أن يهل فقد انقسم المسلمون في فرحتهم بعيدهم إلى درجات كثيرة متفاوتة؛ فأشدهم فرحة وأصدقهم سرورًا هو أخلصهم لله -تعالى- عملًا وأطهرهم قلبًا وأنقاهم سريرة، أما من قصَّر في رمضان ففرحته على قدر طاعته، وكلما زاد تفريطه كلما اضمحلت فرحتهم وتلاشى سروره، لذا يقولون: "إنما العيد لمن أطاع، ولا عيد لمن عصى".

 

ويبقى باب التوبة مفتوحًا ما دام في أجسادنا روح، فإن الشيطان قد قال لربه -عز وجل-: "وعزتك يا رب لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم، فقال الرب -تبارك وتعالى-: وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني"(رواه أحمد والحاكم، وحسنه الألباني)، فنسأل الله -تعالى- أن يتوب علينا وعلى الناس أجمعين.

 

***

 

لكن الفرحة بالعيد أبدًا لن تكتمل إلا إذا أتينا بآداب العيد وسننه، وأهمها -بل قل وأوجبها؛ فإنها من الواجبات- أن يكون الفرح بالحلال المباح لا بالمعاصي ولا بالذنوب! فافرحوا أيها المسلمون بطاعاتكم فرحًا طاهرًا بريئًا مشروعًا: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)[يونس: 58].

 

ولقد خرج حسان بن أبي سنان إلى العيد فلما رجع قالت له امرأته: كم امرأة حسنة قد نظرت إليها اليوم؟ فلما أكثرت قال: "ويحك ما نظرت إلا في إبهامي منذ خرجت من عندك حتى رجعت إليك"! (ذم الهوى، لابن الجوزي).

 

ما عيدك الفخم إلا يوم يغفر لك *** لا أن تجرَّ به مستكبرًا حللك

كم من جديد ثياب دينه خلِق *** تكاد تلعنه الأقطار حيث سلك

ومن مرقع الأطمار ذي ورع *** بكت عليه السما والأرض حين هلك

 

وثانيها: التكبير: فلا تكتمل فرحة العيد إلا بإظهار شعيرة التكبير، قال الله -تعالى-: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ)[البقرة: 185]، "قال ابن عباس: حق على المسلمين إذا رأوا هلال شوال أن يكبروا، وروي عنه: يكبر المرء من رؤية الهلال إلى انقضاء الخطبة، ويمسك وقت خروج الإمام ويكبر بتكبيره"(تفسير القرطبي).

"وقال الشافعي: وأحب إظهار التكبير في العيدين، وبه قال مالك وأحمد وإسحاق وأبو يوسف ومحمد"(تفسير الرازي).

 

وثالثها: صلاة العيد: وهي الشعيرة الأكبر من شعائر العيد، والأفضل أن تُصلى في الخلاء إلا من عذر.

 

ثم الآداب والسنن بعد ذلك كثيرة معلومة؛ كلبس الجديد، ومخالفة الطريق، والإفطار على تمرات وتر قبل الصلاة، وحضور خطبة العيد...

 

***

 

ومهما فرحنا بالعيد ولبسنا الجديد فهي فرحة يشوبها غصة؛ غصة يخلفها ذلك الجرح الدامي في غزة، جرح يُبكي القلوب دمًا ويُقطِّع الأفئدة حسرة ويُفتت الأكباد كمدًا؛ أن نرى إخواننا يبادون بالقنابل والطائرات والمدافع ولا نقدِّم لهم حماية ولا عونًا! أن نراهم يتضورون جوعًا وتموت أطفالهم جفافًا ثم لا نستطيع أن نُدخِل لهم كسرة خبز!

 

أقبلت يا عيد والأحزان نائمـة *** على فراشي وطرف الشوق سهران

من أين نفرح يا عيد الجراح وفي *** قلوبنا من صنوف الهمِّ ألـــوان!

من أين نفرح والأحداث عاصفة *** وللدُّمى مـقـل ترنـو وآذان!

 

فاللهم فرِّج الكرب وأزل الهم وانصر المظلوم وعاف المبتلى وأعز المقهور...

 

ونترككم الآن مع هذه الخطب النيرات التي أحب أصحابها أن يشاركوكم عيدكم.

العنوان

خطبة عيد الفطر المبارك 1446هـ الأعياد بين الأفراح والأحزان

2025/03/25 2817 439 43

الْمُؤْمِنُ يَغْتَنِمُ مَوَاسِمَ الطَّاعَةِ فِي الطَّاعَةِ، وَمَوَاسِمَ الْفَرَحِ فِي الْفَرَحِ. وَالْفَرَحُ بِالْعِيدِ عِبَادَةٌ، لِأَنَّهُ فَرَحٌ بِطَاعَةِ اللَّهِ -تَعَالَى- فِي رَمَضَانَ، وَالْإِعَانَةِ عَلَى صِيَامِهِ وَقِيَامِهِ، وَمِنْ لَوَازِمِ ذَلِكَ الْفَرَحِ: الْبَقَاءُ عَلَى الْعَهْدِ، وَإِتْبَاعُ الطَّاعَةِ بِالطَّاعَةِ، وَأَنْ يَكُونَ عِيدُ الْمُؤْمِنِ هَذَا خَيْرًا مِنْ عِيدِهِ السَّالِفِ...

المرفقات

خطبة عيد الفطر المبارك 1446هـ الأعياد بين الأفراح والأحزان.doc

خطبة عيد الفطر المبارك 1446هـ الأعياد بين الأفراح والأحزان.pdf


العنوان

خطبة عيد الفطر المبارك لعام 1446هـ

2025/03/25 2032 263 18

ألم يطرُقْ سمعَك في الصلاة الهداياتُ، ألم تعش مع تلاوته أجملَ الأوقات، فرأيت يومك مختلفاً ببركة القرآن؟ وإن من أعظم الأمور التي تخرج بها من رمضان أن لا تهجره بعده، فهو دستورنا وحبلُ نجاتنا وطريقُ سعادتنا وكلامُ ربنا، فاخرجْ بقرارٍ أن يكون لك وردٌ منه كل يومٍ، ولو بالقليل، وسترى أثر ذلك بركةً في حياتك، وطمأنينةً في صدرك...

المرفقات

خطبة عيد الفطر المبارك لعام 1446هـ.doc

خطبة عيد الفطر المبارك لعام 1446هـ.pdf


العنوان

لكي تعم فرحة العيد - عيد الفطر المبارك لعام 1446هـ

2025/03/25 1727 173 27

إن يوم العيد يوم فرح دنيوي يفرح فيه المؤمنون والمؤمنات بما قدَّموا من الطاعات والأعمال الصالحات، وما تنافسوا فيه من الخيرات وادخار الحسنات، وسيرافقهم السرور والفرح ما داموا على ما كانوا عليه في رمضان...

المرفقات

أحوال اليتيم بين القهر والتكريم.doc

لكي تعم فرحة العيد - عيد الفطر المبارك لعام 1446.doc

لكي تعم فرحة العيد - عيد الفطر المبارك لعام 1446.pdf


العنوان

خطبة عيد الفطر 1446هـ

2025/03/26 1983 199 28

مُوفَّقٌ مَن تزوَّدَ من حياته لموته، ومن دنياهُ لآخرته، يقرِنُ إيمانهُ بعملٍ صالح، ولا يقبلُ اللهُ إيمانًا بلا عمل، ولا يرفعُ اللهُ عملاً بلا إيمان، قرينانِ لا يفترقان، وجهانِ لعملةٍ واحدة، إيمانٌ وعملٌ للصالحات، بهما يُدرِك العبدُ الفوزَ، وينالُ الرحمة؛ ويدخلُ الجنة...

المرفقات

خطبة عيد الفطر 1446هـ.doc

خطبة عيد الفطر 1446هـ.pdf


العنوان

إشراقات العيد - خطبة عيد الفطر 1446هـ

2025/03/26 3981 239 38

العيد السعيد يُعيد بوصلة حياتك، يُشعرك بالشعور بالقدرة على تغيير الأيام، لا القدرة على تغيير الثياب، تغيير التشاؤم إلى التفاؤل، تغيير القعود إلى العمل، تغيير التبعية لمرتزقة الشهرة إلى استقلالية التميز والعزة... فنفسك وروحك أجملُ مخلوقٍ على وجه الأرض، والذين لا يُغيِّرون ما بأنفسهم لا يُغيِّرون ما حولَهم...

المرفقات

إشراقات العيد - خطبة عيد الفطر 1446هـ.doc

إشراقات العيد - خطبة عيد الفطر 1446هـ.pdf


العنوان

خطبة عيد الفطر 1446هـ

2025/03/26 2679 189 16

العيدُ موسمٌ لتوثيقِ تواصُلِ الأرحامِ والجيرانِ، ويومُ وفاءِ الأصدقاءِ، العيدُ يومُ مرحِ وفرحِ الأطفالِ، ويومُ التوسعةِ على الفقراءِ. العيدُ يومُ النفوسِ الكريمةِ تتناسَى أضغانَها، فتتصافَى بعدَ كدَرٍ، وتتصافَحُ بعدَ انقباضٍ...

المرفقات

خطبة عيد الفطر 1446هـ.doc

خطبة عيد الفطر 1446هـ.pdf


العنوان

خطبة عيد الفطر 1446هـ

2025/03/29 3298 209 35

من العبادات التي أمرنا الله -تعالى-، أن نتقرّب بها إليه، والتي ينبغي علينا أن نحرص عليها، إصلاح ذات البين وترك التشاحن والتباغض والشقاق، وأن نجاهد أنفسنا في إزالة ذلك، بل نسعى أن نصلح بين المتخاصمين، فإن المؤمنين يربطهم رباط الإيمان...

المرفقات

خطبة عيد الفطر 1446هـ.doc

خطبة عيد الفطر 1446هـ.pdf


العنوان

خطبة عيد الفطر 1446هـ

2025/03/29 16374 388 64

عِيدُنَا هَذَا هُوَ عِيدُ التَّسَامُحِ وَالتَّصَافُحِ وَالتَّصَالُحِ، فَتَرَاحَمُوا وَتَلاَحَمُوا وَتَسَامَحُوا، فَالْعِيدُ مُنَاسَبَةٌ طَيِّبَةٌ لِتَصْفِيَةِ الْقُلُوبِ، وَإِزَالَةِ الشَّوَائِبِ عَنِ النُّفُوسِ، وَتَنْقِيَةِ الْخَوَاطِرِ مِمَّا عَلِقَ بِهَا مِنْ بَغْضَاءَ أَوْ شَحْنَاءَ وَخُصُوصًا مَعَ الْوَالِدَيْنِ؛ اللَّذَيْنِ رِضَا اللهِ فِي رِضَاهُمَا...

المرفقات

خطبة عيد الفطر 1446هـ.doc

خطبة عيد الفطر 1446هـ.pdf


العنوان

خطبة عيد الفطر 1446- حلاوة الإيمان

2025/03/31 212 29 0

لقد تذوقنا حلاوة الطاعة في رمضان، وإنها لَفي السنة كلها لمن داوم على الطاعة وأخلص لربه، فلْنلزم طاعة الله، تلك الطاعة التي أطرنا أنفسنا عليها في رمضان، لنستمر عليها في سائر أيامنا، نسعد بالطمأنينة ونتذوق اللذة الحقيقية للعبادة...

المرفقات

خطبة عيد الفطر 1446- حلاوة الإيمان.doc

خطبة عيد الفطر 1446- حلاوة الإيمان.pdf


العنوان

عيد الفطر 1446هـ - الفرحة بالعيد والوصية بلزوم الطاعات

2025/04/06 60 28 1

أيها الناسُ: اتقوا الله -رحمكم الله-، وأصلِحوا ذاتَ بينكم، فاليوم يوم عفو وصفح وبر وعطاء، لا مجال فيه للشحناء، ولا مجال فيه للقطيعة والبغضاء، اليوم يوم تجاوُز ورحمة وعطف، يوم تسامح وصفح ولطف، اليوم يوم الجود ونثر المشاعر، وتلبية الحاجات وجبر الخواطر...

المرفقات

عيد الفطر 1446هـ - الفرحة بالعيد والوصية بلزوم الطاعات.doc

عيد الفطر 1446هـ - الفرحة بالعيد والوصية بلزوم الطاعات.pdf


العنوان

خطبة عيد الفطر 1446هـ - العيد مناسبة للإخاء وتوحيد القلوب

2025/04/06 109 27 1

عبادَ اللهِ: فبشراكم، يا بشراكم، ويا هناءكم، وهنيئًا لكم يا من صمتُم وقمتُم، بشراكم يا مَنْ تهجدتُم وتصدقتُم، فقد زال التعب والنَّصَب، وثبَت الأجرُ إن شاء الله، فهذا يوم الجوائز السَّنِيَّة، فهنيئًا للفائزينَ، هنيئًا للفائزينَ، جعلَنا اللهُ وإيَّاكم منهم بمنِّه وكرمِه...

المرفقات

خطبة عيد الفطر 1446هـ - العيد مناسبة للإخاء وتوحيد القلوب.doc

خطبة عيد الفطر 1446هـ - العيد مناسبة للإخاء وتوحيد القلوب.pdf


إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات