السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته جزاكم الله كل خير.
السؤال: ما حكم الذي يبحث عن عمل وهو يعول أسرة من زوجة وأطفال ووالدين وله مدة طويلة يبحث عن عمل في البنوك الإسلامية ولم يوفقه الله تعالى حتى الآن في إيجاد عمل بالبنوك الإسلامية وبعد أن استخار الله تعالي اتجه إلى البنوك الربوية ماذا يفعل إذا وفقه الله تعالى بالعمل في البنوك الربوية وهو عليه مسؤليات كبيرة جداً؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز العمل لاكتساب الرزق بطريق الحرام مطلقاً فالله تعالى طيب لا يقبل إلا الطيب، وقد قال عليه الصلاة والسلام: إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ، وقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام وملبسه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك. وقال عليه الصلاة والسلام: أيما جسد نبت على الحرام فالنار أولى به. وقال عليه الصلاة والسلام: إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها، فأجملوا في الطلب ولا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوه بمعصية الله فإن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته.
فاكتساب الرزق من خلال العمل بالبنوك الربوية محرم لا يجوز، وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم في الربا خمسة: آكله وموكله وكاتبه وشاهديه، وقال: هم في الوزر سواء.
وعلى المسلم أن يطلب الرزق من طريق حلال وليس بالضرورة أن يشتغل في بنك، فإن لم يجد في المصارف الإسلامية مجالاً، وإلا بحث عن سبب آخر، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، والأرزاق بيد الله.
وفي الأخير ننبه السائل إلى أن الاستخارة تطلب ممن هم بأمر جائز، أما الأمور المحرمة فلا تشرع لها الاستخارة ولا تبرر ارتكابها.
والله أعلم.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم