عناصر الخطبة
1/تعريف الغضب 2/الغضب صفة من صفات 3/هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الغصب 4/ضابط الغضب الممدوح 5/فضل حبس النفس عن الغضب 6/الغضب داء المشاكل 7/بعض مفاسد الغضب 8/الأسباب المعينة على السيطرة على الغضب 9/أهمية الحلم في للمسئولين والمربين 10/الفرق بين الغضب والحزماقتباس
العدل في الغضب: أن لا يترتب على الغضب سواء كان للنفس، أو لله؛ ظلم، أو مفسدة شرعية، يجترأ بها على الدين، أو العرض، أو النفس، أو المال؛ بغير حق. ولهذا كان من دعائه صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني أسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وكلمة العدل والحق في الغضب والرضا".وبدون...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1].
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70-71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
الغضب: صفة من صفات الانفعال التي فطر عليها البشر.
والغضب صفة كمال في محله الصحيح، وهيئته الصحيحة، وصفة ذم في محله الخطأ، وهيئته الخطأ.
وقد نسب الله الغضب إلى نفسه؛ فقال: (فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى) [طـه: 81].
وغضب الله -تعالى- ليس كغضب المخلوقين، بل هو غضب يليق به جل وعلا على هيئة لا شبيه لها: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) [الشورى: 11].
وإنما ذكرت غضب الرب؛ حتى لا يظن ظان أن الغضب صفة نقص بالضرورة على كل حال، فالله -تعالى- يغضب، وغضبه كمال.
وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومن سبقه من الأنبياء -سلام الله عليهم- أيضا يغضبون، ولكن غضبهم كان مقرون بالحق والعدل.
والمقصود بالحق، أي يغضب لدين الله، فإن الغضب لله عبادة يتقرب بها العبد إلى ربه.
في صحيح البخاري: عن أم المؤمنين السيدة عائشة -رضي الله عنها- قالت: "دخل علي النبي -صلى الله عليه وسلم- وفي البيت قرام -أي ستارة أو ستر- فيه صور، فتلون وجهه من شدة الغضب، ثم تناول الستر فهتكه، وقال صلى الله عليه وسلم: "من أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يصورون هذه الصور".
فهذا غضب في الحق يبديه النبي -صلى الله عليه وسلم- لعظم ذنب التصوير، وتعليق الصور ونصبها، تصوير ذوات الأرواح ونصبها.
أما العدل في الغضب: أن لا يترتب على الغضب سواء كان للنفس، أو لله ظلم، أو مفسدة شرعية، يجترأ بها على الدين، أو العرض، أو النفس، أو المال بغير حق.
ولهذا كان من دعائه صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني أسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وكلمة العدل والحق في الغضب والرضا".
وبدون هذين القيدين يصبح الغضب وبالا على صاحبه، وعلى الناس؛ لأن الغضب بدون حق ولا عدل مدخل كبير من مداخل الشيطان.
يقول ابن القيم: "اعلم أن المداخل التي يأتي الشيطان من قبلها في الأصل ثلاثة: الشهوة، والغضب، والهوى".
والنبي -صلى الله عليه وسلم- يدرك هذا المدخل الخطير الذي يكون العبد أثناءه ضعيفا، مهيأ لكيد الشيطان وإغوائه.
ولذلك لما استب رجلان عند النبي -صلى الله عليه وسلم- فجعل أحدهما تحمر عيناه، وتنتفخ أوداجه؛ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إني لأعرف كلمة لو قالها هذا؛ لذهب عنه الذى يجد: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" فقال الرجل: هل ترى بي من جنون؟!"[أخرجه أبو داود].
وما زال في غضبه، ولم يقل: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم".
من شدة غضب الإنسان: تنصحه فلا يستمع إلى نصيحتك.
الغضب إما يسيطر عليه صاحبه، وإما يسيطر هو على صاحبه، أي أن من الناس إذا ما غضب يفقد سيطرته على غضبه، فيتلاعب به غضبه، ويفقده التصرف الرشيد، ويحمله الغضب على الظلم، وقد يحمله على الكذب والافتراء، والبطش، والمبالغة في الانتقام.
وقد يظن البعض: أن في هذا مظهرا من مظاهر القوة!.
والحقيقة: أن هذا النوع من الناس هو الضعيف بعينه، وهو الذي صحح الرسول -صلى الله عليه وسلم- مفهومه المغلوط عند بعض الناس؛ لقوله: "ليس الشديد بالصرعة -ليست القوة لمن يصرع الناس من فرط غضبه- إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب"[متفق عليه].
الذي يملك نفسه عند الغضب، هو ذلك: المتمكن من نفسه القادر على السيطرة على غضبه، هذا هو القوي، ولهذا قال عليه السلام: "الصرعة كل الصرعة، الصرعة كل الصرعة، الرجل يغضب فيشتد غضبه، ويحمر وجهه، ويقشعر شعره، فيصرع غضبه" يتراجع، يتغلب على غضبه.
وعن أنس -رضي الله عنه-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مر بقوم يصطرعون، فقال: ما هذا؟ قالوا: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذا فلان الصريع ما يصارع أحدًا إلاَّ صرعه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: "ألا أدلكم على من هو أشد منه: رجل ظلمه رجل فكظم غيظه، فغلبه، وغلب شيطانه، وغلب شيطان صاحبه"[رواه البزار بسند حسن].
ثلاث أشياء غلبها في حال كظم غيظه: غلب الغضب، وغلب شيطانه، وغلب شيطان صاحبه.
ولما كان صلى الله عليه وسلم يعرف الناس حوله، وما يحتاج إليه كل واحد منهم بعينه من تقويم معين، وسلوك معين لديه أكثر من غيره، كان ينصح صاحب هذه المشكلة بالذات، مشكلة الغضب دون أن يشير إلى غيرها من المشكلات؛ لأن الغضب ذاته باب واسع للعديد من أنواع السلوك الخطأ، بوابة، ولو أغلق هذا الباب لخمدت معه تلك السلوكيات الرديئة، تباعا.
في صحيح البخاري: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: أوصني؟ قال: "لا تغضب" فردد مرارا، فقال: أوصني؟ قال: "لا تغضب".
فكأنما الغضب بالنسبة لهذا الرجل هو أكبر مشكلة.
ولما لا ونحن نرى الغضب يفعل الأفاعيل بصاحبه، كم تسبب الغضب في الخصومات الكبيرة الطويلة الأمد مع أقرب الناس؟!
كم تسبب في الطلاق والافتراق وهدم البيوت؟
بل كم تسبب الغضب في قتل النفس التي حرم الله بغير حق؟
ولهذا قال الرجل الذي وصاه النبي –صلى الله عليه وسلم- في الحديث بترك الغضب، قال: "تفكرت حين قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لا تغضب، ويرددها، قال: وإذا الغضب يجمع الشر كله".
أيها الإخوة: كلنا نغضب، لكن كم منا جُل غضبه لله لا لنفسه؟ وكم منا يحكم السيطرة على غضبه إذا غضب؟ كم منا إذا غضب ذكر الله فاستعاذ الله من الشيطان؟ كم منا لا يطول غضبه وإذا ذكر بالله وطلب منه العفو عفا؟.
لعلي أذكر ما يعين على السيطرة على الغضب.
من الأسباب المعينة: الاستعاذة بالله من الشيطان؛ كما تقدم، وقد تقدم الحديث الذي ذكرته: "إني لأعرف كلمة لو قالها؛ لذهب عنه ما يجد: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم".
وجاء في صحيح الجامع: أنه صلى الله عليه وسلم، فقال: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ سكن غضبه".
ومما يعين على السيطرة على الغضب: السكوت؛ صح في مسند الإمام أحمد عن ابن عباس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "علموا وبشروا ولا تعسروا، وإذا غضب أحدكم فليسكت".
السكوت يقي اللسان من قول ما مآله الندم أثناء الغضب.
ومما يعين: تغيير الهيئة، في السنن بسند صحيح عن أبي ذر قال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لنا: "إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب، وإلا فليضطجع".
ولذلك كان أبو ذر –رضي الله عنه- يسقي على حوض فأغضبه رجل؛ فقعد.
وقد ثبت في العلم الحديث: "أن هرمون الادرنالين الذي يغذي الانفعالات في جسم الإنسان يكون في ذروته حينما يكون الإنسان واقفا، وينخفض إلى النصف حينما يجلس، ويكاد يتلاشى حينما يستلقي الإنسان على الأرض".
ومما يعين: تذكر الأجر العظيم المترتب على كظم الغيظ، وترك الغضب؛ في الطبراني بسند حسن عن عبد الله الثقفي قلت: يا رسول الله: قل لي قولا أنتفع به، وأقلل، قال: "لا تغضب ولك الجنة".
وفي الطبراني بسند صحيح، قال عليه الصلاة والسلام: "من كظم غيظا ولو شاء أن يمضيه أمضاه؛ ملأ الله قلبه أمنا يوم القيامة".
استشعر هذه الأجور العظيمة، والمكانات القيمة والعالية، لمن ترك الغضب، وكظم غيظه.
ويقول عليه الصلاة والسلام: "ولو شاء أن يمضيه -أي ذلك الغضب- ملأ الله قلبه أمنا يوم القيامة".
وقال أيضا: "من كظم غيضا وهو قادر أن ينفذه دعاه الله -عز وجل- على رؤوس الخلائق يوم القيامة، حتى يخيره من الحور العين ما شاء"[رواه أبو داود].
والله -تعالى- يحب الحلم، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام لأشج عبد القيس: "إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة"[أخرجه مسلم].
ومما يعين: العناية بالتأسي بهديه صلى الله عليه وسلم الذي هو أحسن الهدي وأكمله؛ عن أنس قال: "كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَعَلَيْهِ بُرْدٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الْحَاشِيَةِ، فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ، فَجَبَذَهُ جَبْذَةً حَتَّى رَأَيْتُ صَفْحَ، أَوْ صَفْحَةِ عُنُقِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَدْ أَثَّرَتْ بِهِ حَاشِيَةُ الْبُرْدِ مِنْ شِدَّةِ جَبْذِهِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَعْطِنِي مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي عِنْدَكَ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ ثُمَّ ضَحِكَ، ثُمَّ أَمَرَ أَنْ يُعْطَى" [أخرجه البخاري].
وكان صلى الله عليه وسلم لا ينتقم لنفسه، ولكن إذا انتهكت حرمات الله لا يقم لغضبه شيء، ولم يضرب بيده خادما ولا امرأة، ولا دابة، ولا شيئا، إلا أن يجاهد في سبيل الله.
وخدمه أنس عشر سنين، فما قال له: أف قط.
هذه كانت حال نبينا -صلى الله عليه وسلم- فكم نصيبنا منها؟
مما يعين على السيطرة على الغضب: معرفة أن رد الغضب وكظمه: من علامات المتقين المحسنين الذين يحبهم الله: (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)[آل عمران: 133-134].
ويقول الله -تعالى-: (وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ) [الشورى: 37].
(وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) [الشورى: 43].
ومما يعين: تأمل الغاضب نفسه لحظة غضبه، لو قدر لغاضب أن ينظر إلى صورته في المرآة لكره نفسه ومنظره، فلو رأى تغير لونه، وشدة رعدته، وارتجاف أطرافه، وتغير خلقته، وانقلاب سجيته، واحمرار وجهه، وجحوظ عينيه، وخروج حركاته عن الوقار؛ لأنف من نفسه، واشمئز من هيئته.
ومما يعين: الدعاء -أيها الإخوة-: وقد تقدم أنه صلى الله عليه وسلم كان يدعو: "وأسألك كلمة الحق، والعدل في الغضب والرضا".
وأخيرا: إدراك أن الصحة تدوم بدوام الهدوء والوقار، وسعة الصدر.
أما الغضب والهياج، فهو مسبب لأمراض القلب وضغط الدم -نسأل الله السلامة والعافية-.
وأسأله تعالى أن ينزل علينا السكينة والطمأنينة، وأن يصلح أحوالنا أجمعين.
وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
وبعد:
فإن ترشيد الغضب، والسيطرة عليها، وإدارته؛ أصبح عند الغربيين علم يدرس؛ لأنهم أدركوا خطورة الغضب إذا انفلت زمامه، وهم قوم عمليون.
ولذلك أصبحت المصحات عندهم تتنافس في إقامة برامج تدريبية في إدارة الغضب، تمارين يتدرب المنتظم فيها لأسابيع، بل لشهور، ويتعلم فيها العديد من المهارات التي تعينه على السيطرة على غضبه؛ كمهارة التعامل مع الضغوط، والتنفس العميق، وفن الاسترخاء، والتوازن العاطفي، وأساليب التأمل النفسي والروحاني، كل ذلك من أجل سيطرته على الغضب.
لقد أصبح الإفراط في الغضب عيب كبير، وفضيحة تهدد مستقبل المشاهير؛ حتى رئيس الوزراء البريطاني السابق اشتكى موظفوه فظاظته، وشدة غضبه؛ لوسائل الإعلام البريطانية، وقد نشرت إحدى الصحف البريطانية ما يؤكد هذا الخلق الذميم، والنقص الخطير في شخصية أعلى سلطة سياسية في البلاد.
لقد كان في حال غضبه يشتم، بل ويشد بعض الموظفين من ثيابه، واضطر بعدها ليصرح لوسائل الإعلام: أنه صحيح يغضب، لكنه لم يضرب أحدا أبدا في حياته.
الحاصل: أن مسئولية الإنسان كلما عظمت كلما تأكد الحلم، وسعة الصدر: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ) [آل عمران: 159].
ولذلك فإن رب البيت إذا كان غضوبا لا يحكم غضبه أصبح البيت على أهله جحيما لا يطاق،
وينبغي هنا: التفريق بين الغضب والحزم، فرب البيت يحتاج إلى الحزم، والقائد بلا حزم قائد فاشل؛ يقول ابن عباس –رضي الله عنهما-: "لما جاءه المشركون يوم أحد كان رأي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يقيم بالمدينة يقاتلهم فيها، فقال له ناس لم يكونوا شهدوا بدرا: أتخرج بنا يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إليهم نقاتلهم بأحد، ورجوا أن يصيبوا من الفضيلة ما أصاب أهل بدر، فما زالوا برسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى لبس أداته فندموا، وقالوا: يا رسول الله أقم، فالرأي رأيك، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، واستمعوا إلى لغة الحزم، وتأملوا في الموقف الحازم من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:" ما ينبغي لنبي أن يضع أداته بعد أن لبسها، حتى يحكم الله بينه وبين عدوه".
الحزم مطلوب.
معاشر الإخوة: ما أجمل أن يعتني الغضوب بمشكلته! ما أجمل أن يعالج الغضب، ويسيطر عليه!.
إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم، ويحتسب من ذلك الأجر العظيم!.
وفقني الله وإياكم لمعالي الأخلاق.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم