عناصر الخطبة
1/ التأسُّف لعدم مبالاة بعض الناس بإقامة الصلاة 2/ منزلة الصلاة في الإسلام 3/ فضائل الصلاة ومزاياها 4/ أحوال الناس مع الصلاة 5/ أسباب عدم تأثير الصلاة في بعض الناساقتباس
إنَّ للصَّلاةِ فضائلَ ومزايا لا توجد في غيرها من الأعمال؛ فهي أول ما فرض الله بعد الشهادتين، وهي التي فُرضت في السماء حينما عُرج برسول الله -صلى الله عليه وسلم- إليها؛ وذلك لأهميتها، وهي أكثر الفروض ذكراً في القرآن، وهي شعار النبيين، وصفة المتقين، وبها أوصى النبيُّ أُمَّتَه قبل خروجه من الدنيا، وهو وفي سياق الموت، فقال عليه الصلاة والسلام: "اللهَ اللهَ بالصلاة، وما ملكت أيمانكم!" ..
الحمد لله الذي فرض الصلاة على العباد رحمة بهم وإحساناً، وجعلها صلة بينهم وبينه ليزدادوا بذلك إيماناً، وكررها كل يوم حتى لا يحصل الجفاء، ويسرها عليهم حتى لا يكون فيها تعب وعناء، وأجزل لهم ثوابها؛ فكانت بالفعل خمساً، وبالثواب خمسين؛ فضلاً منه وامتناناً.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له خالقنا ومولانا، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أخشى الناس لربه سراً وإعلاناً، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليماً.
أما بعد: عباد الله! اتقوا الله تعالى، واعلموا أن من أفضل شعائر الإسلام ومزاياه العظام صلاة الجماعة في المساجد، هذه الشعيرة التي قد خف ميزانها اليوم عند كثير من الناس؛ فأصبحوا لا يؤدونها إلا في رمضان -عياذاً بالله- اتباعاً للشيطان، ومجاراة لهوى النفس الأمارة بالسوء، واقتداءً بمن قَلَّ خوف الله في قلوبهم من الكسالى والمنافقين.
وإنها لخسارة كبيرة أن نرى أعداداً كثيرة وجموعاً غفيرة من الناس في مجتمع المسلمين لا يبالون بصلاة الجماعة، ولا يرتادون المساجد وهم يسمعون المنادي يدعوهم بأعلى صوته، ويقول لهم: "حي على الصلاة. حي على الفلاح" فيعرضون عنه، وهم يقولون بلسان حالهم: لا نريد الصلاة، ولا نريد الفلاح! ولو علموا ما فيها لما ولوا مدبرين، ولما انصرفوا عنها معرضين.
خرّج الطبراني من حديث عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- مرفوعاً: "إذا حافظ العبد على صلاته؛ فأقام وضوءها وركوعها وسجودها والقراءة فيها، قالت له: حفظك الله كما حفظتني، وصعد بها إلى السماء ولها نور، تنتهي إلى الله -عز وجل-؛ فتشفع لصاحبها".
وهي في الآخرة نور للمؤمنين في ظلمات يوم القيامة على الصراط؛ فإن الأنوار تقسم لهم على حسب أعمالهم؛ ففي المسند، عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه ذكر الصلاة فقال: "من حافظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاةً يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نوراً ولا برهاناً ولا نجاة".
وعن عمرو بن مرة الجهني -رضي الله عنه- قال: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "يا رسول الله! أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، وصليت الصلوات الخمس، وأديت الزكاة، وصمت رمضان وقمته؛ فمِمَّن أنا؟ قال: من الصديقين والشهداء".
وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن العبد إذا قام يصلي أُتي بذنوبه كلها فوضعت على رأسه وعاتقيه، فكلما ركع أو سجد تساقطت عنه".
ويقول عثمان رضي الله عنه: والله لأحدثنَّكُم حديثاً لولا آية في كتاب الله ما حدثتكموه، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لا يتوضأ رجل فيحسن وضوءه، ثم يصلي الصلاة، إلا غفر الله له ما بينها وبين الصلاة التي تليها".
ويقول ابن مسعود -رضي الله عنه-: "مَن سَرَّهُ أن يلقى الله غداً مسلماً؛ فليحافظ على هذه الصلوات الخمس حيث ينادى بهن؛ فإن الله قد شرع لنبيكم سنن الهدى، وإنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يُقام في الصف".
وما ذاك إلا لإحساسهم بعظمها، ومعرفتهم بمنزلتها ومكانتها عند الله سبحانه؛ إذ هي أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة، كما ورد بذلك الحديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته؛ فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر".
ويقول الإمام أحمد -رحمه الله-: "إنما حظهم من الإسلام على قدر حظهم من الصلاة، ورغبتهم في الإسلام على قدر رغبتهم في الصلاة".
فاعرف نفسك يا عبد الله! واحذر أن تلقى الله -عز وجل- ولا قدر للإسلام عندك؛ فإن قدر الإسلام في قلبك كقدر الصلاة فيه.
يقول أحد العلماء: "إن العبد إذا قام في الصلاة غار الشيطان منه لقيامه أعظم قيام لله وأقربه، وأغيظه للشيطان وأشده عليه؛ لذا فإنه يجتهد كل الاجتهاد على إفساد صلاته، فيخطر بينه وبين نفسه، ويحول بينه وبين قلبه، فيذكره في الصلاة ما لم يذكر قبل دخوله فيها، حتى ربما كان قد نسي حاجته، وأيس منها، فيذكره إياها في الصلاة؛ ليشغل قلبه بها، ويأخذه عن الله -عز وجل-، فينصرف من صلاته مثلما دخل فيها بخطاياه وبذنوبه وأثقاله؛ لأن الصلاة إنما تُكفر سيئات من أدى حقها، وأكمل خشوعها، ووقف بين يدي الله بقلبه وقالبه، فهذا هو الذي إذا انصرف منها وجد خِفة في نفسه، وأحس بأثقال وضعت عنه؛ فيجد نشاطاً وراحة، وقرة عين؛ لذلك المحبون يقولون: نصلي فنستريح بصلاتنا، كما قال إمامهم وقدوتهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أرحنا بالصلاة يا بلال"، ولكن من الناس اليوم من يقول: أرحنا من الصلاة يا إمام، نسأل الله العافية".
عباد الله: إنَّ للصَّلاةِ فضائلَ ومزايا لا توجد في غيرها من الأعمال؛ فهي أول ما فرض الله بعد الشهادتين، وهي التي فُرضت في السماء حينما عُرج برسول الله -صلى الله عليه وسلم- إليها؛ وذلك لأهميتها، وهي أكثر الفروض ذكراً في القرآن، وهي شعار النبيين، وصفة المتقين، وبها أوصى النبيُّ أُمَّتَه قبل خروجه من الدنيا، وهو وفي سياق الموت، فقال عليه الصلاة والسلام: "اللهَ اللهَ بالصلاة، وما ملكت أيمانكم!".
وإنها آخر وصية كل نبي لأمته، وآخر عهده إليهم عند خروجه من الدنيا، كما أنها سبب لتسهيل عسر الموقف في الحشر، وتخفيف الحساب في دار المآب، وسبب لغرس الصدق والأمانة في النفوس، وسبب لمحبة الله، وإجابة دعوته، وشفاعة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، وسبب لتكفير ذنوبه، ومحو سيئاته.
أيها المسلمون: اعلموا أن الصلوات الخمس سبب لتكفير الذنوب الصغائر، وأما الذنوب الكبائر، كأكل الربا، والكذب، والغش في المعاملات، وشهادة الزور، والظلم، وإسبال الثياب، وقطيعة الرحم، وعقوق الوالدين وغير ذلك؛ إنما يكفره الله تعالى بالتوبة إليه فقط؛ فاتقوا الله عباد الله، وتوبوا إلى الله، وحافظو على الصلاة مع الجماعة في المساجد؛ لتكونوا من المؤمنين المهتدين.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ) [التوبة:18].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي جعل الصلاة ثانية أركان الإسلام، وأمر بإقامتها والمحافظة عليها على الدوام، وأخبر أنها تنهى عن الفحشاء والآثام، أحمده سبحانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحابته وسلم تسلمياً.
أما بعد:
أيها الإخوة في الله: لقد تساهل كثير من الناس بأمر الصلاة، فمنهم من تركها بالكلية -عياذاً بالله- من ذلك، ومنهم من لا يصليها إلا في رمضان، ومنهم من لا يصلي إلا الجمعة فقط، ومنهم من يصليها ولكن صلاة صورية لا حقيقية، وعادة اتخذها لا عبادة يتقرب بها، ولذلك لا نجد للصلاة أثراً في كثير من هؤلاء؛ إذ إن الله تعالى يقول: (إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) [العنكبوت:45].
وهؤلاء -أعني بهم الذين يصلونها صلاة صورية- لم تؤثر بهم صلاتهم، ولم تنههم عن فحشائهم ومنكرهم، وهذا عائد إلى عدة أمور:
الأمر الأول: عدم الخشوع فيها: فبعض الناس -هداهم الله- أجسامهم في المصلى، وقلوبهم في كل واد يجولون ويفكرون في كل شيء، حتى في الأمور التي لا مصلحة لهم فيها، وهذا ينقص الصلاة نقصاً كبيراً، وهو الذي يجعلها قليلة الفائدة للقلب، فيخرج المصلي من مصلاه ولم تزده صلاته إيماناً ولا نوراً، وما ذاك إلا لأن الخشوع هو روح الصلاة ولبّها؛ فصلاة بلا خشوع كجسد بلا روح، وقشور بلا لب، وقد ورد في الحديث: "إن الرجل لينصرف من الصلاة، وما كتب له إلا نصفها، إلا ثلثها، حتى بلغ عشرها".
الأمر الثاني: عدم الطمأنينة فيها: فبعض الناس ينقرها نقر الغراب لا يطمئن فيها، ولا يذكر الله إلا قليلاً، ولقد حذر الله -سبحانه- على لسان رسوله من هذا الفعل القبيح.
ورد في الحديث: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى بأصحابه، ثم جلس في طائفة منهم؛ فدخل رجل فقام يصلي، فجعل يركع وينقر في سجوده، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينظر إليه، فقال: "ترون هذا! لو مات لمات على غير ملة محمد، ينقر صلاته كما ينقر الغراب الدم".
وقد جعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لِص الصلاة شراً من لِص الأموال وسارقها، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته"، قالوا: يا رسول الله! كيف يسرق صلاته؟ قال: "لا يتم ركوعها ولا سجودها"، فصرح النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن الذي لا يتم صلاته، ولا يطمئن فيها، أسوأ حالاً من سارق الأموال؛ ولا ريب أن لص الدين شر من لص الدنيا.
ولقد بين النبي -صلى الله عليه وسلم- بطلان من لا يطمئن في صلاته، وذلك بقوله للرجل الذي لم يطمئن في صلاته: "ارجع فصل؛ فإنك لم تصل"، فكررها عدة مرات، والنبي يعيد عليه هذه الكلمة، حتى علمه النبي -صلى الله عليه وسلم- وأمره بالطمأنينة.
الأمر الثالث: مسابقة الإمام: مسابقة الإمام مما يخل بالصلاة خللاً عظيماً، ولقد ابتلي كثير من المصلين بهذه الخصلة السيئة، فكثير منهم ما إن يبدأ الإمام بالتكبير إلا وتراه سابقاً له أو متساوياً معه، بل إن بعضهم عندما يهوي الإمام مثلاً للسجود تراه يصل إلى الأرض قبله، وهكذا في الركوع والرفع منه، وفي هذا يقول الإمام أحمد: "ليس لمن سبق الإمام صلاة".
وقد ورد في الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أما يخاف الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار؟"، ويقول البراء بن عازب: "كنا خلف النبي -صلى الله عليه وسلم-، فكان إذا انحط من قيامه للسجود لا يحني أحد منا ظهره، حتى يضع النبي جبهته على الأرض".
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "أما مسابقة الإمام فحرام باتفاق الأئمة الأربعة". ولقد ضرب ابن عمر رجلاً يسابق الإمام، وقال: "لا وحدك صليت، ولا بإمامك اقتديت".
وأنت -يا أخي- خرجت إلى الصلاة تبتغي وجه الله بذلك، وتعلم أنك لم تنصرف من الصلاة إلا بعد إمامك، سواء سابقت أو لم تسابق؛ فعليك بالانتظار والاطمئنان حتى تكتب مع الخاشعين.
الأمر الرابع: كثرة الحركة في الصلاة: وهو الذي قد فشا وطَمَّ وعَمَّتْ به البلوى؛ فأصبح الكبير والصغير، والمتعلِّمُ والجاهلُ فيه سواء -إلا من رحم الله- ألا وهو كثرة الحركة في الصلاة، حتى إنك في بعض الأحيان تشاهد الرجل يصلي فلا تدري أنه يصلي من كثرة حركته، فتارةً يعبث في غترته، وتارة في ساعته، وتارة في ثوبه، وتارة يقدم رجله اليمنى ويؤخر اليسرى، ثم يعكسهما بعد فترة وجيزة، وبعضهم يضيف إلى ذلك فرقعة أصابعه! تساهُلٌ، واستهتار، واستخفاف بالصلاة، وجهل بحقيقتها.
الأمر الخامس: عدم تسوية الصفوف وعدم تسديد الفرج: فقد تساهل به أكثر الناس، حتى صار بعضهم لا يهمه إلا أن يقف في الصف فقط، أما كونه متقدماً أو متأخراً أو بينه وبين أخيه مسافة فهذا ليس عنده بشيء. فيا مَن يتهاون بتسوية الصف وتسديد الفرج، اسمع ما يقوله المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أقيموا الصفوف، وحاذوا بين المناكب، وسدوا الخلل، وليِّنوا بأيدي إخوانكم، ولا تذروا فرجات للشيطان، ومن وصل صفاً وصله الله، ومن قطع صفاً قطعه الله".
وعن جابر بن سمرة -رضي الله عنه- قال: خرج علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "ألا تصفُّون كما تصف الملائكة عند ربها"، فقلنا: يا رسول الله! وكيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال: "يُتمون الصفوف الأول، ويتراصون في الصف".
وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "سوُّوا صفوفكم؛ فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلاة". ويقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "لَتُسَوّنّ صُفوفكم، أو لَيُخَالِفنّ الله بين وجوهكم".
فهذه الأحاديث كافية بالأمر بتسوية الصفوف وتعديلها، ودالة على اهتمام الرسول وصحابته بها، فعلينا الاقتداء بنبينا -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه.
الأمر السادس: أكل الثوم والبصل: فبعض الناس يأكل الثوم والبصل ويحضر جماعة المسلمين ليؤذيهم بهذه الرائحة الكريهة التي نهى الرسول -صلى الله عليه وسلم- مَن أكَلَها أن يحضر المسجد، فعن أنس -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من أكل هذه الشجرة؛ فلا يقربنا، ولا يصلين معنا".
وعن جابر -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من أكل ثوماً أو بصلاً؛ فليعتزِلْنا" أو "فليعتزل مسجدنا"، وفي رواية لمسلم: "مَن أَكَلَ الثوم والبصل والكرَّاث؛ فلا يقربن مسجدنا، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى به بنو آدم".
ويقاس على ما ذكر كل ذي ريح كريه كالدخان ونحوه، بل إن رائحة الدخان أكره وأخبث، وهذا كله من حرص الإسلام على تآلف الناس، وإبعاد كل ما من شأنه تنفيرهم، أو تفريق جموعهم.
أيها الإخوة! هذه خصال ذكرناها؛ بعضها يبطل الصلاة، وبعضها ينقصها؛ فاجتنبوها رحمكم الله، وجعلنا الله جميعاً من المصلين المفلحين.
عباد الله: صلوا وسلموا على خير عباد الله؛ فقد أمركم الله بذلك، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56]، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم ارزقهم البطانة الصالحة الناصحة، اللهم اجعلهم آمرين بالمعروف، فاعلين له، ناهين عن المنكر، مجتنبين له، محافظين على حدودك، قائمين بطاعتك، محافظين على الصلوات، آمرين بها، معاقبين كُلَّ مَن تَرَكَهَا، إنك على كل شيء قدير.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم