كونوا مع الصادقين

راشد بن مفرح الشهري

2022-10-12 - 1444/03/16
عناصر الخطبة
1/ صفة ذميمة وخلة سقيمة   2/الكذبَ رِيبَة والصدق طمأنينة   3/مما قيل في الصدق والكذب 4/دوافع وأسباب الصدق والكذب   5/علامات الكذاب 6/من مساوئ الكذب 7/ما يباح من الكذب.

اقتباس

وأما دواعي الكذب فمنها: اجتلاب النفع واستدفاع الضُّر, فيرى أن الكذب أسلم وأغنم؛ فَيُرخص لنفسه فيه اغتراراً بالخدع, واستشفافا للطمع, وربما كان الكذب أبعد لما يؤمل وأقرب لما يخاف؛ لأن القبيح لا يكون حسناً والشر لا يصير خيراً...

 

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله حمداً كثيراً يوافي نعمه ويكافئ مزيده, هدى من شاء بمنه فكان هادياً مهدياً, وأضل من شاء بعدك وحكمته فكان نسياً منسيا, أشهد ألا إله إلا الله وحده خلق من الماء بشر فجعله نسباً وصهراً وكان ربك قديراً, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله ربه هادياً ومبشراً ونذيراً, وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً.

 

اتقوا الله فإن تقوا الله عليها المعوَّل, وعليكم بما كان عليه سلف الأمة والصدر الأول (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1] (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102] (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70، 71].

 

أما بعد:

 

أيها الناس: تنزهوا عن سبيل الضالين, وطريق الأفاكين, وصفة المخذولين, وآية المنافقين, يستخدمها المنحرفون, ويسير في ركبها الفاجرون, ويمتطيها الأذلون, من أتصف بها ندم, ومن تحلى بها خذل, ومن تحراها عذب. -نعوذ بالله من خزي الدنيا وعذاب الأخرة-.

 

صفة ذميمة وخلة سقيمة, من تجرعها مقت, ومن انتحلها لعن, قال رب العالمين وهو أصدق القائلين: (ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ) [آل عمران: 61], وقال تعالى: (إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ) [النحل: 105] وروي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال للحسن بن علي -رضي الله عنهما-: "دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكُ، فإِن الصِّدْقَ طُمأْنينة والكذبَ رِيبَة" [أحمد والترمذي والنسائي وصححه الألباني].

 

ومما قيل: "رحِم الله امرَأً أصلَح من لِسانه، وأقصرَ من عِنانه، وألزم طريقَ الحقِّ مِقوَلَه، ولم يُعوِّدِ الخَطَل مفصلَه". ورى صفوان بن سليم قال: قيل للنبي -صلى الله عليه وسلم-: "أيكون المؤمن جباناً ؟ قال: "نعم" قيل أفيكون بخيلا؟ قال: "نعم" قيل: أفيكون كذاباً؟ قال: "لا" [رواه مالك والبيهقي].

 

لا يكذب المرء إلا مهانته *** أو عادة السوء أو من قلة الأدب

لعض جيفة كلب خير رائحة *** من كذبة المرء في جد وفي لعب

 

وقال ابن عباس -رضي الله عنهما- تفسيرا لقوله تعالى: (وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ) [البقرة: 42] أي: لا تخلطوا الصِّدْق بالكذب. وقيل في منثور الحكم: "الكذاب لص؛ لأن اللص يسرق مالك, والكذَّاب يسرق عقلك". وقال بعض الحكماء: "الخرس خيرٌ من الكذب, وصدقُ اللسان أول السعادة", ما أجمل الصدق! فألزمه يا رعاك الله.

 

وقال بعض البلغاء: "الصادق مصانٌ خليلٌ, والكاذب مهان ذليلٌ", وقال بعض الأدباء: "لا سيف كالحق, ولا عون كالصدق", وقال بعض الشعراء:

 

وما شيء إذا فكرت فيه *** بأذهب للمروءة والجمال

من الكذب الذي لا خير فيه *** وأبعد بالبهاء من الرجال

 

الرجل لا يكذب, والمؤمن لا يكذب, وتأملوا هذا المشهد: قال هرقل: إني سائل هذا عن هذا الرجل فإن كذب فكذبوه, قال أبو سفيان: "وأيم الله لولا مخافة أن يؤثر على الكذب لكذبته". تأملوا كافر ويسأل عن عدوه لكنه لا يكذب؛ مخافة أن يقيد عليه.

 

والكذب جماع كل شر, وأصل كل ذم لسوء عواقبه, وخبث نتائجه؛ لأنه ينتج النميمة, والنميمة تنتج البغضاء, والبغضاء تؤول إلى العداوة, وليس مع العداوة أمن ولا راحة, ولذلك قيل: "من قل صدقه قل صديقُهُ".

 

واعلموا -رحمكم الله- أن الصدق والكذب يدخلان الأخبار الماضية, كما أن الوفاء والخلف يدخلان المواعيد المستقبلة, فالصدق هو الإخبار عن الشيء على ما هو عليه, والكذب هو الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو عليه, ولكل واحد منها دواع وأسباب, إلا أن دواعي الصدق لازمةٌ, ودواعي الكذب عارضةٌ؛ لأن الصدق يدعو إليه عقلٌ موجبٌ وشرعٌ مؤكدٌ, فالكذب يمنع منه العقل ويصد عنه الشرع.

 

وإذا كان للصدق والكذب دواع فلا بد من ذكر ما سَنَحَ به الخاطر من دواعيهما, أما دواعي الصدق فمنها: العقل؛ لأنه موجب لقبح الكذب, والعقل يدعو إلى فعل ما كان مستحسناً, ويمنع من إتيان ما كان مستقبحا.

 

ومنها: الدِّين الوارد بإتباع الصدق وحظْر الكذب؛ لأن الشرع لا يجوز أن يرد بإرخاص ما حظره العقل, بل قد جاء الشرع زائداً على ما اقتضاه العقل من خطر الكذب؛ لأن الشرع ورد بحظر الكذب وإن جر نفع أو دفع ضرراً, والعقل إنما حظر ما لا يجلب نفعًا ولا يدفع ضرراً. ( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ * لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ) [الزمر: 33، 34].

 

 

ومنها: المروءة فإنها مانعةٌ من الكذب باعثة على الصدق؛ لأنها قد تمنع من فعل ما كان مستكرهاً, فأولى من فعل ما كان مستقبحاً.

 

ومنها: حب الثناء والاشتهار بالصدق حتى لا يُرد عليه قولٌ ولا يلحقه ندم ولا ذم, وقد قال بعض البلغاء: "ليكن مرجعك إلى الحق ومنزعك إلى الصدق, فالحق أقوى معين, والصدق أفضل قرين" وقال بعض الشعراء:

 

عود لسانك قول الصدق تحظ به *** إن اللسان لما عودت معتاد

موكل بتقاضي ما سننت له *** في الخير والشر فانظر كيف ترتاد

 

ومن الدوافع أنَ الصدق نجاة وراحة, ومنها أن الصدق طريق إلى الجنة ومن ذا الذي يكره الجنة ويأباها, قال –عليه الصلاة والسلام-: "عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ".

 

وأما دواعي الكذب فمنها: اجتلاب النفع واستدفاع الضُّر, فيرى أن الكذب أسلم وأغنم؛ فَيُرخص لنفسه فيه اغتراراً بالخدع, واستشفافا للطمع, وربما كان الكذب أبعد لما يؤمل وأقرب لما يخاف؛ لأن القبيح لا يكون حسناً والشر لا يصير خيراً. وليس يجنى من الشوك العنبُ ولا من الكرم الحنظل.

 

وقد روى عن منصور بن المعتمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "تحروا الصدق وإن رأيتم أن فيه الهلكة فإن فيه النجاة, وتجنبوا الكذب وإن رأيتم أن فيه النجاة فإن فيه الهلكة" [رواه ابن ابي الدنيا في كتاب الصمت وفيه ضعف]. وقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "لأن يضعني الصدق -وقلما يفعل- أحب إلي من أن يرفعني الكذب -وقلما يفعل-". وقال بعض الحكماء: "الصدق منجيك وإن خفته, والكذب مرديك إن أمنته". وقال الجاحظ: "الصدق والوفاء توأمان, والصبر والحلم توأمان, فيهن تمام كل دين وصلاح كل دنيا, وأضدادهن سبب كل فرقةٍ وأصل كل فساد".

 

ومنها: أن يؤثر أن يكون حديثه مستعذبا وكلامه مستظرفا, فلا يجد صدقا يعذب ولا حديثا يستظرف؛ فيستحلي الكذب الذي ليست غرائبه معوزة, ولا ظرائفه معجزة. وهذا النوع أسوأ حالاً مما قبل؛ لأنه يصدر عن مهانة النفس, ودناءة الهمة. ولا حول ولا قوة إلاَ بالله. وقد قال الجاحظ: "لم يكذب أحد قط إلا لصغر قدر نفسه عنده", وقال ابن المقفع: "لا تتهاون بإرسال الكذبة من الهزل فإنها تسرع إلى إبطال الحق".

 

ومنها: أن يقصد بالكذب التشفي من عدوه فيسمه بقبائح يخترعها عليه, ويصفه بفضائح ينسبها إليه, ويرى أن معرة الكذب غنم, وأنَ إرسالها في العدوِ سهمٌ وسمٌ, وهذا أسوأ حالاً من النَوعين الأوَلين؛ لأنه قد جمع بين الكذب المعِرِّ والشَرِ المضر, ولذلك ورد الشرع برد شهادة العدوِ على عدوه.

 

ومنها: أن تكون دواعي الكذب قد ترادفت عليه حتَى ألفها, فصار الكذب له عادة, ونفسه إليه منقادة, حتى لو رام مجانبة الكذب عسر عليه؛ لأن العادة طبع ثان, وهذا حال من ضل سعيه وتنكب في قوله, وللأسف إن بعض الناس أصبح هذا حاله. عياذا بالله. "إن الرجل ليكذب الكذبة لا يرى بها بأساً يهوي بها في النار سبعين خريفا". وقد قال الحكماء: "من استحلى رضاع الكذب عسر فطامه". وقيل في منثور الحِكم: "لا يلزم الكذاب شيء إلا غلب عليه".              

 

واعلم أن للكذاب قبل خبرته أمارات دالة عليه, فمنها: أنك إذا لقنته الحديث تلقنه ولم يكن بين ما لقنته وبين ما أورده فرق عنده. ومنها: أنك إذا شكَكته فيه تشكَك حتى يكاد يرجع فيه, ولو لاك ما تخالجه الشَكُ فيه, ومنها: أنك إذا رددت عليه قوله حصر وارتبك, ولم يكن عنده نصرة المحتجِين, ولا برهان الصَادقين, ولذلك قال عليٌ بن أبي طالب -رضي الله عنه-: "الكذاب كالسراب".

 

ومنها: ما يظهر عليه من ريبة الكذَابين, وينمُ عليه من ذلة المتوهمين؛ لأنَ هذه أمور لا يمكن الإنسان دفعها عن نفسه لما في الطَبع من آثارها, ولذلك قال الحكماء: "العينان أنمُ من اللَسان", وقال بعض البلغاء: "الوجوه مرايا تريك أسرار البرايا", وقال بعض الشعراء:

 

تريك أعينهم ما في صدورهم *** إنَ العيون يؤدِي سرها النظر

 

ومن مصائب الكذب: أنه متى اتَسم بالكذب نسبت إليه شوارد الكذب المجهولة, وأُضيفت إلى أكاذيبه زيادات مفتعلة حتَى يصير الكاذب مكذوبا عليه, فيجمع بين معرة الكذب منه ومضرة الكذب عليه, وقد قال الشاعر:         

 

حسب الكذوب من البلية *** بعض ما يحكى عليه

فإذا سمعت بكذبة من *** غيره نسبت إليه

                     

ومن آفة الكذب: إنه إن تحرى الصدق اُتُهم, وإن جانب الكذب كذِب, حتى لا يعتقد له حديث يصدق, ولا كذب مستنكر, فمهما صدق لن يصدق, وقد قال الشاعر:

 

إذا عرف الكذاب بالكذب لم يكد *** يصدق في شيء وإن كان صادقا

             

ومن آفة الكذاب: نسيان كذبه, وتلقاه ذا حفظ إذا كان صادقا, أعوذ بالله من الشيطان: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) [التوبة: 119].

 

وقد وردت السنة بإرخاص الكذب في الحرب, وإصلاح ذات البين. وفي الحديث: "لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ يَقُولُ خَيْرًا أَوْ يَنْمِي خَيْرًا". على وجه التورية, والتأويل دون التصريح به, فإن السنة لا يجوز أن ترد بإباحة الكذب؛ لما فيه من التنفير, وإنما ذلك على طريق التورية والتعريض كما سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد تطرف برداء وانفرد عن أصحابه, فقال له الرجل: ممن أنت؟ قال: "من ماء", فورَّى عن الأخبار بنسبه بأمر يحتمل. فظن السائل أنه عني القبيلة المنسوبة إلى ذلك, وإنما أراد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه من الماء الذي يخلق منه الإنسان, فبلغ ما أحب من إخفاء نفسه وصدق في خبره.

 

وكالذي حكي عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- أنه كان يسير خلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين هاجر معه فتلقاه العرب وهم يعرفون أبا بكر ولا يعرفون رسول الله -صلى الله عليه وسلم-, فيقولون: يا أبا بكر من هذا؟ فيقول: "هاد يهديني السبيل" فيظنون أنه يعني هداية الطريق, وهو إنما يريد هداية سبيل الخير, فيصدق في قوله ويوري عن مراده.

 

وقد روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب"

وقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "إن في المعاريض ما يكفي أن يعف الرجل عن الكذب". وقال بعض أهل التأويل في قوله تعالى: (قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ) [الكهف: 73]. "إنه لم ينس ولكنه معاريض الكلام". وقال ابن سيرين: "الكلام أوسع من أن يصرح فيه بالكذب" يقصد -رحمه الله- أنك تستطيع أن تستخدم من الألفاظ ما تقضي به غرضك ولا تكذب فتغضب ربك.

 

واعلم أن من الصدق ما يقوم مقام الكذب في القبح والمعرة, ويزيد عليه في الأذى والمضرة, وهي الغيبة والنميمة والسعاية, قَالَ رسول الله لمعاذ: "كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا". فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وإنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ فَقَالَ: "ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ! وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ -أَوْ: عَلَى مَنَاخِرِهِمْ- يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟ " نسأل الله العفو والعافية. قال بعض الأدباء: "لم يمش ماش شر من واش".

 

ومن الكذب المعاصر والمتجدد كذب التوقيع في سجلات الدوام حضوراً وانصرافا, ناهيك عن أعذار التأخر, ومعاذير الاستئذان مقرونة بالأيمان (وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [المجادلة: 14], ومن الكذب كذب الباعة ومعارض السيارات وحراجها وأهل العقارات وادعاء السوم فيها زعما أو كذبا, وباعة المواشي, وعموم إنفاق السلع بالحلف الكاذب الماحق للبركة "فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا، بُورِكَ فِي بَيْعِهِمَا، وَإِنْ كَذَبَا وَكَتَمَا، مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا" وما يسميه البعض الكذب الأبيض؛ وحاشى فالكذب كله أسود, وكذب جلسات الزملاء ونكت الأصحاب, عن بهز بن حكيم عن أبيه عن رسول الله: "وَيْلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ فَيَكْذِبُ، لِيُضْحِكَ بِهِ الْقَوْمَ، وَيْلٌ لَهُ، وَيْلٌ لَهُ" [رواه احمد وأبوداؤد والترمذي وحسنه الألباني".

 

 ودع الكذوب فلا يكن لك صاحبا *** إن الكذوب لبئس خلاً يصحب

 

كم من حسيب كريم كان ذا شرف *** قد شانه الكذب وسط الحي إن عمدا
وآخر كان صعلوكا فشرفه *** صدق الحديث وقول جانب الفندا
فصار هذا شريفا فوق صاحبه *** وصار هذا وضيعا تحته أبدا 

 

ومن أسوأ الكذب ما خطط له وصاحبه تحراه " وَلَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ، وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ، حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا" [رواه أحمد].

 

ومن الكذب؛ الكذب على الصبيان, وعود كاذبة, وطلبات مخلوفة, ألا فاتقوا الله -رحمكم الله-.

 

صلوا وسلموا وأكثروا من الصلاة والسلام على من أمركم ربكم بالصلاة والسلام عليه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].

 

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ, كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ, وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ, كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

 

 

 

المرفقات

مع الصادقين

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات