اقتباس
ساعات قليلة وتغيب عنا شمس خير الشهور.. بما فيها من طاعة وبهجة وفرحة بلذة القرب من الله تعالى، والانضمام إلى خير ثلة على وجه الأرض، ثلة العابدين الطائعين الفائزين في الدنيا والآخرة.. ساعات قليلة وينسى بعضنا الصيام والقيام، ويعود بعضنا للتفريط في الصلوات وتلاوة القرآن.. ساعات قليلة ونستقبل دنيانا من جديد، بتعبها وكدرها، وتنافسها والتكالب على شهواتها وملذاتها، ساعات قليلة ويذهب ..
ساعات قليلة وينقضي شهر رمضان، ساعات قليلة ويحزم رمضان حقائبه ويلملم أغراضه ثم يولينا ظهره مودعًا، فيا ليت شعري هل يعود رمضان في العام القابل فيجد بعضنا على ظهر الأرض أم باطنها، ويا ليت شعري من الفائز منا في صولاته وجولاته فنهنئه، ومن الخاسر فنقيم له مراسم العزاء!! ساعات قليلة وتغيب عنا شمس خير الشهور.. بما فيها من طاعة وبهجة وفرحة بلذة القرب من الله تعالى، والانضمام إلى خير ثلة على وجه الأرض، ثلة العابدين الطائعين الفائزين في الدنيا والآخرة.. ساعات قليلة وينسى بعضنا الصيام والقيام، ويعود بعضنا للتفريط في الصلوات وتلاوة القرآن.. ساعات قليلة ونستقبل دنيانا من جديد، بتعبها وكدرها، وتنافسها والتكالب على شهواتها وملذاتها، ساعات قليلة ويذهب رمضان الذي ربما لا يعود مرة أخرى على الكثيرين منا.
مضى شهر بأكمله وكأنه ساعة من نهار، أو هنيهة من ليل المحبين، وهكذا الأيام الجميلة تمضي سريعًا كما أنها تأتي سريعًا، مضى بآثاره الزكية في قلوب الطائعين، وتطهيره لنفوس الصائمين القائمين، وقد فاز فيه من فاز، وخسر فيه من خسر، إلا أنه لا تزال هناك فرصة لمن فاته القطار، فلا يزال في العربة الأخيرة متسع، صحيح قد يصل بها المسافر متأخرًا، أو متعبًا مرهقًا من زحام المفرطين إلا أن لديه فرصة للوصول، فالأعمال بالخواتيم، ولا يزال الختام متاحًا، فإن أحدث العبد توبة لمولاه في آخر الشهر، واجتهد في بقية ساعاته وأيامه، فصام وقام وأنفق واتقى، فلربما يختم له بخير، ولربما أدرك مقام الصائم القائم بشيء وقر في صدره من الخشية والتوبة والندم والإنابة.
إنها فرصة للمقصرين، ودعوة لكل من لعبت به نفسه خلال الشهر فنسي أو تناسى واجب الوقت، وأعرض أو أعرضت به نفسه عن الإقبال على ربه في هذا الشهر العظيم، ونأى بجانبه عما يلين قلبه ويعلي روحه ويهذب نفسه، دعوة لاستدراك ما فات، دعوة إليه أن هلمّ إلينا، أقبل علينا، اصرف بصرك عن الملهيات والشواغل وركز نظرك على الغاية التي من أجلها خلقت، والتي من أجلها شرع الله لك هذا الشهر وصيامه وقيامه، دعوة إليه أن استغل ما بقي من الشهر في تنظيف روحك مما علق بها خلال أول الشهر لتفوز في آخره، دعوة إلى الإقبال على الله تعالى لتجد أثر ذلك عنده، فإنه لا يعرض عمن أتاه ولا من طلبه، ففي الحديث القدسي: "من تقرب مني شبرًا تقربت منه ذراعًا، ومن تقرّب مني ذراعًا تقربت منه باعًا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة".
وإننا في ملتقى الخطباء إذن نودع هذا الشهر بخيراته ونفحاته، فإننا نهنئ إخواننا الخطباء والدعاة وجميع المسلمين في العالم الإسلامي بحلول عيد الفطر المبارك، ونسأل الله تعالى أن يتقبل منا شهر رمضان وعباداته، ونعرض على الجميع مجموعة من الخطب المختارة في وداع الشهر وكيفية ختام ساعاته وأيامه الباقية، مذكّرين ببعض من آداب الخروج لصلاة العيد، سائلين الله تعالى أن يعيد علينا رمضان سنوات عديدة، وأزمنة مديدة، وأن يبارك لنا فيما بقي منه، إنه ولي ذلك والقادر عليه..
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم