عناصر الخطبة
1/ قصة أصحاب الفيل وبعض الدروس المستفادة منها 2/ عقوبة التفكير بالظلم والإلحاد في بيت الله الحرمِ 3/ حادثة استهداف الحوثيين لمكة المكرمة بالصواريخ وتصدي الدفاعات السعودية لهااقتباس
حادثة هامة في تاريخ العرب، ومِنَّةٌ مَنَّ اللهُ -تعالى- بها عليهم، وللتنبيه على دلالته العظيمة صدَّر اللهُ -تعالى- السورة التي تحدثت عن الحادث بسؤال تعجبي، فقال: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ)، فالحادثة كانت معروفة للعرب، ومشهورةً عندهم، حتى جعلوها مبدأ تاريخٍ، فيقولون: حدثَ كذا عامَ الفيل، وحدث كذا قبل عام الفيل بعامين، وحدث كذا بعد...
الخطبة الأولى:
أما بعد:
يقول الله -تعالى-: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) [الفيل: 1 - 5].
حادثة الفيل، حادثة هامة في تاريخ العرب، ومِنَّةٌ مَنَّ اللهُ -تعالى- بها عليهم، وللتنبيه على دلالته العظيمة صدَّر اللهُ -تعالى- السورة التي تحدثت عن الحادث بسؤال تعجبي، فقال: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ)، فالحادثة كانت معروفة للعرب، ومشهورةً عندهم، حتى جعلوها مبدأ تاريخٍ فيقولون: حدثَ كذا عامَ الفيل، وحدث كذا قبل عام الفيل بعامين، وحدث كذا بعد عام الفيل بعشر سنوات.
والمشهور أن مولد رسول الله -صلى الله عليه وسلمَ- كان في عام الفيل، ولعل ذلك من بدائع الموافقات الإلهية المقدرة.
السورةُ إذن لم تكن للإخبار بقصةِ يجهلونها، فهي حادثةٌ مستفيضة الشهرة في حياة الجزيرة العربية قبل البعثة، وإنما كانت تذكيراً عظيمَ الدلالةِ على رعايةِ الله لهذه البقعة المقدسة التي اختارها الله -تعالى- لتكون ملتقى النورِ الأخير، ومحضن العقيدة الجديدة، والنقطة التي تبدأ منها زحفها العظيم لنشر هذا الدين العظيم ومطاردة الجاهلية في أرجاء الأرض، وإقرار الهدى والحق والخير فيها.
أيها الإخوة: جملة ما تشير إليه الروايات المتعددة عن حادث الفيل: أن الحاكم الحبشي لليمن في الفترة التي خضعت فيها اليمن لحكمِ الحبشة بعد طردِ الحُكْمِ الفارسي منها وتسميه الرواياتُ: "أبرهة" فَبَنَى كَنِيسَةً في اليَمَنِ بِصَنْعَاءَ لَمْ يُرَ مِثْلُهَا فِي زَمَانِهَا يُقَالُ لَهَا: الْقُلّيْسَ، وجمع لها كلَ أسبابَ الفخامةِ، وَكَانَ يَنْقُلُ إلَيْهَا الرّخَامِ الْمُجَزّعِ وَالْحِجَارَةُ الْمَنْقُوشَةُ بِالذّهَبِ مِنْ قَصْرِ بِلْقِيسَ صَاحِبَةِ سُلَيْمَانَ -عَلَيْهِ السّلَامُ-، وَكَانَ فِيهِ بَقَايَا مِنْ آثَارِ مُلْكِهَا، فَاسْتَعَانَ بِذَلِكَ عَلَى مَا أَرَادَهُ فِي هَذِهِ الْكَنِيسَةِ مِنْ بَهْجَتِهَا وَبِهَائِهَا، وَنَصَبَ فِيهَا صُلْبَانًا مِنْ الذّهَبِ وَالْفِضّةِ وَجَعَلَ فِيهَا مَنَابِرَ مِنْ الْعَاجِ وَالْآبُنُسِ، وَكَانَ أَرَادَ أَنْ يَرْفَعَ فِي بِنَائِهَا حَتّى يُشْرِفَ مِنْهَا عَلَى عَدَنَ! فَكَانتْ كَنِيسَةً هَائِلَةً، رَفِيعَةَ الْبِنَاءِ، وَاسِعَةَ الْفِنَاءِ، مُزَخْرَفَةِ الْأَرْجَاءِ.
على نيةِ أن يصرفَ بها العربَ عن البيتِ الحرام في مكة، وقد رأى مبلغ انجذاب أهل اليمن الذين يحكمهم إلى هذا البيت، شأنهم شأن بقية العرب في وسط الجزيرة وشماليها كذلك، وكتب إلى ملك الحبشة بهذه النية.
ولكن العرب لم ينصرفوا عن بيتِهم بيتِ الله الحرام، فقد كانوا يعتقدون أنهم أبناء إبراهيمَ وإسماعيلَ صاحبي هذا البيت، وكان هذا موضع اعتزازهم على طريقتهم بالفخر بالأنساب.
وكانت معتقداتهم على تهافتها أفضل في نظرهم من معتقدات أهل الكتاب من حولهم، وهم يرون ما فيها من خلل واضطراب وتهافت كذلك.
وأمعن رجلٌ من كِنَانِة باحتقار كنيسة الْقُلّيْسَ التي بنى أبرهة فَخَرَجَ حَتّى أَتَى فَقَعَدَ فِيهَا -يَعْنِي أَحْدَثَ فِيهَا- ثُمّ خَرَجَ فَلَحِقَ بِأَرْضِهِ فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ "أَبْرَهَةُ" فَقَالَ: مَنْ صَنَعَ هَذَا؟ فَقِيلَ لَهُ: صَنَعَ هَذَا رَجُلٌ مِنْ الْعَرَبِ مِنْ أَهْلِ هَذَا الْبَيْتِ الّذِي تَحُجّ الْعَرَبُ إلَيْهِ بِمَكّةَ لَمّا سَمِعَ قَوْلَك: أَصْرِفُ إلَيْهَا حَجَّ الْعَرَبِ" غَضِبَ فَجَاءَ فَقَعَدَ فِيهَا، أَيْ أَنّهَا لَيْسَتْ لِذَلِكَ بِأَهْلِ؛ فَغَضِبَ عِنْدَ ذَلِكَ أَبْرَهَةُ وَحَلَفَ لَيَسِيرَن إلَى الْبَيْتِ حَتّى يَهْدِمَهُ.
وقاد جيشاً جراراً تصاحبه الفيلة، وفي مقدمتها فيلٌ عظيمٌ ذو شهرةٍ خاصةٍ عندهم.
فتسامعَ العربُ به وبقصده، وعز عليهم أن يتوجه لهدم كعبتهم، فوقف في طريقه رجلٌ من أشرافِ أهلِ اليمنِ وملوكِهم يُقَالُ لَهُ: "ذُو نَفْرٍ" فدعا قومه ومن أجابه من سائر العرب إلى حرب أبرهةَ وجهادِه عن البيتِ الحرام، فأجابَه إلى ذلك من أجابه، ثم عرض له فقاتله، ولكن أبرهةَ هزمه وأخذه أسيراً.
ثم وقف له في الطريق كذلك نُفَيلُ بنُ حبيبٍ الخثعمي في قبيلتين من العرب ومعهما عربٌ كثير، فهزمهم كذلك، وأسر نفيلاً.
حتى إذا مر بالطائف خرج إليه رجالٌ من ثقيف، فقالوا له: إن البيت الذي يقصده ليس عندهم إنما هو في مكة، وذلك ليدفعوه عن بيتهم الذي بنوه للاّت! فَأَكْرَمَهُمْ لِاسْتِسْلَامِهِمْ، وَبَعَثُوا مَعَهُ دَلِيلًا يقال له: "أَبُو رِغَالٍ" يدله على الكعبة، فَخَرَجَ أَبْرَهَةُ وَمَعَهُ أَبُو رِغَالٍ حَتّى أَنَزَلَهُ الْمُغَمّسَ -واسمه في الوقت الحاضر الوادي الأخضر، يحاذي مشعر عرفة من شمالها الشرقي-، فَلَمّا أَنْزَلَهُ بِهِ مَاتَ أَبُو رِغَالٍ هُنَالِكَ وقُبِر فَرَجَمَتْ الْعَرَبُ قَبْرَهُ بعد ذلك لفعله المشين.
ولما استقر أبرهةُ بالمغمسِ، بَعَثَ رَجُلًا مِنْ الْحَبَشَةِ يُقَالُ لَهُ: الْأَسْوَدُ بْنُ مَقْصُودٍ عَلَى خَيْلٍ لَهُ حَتّى انْتَهَى إلَى مَكّةَ، فَسَاقَ إلَيْهِ أَمْوَالَ تِهَامَةَ مِنْ قُرَيْشٍ وَغَيْرِهِمْ وَأَصَابَ فِيهَا مِائَتَيْ بَعِيرٍ لِعَبْدِ الْمُطّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ كَبِيرُ قُرَيْشٍ وَسَيّدُهَا، فَهَمّتْ قُرَيْشٌ وَكِنَانَةُ وَهُذَيْلٌ، وَمَنْ كَانَ بِذَلِكَ الْحَرَمِ بِقِتَالِهِ ثُمّ عَرَفُوا أَنّهُمْ لَا طَاقَةَ لَهُمْ بِهِ فَتَرَكُوا ذَلِكَ.
وَبَعَثَ أَبْرَهَةُ رَسُولاً إلَى مَكّةَ، وَقَالَ لَهُ: سَلْ عَنْ سَيّدِ أَهْلِ هَذَا الْبَلَدِ وَشَرِيفِهَا، ثُمّ قُلْ لَهُ: إنّ الْمَلِكَ يَقُولُ لَك: إنّي لَمْ آتِ لِحَرْبِكُمْ إنّمَا جِئْت لِهَدْمِ هَذَا الْبَيْتِ فَإِنْ لَمْ تَعْرِضُوا دُونَهُ بِحَرْبِ فَلَا حَاجَةَ لِي بِدِمَائِكُمْ فَإِنْ هُوَ لَمْ يُرِدْ حَرْبِي؛ فَأْتِنِي بِهِ فَجَاءَ عَبْدَ الْمُطّلِبِ فَقَالَ لَهُ مَا أَمَرَهُ بِهِ أَبْرَهَةُ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمُطّلِبِ: وَاَللّهِ مَا نُرِيدُ حَرْبَهُ وَمَا لَنَا بِذَلِكَ مِنْ طَاقَةٍ، فقال الرسولُ: انْطَلِقْ مَعِي إلَيْهِ فَإِنّهُ قَدْ أَمَرَنِي أَنْ آتِيَهُ بِك.
وَكَانَ عَبْدُ الْمُطّلِبِ أَوْسَمَ النّاسِ وَأَجْمَلَهُمْ وَأَعْظَمَهُمْ فَلَمّا رَآهُ أَبْرَهَةُ أَجَلّهُ وَأَعْظَمَهُ وَأَكْرَمَهُ عَنْ أَنْ يُجْلِسَهُ تَحْتَهُ وَكَرِهَ أَنْ تَرَاهُ الْحَبَشَةُ يَجْلِسُ مَعَهُ عَلَى سَرِيرِ مُلْكِهِ فَنَزَلَ أَبْرَهَةُ عَنْ سَرِيرِهِ فَجَلَسَ عَلَى بِسَاطِهِ وَأَجْلَسَهُ مَعَهُ عَلَيْهِ إلَى جَنْبِهِ.
ثُمّ قَالَ لِتُرْجُمَانِهِ: قُلْ لَهُ حَاجَتُك؟ فَقَالَ لَهُ ذَلِكَ التّرْجُمَانُ، فَقَالَ: حَاجَتِي أَنْ يَرُدّ عَلَيّ الْمَلِكُ مِائَتَيْ بَعِيرٍ أَصَابَهَا لِي، فَلَمّا قَالَ لَهُ ذَلِكَ، قَالَ أَبْرَهَةُ: لِتُرْجُمَانِهِ قُلْ لَهُ: قَدْ كُنْت أَعْجَبْتنِي وَدِينُ آبَائِك قَدْ جِئْت لِهَدْمِهِ لَا تُكَلّمُنِي فِيهِ؟ قَالَ لَهُ عَبْدُ الْمُطّلِبِ: إنّي أَنَا رَبّ الْإِبِلِ وَإِنّ لِلْبَيْتِ رَبّا سَيَمْنَعُهُ، قَالَ: مَا كَانَ لِيَمْتَنِعَ مِنّي، قَالَ: أَنْتَ وَذَاكَ، فَرَدّ أَبْرَهَةُ عَلَى عَبْدِ الْمُطّلِبِ الْإِبِلَ الّتِي أَصَابَ لَهُ.
فَلَمّا انْصَرَفُوا عَنْهُ انْصَرَفَ عَبْدُ الْمُطّلِبِ إلَى قُرَيْشٍ، فَأَخْبَرَهُمْ الْخَبَرَ، وَأَمَرَهُمْ بِالْخُرُوجِ مِنْ مَكّةَ، وَالتّحَرّزِ فِي شَعَفِ الْجِبَالِ وَالشّعَابِ، تَخَوّفًا عَلَيْهِمْ مِنْ مَعَرّةِ الْجَيْشِ عَبْدُ الْمُطّلِبِ، فَأَخَذَ بِحَلْقَةِ بَابِ الْكَعْبَةِ، وَقَامَ مَعَهُ نَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ يَدْعُونَ اللّهَ ويستنصرونه عَلَى أَبْرَهَةَ وَجُنْدِهِ.
ثم أرسل عبدُ المطلبِ حلقةَ بابِ الكعبة، وانطلقَ هو ومن معه من قريشٍ إلى شَعَفَ الجبالِ يتحرزون فيها ينتظرون ما أبرهة فاعل.
فَلَمّا أَصْبَحَ أَبْرَهَةُ تَهَيّأَ لِدُخُولِ مَكّةَ، وَهَيّأَ فِيلَهُ وَعَبّى جَيْشَهُ وَكَانَ اسْمُ الْفِيلِ مَحْمُودًا وَأَبْرَهَةُ مُجْمِعٌ لِهَدْمِ الْبَيْتِ ثُمّ الِانْصِرَافِ إلَى الْيَمَنِ.
فَلَمّا وَجّهُوا الْفِيلَ إلَى مَكّةَ، بَرَكَ الْفِيلُ وَضَرَبُوا الْفِيلَ لِيَقُومَ فَأَبَى، فَوَجّهُوهُ رَاجِعًا إلَى الْيَمَنِ فَقَامَ يُهَرْوِلُ وَوَجّهُوهُ إلَى الشّامِ فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ وَوَجّهُوهُ إلَى الْمَشْرِقِ فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ وَوَجّهُوهُ إلَى مَكّةَ فَبَرَكَ فَأَرْسَلَ اللّهُ -تَعَالَى- عَلَيْهِمْ طَيْرًا مِنْ الْبَحْرِ أَمْثَالَ الْخَطَاطِيفِ وَمَعَ كُلّ طَائِرٍ ثَلَاثَةُ أَحْجَارٍ يَحْمِلُهَا، حَجَرٌ فِي مِنْقَارِهِ وَحَجَرَانِ فِي رِجْلَيْهِ أَمْثَالُ الْحمّصِ وَالْعَدَسِ لَا تُصِيبُ مِنْهُمْ أَحَدًا إلّا هَلَكَ وَلَيْسَ كُلّهُمْ أَصَابَتْ وَخَرَجُوا هَارِبِينَ يَبْتَدِرُونَ الطّرِيقَ الّذِي مِنْهُ جَاءُوا، فخرجوا يتساقطون بكل طريق، ويهلكون بكل مهلك على كل منهل، وأصيب أبرهة معهم، وقُرَيْشٌ وَعَرَبُ الْحِجَازِ عَلَى الْجِبَالِ، يَنْظُرُونَ مَاذَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ مِنَ النِّقْمَةِ.
فالحمد لله رب العالمين أهلك الظالمين وحمى بيته الأمين.
الخطبة الثانية:
أيها الإخوة: هذه قصة أصحاب الفيل وهكذا فعل الله بمن أراد بيتَه الحرامَ بخرابٍ وهدمٍ، يقول الله -تعالى- محذراً من إرادة الظلم والمعصية فيه: (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) [الحج: 25]، فمجرد إرادةُ الظلمِ والإلحادِ في الحرمِ، موجبٌ للعذاب، وإن كان العبد في غيره لا يعاقب إلا بعمل الظلم، فكيف بمن أتى فيه أعظمَ الظلمِ، من الكفرِ والشركِ، وإرادةِ الهدمِ والصدِ عن سبيلِه، ومنعِ من يريدُه بزيارةٍ، فما ظنكم أن يفعلَ اللهُ بهم؟
وفي هذه الآية الكريمة: وجوبُ احترامِ الحرمِ، وشدةُ تعظيمه، والتحذيرُ من إرادةِ المعاصي فيه وفعلِها.
أما إرادته هو بالخراب والدمار فذاك أعظمُ جرمٍ وأشنعُه.
أيها الإخوة: وقصد البيتِ الحرامِ الذي قال الله -تعالى- عنه: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) [البقرة: 125] من المارقين الحوثيين بصواريخهم التي وفق الله -تعالى- جنودنا البواسل لصدها فهي جريمة شنعاء وبادرة خطيرة تنبئك أن الباطنيين المارقين عقيدتهم على مر التاريخ واحدة وإن طال بهم الزمن وفرقتهم القرون.
ولقد القرامطة مكة واعتدوا اعتداء شنيعاً على الحجاج سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وقتلوا ما يزيد على عشرين ألفا من الحجيج واقتلاع القرمطي -لعنه الله- الحجر الأسود ونقله للأحساء.
فيعلم من هذا أن البيت الحرام لا حرمة له عند الباطنيين ويتربصون بأهل السنة الدوائر.
نعود للآية فمعنى: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ) أي مرجعاً يثوبون إليه، لحصول منافعهم الدينية والدنيوية، يترددون إليه، ولا يقضون منه وطرا، (و) جعله (أَمْنًا) يأمن به كل أحد، حتى الوحش، وحتى الجمادات كالأشجار.
اللهم احفظه بحفظك، ورد كيد عدوك.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم