فن العمارة الإسلامية .. المسجد النبوي

فريق النشر - ملتقى الخطباء

2024-04-22 - 1445/10/13
التصنيفات:

 

ميادين الجمال في الظاهرة الجمالية في الإسلام

 

أ. صالح بن أحمد الشامي

 

فن العمارة فن قديم، نشأ مع الإنسان منذ وجد، وتطور مع تطور وسائل حياته عبر القرون.

 

وجاء الإسلام، لا ليُحدث في هذا الميدان ما لم يكن، أو يوجد شيئاً من عدم، وإنما ليضع هذا الفن أمام معطيات منهجية، تجعله من خلالها يؤدي وظيفته بطريقة جمالية، دون إخلال بتلك الضوابط المنهجية.

 

إن هذا الدين الذي صاغ حياة المسلمين وفق منهجه، وتدخل في كل صغيرة وكبيرة ليرشد إلى السبيل الأقوم، توفيراً للوقت والجهد.. كان لا بد أن يظهر أثره في كل جوانب الحياة الاجتماعية، في أسلوبها وشكلها.. في المسجد والمسكن والطريق والمدينة..

 

وفن المعمار الذي نتحدث عنه، له وظيفة يؤديها، منطلقاً من تلبية الضرورات، ووصولاً إلى التحسينات والجماليات، بعد استكمال الحاجيات.

 

ولا يكون فن - وبالتالي لا يكون جمال - حينما لا تؤدي الضرورة الوظيفة، مهما بلغت العناصر الجمالية من التوافر والكثرة والدقة والانسجام وإذن: فأولى جماليات هذا الفن أن يؤدي وظيفته المطلوبة.. ثم يكون استكمال الحسن بعد ذلك.

 

وقد كان الأثر الإسلامي على هذا الفن عظيماً في كل جوانبه، في مجال التصميم والتوزيع.. وفي مجال الزخرفة والتجميل.. في المسجد وفي البيت..

 

ونقصر حديثنا هنا على مركزين من مراكز هذا الفن: المسجد والبيت.

 

المساجد

تركز فن المعمار الإسلامي بدرجة رئيسية في بناء المساجد، حيث قطع أشواطاً بعيدة، حقق فيها التنوع الرائع، والانسجام الجميل. ووحدة ظاهرة لا تتخلف، إذ ظل المسجد ذا طابع خاص وشكل متميز، إضافة إلى العناصر الأخرى التي تؤكد ذلك الانتماء إلى تلك الوحدة.

 

ولا بد لنا من وقفة متأنية على المسجد الأول، المسجد النبوي، نتعرف إلى نشأته.. وما أنيط به من مهام.. ومدى تحقيقه لتلك المهام.

 

المسجد النبوي الشريف

كان النبي صلى الله عليه وسلم، بعد وصوله إلى المدينة - إثر هجرته - يصلي مع المسلمين، حيث أدركتهم الصلاة، وأنى تيسر لهم ذلك، وكانت مرابض الغنم من الأمكنة التي أديت بها الصلاة[1].

 

وكان إيجاد مكان ثابت لأداء الصلاة أمراً ضرورياً... ورأى النبي صلى الله عليه وسلم في المكان الذي بركت فيه ناقته، حين وصل المدينة، مكاناً مناسباً لإقامة المسجد، وكان مالكوه من بني النجار، فأرسل إليهم، وقال لهم: "يا بني النجار: ثامنوني[2] بحائطكم هذا، فقالوا: لا، والله، لا نطلب ثمنه إلا إلى الله. فأبى أن يقبله هبة حتى ابتاعه.."[3].

 

وكان في الأرض شجر نخيل وغرقد وقبور للمشركين، فأمر بالقبور فنبشت، وبالشجر فقطع وسويت الأرض استعداداً للبناء.

 

ونستطيع القول، وفقاً للنصوص التي بين أيدينا، بأن المسجد النبوي قد بني في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات، وسنجمل الحديث على كل منها.

 

البناء الأول:

خطط الرسول الكريم مكان الجدران، حيث بدئ بالحفر استعداداً لإقامة الأساس، الذي بني بارتفاع ثلاثة أذرع[4] بالأحجار ثم ارتفعت الجدران بعد ذلك باللبن الذي كان قد أعد لهذا الغرض.

 

كانت القبلة يومئذ هي بيت المقدس. وقد جعل طول البناء باتجاهها (70) ذراعاً، وجعل العرض (60) ذراعاً. وجعل ارتفاع الجدران فوق سطح الأرض خمسة أذرع[5].

 

وأقيمت الصلاة في المسجد أياماً.. ثم إن الصحابة شكوا الحر، إذ لم يكن للبناء سقف..[6].

 

وسقف الجزء الأمامي الأقرب إلى القبلة بجريد النخل، وجعل خشبه وسواريه من جذوع النخل[7].

 

وكان الرسول الكريم يشرف على العمل ويشارك به، فيحمل الحجارة واللبن ويوكل كل عمل إلى من يتقنه. فقد روى الإمام أحمد عن طلق بن علي قال "بنيت المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان يقول: قربوا اليماني من الطين، فإنه أحسنكم له مسا ًوأشدكم له سبكاً"[8].

 

وجعل للمسجد ثلاثة أبواب.... باباً خلفياً في الجدار الجنوبي، وباباً في الجدار الشرقي - وهو الذي كان يدخل منه - وباباً في الجدار الغربي، ولم يجعل له باباً في الجدار الشمالي، لأن اتجاه القبلة إليه، حتى لا يكون الدخول منه قاطعاً للصفوف أثناء الصلاة.

 

وبنى رسول الله صلى الله عليه وسلم غرفتين لنفسه في مؤخرة المسجد وخارجه، مع الجدار الشرقي للمسجد، وكان باب إحدى الغرفتين مفتوحاً على صحن المسجد، وكان بناؤهما من اللبن، والسقف من الجريد. فجعل سودة بنت زمعة في واحدة منها، وجعل عائشة في الثانية التي بابها شارع في المسجد[9] وذلك بعد زواجه منها.

 

البناء الثاني:

بعد سبعة عشر شهراً من الهجرة نزلة الآيات الكريمة بتحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة. قال تعالى: ﴿ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ.. ﴾[10].

 

ونتيجة لذلك كان لا بد أن يطرأ تعديل يتلاءم مع الاتجاه الجديد المعاكس للاتجاه السابق.

 

ولذا سقف جزء من القسم الخلفي من البناء على امتداد الجدار الجنوبي، الذي أصبح جدار القبلة، وكان السقف من الجريد والخوص، ليس عليه كبير طين، وإذا نزل عليه المطر سال[11]، إنه الأسلوب نفسه الذي رفع به السقف الأول.

 

وسد الباب الذي كان في الجدار الجنوبي، وفتح مقابله باب في الجدار الشمالي، جدار القبلة السابقة، وبقي البابان الآخران دون تغيير.

 

ويبدو - والله أعلم - أن أهل الصفة[12] كانوا ينتحون الجانب الأيمن من المصلى الأول، حينما كانت القبلة إلى بيت المقدس، فلما تحولت، أضحى كامل القسم الخلفي مكاناً لهم[13]. وما زال مكان الصفة معروفاً إلى الآن وهو في الجهة الشمالية الشرقية من الحرم.

 

وبسبب تحويل القبلة - أيضاً - أصبحت حجرتا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مستوى مقدمة المسجد من الجانب الشرقي، بعد أن كانتا في مؤخرته.

 

وفرشت أرض المسجد بالحصا بمبادرة فردية وبعامل الحاجة والضرورة، فقد جاء في سنن أبي داود عن أبي الوليد قال: سألت ابن عمر عن الحصا الذي كان في المسجد، فقال: إنا مطرنا ذات ليلة، فأصبحت الأرض مبتلة، فجعل الرجل يجيء بالحصا في ثوبه فيبسطه تحته، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته، قال: "ما أحسن هذا"[14].

 

وكان ينادى للصلاة من مكان عال، فلما بني المسجد - بعد تحويل القبلة -[15] أصبح ظهر المسجد مكاناً للأذان. قالت النوار، أم زيد بن ثابت: "كان بيتي أطول بيت حول المسجد. فكان بلال يؤذن فوقه - من أول ما أذن - إلى أن بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجده، فكان يؤذن بعده على ظهر المسجد، وقد رفع له شيء فوق ظهره"[16].

 

وأما خطبة الجمعة، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤديها واقفاً مستنداً إلى جذع نخل.. ثم صنع له منبر.

 

وروى الإمام أحمد عن أُبي بن كعب قوله: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إلى جذع، وكان المسجد عريشاً: وكان يخطب إلى جانب ذلك الجذع، فقال رجل من أصحابه: يا رسول الله، هل لك أن أجعل لك منبراً تقوم عليه يوم الجمعة حتى يرى الناس خطبتك؟ قال: نعم، فصنع له ثلاث درجات هي التي على المنبر.."[17].

 

تلك هي صورة المسجد... سور محيط بارتفاع منخفض، سقف متواضع، أرض فرشها الحصباء، منبر بسيط، مرتفع يسير فوق السطح يقف عليه المؤذن، وفي مؤخرته ظلة يأوي إليها المهاجرون الجدد ريثما ترتب أوضاعهم..

 

البناء الثالث:

ومضت سنوات خمس، جرت فيها أحداث عظام، ودخل في دين الله كثير من الناس،وتتابع وصول المهاجرين من المسلمين الجدد، فازداد عدد المصلين حتى ضاق المسجد.

 

وكان بجانب المسجد قطعة أرض. فحض النبي على شرائها فقال: "من يشتري هذه البقعة من خالص ماله فيكون فيها كالمسلمين وله خير منها الجنة؟".

 

وقام عثمان رضي الله عنه بشرائها بعشرين ألفاً، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال: "اجعله في مسجدنا وأجره لك"[18].

 

وتيسرت أسباب التوسعة، فقد وجدت الأرض، والعاملون كثر، ولعل الأنصار وجدوا الفرصة مناسبة لإصلاح شأن المسجد فجاؤوا بمال.. يطلبون تزيين المسجد..

 

روى البيهقي في دلائل النبوة عن عبادة: "أن الأنصار جمعوا مالاً فأتوا به النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله، ابن لنا هذا المسجد وزينه، إلى متى نصلي تحت هذا الجريد؟ فقال: ما بين رغبة عن أخي موسى، عريش كعريش موسى"[19].

 

منظور المسجد النبوي في توسعة العام السابع للهجرة وفق معطيات النصوص.

وبدأت عملية التوسعة في العام السابع من الهجرة بعد خيبر، وقام النبي بالعمل يشاركه الصحابة الكرام ومنهم أبو هريرة الذي قدم إلى المدينة حديثاً[20].

 

وتم البناء شبيهاً بالبناء السابق، أساس من حجارة، وجدران من لبن، وسقف من جريد، وأعمدة من جذوع النخل.. ولكن بمقاييس جديدة. فقد أصبح البناء (100) ذراع في (100) ذراع مربعاً، وجعل ارتفاعه سبعة أذرع.

 

وامتد السقف ليغطي نصف المساحة. ففي رواية أبي سعيد الخدري قوله: ".. وكان نصف المسجد عريشاً من جريد.."[21].

 

ويغلب على الظن أن التوسعة امتدت في اتجاهين... في اتجاه الغرب وباتجاه الشمال. وظل جدار القبلة في مكانه، وكذلك الجدار الشرقي الملاصق للحجرات.

 

ويغلب على الظن أيضاً أن الصفة أخذت مكانها في الجانب الشمالي الشرقي من المسجد.

 

وأما حجرات أزواج الرسول عليه السلام، فقد بنيت بحسب الحاجة، فكلما أحدث الرسول الكريم زواجاً بنيت حجرة. وكانت هذه الحجر في الجنوب الشرقي من الحرم، وفي الجنوب منه. وكانت مبنية باللبن مسقوفة بالجريد..[22].

 

تلك هي صورة المسجد النبوي كما نقلتها كتب السنة والسيرة، وقد فصلنا فيها القول لتكون الصورة واضحة في الأذهان، فنعرف كيف استكمل البناء تمامه، وكيف كانت الأمور تسير فيه وفقاً للمتطلبات الضرورية، فما كان يُحدث شيء إلا عند الشعور بالحاجة إليه. وإذن: فأداء الوظيفة هو المطلوب الأول، وإحسان الإخراج وإتقان العمل يأتي ضمن ذلك.

 

وإذا كانت صورة هذا المسجد بهذه البساطة، فهل كانت المهمات المنوطة به كذلك؟.

 

من خلال هذا البناء بنيت الأمة الإسلامية، بني الجيل الأول الذي حمل هذا الدين إلى كل الأصقاع.. ونستطيع الإشارة إلى المهام الرئيسية بما يلي:

• إقامة الصلوات الخمس كل يوم، وصلاة الجمعة في يومها.

 

• وهو مكان التعلم حيث حلقات الإرشاد والوعظ وتعليم القرآن..

 

• وفيه يتم لقاء الوفود والسفراء.

 

• وفيه تعقد رايات الجهاد لتنطلق منه جحافل الحق..

 

• وهو مجلس القضاء ومكان الشورى.

 

• وفيه المركز الاجتماعي الذي كان يلتقي المهاجرين الجدد ريثما يجدون السكن والعمل..[23].

 

• وفيه يداوى الجرحى إثر الغزوات والحروب[24].

 

• وهو مكان اللقاء إذا ألم خطب.. أو حدثت نازلة[25].

 

إنه المكان الذي يناجي فيه المسلمون ربهم، ثم يصدرون عنه ليعمروا الدنيا بالخير.. كما تؤول معضلات الحياة إليه لتجد الحل الأمثل..

 

[1] انظر شرح الزرقاني على المواهب 1/364 وهو في الحديث المتفق عليه.

[2] ثامنوني: أي قرروا معي ثمنه.

[3] الحديث في الصحيحين.

[4] المقصود بالذراع، ذراع اليد من رجل معتدل. وهو من 45 - 50سم.

[5] انظر شرح سنن أبي داود المنهل العذب المورود للسبكي، 4/58 وشرح الزرقاني 1/369، وانظر فصول من تاريخ المدينة لمؤلفه علي حافظ ص 52.

[6] شرح الزرقاني 1/369.

[7] من رواية البخاري.

[8] انظر فتح الباري 1/543.

[9] طبقات ابن سعد 1/240.

[10] سورة البقرة الآية 144.

[11] انظر فصول في تاريخ المدينة ص 52 وجامع الأصول 11/185.

[12] جاء في فتح الباري 6/595 "الصفة مكان في مؤخر المسجد النبوي مظلل، لنزول الغرباء ممن لا مأوى لهم ولا أهل. وكانوا يكثرون فيه ويقلون بحسب من يتزوج منهم أو يموت أو يسافر".

[13] قال الذهبي: كانت القبلة قبل أن تحول في شمال المسجد، فلما حولت بقي حائط القبلة الأولى مكان أهل الصفة [شرح الزرقاني 1/370].

[14] جامع الأصول 11/187 رقم الحديث 8722.

[15] عن سعيد بن المسيب كان الناس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، قبل أن يؤمر بالأذان، ينادي منادي النبي صلى الله عليه وسلم: الصلاة جامعة فيجتمع الناس، فلما صرفت القبلة إلى الكعبة أمر بالأذان [طبقات ابن سعد 1/246].

[16] طبقات ابن سعد 8/415. وفي سنن أبي داود رقم الحديث 519، وهو في السنن الكبرى للبيهقي 1/425 ولكنهما لم يذكرا اسم الراوية.

[17] مسند الإمام أحمد 5/138.

[18] البداية والنهاية لابن كثير 7/177 و178 نقلاً عن الإمام أحمد والنسائي والترمذي وانظر الفتح الرباني - ترتيب المسند - 23/110 وانظر جامع الأصول 8/637 وسنن النسائي 6/46 و47 باب فضل من جهز غازياً.

[19] دلائل النبوية 2/262. وجاء في رواية أخرى في تفسير العريش: إذا رفع يده بلغ العريش يعني السقف.

[20] عن أبي هريرة: أنهم كانوا يحملون اللبن إلى بناء المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم معهم. قال: فاستقبلت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عارض لبنة على بطنه فظننت أنها قد شقت عليه، فقلت: ناولنيها يا رسول الله، قال: خذ غيرها يا أبا هريرة، فإنه لا عيش إلا عيش الآخرة رواه أحمد في مسنده 2/381. وهو عند أبي داود أيضاً. وقال السبكي شارح سنن أبي داود: كان [هذا] في البناء الثاني لأن أبا هريرة لم يحضر البناء الأول لأن قدومه كان عام خيبر 40/59.

[21] مسند الإمام أحمد 3/24.

[22] جاء عن عبدالله بن زيد الهذلي أن الحجرات كانت ما بين بيت عائشة إلى الباب الذي يلي باب النبي صلى الله عليه وسلم إلى منزل أسماء بنت حسن [طبقات ابن سعد 1/499] وقال عمر بن أبي أنس: كان منها أربعة أبيات بلبن لها حجر من جريد، وكانت خمسة أبيات من جريد مطينة لا حجر لها، على أبوابها مسوح الشعر [الطبقات 1/500]. وجاء في كتب مرآة الحرمين أن الحجرات كانت جنوبي المسجد يفصلها عنه طريق عرضه خمسة أذرع [مرآة الحرمين 1/462 لمؤلفه إبراهيم رفعت].

[23] إنها "الصفة" التي سبق الحديث عنها.

[24] كما حدث ذلك إثر غزوة الأحزاب.

[25] هذا لا يعني أن المسجد يمكن أن يكون مكاناً لكل عمل - كما فهم بعضهم - فقد وردت النصوص بتحريم البيع فيه والشراء، وكذلك أن تنشد الضالة.

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات