قال الله تعالى: ﴿ لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا ﴾ [الشورى: 7].
الاكتشاف العلمي الذي كان يَشغَل العلماء، والذي أعلن في يناير (1977م) يقول: إن مكة المكرمة هي مركز اليابسة في العالم، وهذه الحقيقة الجديدة استغرَقت سنوات عديدة من البحث العلمي للوصول إليها، واعتمدَت على مجموعة من الجداول الرياضية المعقَّدة، استعان فيها العلماء بالحاسب الآلي.
ويروي العالم المصري الدكتور "حسين كمال الدين" قصة الاكتشاف الغريب، فيذكر أنه بدأ البحث وكان هدفه مختلفًا تمامًا؛ حيث كان يُجري بحثًا؛ ليعد وسيلةً تساعد كل شخص في أي مكان من العالم على معرفة وتحديد مكان القِبلة؛ لأنه شعر في رحلاته العديدة للخارج أن هذه هي مشكلة كل مسلم عندما يكون في مكان ليست فيه مساجد تُحدِّد مكان القبلة، أو يكون في بلاد غريبة، كما يحدث لمئات الآلاف من طلاب البعثات في الخارج.
لذلك فكر الدكتور "حسين كمال الدين" في عمل خريطة جديدة للكرة الأرضية لتحديد اتجاهات القبلة عليها، وبعد أن وضَع الخطوط الأولى في البحث التمهيدي لإعداد هذه الخريطة، ورسَم عليها القارات الخمس، ظهر له فجأة هذا الاكتشاف الذي أثار دهشته.
فقد وجد العالم المصري أن موقع مكة المكرمة في وسط العالم، وأمسك بيده فرجارًا (برجلاً) وضع طرَفه على مدينة مكة، ومرَّ بالطرف الآخر على أطراف جميع القارات، فتأكَّد له أن اليابسة على سطح الكرة الأرضية موزَّعة حول مكة توزيعًا منتظمًا، ووجد مكة - في هذه الحالة - هي مركز الأرض اليابسة، وأعدَّ خريطة العالم القديم - قبل اكتشاف أمريكا وأستراليا - وكرَّر المحاولة، فإذا به يكتشف أن مكة هي أيضًا مركز الأرض اليابسة، حتى بالنسبة للعالم القديم يوم بدأت الدعوة للإسلام.
ويضيف العالم الدكتور حسين كمال الدين:
لقد بدأت بحثي برسم خريطة تحسب أبعاد كل الأماكن على الأرض عن مدينة مكة، ثم وصَلتُ بين خطوط الطول المتساوية؛ لأعرف كيف يكون إسقاط خطوط الطول وخطوط العرض بالنسبة لمدينة مكة، وبعد ذلك رسَمت حدود القارات وباقي التفاصيل على هذه الشبكة من الخطوط، واحتاج الأمرُ إلى إجراء عددٍ من المحاولات والعمليات الرياضية المعقَّدة بالاستعانة بالحاسب الآلي؛ لتحديد المسافات والانحرافات المطلوبة، وكذلك احتاج الأمر إلى برنامج للحاسب الآلي؛ لرسْم خطوط الطول وخطوط العرض لهذا الإسقاط الجديد، فوجدت أن جميع خطوط الطول تَنحرِف عن مركز الكرة الأرضية حتى خط جرينتش بنسبة معينة، إلا خط طول مكة المكرمة، وجَدته متطابقًا معه، ثم اكتشفت أنني أستطيع أن أرسُم دائرة يكون مركزها مدينة مكة وحدودها خارج القارات الأرضية الست، ويكون محيط هذه الدائرة يدور مع حدود القارات الخارجية.
مكة إذًا - بتقدير الله - هي قلب الأرض، وهي بعض ما عبَّر عنه العلم في اكتشاف العلماء بأنه مركز التجمع الإشعاعي للتجاذب المغناطيسي، يوائمه ظاهرة عجيبة قد تذوَّقها كلُّ مَن زار مكة حاجًّا أو معتمرًا بقلب منيبٍ، فهو يحس أنه يَنجذب فطريًّا إلى كل ما فيها؛ أرضها، وجبالها، وكل رُكن فيها، حتى ليكاد يذوب في كِيانها مندمجًا بقلبه وقالبه، وهذا إحساس مستمر منذ بَدء الوجود الأرضي.
والأرض شأنها شأن أيِّ كوكب آخرَ، تتبادل مع الكواكب والنجوم قوة جذبٍ تصدر من باطنها، وهذا الباطن يتركَّز في مركزها، ويصدر منه ما يمكن أن نُسميه إشعاعًا، ونقطة الالتقاء الباطنية هي التي وصل إليها عالم أمريكي في علم الطوبوغرافيا، بتحقيق وجودها وموقعها جغرافيًّا، وهو غير مدفوع لذلك بعقيدة دينية، فقد قام في معمله بنشاط كبير، وواصلاً ليله بنهاره وأمامه خرائط الأرض وغيرها من آلات وأدوات، فإذا به يَكتشف - عن غير قصدٍ - أن مركز تلاقي الإشعاعات الكونية هو مكة.
ومن هنا تظهر الحكمة في الحديث الشريف المبنية على قول الله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ﴾ [الشورى: 7]، ومن ثَمَّ يمكن التعرُّف على الحكمة الإلهية في اختيار مكة بالذات ليكون فيها بيت الله الحرام، واصطفائها لتكون نواةً لنشر رسالة الإسلام للعالم كله[1].
فمن ذا الذي أبلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك؟!
[1] انظر: الإعجاز العلمي في الإسلام والسنة النبوية؛ لمحمد كامل عبدالصمد.
المصدر : الألوكة
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم