عناصر الخطبة
1/المقصود بالحدود 2/وجوب إقامة الحدود وفضل ذلك 3/بعض حِكم الشريعة ومقاصدها من إقامة الحدود 4/بعض شبه الأعداء المتعلقة بالحدود والرد عليها 5/المقصود بحد الغيلة وحكمه وكيفيته 6/بعض فوائد وثمرات إقامة الحدوداقتباس
عباد الله: إن مثل الإسلام في تكامله وتماسكه واستقامته بحدوده وأركانه وقيوده، مثل الصرح المنيع الشامخ في بنيانه، لا يجوز أن ينتهك أحد سياجه، أو يستبيح حماه أو يتعدى حدوده، ومن يفعل ذلك عن نزوة أو صبوة، فقد ظلم نفسه، وأهدر حرمته، وشرع الله الانتقام منه، جزاءً من جنس عمله، وقصاصا عادلا لا...
الخطبة الأولى:
الحمد لله رب العالمين، الذي شرع العقوبة، وحد الحدود، وأمر بإقامتها على القريب والبعيد، وذلك من رحمته بالعبيد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا ند ولا نديد، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، جاء بالهدى والبينات، وكانت بعثته رحمة للعباد، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
عباد الله: اتقوا الله -تعالى-، واعلموا أن من رحمة الله بعباده: ما شرعه من إقامة الحدود.
والحدود جمع حد، وهو لغة المنع.
وشرعا، هي عقوبات لتمنع من الوقوع في مثل الذنب الذي شرع له الحد.
والحدود الرادعة ثابتة بالكتاب والسنة والإجماع، فهي جزاء لما انتهكه العاصي من محارم الله، وهي مانعة وحاجزة من انتشار الشرور والفساد في الأرض، فهي أمان وضمان للعباد على دمائهم وأعراضهم وأموالهم، وبإقامتها يصلح الكون، وتعمر به الأرض، ويسود السكون والهدوء، وتتم النعمة بانقماع أهل الشر والفساد.
وبتركها -عياذا بالله- ينتشر الشر، ويكثر الفساد، فيحصل من الفضائح والقبائح ما معه يكون بطن الأرض خيرا من ظهرها، ولا شك ولا ريب أنها من حكمة الله -تعالى- ورحمته والله عزيز حكيم.
عباد الله: إن إقامة الحدود من العبادات التي أمر الله بها كالجهاد في سبيل الله، وإن إقامة الحدود من رحمة الله بعباده، فعلى المسلم أن يكون قويا في ذلك لا تأخذه رأفة في دين الله فيعطله، وأن يكون المقصود من إقامته رحمة بالخلق، وذلك بكف الناس عن المنكرات لا شفاء الغيظ وإرادة العلو على الخلق، فإن الذي يقيم الحد بمنزلة الوالد إذا أدب ولده، فإنه لو كف عن تأديب ولده كما تشير به الأم رقة ورأفة لفسد الولد، وإنما يؤدبه رحمة به وإصلاحا لحاله، مع أنه يود ويؤثر أن لا يحوجه إلى تأديب، وبمنزلة الطبيب الذي يسقي المريض الدواء الكريه، وبمنزلة قطع العضو المتآكل إبقاء لبقية البدن، فكذلك إذاً، قتل القاتل أو المفسد لإبقاء بقية المجتمع، وكذلك الحجم وقطع العروق للفصد ونحو ذلك، بل بمنزلة شرب الإنسان الدواء الكريه وما يدخله على نفسه من المشقة لينال به الراحة، فهكذا شرعت الحدود.
عباد الله: إن مثل الإسلام في تكامله وتماسكه واستقامته بحدوده وأركانه وقيوده، مثل الصرح المنيع الشامخ في بنيانه، لا يجوز أن ينتهك أحد سياجه، أو يستبيح حماه أو يتعدى حدوده، ومن يفعل ذلك عن نزوة أو صبوة، فقد ظلم نفسه، وأهدر حرمته، وشرع الله الانتقام منه، جزاء من جنس عمله، وقصاصا عادلا لا نقد فيه ولا تجريح، كما قال تعالى: (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) [البقرة: 229].
وقال تعالى: (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ) [النساء: 14].
وقال تعالى في شحذ عزائم المؤمنين لإقامة حدود الله على المعتدين، وعدم الاستسلام للعاطفة: (وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) [النور: 2].
لئلا يتطاول السفيه، وينقاصر الفقيه، ويتبع الناس أهواءهم، ويجهروا بالإلحاد والتكذيب.
وقال تعالى مبينا ثمار إقامة الحدود على المعتدين: (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة: 179].
فإن الإنسان إذا غضب وهمَّ بأن يقتل إنسانا آخرن فتذكر أنه إن قتله قُتِل به خاف العاقبة، فترك القتل، فحيّ ذلك الذي كان يريد قتله، وحيّ هو الذي يريد القتل؛ لأنه لم يقتل فيُقتل قصاصا فقتل القاتل يحيا به ما لا يعلمه إلا الله كثرة، قال تعالى: (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة: 179].
ولا شك أن هذا من أعدل الطرق وأقومها؛ لأن القصاص رادع عن جريمة القتل، كما ذكره الله في الآية المذكورة.
وما يزعمه أعداء الإسلام من أن القصاص غير مطابق للحكمة؛ لأن فيه إقلال عدد المجتمع بقتل إنسان ثان بعد أن مات الأول، وأنه ينبغي أن يعاقب بغير القتل فيُحبس وقد يولد له في الحبس فيزيد المجتمع؛ كله كلام ساقط باطل، مخالف لنصوص الكتاب والسنة، خال من الحكمة؛ لأن الحبس لا يردع الناس عن القتل، فإذا لم تكن العقوبة رادعة، فإن السفهاء يكثر منهم القتل، فيتضاعف نقص المجتمع لكثرة القتل.
ولذا قرر الإسلام العقوبات الشرعية على ارتكاب الجرائم ليستوفي المجرم جزاءه، ويطهَّر من هذه الجريمة، ويرتدع أمثاله من ناحية أخرى، وهذا من أبلغ الحكم، ومن أعدل الأحكام، ومن أعظم وسائل حفظ الأمن والاستقرار، وبهذا حفظ الإسلام لأهله الدين والنفس والنسب والعرض والعقل والمال.
والدعوة إلى الله -تعالى-، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، لا يتم ذلك كله إلا بتطبيق وتنفيذ العقوبات الشرعية، فإن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، وذلك واجب على ولاة الأمور، وذلك يحصل بالعقوبات على ترك الواجبات، وفعل المحرمات، ولا يجوز لهم التهاون في تنفيذها؛ لأنها من شرع الله وتعطيلها يؤدي إلى سخط الله كما يؤدي إلى فساد المجتمع، فإذا أقيمت الحدود ظهرت طاعة الله، ونقصت معصيته، وحصل الخير والنصر والتمكين.
وتطبيق هذه العقوبات كما أمر الله من حكمة القوة في الدعوة إلى الله ونصر دينه، وقد جاءت نصوص الكتاب والسنة بالوعيد الشديد على من قتل نفسا بغير حق، قال تعالى: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) [النساء: 93].
وقال تعالى: (وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ*بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ) [التكوير: 8-9].
وقال ابن عباس: سمعت نبيكم -صلى الله عليه وسلم- يقول: "يأتي المقتول متعلقا رأسه بإحدى يديه متلببا قاتله باليد الأخرى تشخب أوداجه دما، حتى يأتي به العرش، فيقول المقتول لرب العالمين: هذا قتلني؟ فيقول الله -عز وجل- للقاتل: تعست ويذهب به إلى النار" [رواه الترمذي، وحسنه الطبراني في الأوسط، ورواته رواة الصحيح].
ورواه أيضا من حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "يجيء المقتول آخذا قاتله وأوداجه تشخب دما عند ذي العزة، فيقول: يا رب سل هذا فيم قتلني؟ فيقول: فيم قتلته؟ قال: قتلته لتكون العزة لفلان، قيل: هي لله".
وفي قصة محلّم ابن جثامة قال: فلم يزل بالقوم حتى قبلوا الدية، فلما قبلوا الدية، قال: قالوا: أين صاحبكم يستغفر له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقام رجل آدم طويل ضرب عليه حلة كان تهيأ للقتل، حتى جلس بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلما جلس، قال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما اسمك؟" قال: أنا محلم ابن جثامة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اللهم لا تغفر لمحلم، اللهم لا تغفر لمحلم" ثلاث مرات، فقام من بين يديه وهو يتلقى دمعه بفضل ردائه، قال الراوي: فأما نحن بيننا، فنقول: قد استغفر له، ولكنه أظهر ما أظهر ليدع الناس بعضهم من بعض.
وروى ابن جرير بسنده عن ابن عمر قال: بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- محلم ابن جثامة مبعثا فلقيهم عامر ابن الأضبط، فحياهم بتحية الإسلام، وكانت بينهم عداوة في الجاهلية، فرماه محلم بسهم فقتله، فجاء الخبر إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وفيه: فجاء محلم في بردين فجلس بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليستغفر له، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا غفر الله لك، فقام وهو يتلقى دموعه ببرديه، فما مضت له سابعة، حتى مات ودفنوه، فلفظته الأرض، فجاؤوا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكروا ذلك له، فقال: "إن الأرض تقبل من هو شر من صاحبكم، ولكن الله أراد أن يعظكم" ثم طرحوه بين صدفي جبل وألقوا عليه الحجارة.
عباد الله: وأما قتل الغيلة فهو أشد وأشنع، يقام على القاتل الحد ويقتل ولو عفا أولياء المقتول عند بعض العلماء، وقتل الغيلة ما كان عمدا وعدوانا على وجه الحيلة والخداع أو على وجه يأمن معه المقتول من غائلة القاتل سواء كان على مال أو انتهاك عرض أو خوف فضيحة وإفشاء سر، ونحو ذلك، وكأن يخدع شخصا حتى يأمنه ويأخذه إلى مكان لا يراه فيه أحد ثم يقتله، وكأن يأخذ مال رجل بالقهر ثم يقتله خوفا من أن يطلبه بما أخذ، وكأن يقتله لأخذ زوجته أو ابنته، وكأن تقتل الزوجة زوجها في مخدعه مثلا للتخلص منه أو العكس ونحو ذلك، فمثل هذا رجح عدد من أهل العلم أن هذا من قتل الغيلة، وأن القاتل غيلة يقتل حدا لا قصاصا، ولا يصح فيه العفو من أحد، والأصل في ذلك الكتاب والسنة والأثر والمعنى.
أما الكتاب، فقوله تعالى: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا) [المائدة: 33] الآية.
وقتل الغيلة نوع من الحرابة، فوجب قتله حدا لا قودا.
أما السنة، فما ثبت في الصحيحين عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يهوديا رض رأس جارية بين حجرين على أوضاح لها أو حلي، فأُخذ واعترف، فأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يرض رأسه بين حجرين.
فأمر صلى الله عليه وسلم بقتل اليهودي، ولم يرد الأمر إلى أولياء الجارية، ولو كان القتل قصاصا لرد الأمر إليهم؛ لأنهم أهل الحق، فدل على أن قتله كان حدا لا قودا.
وأما الأثر، فما ثبت عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه قتل نفرا خمسة أو سبعة برجل واحد، قتلوه غيلة، وقال: "لو تمالأ عليه أهل صنعاء لقتلتهم جميعا".
فهذا حكم الخليفة الراشد في قتل الغيلة ولا يعلم نقل يدل على أنه رد الأمر إلى الأولياء، ولو كان الحق لهم لرد الأمر إليهم، فدل على أنه يقتل حدا لا قودا.
وأما المعنى، فإن قتل الغيلة حق لله، وكل حق يتعلق به حق الله -تعالى-، فلا عفو فيه لأحد كالزكاة، وغيرها.
عباد الله: إن إقامة أمر من أمور الله، وتنفيذ حد من حدود الله، أجلب للبركة، وأدعى إلى زيادة الرزق، وكثرة الخصب، من وجود الأمطار تنزل مدة ثلاثين يوما أو أربعين، لما روى ابن ماجة عن ابن عمر: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إقامة حد من حدود الله خير من مطر أربعين ليلة في بلاد الله" [وإسناده حسن].
وروى النسائي عن أبي هريرة مرفوعا وموقوفا، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "لحد يقام في الأرض خير لأهل الأرض من أن يمطروا ثلاثين صباحا".
وفي رواية قال أبو هريرة: "إقامة حد في الأرض خير لأهل الأرض من أن يمطروا أربعين ليلة".
"من أن يمطروا أربعين صباحا".
وعن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أقيموا حدود الله في القريب والبعيد ولا تأخذكم في الله لومة لائم" [رواه ابن ماجة].
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك، وحسن عبادتك.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله حمدا كثيرا كما أمر، وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إرغاما لمن جحد به وكفر، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله سيد البشر، الشافع المشفع في المحشر، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه السادة الغرر، ما اتصلت عين بنظر، وأذن بخبر، وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد:
عباد الله: اتقوا الله -تعالى- وأطيعوه، واعلموا أن طاعته أقوم وأقوى، وتزودوا فإن خير الزاد التقوى، واحذروا أسباب سخط الجبار فإن أجسامكم على النار لا تقوى.
عباد الله: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].
اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم انصر دينك، وانصر من نصر دينك، واجعلنا من أنصار دينك، يا رب العالمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، وانصر عبادك الموحدين، واحمِ حوزة الدين.
اللهم وآمنا في دورنا وأوطاننا، وأصلح ووفق ولاة أمورنا، اللهم وأصلح قلوبهم وأعمالهم، وسددهم في أقوالهم وأفعالهم، واجمع شملهم وشمل المسلمين على الهدى، يا رب العالمين، اللهم وانصر بهم دينك وشرعك، واجعلهم من أنصار دينك وشرعك، يا حي يا قيوم.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
اللهم اصرف عنا وعن جميع المسلمين شر ما قضيت، اللهم الطف بنا وبالمسلمين في قضائك وقدرك.
اللهم اغفر لنا، ولآبائنا ولأمهاتنا، ولأولادنا ولأزواجنا، ولجميع المسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات.
(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الصافات: 180-182].
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم