عناصر الخطبة
1/الصبر الموصل إلى الولاية 2/حال أمة الإسلام اليوم 3/تخلق المسلمين بالصبر سبيل نصرهم 4/أسباب نزع هيبة الأمة من قلوب أعدائها 5/ضرورة السعي لرفع الذل عن الأمة 6/القسوة في الوعظ في زمن الفتن 7/حنق اليهود على اختيار الفلسطينيين للإسلام 8/ضرب اليهود بقرارات الأمم المتحدة عرض الحائط 9/الموقف المطلوب تجاه مجزرة غزة 10/عوامل رفع الذلة عن الأمة واكتساب العزةاقتباس
تحتل أراضينا، تنهب أكثر مقدرات أمتنا وخيراتنا، تسفك دماء نسائنا وأطفالنا، فضلا عن رجالنا، تهتك أعراض نسائنا، فلا تستطيع الأمة على ضخامتها، وكثرة شعوبها: أن تمنع ظلم أعدائها، ولا أن ترفع الذل، ولا أن تمسح الهوان عنها.
من أين أبدأ والآلام تستعرُ *** وخلف حرفي نزف الآه يستترُ
من أين أبدأ يا أسفار ذلتنا *** فالعدل منهزم والظلم منتصرُ
إنا شعوبٌ نرى قتلا بأخوتنا *** فنرسل الصوت بالأشعار نعتذرُ
إنا شعوبٌ تمرَّسنا على خَوَرٍ *** فلا يُحركنا سمعٌ ولا نظرُ
يا ذلة العُرب داس الكفر مجدَهمُ *** فآثروا شتمه سرا وما قدروا
إننا بحاجة إلى ال...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1].
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70-71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
معاشر المسلمين: لقد قضى الله -تعالى- أن يكون الارتقاء إلى صف أحبائه وأوليائه؛ مكتنفا بالصعوبات، وهو واضح في قوله تعالى: (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ)[فصلت: 35].
وقوله صلى الله عليه وسلم: "حفت الجنة بالمكاره".
وهذا الصبر الذي ذكر في الآية: (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) [فصلت: 35].
هذا الصبر الذي يصعد بالعبد إلى مصاف الأولياء المقربين قسمان: صبر لله، وصبر بالله.
فالصبر لله: هو الصبر على طاعته وعن معصيته، وهو كذلك الصبر على قضائه وقدره.
أما الصبر بالله: فهو إخلاص التوكل على الله، والاستعانة به في الصبر.
الاستعانة بالله -تعالى- على احتمال الجهد في الفعل المطلوب، أو ترك المرغوب.
وقد ذكر ابن القيم للصابرين أربع مراتب، يهمنا منها المرتبة الرابعة، وهي: "من فيه صبر لله، لكنه ضعيف النصيب من الصبر به، والتوكل عليه، والثقة به، والاعتماد عليه، فهذا له عاقبة حميدة، ولكنه ضعيف عاجز مخذول في كثير من مطالبه، لضعف نصيبه من إياك نعبد وإياك نستعين، فنصيبه من الله أقوى من نصيبه بالله، فهذا حال المؤمن الضعيف".
كلام ابن القيم هذا يشير إلى واقع كثير من المسلمين اليوم، يريد الصعود في مراتب الطاعة والعزة بالإيمان، لكنه ضعيف الإرادة عاجز؛ لأنه لم يعتمد في صبره على الله، لم يستشعر قدرة الله على تصبيره وربط قلبه، وتثبيت قدميه، ولم يبذل الأسباب التي تصبره
ولقد أنزل الله في كتابه من الآيات ما يحث على فك قيود العجز الذي يقعد بالعبد، ويجعله ذليل شهوته: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآَخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ).
الأرض بزينتها وزخرفها وأموالها وقصورها وجاهها ومصالحها تثقل -أيها الإخوة-: تجر عزيمة العبد إليها، الأرض تجر عزيمته جرا حتى تلتصق بالأرض، فلا يستطيع رفعها، وما لم يصبر بالله حقيقة، فلن يستطيع الفكاك من أثقال الأرض.
وقد أشار القرآن بهذا الصبر بقوله تعالى لنبيه الكريم: (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ)[النحل:127].
لأنه سبحانه هو الذي يعين على الصبر، وضبط النفس.
أيها الإخوة: إن أمة الإسلام بلا صبر بالله لا تقدر على هزيمة أعداء الله، ولن ترفع الذل عن واقعها أبداً، ما لم تصبر بالله.
فأمة لا تحرص على التوبة من الربا، ولا ترك أذناب البقر، ولا الترفع على الزرع، وما يرمز إليه من الرخاوة واللهو، وإيثار النعيم، وحب الدنيا، بل وعشقها! كيف لها أن تجاهد في سبيل الله؟! كيف لها أن تغامر لفقد عرض عزيز من أعراض الدنيا؟
إن الخوف على الدنيا يقعدها، يمنعها، يقيدها؛ صح في السنن عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينه".
وصح أيضا في السنن من حديث ثوبان قال: قال صلى الله عليه وسلم: "يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها" فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: "بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن" فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن؟ قال: "حب الدنيا، وكراهية الموت".
هل أصبحنا غثاء لا يأبه بنا؟
لقد منّ الله علينا بأن جعل مهابتنا نحن المسلمين مغروزة في قلوب أعدائنا، فلماذا نزعتها ربنا من قلوبهم نزعا؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: "ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم".
الجواب: ليس مني، إنما من الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم- الذي لا ينطق عن الهوى، الجواب نزعه ربنا من قلوبهم من قلوب الأعداء؛ لأننا أحببنا الدنيا حبا بالغا أنسانا الآخرة.
السبب هو: الوهن، السبب هو: "حب الدنيا، وكراهية الموت".
إننا في حاجة إلى القسوة في الوعظ -أيها الإخوة-: لا سيما في زمن الفتن، كالأجواء التي نعيشها هذه الأيام.
ولقد كان القرآن ينادي في الإنسان المؤمن كل ما يحركه لترك الحرص على الدنيا، والتطلع للآخرة، والعز بالله، والدفاع عن دينه، ينادي كل ما يحركه حتى نادى نخوته، عندما كان للعرب نخوة حية.
قال سبحانه: (أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَؤُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ)[التوبة: 13].
يقول ابن القيم عند هذا السؤال الاستنكاري من رب العالمين: (أتخشونهم)؟ تحريكا منه كي يستنكف أن ينسب إلى كونه خائفا من خصمه: (أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)[التوبة: 13].
نحن جميعا في حاجة شديدة إلى إحياء هذه المعاني.
إن رفع الذل عن هذه الأمة مطلب شرعي ضروري؛ لأن أمتنا هي التي تمثل دين الله، هي التي تمثل الإسلام، وتعتز بالانتماء إليه، فكيف تذل لكافر؟ كيف تستمرأ الهوان يصب عليها صبا.
هل يمكن أن تكون كلمة الله هي العليا والمسلمين بهذا الضعف؟
لا يمكن!.
إن من صفات أحبة الله: أنهم أعزة على الكافرين أذلة على المؤمنون: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ) [المائدة: 54].
فرفع الذل عن الأمة مطلب شرعي ضروري، ويتأكد هذا المطلب إذا نتج عن هذا الذل أن أصبحت الأمة كما يقال جدارا ً قصيراً هابطاً يقفز فوقه كل من هب ودب.
تحتل أراضينا، تنهب أكثر مقدراتها وخيراتها، تسفك دماء نسائها وأطفالها، فضلا عن رجالها، تهتك أعراضها، فلا تستطيع الأمة على ضخامتها، وكثرة شعوبها: أن تمنع ظلم أعدائها، ولا أن ترفع الذل، ولا أن تمسح الهوان عنها.
من أين أبدأ والآلام تستعرُ *** وخلف حرفي نزف الآه يستترُ
من أين أبدأ يا أسفار ذلتنا *** فالعدل منهزم والظلم منتصرُ
إنا شعوبٌ نرى قتلا بأخوتنا *** فنرسل الصوت بالأشعار نعتذرُ
إنا شعوبٌ تمرَّسنا على خَوَرٍ *** فلا يُحركنا سمعٌ ولا نظرُ
يا ذلة العُرب داس الكفر مجدَهمُ *** فآثروا شتمه سرا وما قدروا
أعود وأقول: إننا بحاجة إلى القسوة في الوعظ -أيها الإخوة-: لاسيما في زمن الفتنة، وأنا أعلم علم اليقين أن في شعوب الأمة خيرا كثيرا، ونفوس قابلة للتغيير، ولئن كان العمل على رفع الذل لا يستكمل في يوم وليلة، بل قد يستغرق عقود من الزمان إلا أنه يجب على الأقل أن نبدأ، الآن نبدأ في العمل على تشخيص أسباب هذه المذلة، والبحث عن عوامل دفعها.
وأن نضع هذا الهدف الشريف نصب أعيننا على جميع الأصعدة: الدينية، التعليمية، التقنية، الصناعية، السياسية، الحربية، وأن تسخر هذه الأصعدة كلها بتحقيق هذا الهدف، وأن نصبر بالله -سبحانه-، وأن نعتصم به، ونجرؤ على مجابهة اضطهاد الأعداء لنا، وحرمانهم لنا من تقوية ذواتنا، وبناء القدرة على الاكتفاء بمواردنا إن اضطررنا إلى ذلك، والتحرر من حاجتنا إليهم.
وإذا لم نع حاجاتنا كأمة، إذ لم نبدأ اليوم برفع الذل الذي التصق بنا، وإعداد العدة؛ كي نقدر على صد الظلم والبغي الذي يمارسه في حقنا الأعداء في كل صعيد.
إذا لم نع حاجتنا إلى ذلك في ظل أحداث غزة الأليمة فمتى نعي؟!
ظلم صراح يفوق الوصف، اليهود الملاعين لم يحتملوا اختيار الفلسطينيين للإسلام، فضربوا عرض الحائط بقرارات الأمم المتحدة ومواثيقها، واتفاقيات جنيف، وبعد حصار قهري ظالم لمدة ما يقارب العامين مضوا غير آبهين بعجرفتهم الوقحة، يصبون الويل والدمار والخراب على ضعفاء المسلمين في ذلك القطاع الصغير، ويعملون فيهم قتلا وبطشا بوحشية، لا تعرف الرحمة، لم يتركوا طفلا ولا امرأة، ولا عاجزا، أمام أعين العالم كله، وضميره ميت!.
واستأسدوا بأمريكا، وعلو علوا كبيرا، لماذا؟
لأن الجو خلا لهم.
لقد خدروا العالم وضللوه بالكذب والخداع، وامتلكوه بالابتزاز والدعارة والمال والمكر والدهاء، وبأخبث الأساليب وأقبحها، حتى جعلوا النصارى مطية لهم، يركبونهم كيف شاؤوا وأين شاؤوا!.
فما هو موقف الأمة؟
إنه لا يكفي التنديد في مقابل مجزرة؛ كمجزرة غزة دون قوة ملموسة ومهابة تسند ذلك التنديد، وترعب الأعداء وتكبته.
وإن رفع الشكوى إلى أولياء العدو وأنصاره لا ينفع، وماذا يرتجى منهم؟!
إننا لن نجني منهم من وراء بعضهم إن جنينا شيئا أصلا سوى المماطلة، وإبداء التعاطف البارد الكاذب، وكما قال تعالى وهو أعلم بهم: (كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً) [التوبة: 8].
لا يحفظوا لكم حلفا ولا ميثاقا ولا عهدا: (يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ* اشْتَرَوْا بِآَيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ) [التوبة: 8-10].
أسأل الله أن يحيي العزة في أمة محمد، ولا حول ولا قوة إلا بالله...
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فمن أسس اكتساب العزة -أيها الإخوة-: إحياء عقيدة الولاء والبراء في واقع الأمة، إحياء بعلم لا إفراط فيه ولا تفريط، إحياء لا يمنع الإحسان والبر، وحتى نعز ونزحزح الذل عن واقعنا، لا بد من إحياء هذه العقيدة إحياءً ظاهرا وباطنا.
ألا ترون الله -تعالى- يذكر العقيدة بعد آية انفلاته للعز والذل: (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ)[آل عمران: 26-27].
ماذا قال بعدها؟
(لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ) [آل عمران: 28].
وقال في آية أخرى: (الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا) [النساء: 139].
فرق بين الولاء والبراء وبين العزة، لا يمكن اكتساب العزة إلا من الله، ولا يمكن اكتسابها من الله إلا بإحياء عقيدة الولاء والبراء وتطبيقها واقعا محسوسا.
من عوامل رفع الذلة واكتساب العزة: تطهير الأمة من مظاهر المعصية، يقول ابن القيم: "المعصية سبب لهوان العبد على ربه وسقوطه من عينه".
يقول الحسن البصري: "هانوا عليه فعصوه، ولو عزوا عليه لعصمهم، وإذا هان العبد على الله لم يهنه أحد؛ كما قال تعالى: (وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ) [الحج: 18].
وللحديث تتمة -بإذن الله-.
اللهم اغفر لنا...
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم