عناصر الخطبة
1/ تكريم الله لبني آدم 2/ مكانة المرأة في الإسلام 3/ كيد الأعداء للمرأة 4/ خطورة فساد المرأة 5/ الشبه التي تثار حول المرأةاقتباس
إن المرأة في طبيعة خلقها ضعيفة، ولذلك فإن الله تعالى أولاها عناية لم يشهد التاريخ دينًا ولا شريعة تعتني بالمرأة مثل الإسلام، فإن الله تعالى حفظ لها منزلتها ومكانتها، وأعزها وكرّمها، ومع هذا فقد كلّفها الله عز وجل مثلما كلّف الرجل سواء بسواء، إلا ما كان خاصًّا بها، ويتناسب مع فطرتها، فإن الله تبارك وتعالى راعى ذلك الجانب ..
أما بعد:
أيها المسلمون: إن مجتمع الإسلام يعيش في وئام، ويعيش في رحمة، ويعيش يعرف حقوقه وواجباته.
أيها الإخوة الأعزاء: إن الله تعالى قد كرّم بني آدم جملة فقال: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) [الإسراء : 70]، فالإنسان من حيث هو مكرم ومفضّل على سائر المخلوقات، وليس ثمة شيء في بني آدم لا ذكرًا ولا أنثى محتقرًا لا بلونه ولا بجنسه، ولا بلغته اللهم إلا أن الله سبحانه وتعالى قد جعل التفاضل بين الناس بتقواه، لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأسود على أبيض إلا بالتقوى، والناس في منظور الشرع سواسية في الحقوق، وفي الواجبات لم يكلف الله عز وجل الذكور ما لم يكلف الإناث، ولا العكس من ذلك، بل إن الضعيف في بدنه الإسلام يراعي حاله، فيأمر القوي بأن يعطف عليه، وأن يرفق به، ودل الضعيف في القافلة التي تسير على الإمارة بيده، أعني الإمارة المعنوية، فإن الأمير يراعي أولئك الضعفة، وإن جملة هؤلاء النساء.
إن المرأة في طبيعة خلقها ضعيفة، ولذلك فإن الله تعالى أولاها عناية، لم يشهد التاريخ دينًا ولا شريعة تعتني بالمرأة مثل الإسلام، فإن الله تعالى حفظ لها منزلتها ومكانتها، وأعزها وكرمها، ومع هذا فقد كلّفها الله عز وجل مثلما كلّف الرجل سواء بسواء، إلا ما كان خاصًّا بها ويتناسب مع فطرتها، فإن الله تبارك وتعالى راعى ذلك الجانب، قال الله تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [النحل: 97].
فالله تعالى كلّف الذكور والإناث على حد سواء إلا ما كان خاصًّا بها، فإن الله رفع عنها الثقل، ورفع عنها التكليف الذي يسبّب لها شيئًا من الثقل، فلقد أسقط الله عنها الصلاة أيام حيضها وأيام نفاسها، كل ذلك رحمةً بها ومراعاة لضعفها.
إن المرأة في الإسلام كما أن الله تعالى أوجب عليها العبادات، أوجب عليها الحدود، كما أوجب على الرجال سواء بسواء، فإذا سرقت يُقام عليها الحد كما يُقام على الرجل وإذا قتلت كذلك وإذا زنت.
ولم يحتقرها ولم يحتقر رأيها؛ فلقد جعل لها الثقة والمكانة في أن تُستشار فيما تستطيعه وما تعرفه، وما تقدر عليه، فهذا نبينا صلى الله عليه وسلم يستشير إحدى نسائه، بل كان كثيرًا ما يستشير نساءه في كثير من الأمور.
فالمرأة ليست كما يزعم بعض الناس أنها تُشاور وتُخالَف، بل العكس، فقد يكون رأيها سديدًا، وقد يكون عندها من صفاء الذهن ما لم يكن عند كثير من الرجال، وجعل لها الحرية في أن تتصرف بمالها كيف تشاء، شريطة ألا يظهر في تعاملها نوع من السعة ونوع من الإسراف، ونوع من التبذير: (وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافاً وَبِدَاراً أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً ) [النساء : 6].
فاليتيم ذكرًا كان أو أنثى إذا أنس الولي فيه رشدًا فليدفع إليه ماله؛ لأنه يحسن التصرف، ويحسن العمل بهذا المال، بل للمرأة الحق كذلك في أن تعمل في الأعمال التي لا تتنافى مع فطرتها، على ألا يخدش حياؤها ولا عفتها ولا يمس عرضها ولا بدنها بسوء تمامًا مثل الرجل بهذا الشروط المعتبرة أن تحافظ على بدنها .
من الذي قال: إن المرأة لا تصلح للعمل، فتلك المرأة التي حاول يهودي أن يعتدي عليها وهي في السوق، ما كانت إلا تبتاع وتشتري، فالمرأة لها الحرية في الإسلام بالشروط والضوابط المعتبرة.. إن كثيرًا من الناس يظن أو يعتقد أن المرأة لا يجوز لها أن تتحرك، ولا يجوز لها أن تدخل أو تخرج والعكس تمامًا، لكن يجب على المرأة أن تلتزم بالضوابط الشرعية، ويجب على وليها كذلك أن يلزمها بالضوابط الشرعية كذلك إن كانت ثمة حاجة.
إن الإسلام كرّم المرأة أيما تكريم، ليس كما يدعي أولئك الببغاوات الذين يرددون كلام اليهود ودعاوى وشبهات النصارى فيما يحصل للمرأة في بلاد الإسلام، إن هؤلاء صوروا الإسلام تصويرًا خاطئًا من أجل أن يصدوا الناس عن الدخول في دين الله تعالى، ولهذا فإن الغرب وإن أذناب الكفر في بلاد المسلمين حين ينادون بما يسمونه بحرية المرأة ومساواتها وحقوقها بعبارات براقة تارة باسم التقدم والرقي، وأخرى باسم المساواة، وهلم جرا، إنما يريد هؤلاء أن يلبسوها ثياب الغرب؛ لأنهم أذاقوا المرأة ألوانًا وأصنافًا من الهوان.
فلما كانت المرأة ذليلة مقهورة لما كانت المرأة تلهث وراء لقمة العيش مجتهدة من هذا المصنع إلى الآخر، ومن هذا المكتب إلى الآخر حينما نهشوا عفتها وطعنوا حياءها حينما عبثوا بها حينما صارت المرأة في بلاد الغرب في غاية من القلق، وحينما تفككت الأسر في بلادها بإطلاق.
إنهم لا يريدون حرية المرأة إنما يريدون من المرأة أن تتحرر من دينها، وأن تتحرر من أخلاقها، وأن تتحرر من عفتها. هذا هو الذي يريده الغرب من وراء مخططات طويلة عريضة يُراد تنفيذها في بلاد المسلمين..
لقد اعتنى الإسلام بالمرأة منذ أن تخرج إلى ظهر الأرض، اعتنى بها بنتًا فقال سبحانه وتعالى في معرض الامتنان بأنه يعطي الإناث لمن يشأ فقال تعالى: (لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ ) [الشورى : 49]، ففي معرض الامتنان من الله عز وجل جعل المرأة نعمة من نعمة سبحانه وتعالى، ففي مسند الإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه سلم قال: "من كانت وقال مرة من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن فأطعمهن وسقاهن وكساهن من جدته كن له حجابًا من النار".
هكذا اعتنى الإسلام بالمرأة بنتًا وألزم الأب بالنفقة على البنت، فقال تعالى: (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا لا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلادَكُمْ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) [البقرة : 233]
ولم يلزم هذه البنت لا في حال الصغر ولا في حال الغلومة وحال أن تكون شابة بأن تعمل، اللهم إلا في ظروف قاهرة، وفي ظروف خاصة، وإلا فالأب هو الملزم والأخ هو الملزم والولي الأقرب هو الملزم، بل ولي الأمر هو الملزم والتجار هم الملزمون.
إن المرأة مكرمة في شريعة الله عز وجل، أما هؤلاء فلا عيب عليهم؛ لأنهم يجهلون الإسلام، ولأنهم لا يعرفون عن الإسلام إلا ما كتبه المستشرقون أعداء الإسلام أعداء رسل الله عليهم الصلاة والسلام .
كما أن الأنثى مكرمة في حال كونها أختًا، ورد في مسند الإمام أحمد أن النبي عليه الصلاة والسلام: "لا يكون لأحد ثلاث بنات أو ثلاث أخوات أو ابنتان أو أختان، فيتقي الله فيهن ويحسن إليهن إلا دخل الجنة".
كما كرم الإسلام الأنثى وهي زوجة، فإن الله سبحانه وتعالى أمر الرجل بأن يكفيها مؤنتها ومطعمها ومشربها وملبسها ومأواها، وكل شيء تحتاج إليه بالمعروف، فقال تعالى: (أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى) [الطلاق : 6]، وأمر الله سبحانه وتعالى الرجل أن ينفق على هذه المرأة، وللمرأة أن تقاضيه أمام الشرع في حال إذا قصَّر في هذه الجوانب.
وقد كرم الله تعالى المرأة أُمًّا، فقال: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً ) [الإسراء: 23]، أي أحسن إلى الوالدين، قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: من أحق بحسن الصحبة؟ قال: "أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أبوك، ثم أدناك أدناك".
فانظر كيف جعل الله عز وجل لهذه المرأة ثلاث حقوق من البر، من أجل أنها تحتاج وتفتقر لهذا العطف، ولهذا الحنان، ولهذا البر كرّمها أيما تكريم، لكن هؤلاء -أعني الغربيين- لا يعرفون عن ديننا إلا ما يكتبه أولئك الحاقدون، والعتب على الذين ينتسبون إلى الدين، وهم ينفّذون مخططات أعداء الله عز وجل في بلاد المسلمين، ويا ليتهم يفضحون تلك المؤسسات التي تعين النساء تلك الأرامل أولئك الأيتام، إنهم يلهثون وراء حاجاتهم الشخصية، ومنافعهم الشخصية من خلال ما تمدهم تلك المنظمات الغربية من أموال من أجل تمرير مخططاتهم وتنفيذ مخططاتهم.
إن الله أمر المسلمين جميعًا وحضهم من أجل أن يعتنوا بالمرأة المحتاجة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، أو كالذي يصوم النهار ويقوم الليل"، فجعل منزلته مثل منزلة القائم الصائم؛ لأنه يسعى من أجل أن يُطعم ويكسو ويعالج ويرتاح اليتيم أو تلك المسكينة الأرملة التي لا عائل لها .
بل المجتمع الإسلامي يأثم بين يدي الله عز وجل، ويستحق عقوبة الله تعالى إذا وُجد في أوساطهم خصوصًا من ضعفة النساء من تمد يدها، أو تبيع عرضها؛ نتيجة أنها جائعة والمسلمون يأكلون ويتمتعون بنعم الله عز وجل.
إن هذه الدعاوى التي تُدعى من قبل أعداء الإسلام في الداخل والخارج ما المقصود منها ؟ المقصود منها أن تحرر المرأة من دينها، وأن تحرر من أخلاقها، وأن تحرر من عفتها، وأن تصبح كلأً مباحًا بأيدي اللئام يعيثون بها كيفما يشاءون، ويضغطون عليها بالطرق والوسائل القذرة القبيحة، إنما يخطط في بلاد الإسلام لبنات المسلمين –وللأسف- مخطط رهيب ومخطط خطر يجب على المسلمين أن يتيقظوا، وأن ينتبهوا لهذه المخططات؛ ذلك لأنها تحت شعارات وتحت عبارات براقة تنخدع بها المرأة.
أنا لا أكتمكم سرًّا.. كنت مرة في إحدى المكاتب، وكانت لي معاملة ما، فوجدت نساء في ذلك المكتب ووجدت مفاوضات معهن دعاني الفضول لأن أتدخل في هذا الموضوع ما المقصود من هذه المحاورات، قالوا: يراد من وراء ذلك أن توظف هذه البنات الشابات في المسارح وفي التمثيل، فقلت لمدير ذلك المكتب: أرى أنه لا خير في هذا فهل يصلح هذا لبناتك، وبنات أخيك، بل هل يصلح هذا لامرأتك، إن كان هذا تقدمًا وتطورًا فعيب عليك أن تبقي بناتك وأخواتك متخلفات رجعيات، فانتبهت هؤلاء البنات ونظرن إليَّ ثم أخذت كل واحدة منهن شنطتها وخرجت فقالوا: أفسدتهن علينا لهم مدة طويلة يتفاوضون معهن.
المرأة تفكر بعاطفة لا بمعقولية ولا تفكر بمنطقية، إنما تفكر كيف تصبح نجمة، كيف يثني الناس عليها ولا تدري أن هذه حبال، وأن هذه فخوخ يراد من ورائها أن تسقط المرأة بهذه الحفر ثم بعد ذلك يعبثون بها كيفما يشاءون.
أيها الإخوة: بعبارة بسيطة لو كانت هذه الأمور تليق بنا كمسلمين أول من يطبقها هذا الذي يطالب بها ليخرج ابنته للرياضة، لنراها تحمل الأثقال، لنراها تجري وتسابق لنراها تلعب الكرة لنراها تسبح .
بعد ذلك الناس يتكلمون؛ لأنه ليس من المنطق، (كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ) [الصف: 3].
هذا واجب من واجبات ولاة الأمر ابتداء من المسئولين في الدولة إلى المسئولين في البيوت أن يتقوا الله سبحانه وتعالى من هؤلاء النساء الضعفة وأن يوجهوهن الوجهة الصحيحة.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه من ولاه وبعد:
أقول أيها الإخوة: إن فساد المرأة فساد للمجتمع كله، يقول النبي صلى الله عليه سلم: "ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء".
إذا فسدت المرأة أفسدت المجتمع؛ تُفسد الشباب المسلمين، وتفسد من يمشي معها من النساء، من يتصل بها من النساء، وهلم جرا.
المرأة في بلاد المسلمين وخاصة في بلدنا هناك مخطط طويل من أجل إفسادها، أو إغراقها وإدخالها بحر الرذائل ابتداء بما يسمى بالجندرة. هذا الجندر صار له في بلادنا للأسف الشديد له مكاتب وله منظمات وله من يدعمه.
والمقصود بالجندر: بلفظ أو بعبارة بسيطة معناه الزواج المثلي، أن يتزوج الرجل أكرمكم الله بالرجل، وأن تتزوج المرأة بالمرأة؛ لأن عندهم فكرة هكذا يقولون الأسرة ليس تكوينها من الرجل والأنثى فقط، إنما يمكن أن تتكون من رجل ورجل، ومن امرأة من امرأة، ورجل، هذه إباحية إلى أبعد الحدود، ولعلكم تقرؤون وتتابعون ما يكتبه من ينتسبون إلى هذه المنظمات التي يريدون من ورائها هذا الأمر فما يخطط للمرأة كذلك أن تطلق حجابها أن تخرج سافرة تفتن المسلمين.
قالوا: أنتم أيها المسلمون بل بالذات قالوا: أنتم أصحاب اللحى أنتم في قلوبكم مرض. ليس في قلوبنا مرض. قالوا: بمجرد أن تنظروا للمرأة تتأثرون. يا هذا اعقل ما تقول: إن هذه فطرة الله عز وجل في الناس أجمعين أن الرجل يتأثر بالنظر لذلك ربنا جل وعلا قال: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) [النور: 30]، فالرجل الذي لا يتأثر بالنظر إلى المرأة هذا في الحقيقة منعدم الرجولة، ولذلك ألزم الله عز وجل النساء أن يكن محتشمات حتى الكلام؛ لا تتكسر المرأة فيه، ولا في مشيتها؛ لأن الرجل يتأثر بالنظر بخلاف المرأة، المرأة تتأثر بالعبارات، وتتأثر بالكلمات أكثر من تأثرها بالنظر لو كان زوجها مليئًا بالأقذار ثم كان لسانه فيه كما يعبر بعضهم فيها رومانسية وفيها كلمات تستعطفها وتثني عليها وتظهر محاسنها، لرأت هذا الرجل في قمة من الرجال، وفي قمة من الرغبة إليه .
المرأة تتأثر بالكلام والرجل يتأثر بالنظر، ولذلك هؤلاء القوم في الحقيقة قلبوا المسألة رأسًا على عقب الذين في قلوبهم مرض هم الذين يريدون أن يشيعوا الفاحشة من الذين آمنوا، هم الذين يريدون أن تنشروا الرذائل، وينتشر الزنا في بلاد المسلمين من خلال الاختلاط اختلاط الجنسين من خلال الخلوة خلوة الرجل بالمرأة وهلم جرا. يريدون نزع المرأة لحجابها معناه نزع لحيائها ونزع لعفتها ليعبث الناس بها.
فمن جملة ما تتعرض له المرأة بحجة مساواتها ما يمكن أن يطرح على مجلس النواب بعد أيام زعموا قضية دية المرأة، دية المرأة أمر محسوم في شريعة الله عز وجل، وأن المرأة ميراث يتساوى مع الرجل حتى إذا بلغت الثلث ترجع إلى النصف، فديتها بإجماع الصحابة رضي الله عنهم هي نصف دية الرجل، وهذا التنصيف ليس فيه ظلم للمرأة، بل حتى دية الرجل أغلى من هذا والمرأة أغلى من هذا إنما هذا الأمر هو مجرد تعويض، وأخذ لخاطر أولياء الدم فحسب وإلا فالنبي صلى الله عليه سلم يقول: "لهدم الكعبة حجرًا حجرًا أهون من قتل المسلم".
وهذه الدية إنما هي من قتل الخطأ، وأما إذا قتل الرجل المرأة عمدًا فإنه يُقتل بها، هل يعقل هؤلاء الناس مثل هذه المعاني، هذا في قتل الخطأ، أما في قتل العمد وبين ما كان خطأ، هذا فقط مجرد استرضاء، وليس قيمة للمرأة، بل حتى دية الرجل ليست هي قيمته فهو أغلى عند الله عز وجل مما على ظهر الأرض كلها فدية المرأة أمر محسوم في نظر الشريعة، وأنه على النصف من دية الرجل.
الأمر يمكن أن يطرق هذا بعد أيام كذلك، وهو في أجندتهم قضية ميراث المرأة وهم يريدون أن يساووا المرأة بالرجل .
يا أيها المسلمون: بلاد الغرب صارت تعاني من ظلم وهضم واحتقار للمرأة المرأة في بلاد الغرب صارت سلعة تباع، وتشترى ما من قضية دعائية إلا والمرأة فيها يعبثون بها كيفما يشاءون يبتاعون بها ويشترون ويريدون أن يطبقوا هذه الأنظمة في بلاد الإسلام، هذا أمر يجب على المسلمين أن يغاروا على أعراضهم أن يغاروا على نسائهم .
وعلى ولاة الأمر أن يتقوا الله سبحانه وتعالى وعلى مجالس التشريع أن يتقوا الله؛ لأنه في الحقيقة للأسف الشديد أن كثيرًا منهم غير مؤهل لأن يكون في هذا المكان لا يعرف أركان الصلاة ولا كيف يتوضأ ولا يعرف شيئا من الأحكام البدائية التي تحتاج إليها فضلا عن أن يكون مشرعا تنطلي عليهم شبهات أعداء الله عز وجل هذه مسائل تتعرض لها المرأة وبعضها قيد التنفيذ مثل قضية الرياضة النسائية، هذا صار قيد التنفيذ، وكانوا يقولون: أن القضية هي في نوادي مغلقة لكن شيئًا فشيئًا، وسيصبح الأمر معتادًا، وإذا كثر المساس بطل الإحساس عند الناس سيصبح الناس ينظرون إلى المرأة اليمنية تسبح ليس عندها من الثبات إلا ما يستر سوأتها أمرًا عاديا كما ينظرون إلى الأمريكية والأوربية تمامًا وينظرون إليها تلاكم وتصارع وتلعب الكرة أو تجري، وإلى آخر ذلك تم بعد ذلك لا يحسون ولا يغارون.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم