عناصر الخطبة
1/منشأ شرور النفس وفسادها 2/القرآن الشفاء النافع لما في الصدور والأبدان 3/استيلاء الشيطان على قلوب البشر 4/أقسام الشرور في الحياة 5/الاستعاذة من الشرور الداخلية والخارجية 6/الاستعاذة في القرآن والسنة 7/الموسوسون في صدور الناس نوعان.اقتباس
والله -سبحانه- لم يجعل للشيطان على العبد سلطانًا، حتى جعل له العبد سبيلاً إليه بطاعته والشرك به، فجعل الله حينئذ للشيطان على الإنسان تسلطًا وقهرًا بالإغواء والإضلال؛ بحيث يؤزهم إلى الكفر والشرك والمعاصي...
الخطبة الأولى:
إنَّ الحمدَ لله نحمدُه ونستعينه ونستغفره، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَنْ يَهْدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له ومَنْ يُضْلِل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله. اللهم صلِّ على سيدنا محمد النبي، وأزواجِه أمهاتِ المؤمنين، وذرِّيته وأهل بيته، كما صليتَ على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70، 71].
أما بعدُ: فإنَّ أصدقَ الحديث كتابُ الله تعالى، وخيرَ الهدي هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحْدثاتُها، وكلَّ محدَثة بدعةٌ، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. [حديث خطبة الحاجة أخرجه أبو داود (2118) وصححه الألباني].
عباد الله: اتقوا الله حق تقاته، وعظّموه حق تعظيمه، وأثنوا عليه بما هو أهله، وآمنوا به حق الإيمان، واحذروا وساوس الشيطان، واعلموا أن الشيطان من أكثر المخلوقات عداوة لبني آدم، ولذلك جاء ذكره في الكتاب والسنة أكثر من ذكر النفس، وحذَّر الله عباده منه أكثر من تحذيره من النفس؛ وذلك لعظيم خطره، وكثرة حِيَله، وشدة عداوته، وكثرة جنوده.
عباد الله: إن شر النفس وفسادها ينشأ من وسوسة الشيطان، فهي مركبُه، وموضع شرّه، ومحل طاعته، ولذلك فهو ملازم لها، ويجري في ابن آدم مجرى الدم. وقد أمرنا الله -عزَّ وجلَّ- بالاستعاذة منه عند قراءة القرآن؛ لشدة الحاجة إلى التعوذ منه، ولم يأمر -سبحانه- بالاستعاذة من النفس في موضع واحد، كما قال -سبحانه-: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ * إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) [النحل: 98، 99]، وقال الله تعالى: (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [فصلت: 36]. وقال -جل وعلا-: (وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ) [المؤمنون: 97، 98].
وإنما جاءت الاستعاذة من شر النفس، وشر الشيطان في قوله صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، لَا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي، وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ، وَأَنْ أَقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي سُوءًا أَوْ أَجُرَّهُ إِلَى مُسْلِمٍ" [الترمذي 3529، وصححه الألباني] .
فالشر كله إما أن يصدر من النفس, أو يصدر من الشيطان. وغايته: إما أن تعود على العامل، أو على أخيه المسلم، فتضمن الحديث الاستعاذة من الشر وأسبابه وغايته، وبيان مصدري الشر، وغايتيه التي يصل إليهما.
عباد الله: إن القرآن شفاء لما في الصدور، يُذهِب ما يلقيه الشيطان فيها من الوساوس والشهوات، والإرادات الفاسدة، فأمر الله العبد أن يطرد مادة الداء، ويخلي منه القلب.
القرآن مادة الهدى والعلم والخير في القلب، وكلما أحس الشيطان بنبات الخير في القلب سعى في إفساده وإحراقه، فأمر أن يستعيذ بالله -عزَّ وجلَّ- منه؛ لئلا يفسد عليه ما يحصل له بالقرآن من المنافع.
والملائكة تدنو من قارئ القرآن، وتستمع لقراءته، والشيطان ضد الملَك وعدوه، فأمر القارئ أن يطلب من الله تعالى مباعدته عنه، حتى يحضره خاصّ ملائكته؛ لأن الشيطان يجلب على القارئ بخيله ورَجْله، حتى يشغله عن الانتفاع بالقرآن، ويحول بينه وبين تدبره والاتعاظ به، وكذلك الشيطان يلقي في قراءة القارئ، ويلبس عليه، ولهذا يغلط القارئ تارة، ويخلط عليه تارة، لذلك أمر الله -سبحانه- بالاستعاذة منه عند قراءة القرآن.
عباد الله: والله -سبحانه- لم يجعل للشيطان على العبد سلطانًا، حتى جعل له العبد سبيلاً إليه بطاعته والشرك به، فجعل الله حينئذ للشيطان على الإنسان تسلطًا وقهرًا بالإغواء والإضلال؛ بحيث يؤزهم إلى الكفر والشرك والمعاصي، ولا يدعهم يتركونها، كما قال -سبحانه-: (أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا) [مريم: 83].
والتوحيد والإيمان، والإخلاص والتوكل على الله يهدم أي سلطان للشيطان على المسلم، كما قال الله -سبحانه-: (إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) [النحل: 99].
والشرك وفروعه من المعاصي والمنكرات والفواحش يوجب سلطانه على البشر الذين تولوه، ودخلوا في طاعته، وانضموا لحزبه، فهؤلاء الذين جعلوا للشيطان ولاية على أنفسهم، فأزّهم إلى المعاصي أزًّا، وقادهم إلى النار من حيث لا يشعرون: (إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ) [النحل: 100].
وقد استولى الشيطان على كثير من قلوب البشر وأبدانهم، فأمرهم بالكفر فكفروا، وزيَّن لهم المعاصي فعصوا: (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) [سبأ: 20]، وجميع ذلك بقضاء من كل الأمور بيده، فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه، والله حكيم عليم.
والشيطان دأبه وديدنه الوسوسة، فإذا ذكر العبد ربه هرب الشيطان وخنس واختفى، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: (الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ) [الناس: 4]، قَالَ: "الشَّيْطَانُ جَاثِمٌ عَلَى قَلْبِ ابْنِ آدَمَ، فَإِذَا سَهَا وَغَفَلَ وَسْوَسَ، وَإِذَا ذَكَرَ اللَّهَ خَنَسَ"، وذكر الله هو مقمعته التي يقمع بها وقد حكى ابن القيم -رحمه الله- عن بعض السلف، أنهم قالوا: "إذا تمكن الذكر من القلب، فإن دنا منه الشيطان صرعه الإنسي، كما يصرع الإنسان إذا دنا منه الشيطان، فيجتمع عليه الشياطين، فيقولون: ما لهذا؟ فيقال: قد مسه الإنسي".
ولهذا يكون شيطان المؤمن هزيلاً ضئيلاً، بسبب ما يأتيه من عذاب وقمع من ذكر الله وطاعته. فكلما اعترضه صبَّ عليه سياط الذكر والتوجه، والاستغفار والطاعة، فشيطانه معه في عذاب شديد، قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ) [الأعراف: 201].
أما شيطان الكافر فهو معه في راحة ودعة، ولهذا يكون قويًا عاتيًا شديدًا؛ لأنه مطاع فيما يأمر به من المعاصي والمنكرات، فمن لم يعذّب شيطانه بذكر الله في الدنيا وتوحيده واستغفاره وطاعته، عذَّبه شيطانه في الآخرة بعذاب النار، فلا بدَّ لكل أحدٍ أن يعذب شيطانه, أو يعذبه شيطانه, وأنت أحدهما ولا بد.
نسأل الله أن يهدي ضالنا، ويكفينا شر شرارنا، ونعوذ به أن يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، إنه جواد كريم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه وتوبوا إليه.
الخطبة الثانية:
الحمد لله مُعزّ من أطاعه واتقاه، ومذل من خالف أمره وعصاه، فتح أبواب الخيرات لمن أراد رضاه، وأغلق باب السوء عمن أقبل عليه وتولاه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدًا عبدُه ورسوله، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
عباد الله: اتقوا الله حق تقاته، واعبدوه وحده لا شريك له، واعلموا أن الشر نوعان: شرور من داخل النفس, وشرور من خارجها. وسورة الفلق تضمنت الاستعاذة من الشر الخارجي، وهو ظلم الغير للعبد، كما قال -سبحانه-: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) [الفلق: 1-5].
والشر الخارجي الذي أُمر العبد أن يستعيذ بالله منه أربعة أقسام؛ الأول: الاستعاذة من كل شر في أي مخلوق قام به الشر من إنسان أو غيره من جنّ أو حيوان أو هامّة أو دابة أو ريحًا أو صاعقة أو غيرها، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ: "اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ، وَرَبَّ الْأَرْضِ، وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، مُنَزِّلَ التَّوْرَاةِ، وَالْإِنْجِيلِ، وَالْقُرْآنِ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ، أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ" [أبو داود(5051)].
الثاني: شر الغاسق إذا وقب، وهو الليل إذا أظلم، وهو محلّ سلطان الأرواح الشريرة الخبيثة، وفيه تتسلط شياطين الإنس والجن ما لا تتسلط في النهار.
الثالث: شرّ النفاثات في العقد، وهي الأرواح الشريرة، والأنفس الخبيثة، فإذا تكيّفت نفسه بالشر الذي يريده بالمسحور، نفث في تلك العُقَد فيقع السحر.
الرابع: شر الحاسد إذا حسد من الإنس والجن، وكلّ عنده حسد، ولكن المؤمن يدفعه، وغير المؤمن يتماشى معه ويستجيب له.
فسورة الفلق قد تضمنت الاستعاذة من كافة الشرور الخارجية، ويسمى ذلك كله شر المصائب. أما سورة الناس فقد تضمنت الاستعاذة من الشر الذي هو ظلم العبد لنفسه، وهو شرّ من داخل الإنسان، ويسمى شر المعائب التي أصلها الوسوسة، كما قال الله -سبحانه-: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) [الناس: 1-6]. والمتتبع لجميع الشرور وأصلها يجد أن الشر كله يرجع إلى العيوب والمصائب، ولا ثالث لهما.
والله -عزَّ وجلَّ- سميع لاستعاذة عبده، عليم بما يستعيذ منه، لذلك تجده تارة يقرن السمع بالعلم، ومرة يقرنه بالبصر؛ لاقتضاء حال المستعيذ ذلك. فالاستعاذة من الشيطان الذي نعلم وجوده ولا نراه جاءت بلفظ السميع العليم كما قال -سبحانه-: (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [الأعراف: 200].
والاستعاذة من شر الإنس الذين يرون بالأبصار جاء بلفظ السميع البصير، كما قال -سبحانه-: (إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [غافر: 56].
وذلك لينبسط المستعيذ، وليعلم أن الله سميع لاستعاذته، مجيبٌ له، عليم بكيد عدوه، يراه ويبصره، فيقبل الداعي على الدعاء.
عباد الله: والذي يوسوس في صدور الناس نوعان: إما إنس, أو جن. كما قال -سبحانه-: (الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) [الناس: 5، 6]. فالجني يوسوس في صدور الإنس، والإنسي أيضًا يوسوس للإنسي، والوسوسة الإلقاء الخفي في القلب، وهذا مشترك بين الإنس والجن، وإن كان الإنسي يلقي بواسطة الأذن، فالجني لا يحتاج لذلك؛ لأنه يدخل في ابن آدم، ويجري منه مجرى الدم.
ونظير اشتراكهما في هذه الوسوسة، اشتراكهما في الوحي الشيطاني، كما قال -سبحانه-: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ) [الأنعام: 112].
فالشيطان يوحي إلى الإنسي باطله، ويوحيه الإنسي إلى إنسي مثله، فشياطين الإنس والجن يشتركون في الوحي الشيطاني، ويشتركون في الوسوسة. نسأل الله السلامة من شر هؤلاء, وشر هؤلاء: (وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ) [المؤمنون: 97، 98].
فلنحرص على الاستعاذة بالله -تبارك وتعالى- من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، ولنحذر من وساوس شياطين الإنس والجن، ولنغلق قلوبنا وأسماعنا عن الإصغاء للشبهات والوساوس، ونلزم صراط الله المستقيم، لننجو في الدنيا، ونسعد في الآخرة، فلنراجع أنفسنا، ولنسلك كل سبيل يزيد في إيماننا.
نسأل الله كمال الإيمان به، وجميل التوكل عليه، وحسن الظن فيه، اللهم املأ قلوبنا ثقة بك، وتوكلاً عليك، ومحبة لك، اللهم إنا نسألك إيمانًا صادقًا، ولسانًا ذاكرًا، وقلبًا خاشعًا.
اللهم ثبتنا على الإسلام، وارزقنا حلاوة الإيمان، واجعلنا من أهل السعادة يا كريم يا منان.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك، اللهم ارزقنا الإخلاص في الأقوال والأعمال، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم